
مساء الجمعة، 25 نيسان/ أبريل، دعاني أحد زملاء الدراسة؛ كنا زملاء منذ الصفوف الابتدائية والمتوسطة في جزيرة تاروت وحتى نهاية السنوات الثانوية في مدينة القطيف، لحضور حفل زواج ابنته، أو إحدى بناته. أما والد العريس فكنا زملاء في رأس تنورة، ثلاثة أشهر أو نحو ذلك، في انتظار البعثة الدراسية في أمريكا مطلع العام 1980م.
صادف وجود زملاء آخرين فاستعدت في "فلاش" سريع أيام الصبا والشباب. أيامًا كنا فيها لا زوجات ولا أولاد ولا بنات ولا أحفاد! كيف مرت كل هذه السنوات وبسرعة؟! أصبحت سرعة الزمن مرعبة جدًّا فلا يكاد يبدأ شهر إلا وينتهي ثم عام ثم عقد ثم العمر كله! ما أسرع الأيام فهي كما يصفها الشريف الرضي عليه الرحمة:
ما أَسرَعَ الأَيّامَ في طَيَّنا * تَمضي عَلينا ثُمَّ تَمضي بِنا
في كُلَّ يَومٍ أَمَلٌ قَد نَأى * مَرامُهُ عَن أَجَلٍ قَد دَنا
أَنذَرَنا الدَهرُ وَما نَرعَوي * كَأَنَّما الدَهرُ سِوانا عَنى
تحية لكم، الزملاء والأصدقاء، أصدقاء الطفولة والشباب والشيخوخة. نعم، ملامحكم بدأت تتغير والشيب واضح لا يمكن إخفاؤه، لكن العواطف والقلوب والعقول والمحبة لا تزال كما هي. عشنا معًا زمن البساطة والآن نعيش معًا عصر "التقدم والتكنولوجيا". تغيرنا في الشكل لا في المضمون. نبقى على عهد المحبة ويبقى عليه الأبناء من بعدنا.
استمتعنا بأشياء بسيطة في الأعوام 77م، 78م، 79م؛ طبق فول وخبزة في فسحة المدرسة من بائع الفول اليماني، سعيد. حافلة صفراء تعمل يومًا وتتأخر يومًا آخر، ليس فيها مكيف هواء، لا نشتكي ولا نتذمر، حمدنا الله وشكرناه. جاءت بعدها سنوات ملأناها بالجدّ والنشاط وانشغلنا بالأسرة والآن عدنا في عمر "الفراغ" من جديد بعد أن كبر الصغار وطاروا من أعشاشهم.
تزوجنا في عمر العشرين، أو قبل العشرين، وبعد الأربعين صار لدينا أحفاد! على عكس هذا الزمان الذي يبقى فيه الشبان حتى بعد الثلاثين من العمر، لا زواج ولا أبناء ولا مسؤولية ولا هم يحزنون! أنا هنا أدعوك أيها الشابّ للزواج باكرًا. اختصر الوقت، لا تنتظر طويلًا وتفوتك فرصة الإنجاب المبكر وترى أحفادك وربما أبناء أحفادك! تزوج وأنت في سنوات الشباب، لا تتأخر! الزواج والأبناء من أسباب السعادة.
من سعادتنا أن بقينا ورأينا أبناءنا يكبرون سعداء وفيهم الخير والصلاح. نعم بلغنا الأربعين سنة يا رب وأكثر بعقدين من الزمن فها نحن نقدم لك يا رب مطالبنا مختصرة في ثلاثة أمور: أوزعنا أن نشكر نعمتك التي أنعمتَ علينا وعلى والدينا، أن نعمل صالحًا ترضاه، وتصلح لنا في ذرارينا {حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}.
صادف وجود زملاء آخرين فاستعدت في "فلاش" سريع أيام الصبا والشباب. أيامًا كنا فيها لا زوجات ولا أولاد ولا بنات ولا أحفاد! كيف مرت كل هذه السنوات وبسرعة؟! أصبحت سرعة الزمن مرعبة جدًّا فلا يكاد يبدأ شهر إلا وينتهي ثم عام ثم عقد ثم العمر كله! ما أسرع الأيام فهي كما يصفها الشريف الرضي عليه الرحمة:
ما أَسرَعَ الأَيّامَ في طَيَّنا * تَمضي عَلينا ثُمَّ تَمضي بِنا
في كُلَّ يَومٍ أَمَلٌ قَد نَأى * مَرامُهُ عَن أَجَلٍ قَد دَنا
أَنذَرَنا الدَهرُ وَما نَرعَوي * كَأَنَّما الدَهرُ سِوانا عَنى
تحية لكم، الزملاء والأصدقاء، أصدقاء الطفولة والشباب والشيخوخة. نعم، ملامحكم بدأت تتغير والشيب واضح لا يمكن إخفاؤه، لكن العواطف والقلوب والعقول والمحبة لا تزال كما هي. عشنا معًا زمن البساطة والآن نعيش معًا عصر "التقدم والتكنولوجيا". تغيرنا في الشكل لا في المضمون. نبقى على عهد المحبة ويبقى عليه الأبناء من بعدنا.
استمتعنا بأشياء بسيطة في الأعوام 77م، 78م، 79م؛ طبق فول وخبزة في فسحة المدرسة من بائع الفول اليماني، سعيد. حافلة صفراء تعمل يومًا وتتأخر يومًا آخر، ليس فيها مكيف هواء، لا نشتكي ولا نتذمر، حمدنا الله وشكرناه. جاءت بعدها سنوات ملأناها بالجدّ والنشاط وانشغلنا بالأسرة والآن عدنا في عمر "الفراغ" من جديد بعد أن كبر الصغار وطاروا من أعشاشهم.
تزوجنا في عمر العشرين، أو قبل العشرين، وبعد الأربعين صار لدينا أحفاد! على عكس هذا الزمان الذي يبقى فيه الشبان حتى بعد الثلاثين من العمر، لا زواج ولا أبناء ولا مسؤولية ولا هم يحزنون! أنا هنا أدعوك أيها الشابّ للزواج باكرًا. اختصر الوقت، لا تنتظر طويلًا وتفوتك فرصة الإنجاب المبكر وترى أحفادك وربما أبناء أحفادك! تزوج وأنت في سنوات الشباب، لا تتأخر! الزواج والأبناء من أسباب السعادة.
من سعادتنا أن بقينا ورأينا أبناءنا يكبرون سعداء وفيهم الخير والصلاح. نعم بلغنا الأربعين سنة يا رب وأكثر بعقدين من الزمن فها نحن نقدم لك يا رب مطالبنا مختصرة في ثلاثة أمور: أوزعنا أن نشكر نعمتك التي أنعمتَ علينا وعلى والدينا، أن نعمل صالحًا ترضاه، وتصلح لنا في ذرارينا {حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}.