
يشهد موسم عسل المانجروف في المنطقة الشرقية، وتحديدًا في محافظة القطيف، حضورًا لافتًا في قطاع إنتاج العسل، حيث تتفوّق المحافظة بإنتاج هذا النوع النادر والمميز من العسل، والذي يُستخرج من غابات أشجار المانجروف الساحلية الممتدة من مدينة سيهات إلى تاروت وصفوى ورأس تنورة.
ويُعرف هذا العسل بجودته العالية، وفوائده الصحية الكبيرة، إلى جانب ندرته، نظرًا لأن شجرة المانجروف تحتاج إلى ظروف بيئية خاصة لتنمو على سواحل البحر.
وتُعد أشجار المانجروف من الأشجار الاستوائية التي تزدهر في بيئات لا يمكن لمعظم الأشجار الأخرى تحملها، مثل المياه المالحة والسواحل التي تتعرض لانحسار المد والجزر.
وتتميز أشجار المانجروف بقدرتها على تخزين كميات هائلة من الكربون، كما تُعد من الأنواع القليلة جدًا على مستوى العالم التي تتحمل الملوحة العالية.
ويمتاز عسل المانجروف بلونه الذهبي الفاتح، ورائحته الطيبة القوية والعطرية الزهرية، إضافة إلى قوامه الخفيف مقارنة ببقية أنواع العسل، وسرعة تبلوره عند درجات الحرارة المنخفضة.
ويُعد هذا العسل من الأنواع الفاخرة بدرجة الامتياز، كما أنه محبوب ومستساغ للأطفال.
ويحتوي عسل المانجروف على مزيج غني من الفيتامينات، والمعادن، والأحماض الأمينية، والحديد، والزنك، ومضادات الأكسدة، والبروتينات، إلى جانب الإنزيمات التي يضيفها النحل خلال عملية النضج، بالإضافة إلى البكتيريا النافعة والخمائر الطبيعية، مما يمنحه قيمة غذائية عالية.
ويُعرف هذا العسل بفوائده الصحية العديدة، كما قال الله تعالى: «فيه شفاءٌ للناس».
ومن أبرز فوائده تعزيز صحة الجهاز الهضمي، وإمداد الجسم بالطاقة، وتقوية عضلات القلب، وتنظيم ضغط الدم، وتقوية العظام، وتعزيز صحة الجهاز التنفسي والتناسلي، إلى جانب تقوية جهاز المناعة والوقاية من فقر الدم.
ويُعد عسل المانجروف مناسبًا للأشخاص الذين يعانون من الحساسية تجاه حبوب اللقاح نظرًا لانخفاض كمية حبوب اللقاح فيه.
ويمكن الاستفادة من عسل المانجروف بطرق متعددة، منها استبدال السكر به في المشروبات أو الطعام، أو استخدامه في صلصات تتبيل السلطة، أو دهنه على الخبز المحمص أو البان كيك، كما يمكن مزجه مع الزبادي أو الشوفان في وجبة الإفطار، أو تناوله مباشرة بملعقة، أو إذابته في كوب من الماء.