13 , ديسمبر 2025

القطيف اليوم

من أم الحمام.. حسين آل عباس يفتح أبواب التربية بروح الممارسة عبر «تجربة في إدارة سلوكيات الأطفال»

في زمن تتزايد فيه التحديات التربوية، وتتصاعد فيه أسئلة الآباء والأمهات حول السلوكيات الطفولية، يخرج الموجّه الطلابي حسين أحمد آل عباس، من بلدة أم الحمام بمحافظة القطيف، بإصدار جديد يُعلي من قيمة التجربة ويضعها في قالب علمي مبسط، تحت عنوان: «تجربتي في إدارة سلوكيات الأطفال»، والصادر عن دار الباسل للنشر والتوزيع في طبعته الأولى لعام 2025م.

يحمل غلاف الكتاب بعدًا بصريًا تعبيريًا، يظهر فيه طفل يصعد سلالم بألوان متدرجة، وهو يرفع بيده طائرة ورقية ترمز للأمل والانطلاق، في مشهد يحاكي مراحل بناء السلوك. أما عنوان الكتاب، فقد صُمم بخطوط متعددة لتمنح القارئ إيحاءً بأن السلوك الطفولي غير ثابت، وأن إدارته تحتاج مرونة وتجريبًا.

يضم الكتاب أكثر من 60 مقالة قصيرة، يرصد فيها الكاتب تجاربه في الإرشاد المدرسي والأسري، ويعالج أبرز المشكلات السلوكية التي تواجه الوالدين، بلغة سلسة وأمثلة واقعية تتنوّع بين القصص والمواقف اليومية والحلول التطبيقية. ويعرض فيه قضايا مثل بكاء الطفل المتكرر، والعناد، والخوف من المدرسة، وتأثير الأجهزة الذكية، والتسلّط الوالدي، والتفرقة بين الأبناء، إضافة إلى ظاهرة كثرة الأسئلة، وحب الاستكشاف، والمزاح، واللعب، والعقود السلوكية، وتعامل المراهقين، وسبل تنمية الشخصية من خلال التربية المتوازنة.

ويتميز هذا الإصدار بكونه ليس تنظيرًا تربويًا مجردًا، بل خلاصة معايشة واقعية لمشكلات السلوك، يقدّم حلولًا بسيطة وعملية يفهمها الآباء قبل المتخصصين، مع توجيهات حية نابعة من الميدان التربوي.

المؤلف حسين بن أحمد آل عباس، يعمل معلمًا في وزارة التعليم منذ عام 2006م، وموجّهًا طلابيًا مهتمًا بتربية الطفل، وهو حاصل على بكالوريوس مكتبات من جامعة الملك سعود، ودبلوم عالٍ في الحاسب الآلي، بالإضافة إلى دبلومات متخصصة في الإرشاد النفسي والأسري، قدّم عشرات الورش التربوية والمقالات، وأسهم في تأسيس عدد من المبادرات المجتمعية والأسرية، من أبرزها لجنة الهاتف الاستشاري بجمعية أم الحمام، وجمعية “مودة ورحمة” بسيهات.

ويحمل الكاتب رسالة تربوية عميقة تنطلق من قناعة بأن التربية الإيجابية تصنع آباءً وأمهات لجيل المستقبل، ويحث في كتابه على اعتماد التربية بالنموذج، وتشجيع الحوار، وفهم دوافع الطفل قبل الحكم على سلوكه، مؤكدًا أن كل طفل يحمل في داخله مفاتيح تقويمه إذا أُحسن التعامل معه.

ويأتي هذا الكتاب ليضع بصمة شخصية، ويؤسس لخطاب تربوي نابع من واقع المدرسة والأسرة، مؤمنًا بأن التعامل مع الطفل ليس تلقينًا ولا وعظًا، بل «فنّ إدارة» يبدأ من فهم الإنسان الصغير بصدق ومسؤولية.

Uploaded Image


error: المحتوي محمي