لم أكن قبل هذه المرحلة من حياتي أتصور أن "الحرمان" أو "التأخير" له جانب إيجابي وعندما لا تتحقق الرغبة في وقتها أن ذلك نعمة كبيرة من الله سبحانه وتعالى، فيها خير كثير وتنضح بسعادة تظهر لاحقًا!
أمور كثيرة وأمنيات جمة نتمنى أن تتحقق -الآنَ الآنَ- ولا تحصل. ثمّ بعد حين نحمد الله أنها لم تحصل ويظهر من التأخير أو الحرمان أن الله هو العارف الأوحد بمصالح العباد "وإنّ من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلا بالفقر ولو أغنيته لأفسده ذلك، وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلا بالغنى ولو أفقرته لأفسده ذلك، وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلا بالسقم ولو صححت جسمه لأفسده ذلك وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلا بالصحة ولو أسقمته لأفسده ذلك، إني أدبر عبادي لعلمي بقلوبهم، فإني عليم خبير".
أنا وأنتم نحب أشياءً كثيرة وهي ليست خيرًا لنا ونبغض أشياءً كثيرة وهي خير لنا والله سبحانه وتعالى يقول: {وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}. لأن علمنا محدود نعترض ونقول: كيف هذا لا يحصل؟ أو كيف ذاك يحصل؟ ثم تأتي الأيام لتقول: هل رأيت أن الذي أحببت لم يكن لصالحك؟ وأن الذي كرهت كان لصالحك؟
أريد مالًا وفيرًا، منصبًا عظيمًا، أريد أن أتزوج فلانًا أو فلانة؟ أريد أولادًا وبنات، أريد أن أكون كيت وكيت، ثم لا يكون! الحقيقة أن القوانين الإلهية ليست تحت تصرفنا وهي أبعد من دائرة محيطنا المحدود، مرتبطة بالعالم اللامحدود الذي يختص الله سبحانه وتعالى بعلمه!
الدنيا فيها غرائب وعجائب، ومن عجائبها أن توزيع الأقدار لا يخضع لإرادة البشر المباشرة، فيها الصحة والمرض، والعطاء والحرمان! نحن نطلبها والله سبحانه من يقسمها كيف يشاء ويعطينا ما يصلح لنا لا ما نريد! لو أجرينا مراجعة دورية لكل ما يحدث لنا لوجدنا كثيرًا من الأشياء التي "حرمنا" منها ليست في مصلحتنا!
ليس لنا إلا أن نكون ممتنين عندما نقلب شريط الذكريات ونرى الفوائد التي جنيناها مما اعتقدنا أنه "حرمان" أو "تأخير" فإذا بها خسارة تافهة إذا ما قارناها بالأرباح التي جنيناها من "الحرمان". الله الملك المتعال وحده يعرف!
لا تفهمني خطأ، علينا أن نعمل ونكد ونحافظ على صحتنا والله يعطي من يشاء ويمنع، لكن لو كانت الأرزاق -فقط- بالجد والاجتهاد لوجدت بعض الأغنياء المترفين فقراء معدمين وبعض الفقراء أغنياء:
لَم يُرزَقوها بِعَقلٍ حينما رُزِقوا
لَكِنَّهُم رُزِقوها بِالمقاديرِ
لَو كانَ عَن قُوَّةٍ أَو مُغالَبَةٍ
طارَ البُزاةُ بِأَرزاقِ العَصافيرِ
كلما اتسعت دائرة أفكارنا وجدنا مكانًا في عقولنا لقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النّاس لَا يَعْلَمُونَ﴾، غالبٌ في كل أمر وشيء وليس لنا من الأمر شيء إلا ما سمح به سبحانه وتعالى!
أمور كثيرة وأمنيات جمة نتمنى أن تتحقق -الآنَ الآنَ- ولا تحصل. ثمّ بعد حين نحمد الله أنها لم تحصل ويظهر من التأخير أو الحرمان أن الله هو العارف الأوحد بمصالح العباد "وإنّ من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلا بالفقر ولو أغنيته لأفسده ذلك، وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلا بالغنى ولو أفقرته لأفسده ذلك، وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلا بالسقم ولو صححت جسمه لأفسده ذلك وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلا بالصحة ولو أسقمته لأفسده ذلك، إني أدبر عبادي لعلمي بقلوبهم، فإني عليم خبير".
أنا وأنتم نحب أشياءً كثيرة وهي ليست خيرًا لنا ونبغض أشياءً كثيرة وهي خير لنا والله سبحانه وتعالى يقول: {وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}. لأن علمنا محدود نعترض ونقول: كيف هذا لا يحصل؟ أو كيف ذاك يحصل؟ ثم تأتي الأيام لتقول: هل رأيت أن الذي أحببت لم يكن لصالحك؟ وأن الذي كرهت كان لصالحك؟
أريد مالًا وفيرًا، منصبًا عظيمًا، أريد أن أتزوج فلانًا أو فلانة؟ أريد أولادًا وبنات، أريد أن أكون كيت وكيت، ثم لا يكون! الحقيقة أن القوانين الإلهية ليست تحت تصرفنا وهي أبعد من دائرة محيطنا المحدود، مرتبطة بالعالم اللامحدود الذي يختص الله سبحانه وتعالى بعلمه!
الدنيا فيها غرائب وعجائب، ومن عجائبها أن توزيع الأقدار لا يخضع لإرادة البشر المباشرة، فيها الصحة والمرض، والعطاء والحرمان! نحن نطلبها والله سبحانه من يقسمها كيف يشاء ويعطينا ما يصلح لنا لا ما نريد! لو أجرينا مراجعة دورية لكل ما يحدث لنا لوجدنا كثيرًا من الأشياء التي "حرمنا" منها ليست في مصلحتنا!
ليس لنا إلا أن نكون ممتنين عندما نقلب شريط الذكريات ونرى الفوائد التي جنيناها مما اعتقدنا أنه "حرمان" أو "تأخير" فإذا بها خسارة تافهة إذا ما قارناها بالأرباح التي جنيناها من "الحرمان". الله الملك المتعال وحده يعرف!
لا تفهمني خطأ، علينا أن نعمل ونكد ونحافظ على صحتنا والله يعطي من يشاء ويمنع، لكن لو كانت الأرزاق -فقط- بالجد والاجتهاد لوجدت بعض الأغنياء المترفين فقراء معدمين وبعض الفقراء أغنياء:
لَم يُرزَقوها بِعَقلٍ حينما رُزِقوا
لَكِنَّهُم رُزِقوها بِالمقاديرِ
لَو كانَ عَن قُوَّةٍ أَو مُغالَبَةٍ
طارَ البُزاةُ بِأَرزاقِ العَصافيرِ
كلما اتسعت دائرة أفكارنا وجدنا مكانًا في عقولنا لقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النّاس لَا يَعْلَمُونَ﴾، غالبٌ في كل أمر وشيء وليس لنا من الأمر شيء إلا ما سمح به سبحانه وتعالى!



