13 , ديسمبر 2025

القطيف اليوم

أزمة الثقة 

انتشرت -حديثًا- أزمة الثقة بين الناس بحيث أصبح السائد هو عدم الثقة حتى يثبت العكس. 

وبعيدًا عن صحة ذلك من عدمه؛ نود أن نسلط الضوء على أسباب وبواعث هذه الأزمة في المجتمع بشكل عام. 

     
تعود أسباب أزمة الثقة هذه لما يلي: 
1- كثرة الصدمات ممن كانوا خارج التوقعات (من الأقربين قدرًا ومقامًا وحبًا في القلب). 
2- حين تكون لست جديرًا بالثقة ترى الآخرين انعكاسًا لك؛ فالإنسان يرى في الآخرين انعكاسًا لما في نفسه. 
3- انتشار ثقافة التخوين في وسائل التواصل الاجتماعي باعتبارها ظاهرة عامة، وهذا الأمر يحتاج إلى دراسة وتمحيص وتدقيق في أغلبه؛ لأنه مبني على تصفية الحسابات. 
4- التربية والتنشئة المبنية على سوء الظن في الناس منذ نعومة الأظافر. 
5- انتشار السوء والشر بشكل غير مسبوق في بعض المجتمعات العربية نتيجة الفقر أو الحروب أو الجهل أدى لتحلل منظومة القيم الفاضلة وانقلابها عند البعض؛ بحيث أصبحتَ تبحث عن الأمين المؤتمن وكأنه إبرة في بحر. 
6- البعض يتوق لنشر الأخبار السلبية بين الناس ولا تعنيه الأخبار الإيجابية بحال، وكأنه غراب البين الذي يتوق للجيَف ولحم الأموات. 
7- حبُّ المال أو حبُّ الغنى يجعل البعض يبيع نفسه ودينه وخلقه. 
8- شراء وبيع الذمم تبعًا لالتقاء المصالح أو تقاطعها. 
9- الحقد والحسد والغيرة بين الإخوان والأصدقاء والأقارب والشركاء والزملاء وسواهم. 
10- المنافسة غير الشريفة بين من يعملون في نفس المجال تتسبب في تصادمات عنيفة وفجور في الخصومة تخلّف أزمة ثقة عامة بكل معانيها. 
11- كثرة الكذب تخلق أزمة ثقة بلا حدود. 
12- عدم اتقاء الشبهات بالذهاب للأماكن المشبوهة أو الجلوس مع أشخاص سيئي السمعة والسلوك. 
13- تتبع عثرات الناس وتصيُّد هفواتهم أو أخطائهم في الماضي أو الحاضر ونشرها بين الناس، وهذا العمل من أقبح الأعمال وأكثرها مقتًا عند الله؛ لأن إشاعة المنكر أقبح من عمله، ومن الجدير بالذكر هنا أن هذه الصفة أشبه بنبش قبور الموتى تليق بعديمي الإنسانية فقط. 
14- السرقة بكل أنواعها (المالية، الفكرية، الأدبية، العلمية وغيرها). 
15- غلبة هوى النفس على الإنسان وسيطرته على سلوكه وتفكيره وتعاملاته.

16- البعد عن تعاليم السماء وأخلاق محمد -صلى الله عليه وآله- وأهل بيته عليهم السلام، والاستخفاف بالدين ومبادئه وحدوده. 

      
هذه أهم الأسباب برؤيتي القاصرة المحدودة، ولا شك أن هناك أسبابًا أخرى لم ترد فيما ذُكر أعلاه. 


error: المحتوي محمي