13 , ديسمبر 2025

القطيف اليوم

زخرفة جصية قطيفية

انطلقنا بحماس لتجربة مدهشة من الفن والإبداع، وقفنا أمام جدار كبير في أسفل جسر المزروع المشاري-الناصرة شارع أحد القطيف 5 أمتار ارتفاع بعرض 32 مترًا، عاقدين العزم على تحويل جزء منه إلى لوحة فنية تمتلئ بالزخارف الجصية الأصيلة، والتي تعكس روح القطيف وتاريخها العريق، لم يكن هذا العمل مجرد مشروع عادي، بل كان حلمًا طالما راودنا بأن يُسهم بجماليات فنية تُحيي التراث وتزين بعض مساحات محافظة القطيف بأعمال تسر الناظرين وتربط الحاضر بالماضي، ومنذ اللحظة الأولى، أدركنا كفنانين أن هذا الإنجاز لن يتحقق إلا بتكاتف الجميع، جميع أعضاء الفريق، الذين يشاركونا الشغف ذاته، ليضعوا معًا رؤية مشتركة تنبض بالإبداع.

كان الجو مليئًا بروح العمل الجماعي، حيث تعانقت الأفكار وتكاملت الجهود، ليبدأ كل فرد منا في الفريق بتنفيذ جزء من هذا العمل الفني الذي سيمثلنا جميعًا، وفي أسفل الجسر ووسط ضجيج السيارات وآلات الحفر، كانت أصوات الأدوات ونقش الأزاميل وهي تشكل تفاصيل وخطوط الزخرفة الجصية تمتزج بنغمات الضحكات والمحادثات الحماسية بين أعضاء الفريق، نتبادل الخبرة، ونتعلم من بعضنا، وكنا نتحدى كل الصعاب بروح الإصرار، مدركين أن كل فكرة أو لمسة أو توجيه منا ستضيف أصالة وجمالًا فريدًا على العمل، ما كانت هذه التجربة لتكتمل لولا دعم بلدية محافظة القطيف، التي آمنت بالمشروع ووقفت خلفنا، تقدم كل ما يلزم من مساندة وتسهيلات، بفضل هذا الدعم، شعرنا كفنانين وحرفيين وهواة ومتطوعين بقوة أكبر وإصرار أشد على تقديم أفضل ما لدينا، متحمسين لإضفاء لمسة من الجمال على مدينتنا، لتصبح أكثر إشراقًا وبهاءً.

ومع اقتراب الانتهاء من العمل وبعد ثلاثة أيام عمل متواصلة دون كلل أو تعب، بدأت الملامح الجمالية للزخارف الجصية القطيفية تظهر بوضوح، تشهد على تعب وحب الفنانين لوطنهم وفنهم، كان هذا الإنجاز بداية جديدة، وانطلاقة لأعمال أخرى تُزين القطيف، تروي حكاياتها وتُعبر عن هويتها، وتنقل جمالها للأجيال القادمة.


error: المحتوي محمي