
بين أروقة صالة جمعية القطيف الخيرية بحي البحر وعلى جدرانها، وبالتزامن مع الشرقية تبدع، شارك عدد من فناني جماعة الفن التشكيلي بالقطيف، على مدى خمسة أيام، في المعرض السنوي (تواصل) الذي جمع بين الفنانين المتمكنين والناشئة، واهتم فنانو القطيف في لوحاتهم بالحياة التقليدية بدءًا من بيوت تاروت وأروقتها مرورًا بالزي التقليدي للنساء في مراحل العمر المختلفة وبعض الأدوات التراثية، كما كان للحياة في ممرات البيوت قصص ترجمت على لوحات، واختار بعضهم شخصيات معروفة تتسم بالتواضع والوقار.
من حي الديرة بتاروت.. التاروتي تعكس مظاهر الحياة
استوحت الفنانة نجاح كاظم التاروتي لوحتها المشاركة بمقاس 70 × 100سم باستخدام الأكريلك ومكس ميديا على خامة الكانفس، استوحتها من أروقة وبيوت حي الديرة القديم بتاروت، التي لا تزال موجودة إلى يومنا هذا، على الرغم من أن بعض البيوت تم تجديدها والآخر تم هدمه وإزالته. هذا الحي الذي يرمز إلى أصالة الماضي وعراقة العمارة والبناء بالقطيف.
ورسمت التاروتي المباني القديمة المتلاصقة التي ترمز إلى الترابط الاجتماعي في الحي نفسه، كما تشير إلى الحياة البسيطة داخل المباني، وطعمت لوحتها ببعض الرموز كالمئذنة والسجادة المزخرفة، كما أشارت لبعض مظاهر الحياة في مرح الأولاد والصبية برسمها الدراجة والكرة وفردة (النعال).
وعن تأثرها بحي الديرة قالت: نشأت وترعرعت فيه وأنا متعلقة بالطابع التقليدي وتفاصيله كثيرًا، وحرصت على وجود بعضها في منزلي، كوجود الأقواس والروازن بالجدران، بالإضافة إلى الأبواب مطعمة بشيء من الماضي.
يذكر أن الفنانة نجاح من تاروت، وقد شاركت مؤخرًا بعدة معارض مع الجماعة وخارجها.
مستخدمًا أسلوب التربيع.. أبو حسين يحاكي ساباط تاروت
مرورًا بين بيوت جزيرة تاروت وساباطها، يحاكي ابنها الفنان حسن أبو حسين الماضي الجميل بلوحة تراثية بمقاس 70 × 50 سم، بألوانه الزيتية مستخدمًا أسلوب التربيع الذي يمتاز بالجهد والصبر ويأخذ وقتًا طويلًا.
واختزل الفنان من ذاكرته وحاكى بعمله تجول بائع الخضراوات وهو شخصية معروفة بين أهل تاروت (حميد جمعان) الذي يتنقل بدابته (القاري والحمار) بالقرب من منزل الفنان، بين ساباط وأروقة تاروت في الماضي القريب، مستخدمًا تفاصيل الأقواس التي بنيت بدقة وموضحًا النوافذ الخشبية القديمة البسيطة، وتعرف الساباط بأنها ممرات مسقوفة بين جدارين، ويمر خلالها الناس ويمكن الجلوس بين أروقتها وتم تصميمها ليسمح بدخول تيارات من الهواء البارد.
يذكر أن الفنان أبو حسين له مشاركات عديدة داخل وخارج المملكة كما يعمل حاليًا معلم تربية فنية في مدارس الهيئة الملكية بالجبيل الصناعية، ورسم مؤخرًا مجموعة كبيرة من الأعمال بهذا الأسلوب والتجربة لإعطائها حقها في عالم الفن التشكيلي.
في أولى مشاركاتها مع جماعة القطيف.. بزرون تبرز جمال سفرة الخوص
من مياس القطيف وبمقاس 50 × 50 اختارت الفنانة فاطمة بزرون المشاركة بعمل يعبر عن تراث البلد، مستخدمة خامة الباستيل، وهي أولى مشاركاتها مع جماعة الفن التشكيلي بالقطيف، حيث انتقت عملًا جسدت فيه الفانوس القديم والسفرة المصنوعة بالخوص بألوان بارزة، التي لا يكاد يخلو منزل حديث أو قديم منها، حيث كان أهل القطيف ولا يزال البعض يستخدم منتجات الخوص في بعض مستلزمات حياتهم اليومية.
يذكر أن فاطمة بزرون خريجة جامعة الدمام كلية العلوم، وأحبت الرسم منذ الصغر، ثم استعادت شغفها عام 2016 وبدأت أولى مشاركاتها في عام 2024.
الجلوات وأناقة أربعينية ووقار الجدات
من قلعة القطيف مثلت الفنانة ماجدة سعيد العمران تراث الجلوات بمقاس 100 × 70 مستخدمة خامة الألوان الزيتية على كانفاس، وبدت اللوحة ممتلئة بالألوان المبهجة، وتوسطت العمل عروس قطيفية ترتدي الثوب الهاشمي الأصيل المطرز بخيوط الذهب كما توضح قلائد الريحان والرازقي وقلائد الذهب والمعاضد وبعض السعف الذي كان يستخدم خلف كرسي العروس آنذاك.
تقول العمران: أهوى جميع أنواع الفنون، والحرف اليدوية، والخياطة، وصناعة الصابون، وتعد مشاركتي هي الأولى.
كما أبدعت الفنانة أفراح الحساوي بعملها الممتلئ بالحياة بمقاس 100× 70 باستخدام خامة الأكريلك على كانفاس، مترجمة جمال وأناقة المرأة القطيفية الأربعينية، واهتمامها بذاتها بدأ من اهتمامها بشعرها وضفائرها مرورًا بلبسها المشامر الأنيقة والسراويل المطرزة بالذهب والملابس، كما تشير لعادات النساء والتي لا تزال منذ القدم وهي شرب القدو والاهتمام باللحظات التي تتجمع فيها النساء للدردشة والحديث.
ورسمت الفنانة اللوحة بالأسلوب التكعيبي، كما تهتم بالمشاركة داخل وخارج المملكة، وهي معلمة تربية فنية للمرحله المتوسطة.
وضمن مشاركات الناشئة بمقاس 50 × 50 شاركت رغد أحمد آل سيف بلوحة تمثل الرداء القطيفي القديم الذي يعد إرثًا للمنطقة، لشغفها وحبها للزي القديم وكل ما يخص التراث، حيث رسمت على خامة الكانفاس سيدة ترتدي العباءة القديمة (الرداء) وعلى وجهها البرقع. والجريدة التي تمسكها تمثل دخول الثقافة وبروز الفن الذي عرف في الخليج منذ انتشار الصحف فتابع المبدعون أعمال غيرهم وانطلق آخرون متأثرين بالثقافة والفنون.
بعشرين يومًا.. العقيلي يرسم وقار الشيخ المرهون وتواضعه
جاءت فكرة مشاركة الفنان عبد الله العقيلي بلوحة البورتريه للشيخ عبد الحميد المرهون أطال الله عمره، وهو من أبرز الخطباء بالمنطقة التي رسمها للمشاركة بمعرض تواصل بمقاس 100 × 70 مستخدمًا الفحم بالإضافة للباستيل الطباشيري، والتجسيد يمثل وقار وتواضع مشيته بانحناء ظهره وعكازته مع تواضعه عند الحديث مع الأشخاص.
والمشاركة في الأساس تعبر عن الزي التقليدي لمشايخ وخطباء المنطقة الذي يمتاز بالبساطة، من ثوب وغترة بيضاء وبشت، وما جذب الفنان لرسم هذه اللوحة هو أبيات شعرية تصف شخصية الخطيب وهنا بعض أبيات الشعر التي ألهمت الفنان أثناء الرسم ومن قبله الكاتبة العراقية أطياف الخفاجي بعنوان "نعم الرجل":
مدح الرجال ولم يكن فرضًا لكننا في شيخنا نرضى
قرض الرجال على الهوى نفع أو ليس جودًا نمنح القرضا؟
وعن علاقة الفنان عبد الله بشخصية الملا المرهون قال: أحببت الشيخ وتأثرت بصوته وأسلوبه البسيط الذي يجذب المستمع، ويأخذك لتراث المنطقة القديم مع تجدد الموضوعات، وكان للشيخ زيارة لمنزلي في عقد قران أختي مما أتاح لي الفرصة للجلوس معه بقرب والتعرف عليه أكثر.
يذكر أن الفنان عبد الله من مواليد الربيعية ويهوى الرسم بالأبيض والأسود بخامة الفحم، وهو محب لتوثيق تراث القطيف، وشارك بعدة معارض وهو عضو من أعضاء إدارة جماعة الفن التشكيلي بالقطيف.
يشار إلى أن المعرض افتتح يوم الإثنين 3 نوفمبر 2024م الموافق على شرف أسامة الزاير ويستمر لمدة 5 أيام.
.










من حي الديرة بتاروت.. التاروتي تعكس مظاهر الحياة
استوحت الفنانة نجاح كاظم التاروتي لوحتها المشاركة بمقاس 70 × 100سم باستخدام الأكريلك ومكس ميديا على خامة الكانفس، استوحتها من أروقة وبيوت حي الديرة القديم بتاروت، التي لا تزال موجودة إلى يومنا هذا، على الرغم من أن بعض البيوت تم تجديدها والآخر تم هدمه وإزالته. هذا الحي الذي يرمز إلى أصالة الماضي وعراقة العمارة والبناء بالقطيف.
ورسمت التاروتي المباني القديمة المتلاصقة التي ترمز إلى الترابط الاجتماعي في الحي نفسه، كما تشير إلى الحياة البسيطة داخل المباني، وطعمت لوحتها ببعض الرموز كالمئذنة والسجادة المزخرفة، كما أشارت لبعض مظاهر الحياة في مرح الأولاد والصبية برسمها الدراجة والكرة وفردة (النعال).
وعن تأثرها بحي الديرة قالت: نشأت وترعرعت فيه وأنا متعلقة بالطابع التقليدي وتفاصيله كثيرًا، وحرصت على وجود بعضها في منزلي، كوجود الأقواس والروازن بالجدران، بالإضافة إلى الأبواب مطعمة بشيء من الماضي.
يذكر أن الفنانة نجاح من تاروت، وقد شاركت مؤخرًا بعدة معارض مع الجماعة وخارجها.
مستخدمًا أسلوب التربيع.. أبو حسين يحاكي ساباط تاروت
مرورًا بين بيوت جزيرة تاروت وساباطها، يحاكي ابنها الفنان حسن أبو حسين الماضي الجميل بلوحة تراثية بمقاس 70 × 50 سم، بألوانه الزيتية مستخدمًا أسلوب التربيع الذي يمتاز بالجهد والصبر ويأخذ وقتًا طويلًا.
واختزل الفنان من ذاكرته وحاكى بعمله تجول بائع الخضراوات وهو شخصية معروفة بين أهل تاروت (حميد جمعان) الذي يتنقل بدابته (القاري والحمار) بالقرب من منزل الفنان، بين ساباط وأروقة تاروت في الماضي القريب، مستخدمًا تفاصيل الأقواس التي بنيت بدقة وموضحًا النوافذ الخشبية القديمة البسيطة، وتعرف الساباط بأنها ممرات مسقوفة بين جدارين، ويمر خلالها الناس ويمكن الجلوس بين أروقتها وتم تصميمها ليسمح بدخول تيارات من الهواء البارد.
يذكر أن الفنان أبو حسين له مشاركات عديدة داخل وخارج المملكة كما يعمل حاليًا معلم تربية فنية في مدارس الهيئة الملكية بالجبيل الصناعية، ورسم مؤخرًا مجموعة كبيرة من الأعمال بهذا الأسلوب والتجربة لإعطائها حقها في عالم الفن التشكيلي.
في أولى مشاركاتها مع جماعة القطيف.. بزرون تبرز جمال سفرة الخوص
من مياس القطيف وبمقاس 50 × 50 اختارت الفنانة فاطمة بزرون المشاركة بعمل يعبر عن تراث البلد، مستخدمة خامة الباستيل، وهي أولى مشاركاتها مع جماعة الفن التشكيلي بالقطيف، حيث انتقت عملًا جسدت فيه الفانوس القديم والسفرة المصنوعة بالخوص بألوان بارزة، التي لا يكاد يخلو منزل حديث أو قديم منها، حيث كان أهل القطيف ولا يزال البعض يستخدم منتجات الخوص في بعض مستلزمات حياتهم اليومية.
يذكر أن فاطمة بزرون خريجة جامعة الدمام كلية العلوم، وأحبت الرسم منذ الصغر، ثم استعادت شغفها عام 2016 وبدأت أولى مشاركاتها في عام 2024.
الجلوات وأناقة أربعينية ووقار الجدات
من قلعة القطيف مثلت الفنانة ماجدة سعيد العمران تراث الجلوات بمقاس 100 × 70 مستخدمة خامة الألوان الزيتية على كانفاس، وبدت اللوحة ممتلئة بالألوان المبهجة، وتوسطت العمل عروس قطيفية ترتدي الثوب الهاشمي الأصيل المطرز بخيوط الذهب كما توضح قلائد الريحان والرازقي وقلائد الذهب والمعاضد وبعض السعف الذي كان يستخدم خلف كرسي العروس آنذاك.
تقول العمران: أهوى جميع أنواع الفنون، والحرف اليدوية، والخياطة، وصناعة الصابون، وتعد مشاركتي هي الأولى.
كما أبدعت الفنانة أفراح الحساوي بعملها الممتلئ بالحياة بمقاس 100× 70 باستخدام خامة الأكريلك على كانفاس، مترجمة جمال وأناقة المرأة القطيفية الأربعينية، واهتمامها بذاتها بدأ من اهتمامها بشعرها وضفائرها مرورًا بلبسها المشامر الأنيقة والسراويل المطرزة بالذهب والملابس، كما تشير لعادات النساء والتي لا تزال منذ القدم وهي شرب القدو والاهتمام باللحظات التي تتجمع فيها النساء للدردشة والحديث.
ورسمت الفنانة اللوحة بالأسلوب التكعيبي، كما تهتم بالمشاركة داخل وخارج المملكة، وهي معلمة تربية فنية للمرحله المتوسطة.
وضمن مشاركات الناشئة بمقاس 50 × 50 شاركت رغد أحمد آل سيف بلوحة تمثل الرداء القطيفي القديم الذي يعد إرثًا للمنطقة، لشغفها وحبها للزي القديم وكل ما يخص التراث، حيث رسمت على خامة الكانفاس سيدة ترتدي العباءة القديمة (الرداء) وعلى وجهها البرقع. والجريدة التي تمسكها تمثل دخول الثقافة وبروز الفن الذي عرف في الخليج منذ انتشار الصحف فتابع المبدعون أعمال غيرهم وانطلق آخرون متأثرين بالثقافة والفنون.
بعشرين يومًا.. العقيلي يرسم وقار الشيخ المرهون وتواضعه
جاءت فكرة مشاركة الفنان عبد الله العقيلي بلوحة البورتريه للشيخ عبد الحميد المرهون أطال الله عمره، وهو من أبرز الخطباء بالمنطقة التي رسمها للمشاركة بمعرض تواصل بمقاس 100 × 70 مستخدمًا الفحم بالإضافة للباستيل الطباشيري، والتجسيد يمثل وقار وتواضع مشيته بانحناء ظهره وعكازته مع تواضعه عند الحديث مع الأشخاص.
والمشاركة في الأساس تعبر عن الزي التقليدي لمشايخ وخطباء المنطقة الذي يمتاز بالبساطة، من ثوب وغترة بيضاء وبشت، وما جذب الفنان لرسم هذه اللوحة هو أبيات شعرية تصف شخصية الخطيب وهنا بعض أبيات الشعر التي ألهمت الفنان أثناء الرسم ومن قبله الكاتبة العراقية أطياف الخفاجي بعنوان "نعم الرجل":
مدح الرجال ولم يكن فرضًا لكننا في شيخنا نرضى
قرض الرجال على الهوى نفع أو ليس جودًا نمنح القرضا؟
وعن علاقة الفنان عبد الله بشخصية الملا المرهون قال: أحببت الشيخ وتأثرت بصوته وأسلوبه البسيط الذي يجذب المستمع، ويأخذك لتراث المنطقة القديم مع تجدد الموضوعات، وكان للشيخ زيارة لمنزلي في عقد قران أختي مما أتاح لي الفرصة للجلوس معه بقرب والتعرف عليه أكثر.
يذكر أن الفنان عبد الله من مواليد الربيعية ويهوى الرسم بالأبيض والأسود بخامة الفحم، وهو محب لتوثيق تراث القطيف، وشارك بعدة معارض وهو عضو من أعضاء إدارة جماعة الفن التشكيلي بالقطيف.
يشار إلى أن المعرض افتتح يوم الإثنين 3 نوفمبر 2024م الموافق على شرف أسامة الزاير ويستمر لمدة 5 أيام.
.









