وداعاً
يا شفيف الروح
والوجدان
والخاطرْ
وداعاً يا أبانا
يا رقيق المبسمِ الآسر
أهَلتَ
دموعَنَا حزناً
بفقدك
يا هوى الناظر
وأيتمت
الحياة بنا
فصار
وجودنا الخاسر
وأبكمت
الشفاهَ بنا
فأمسى
نطقها حائر
وداعاً
كيف ننطقها ؟
وأنت الغائب الحاضر
وأنت
بوسط أفئدةِ الأحبة
نبضها الزاخر
وأنت
البارُّ والمبرورُ
أنت لكلنا الخاصِر
نحبك يا أبانا
حبَّ من بشعورنا غائر
نحبك
أيها المعطاءُ
مِن كفِّ الندى الوافر
نحبك
يا حكيم الرأي
في المستور
والظاهر
فمن هو ذا
سواك لنا
الأب اللا مثله آخِر
ومن هو ذا
سواك سواكَ
من لكسورنا جابر
ومن لو تاهت
الدنيا بنا
تأتي لنا نافر
تظللنا
وتحمينا بحضنك
حانياً غامرْ
رحلت
وأظلمت أبياتنا
يا بدرها النائرْ
وتنهشنا بفقدك
يا أبانا حيرة الحائر



