13 , ديسمبر 2025

القطيف اليوم

حفلة عقد الزواج من حفلة شاي إلى حفلة باهظة الكلفة!

في الضغط الجمعيّ يغير الفردُ سلوكه نتيجة للصراع النفسي بين رغبته الفردية في عمل ما يشاء وبين الحاجة إلى مشابهة ومتابعة من حوله من المجتمع. خذ مثلًا حفلات عقود الزواج التي أصبحت ظاهرة تتمدد وتتسع وأصبحت جزءًا ملزمًا في المجتمع، يلتزم بها المليونير والفقيرُ المعدم على حدٍّ سواء!

كانت حفلات عقود الزواج لا تتعدى الأسرة الضيقة والأصدقاء الخلص؛ قهوة وشاي وعقد قران وصلى الله وسلم وانتهى كل شي! يحضر المأذون والزوج وأقارب العروسين، يُعقد القِران وينقضي الحفل ويذهب الخلُّ مع خليله ولا يتكلف أحدٌ شيئًا يذكر! في هذه الآونة تصلك رسالة دعوة لحضور عقد قران شابّ للتو بدأ حياته العملية وبما أنني لا أرى جانب النساء أقتصرُ على وصف ما يجري في احتفال الرجال!

إذا حضرت لا تعرف إذا كان حفل عقد قران أم زواج! عشرات المدعوين وأكثر من عشرات في مكان مستأجر، مقبلات وعصائر وعشاء خفيف أم ثقيل، ولك أن تتخيل ثقل الفاتورة على ظهر شاب ذي راتب محدود!

دعوة الأحبة وكثافة الحضور تبعث على البهجة والسرور لكن إذا أصبح الأمر عادةً اجتماعية فلن يستطيع أحدٌ التملص منها. إذن ما الحل؟ أقم حفلًا على قدر استطاعتك، لا دخل لك بفلان المستطيع، سوف لن يتذكر أحدٌ أنه أكل أو شرب أم لا، ولن يتذمر أحد. يكفي فنجان شاي وقهوة وقنينة ماء. الناس يحضرون تقديرًا لدعوة الداعي وليس من أجل الأكل والشراب. لاحظ كم قنينة ماء بقيت نصف ملآنة بعد الحفل؟ كم علبة مكسرات فُتحت لم يؤكل منها سوى حبتين؟ لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها!

أنا من المدرسة القديمة؛ من الذين يعتقدون أن المرأة إذا وجدت رجلًا يستحقها تخوض البحر معه ولا يشغل بالها حفلٌ ولا شيء آخر ثمّ إذا استغنى الرجل ألبسها الثياب المرصعة بالحلي والجواهر. وإذا وجد أب الزوجة صهرًا طيبًا فإنّ آخر همه حفل كبير أم صغير! من المنطق والعقل والحكمة أن تكاليف الزواج يجب ألا تتجاوز طاقة الزوج وقدرته المادية ولا طاقة الزوجة وعائلتيهِما!

هل يأتي يوم يصبح الزواج أكثر القرارات المادية صعوبة في حياة الشباب ما يسبب عزوف بعضهم عنه أو بالحد الأدنى تأخير الزواج وتأجيله مدة طويلة؟ شاب في الثلاثين من العمر جمع ما تيسر له من المال ويرغب في الزواج هل عليه أن يركب الصعاب لكي يتزوج؟ لم يكن أمر الزواج في هذه الصعوبة والتعقيد في الزمن الغابر!

صافي الكلام: إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ! اشتر الشاب الطيب المتعلم الكادّ المحبّ ولا ترهقه بالمطالب واهرب أميالًا من الشابّ الأعوج الأهوج الجاهل وإن كان أغنى أهل زمانه!


error: المحتوي محمي