
النرجسيون أحد معاول العمل التطوعي
مثال التناقضات المريرة في مسيرة العمل التطوعي.
قتلتنا الردة يا مولاي كما قتلتك بجرح في الغرة
.................... ..................
قتلتنا الردة ...قتلتنا الردة
أن الواحد منّا يحمل في الداخل ضده
مظفر النواب
نقاط في البدء:
يوم بعد يوم، تشهد بلادنا (المملكة العربية السعودية) تصاعدا في العمل التطوعي، وهي من العلامات البارزة في حياتنا، حيث شهدت بلادنا في عهد خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين قفزة نوعية في العمل التطوعي، برسم أهداف بعيدة المدى للعمل التطوعي، وفتحت منصة العمل التطوعي بوابتها على مصراعيها، لترصد مؤشرات العمل التطوعي وتصاعده على المستوى المحلي والعالمي.
السؤال هو: هل يمكن أن يحمل المتطوع أهدافاً خفية، أو خاصة بخلاف المعلن؟ الجواب: نعم يمكن أن يحمل المتطوع أو المتطوعة أهدافاً خاصة بهما، لا يريدا البوح بهما، وليس من المطلوب أن نسأل أو نفتش عن الأهداف الخاصة بكل متطوع، أو كل متطوعة لكن هذا لا يمنع من إقامة الدورات ، وورش العمل لتطوير العمل التطوعي، وتحسين التعامل مع المستفيدين من العمل التطوعي، وكذلك تطوير طريقة التعامل مع الزملاء والزميلات في العمل التطوعي.
ومن المسلم به أن المتطوع والمتطوعة، ينبغي لهم تفهم واحترام نظم ولوائح المؤسسة التطوعية الإنسانية التي يعملون فيها، وفي الواقع فإن معظم الأفراد المتطوعين يحاولون الانصياع إلى اللوائح والأنظمة التي تنظم العمل التطوعي.
بلا شك ( وهذا أمر طبيعي ) أن كثير من الأهداف الشخصية لدى الأفراد المتطوعين تتحقق من خلال العمل التطوعي، وبلغة أخرى قد يكون العمل التطوعي واحد ا من الحلول والعلاج الاجتماعي والنفسي لبعض أفراد المجتمع، خصوصا أولئك الذين يعانون من صعوبة اكتساب الأصدقاء، أو صعوبة الاختلاط مع أفراد المجتمع، أو المعاناة من بعض أمراض العصر النفسية مثال الاكتئاب، أو الأفراد المعنفين ، او الأفراد الذين يراد تأهيلهم للاندماج في المجتمع بعد الانقطاع عنه لسبب أو لآخر، كأن يقضي أحد الأحداث فترة تأديبية بعيدا عن أهله ومجتمعه، ويراد إعادة تأهيله.. وواحدة من الحلول الناجحة والشائعة، هي الحاقهم بمجاميع العمل التطوعي في مؤسسات المجتمع المدني.
تسير الأمور بسهولة ويسر إذا ما تساوقت الأهداف الشخصية واندمجت مع الأهداف الجماعية أو المجتمعية للعمل التطوعي.
لكن وعند طغيان الأهداف الشخصية على الأهداف التطوعية، ومحاولة الفرد تجيير العمل التطوعي للمصالح الشخصية هنا تطّل علينا المخاطر التي يمكن أن تتهدد العمل التطوعي.
أحاول في هذه المقالة أن أسلط الضوء على جانب من هذ المخاطر، ومن المعروف أن مصطلح التطوع، والعمل التطوعي واحداً من مواضيع علم الاجتماع، بينما اضطراب النرجسية أو عقدة نرسيس أحد الاضطرابات السلوكية والانفعالية التي يناقشها علم النفس.
ومع أننا نطرق موضوع النرجسية كواحد من المخاطر التي تهدد العمل التطوعي، الا اننا بحاجة الى تأطير الكلام وتحديده، لكي لا يفهم أن كل جنوح نحو الذات وحبها هو نرجسية، وليس كل أنواع النرجسية مهددة للعمل التطوعي، ويمكن أن نشخص اثنين من مجموع ستة كما أوردها المنظرين في هذا الشأن، هي التي يخشى منها في تقويض أركان العمل التطوعي، نتطرق لها بالتفصيل في جسم هذه المقالة.
ان وجود تناقض في شخصية الانسان، بين الداخل والخارج، او بين دوره وسلوكه في البيت والاسرة، وبين دوره وشخصيته الخارجية، هذه الحياة الدنيا تشبه الى حد بعيد حياة الممثل المسرحي الذي يلعب أدواراً متعددة، بحيث لا تطغى شخصية على أخرى، فاذا استطاع لعب الأدوار بشكل جيد سيعيش في أمان وراحة، لكن إذا عصفت بهذه الشخصية التناقضات، وحاول أن يجد حلاًّ لها فإن ذلك يسمي توتراً، او اضطراباً.
ولايفهم من هذا الكلام أن وجود شعورين متناقضين في داخل الانسان هو أمر سيء أو محرم، فهذا لعمري ضمن أبعاد الشخصية الإنسانية.
لقد خلق الله الانسان، متضمناً الكثير من الخامات العقلية والعاطفية، يستطيع استعمالها، أنّا شاء، ومتى شاء، وبالكيفية التي يراها، ويقصدها، لوجود المساحة الكبيرة من الحرية للإنسان ، ومن أهم القدرات التي يستطيع الانسان استخدامها ، هو القدرة على اضمار شيء أو أشياء في داخله ، وإظهار شيء آخر يتضح من خلال المحيّا الخارجي ، او من خلال اللسان .
قال الامام علي بن أبي طالب عليه السلام: المؤمن بشره في وجهه، وحزنه في قلبه، أوسع شيء صدرا، وأذل شيء نفسا).
(المجلسي، محمد باقر) بحار الأنوار ج 64 ص 305
من أين أتى مصطلح النرجسية؟
يأتي مصطلح (نرجسي) من الأساطير اليونانية التي تحدثت عن شخص اسمه نرسيس كان شديد الإعجاب بجماله، ودائم النظر إلى وجهه في صفحة ماء بحيرة، إلى أن غرق فيها ومات، ويعاني النرجسي من اضطراب يتميز بنمط العظَمة الطويل الأمد والحاجة الماسة للإعجاب، حيث تجده دائم الاهتمام بمظهره وحضوره أمام الآخرين.
ووفقا لنظرية عالم النفس سيغموند فرويد عن اضطراب الشخصية النرجسية التي أوضحها في أطروحته التي نشرت عام 1914 بعنوان (مقدمة إلى مفهوم النرجسية)
يعاني النرجسي من فرط الحساسية تجاه آراء الآخرين وعدم تقبلها والسخرية منها، ويعتقد أنه فريد متميز عن غيره، إذ يمتلك شعورا متضخما بأهميته ويستحوذ عليه وهم النجاح والتألق والانشغال في المبالغة بإنجازاته.
نعود ونقول أن الانسان هو ذلك الكل المتشابك والمتداخل من حيث السلوك، والفعل ورد الفعل، فهناك صعوبة في تعريف السلوك المضطرب، وصعوبة تعريف الاضطراب راجع لصعوبة تعريف السلوك السوي، من هنا يمكن أن نوضح أن هدف هذا المقال إيضاح هذا التشابك الإنساني، بعيداً عن تطبيقاتها الخارجية.
وبناء على ما سبق فقد لجأ علماء النفس والسلوك الى عدة محكات ومعايير يمكن من خلالها تشخيص الأسوياء سلوكياً، من المضطربين سلوكياً، وأهم هذه المحكات هي (المعيار النفسي) (والمعيار الاجتماعي ).
من جانب آخر يمكن أن نقول بشكل أولي أن أصحاب اضطراب النرجسية هم خطر يهدد العمل الاجتماعي التطوعي، لكننا معنيين بشكل دقيق بأن لا نطلق هذا المصطلح على كل من هبّ ودبّ، ويمكن أن نقول: إن قليل من النرجسية في شخصية الإنسان ليست سيئة.
المعيار الاجتماعي للاضطراب النفسي:
لا نود هنا مناقشة جميع المعايير التي يفرق فيها بين السواء النفسي والانحراف النفسي ( الاضطراب النفسي ).
والمقصود هنا بالمعيار الاجتماعي هو الاحتكام إلى عادات وتقاليد المجتمع، فيعتبر السلوك شاذاً إذا خالف عادات وتقاليد المجتمع وطبيعياً أو سوياً إذا توافق مع هذه العادات والتقاليد.
( كوفمان ):Kauffman يقول العالم :
(إن الأشخاص المضطربين في السلوك أولئك الذين يستجيبون بطرق غير مناسبة والذين يمكن تعليمهم السلوكيات الاجتماعية والشخصية المقبولة).
راجع ( القمش ، المعايطة )( د.مصطفى نوري ، د. خليل عبد الرحمن )الاضطرابات السلوكية والانفعالية.
التطوع مثال على ذلك:
التطوع كمصطلح يأتي بشكل مناقض لاضطراب النرجسية فبينما يشير التطوع في بعض تعريفاته الى أنه (بذل الجهد من أجل تقديم يد العون والمساعدة لآخرين بحاجة لذلك، ويكون هذا الأمر نابعًا من داخلك، بدون ضغوط خارجية، أو انتظار مقابل لمجهوداتك، بل تفعل ذلك لإيمانك في أهمية العمل التطوعي، وأثره الممتد على حياة المستفيدين، سواء كانوا فقراء، أو مرضى، أو أطفال، أو غير ذلك وهم بحاجة لمن يساندهم.) يشير مصطلح النرجسية الى (اهتمام استثنائي بالذات أو الإعجاب بها، خاصة المظهر الجسدي للذات).
النرجسية تتضمن الإفراط في حب الذات، والاهتمام بالمظهر الخارجي وراحة الذات وتضخيم الفرد من أهميته وقدراته، على عكس التطوع الذي يتطلب انكار الذات.
وتشمل النرجسية مجموعة من الصفات الشخصية التي ربما يتوافر بعض منها لدى أحدنا، ولا يعني أننا نرجسيون ،أو بتعبير آخر أن قليل من النرجسية في حياتنا مقبول وعادي ،لكن في الحالات الأكثر تطرفاً، يتم تشخيصها في خانة الصحة العقلية بأنها (اضطراب الشخصية النرجسية).
ومن الممكن أن تختلف أعراض اضطراب الشخصية النرجسية ومدى شدتها من شخص لآخر. يتسم المصابون بهذا الاضطراب بالصفات التالية:
1/إحساس عالٍ بشكل غير معقول بأهمية الذات والحاجة إلى سماع عبارات الإطراء والإعجاب باستمرار وبشكل مفرط
2/الشعور بأنهم يستحقون امتيازات ومعاملة خاصة
3/توقُّع الحصول على التقدير والتكريم حتى بدون إنجازات
4/ تضخيم إنجازاتهم ومواهبهم بشكل أكبر مما هي عليه
5/ الانشغال بتخيلات عن النجاح، أو القوة، أو التألق، أو الجمال أو الرفيق المثالي
6/الإيمان بأنهم متفوقون على الآخرين وأنهم لا يمكنهم قضاء أوقاتهم إلا مع أشخاص مميزين مثلهم ولن يستطيع فهمهم سوى المميزين من أمثالهم.
7/ الانتقاد والتعامل بتعالٍ مع الأشخاص الذين لا يشكّلون أهمية خاصة من وجهة نظرهم
8/ توقُّع الحصول على خدمات خاصة وتوقُّع أن يفعل الآخرون ما يريدون منهم من دون طلب ذلك.
9/استغلال الآخرين للحصول على مرادهم
10/ عدم القدرة أو عدم الرغبة في تمييز احتياجات الآخرين ومشاعرهم
11/حسد الآخرين واعتقاد أن الآخرين يحسدونهم
12/ لتصرف بطريقة متعجرفة والتباهي كثيرًا والغرور
13/ الاصرار على الحصول على الأفضل في كل شيء، كأفضل سيارة أو أفضل مكتب.
راجع :مايو كلينك
ولابد من وجود 6 من هذه العلامات لنطلق على هذه الشخصية بالنرجسية.
من التطوع الى النرجسية:
من الصعب أن نتصور أن هناك من يقصد العمل التطوعي الذي من أهم اركانه هو حب المجتمع، وحب الناس ، وحب مساعدة الناس ، والتضحية بالمصالح الشخصية ، لصالح العمل الاجتماعي ، وأهم سمة فيه هو: انكار الذات الواضح في العمل التطوعي ، وهكذا اصطلح على العمل التطوعي من الأجيال السابقة ، وصولا الى العمل التطوعي في المؤسسات التطوعية في العصر الحديث ، مرورا بالعصر الإسلامي.
فلا يمكن أن نتصور وجود وتسيير العمل التطوعي من قبل شخصيات نرجسية.
المشكلة هي القدرة على الخداع في الشخصية الإنسانية ، فبإمكان هذه الشخصيات اظهار الحب للمجتمع ، وخدمة المجتمع ، وعندما يصلون الى إدارة المؤسسات التطوعية ، فلايمكن التوقع الا التخريب ، فهم يتلاعبون بالأفراد والقدرات في سبيل تحقيق المصالح الشخصية ،وارضاء غرورهم المرضي، او الاصطدام بجميع الأفراد المتطوعين في هذه المؤسسات.
فأن يكون الانسان نرجسياً، على مستواه الشخصي، فهذا أمر سيء، لكن الأسوء منه، هو التضحية بمؤسسات تطوعية اجتماعية، بذلت جهود كبيرة من المجتمع لإقامتها، واستفاد منها أفراد كثيرون في المجتمع.
واذا كان أبناء المجتمع لا يعرفون حقيقة هذه الشخصيات المضطربة، ولا السلطات الحاكمة، فإن النرجسيون أنفسهم يعرفون أنفسهم بأنهم نرجسيون وأنانيون الى درجة كبيرة .
مزيد من التفاصيل عن النرجسية :
(تيودور) أحد الشخصيات الذي نشر سلسلة من الكتب حول النرجسية، ويقوم بتقديم الاستشارات والنصائح عبر الإنترنت للأشخاص الذين يعتقدون أنهم يعيشون مع أمثاله (المقصود أمثاله النرجسيين) مقابل سبعين دولاراً للجلسة.
ويقول إنه يعمل بجد بشكل ناجح، والسبب يعود إلى انتشار النرجسيين، (أعتقد أن الطريقة التي تحول بها المجتمع، أصبحت أكثر نرجسية وهي ظاهرة تزداد بشكل مضطرد).
وليس بالضرورة أن نحمل نفس النظرة السوداوية التي يحملها تيودور... لكن تيودور يعتبر نفسه أحد كبار النرجسيين في بريطانيا.
يقول: إنه يعرف( انه نرجسي ) منذ سن مبكرة: (لقد شعرت بالرضا من التلاعب بالأفراد لتحقيق غاياتي، وبعد أن أنهيت الجامعة، أوضحت لي صديقتي آنذاك، وكانت خريجة علم النفس، أنها تعتقد أنني مصاب باضطراب الشخصية النرجسية، ومنذ ذلك الحين تم تشخيص الحالة).
ويضيف: (أنا أفهم ذلك بسبب مستوى ذكائي ووعيي، لماذا يعتقد الناس أن ما أفعله مؤذٍ، لكنني لا أهتم بذلك لأنه يلبي احتياجاتي) يمكن مراجعة مقال : سماح عادل حول النرجسية 2
https://kitabat.com/cultural
وهنا ينبغي هنا التفريق بين أنواع النرجسية كما يحددها العلماء :فهناك:
1/النرجسية العلنية: الشخص النرجسي في هذا النوع يركز على المكانة، والثروة، والقوة، ويعتقد بأنه يستحق معاملة خاصة عن الآخرين، كما أنه حساس تجاه النقد.
2/ النرجسية الخفية: هي أقل وضوحاً، ويشعر فيها الشخص بأهمية ذاته ويتوق إلى إعجاب الآخرين به، وقد تظهر عليه سلوكيات لوم الآخرين، أو التشهير، أو التلاعب للحصول على ما يريد.
3/ النرجسية المعادية: يولي هؤلاء الأشخاص اهتمامهم للظهور في القمة دائماً، وقد يستغلون الأشخاص للوصول إلى أهدافهم، بل عادة ما يقللون من شأن الآخرين.
4/ النرجسية الطائفية: النرجسي في هذا النوع يتسم بسمات التضحية من أجل الآخرين، ولكن بدافع الظهور ونيل الإعجاب فقط، وليس لمساعدة الآخرين، فقد يتصدر هؤلاء الأشخاص القضايا الاجتماعية كقادة حركة أو فكرة ما، ويرون أنفسهم أناسا متعاطفين ويهمهم أمر الآخرين.
5/ النرجسية الخبيثة: أكثر الأنواع خطورة، فبالإضافة إلى الصفات العامة للنرجسي يعاني الشخص في هذه الحالة من سمات مرتبطة باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، مثل جنون الارتياب، وافتقار التعاطف، وسمات السادية.
https://kitabat.com/cultural
وعلى الرغم أن جميع أنواع النرجسية، سيئة الا أن الأخطر على مجتمعاتنا هي النرجسية الطائفية، باعتبار وجود سماتها المخادعة ، ونعطي مثل هذا النموذج القدرة لتسنم الأعمال التطوعية ، وهي في الواقع لا تخرج عن سمات اضطراب النرجسية ، التي تحتاج الى علاج.
وكذلك النرجسية الخبيثة باعتبارها تتسم بصفات (سيكوباتيه) الى حد ما، مع أن المصطلح لا ينطبق على الحالة بشكل دقيق.
ان أية علامات من هذا النوع ينبغي أن تفحص جيدا، وأن تزال من مناصبها فورا، لان من نتائج استمرار هذه الشخصيات في هذا المنصب تخريب العمل الخيري والتطوعي، لأن مثل هذه الشخصيات، لم تؤمن ابدا بخدمة المجتمع ، ولا بالعمل الجماعي ، ولكنها مملوءة بالأنانية والمصلحية الى حد كبير.
ولأن هذه الشخصيات ترى نفسها أفضل من الجميع، وترى أن من حقها تخطي القوانين، والعادات والأعراف الاجتماعية، وأن ليس هناك أقدر وأجدر منها في لعب هذه الأدوار.
المخلصون في بلادي كثيرون:
في الأخير المخلصون في بلادنا كثيرون، والشخصيات المضطربة ( في العمل التطوعي )قليل، لايمكن الحكم على كل شخصية برزت فيها احدى العلامات التي ذكرناها بأنه صاحب شخصية نرجسية، انما طرحنا هذا الموضوع لتسليط الضوء على بعض الشخصيات المضطربة ، والتي تحتاج الى مراجعة المصحات النفسية ، بدل العمل على تخريب مؤسساتنا التطوعية الاجتماعية.

مثال التناقضات المريرة في مسيرة العمل التطوعي.
قتلتنا الردة يا مولاي كما قتلتك بجرح في الغرة
.................... ..................
قتلتنا الردة ...قتلتنا الردة
أن الواحد منّا يحمل في الداخل ضده
مظفر النواب
نقاط في البدء:
يوم بعد يوم، تشهد بلادنا (المملكة العربية السعودية) تصاعدا في العمل التطوعي، وهي من العلامات البارزة في حياتنا، حيث شهدت بلادنا في عهد خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين قفزة نوعية في العمل التطوعي، برسم أهداف بعيدة المدى للعمل التطوعي، وفتحت منصة العمل التطوعي بوابتها على مصراعيها، لترصد مؤشرات العمل التطوعي وتصاعده على المستوى المحلي والعالمي.
السؤال هو: هل يمكن أن يحمل المتطوع أهدافاً خفية، أو خاصة بخلاف المعلن؟ الجواب: نعم يمكن أن يحمل المتطوع أو المتطوعة أهدافاً خاصة بهما، لا يريدا البوح بهما، وليس من المطلوب أن نسأل أو نفتش عن الأهداف الخاصة بكل متطوع، أو كل متطوعة لكن هذا لا يمنع من إقامة الدورات ، وورش العمل لتطوير العمل التطوعي، وتحسين التعامل مع المستفيدين من العمل التطوعي، وكذلك تطوير طريقة التعامل مع الزملاء والزميلات في العمل التطوعي.
ومن المسلم به أن المتطوع والمتطوعة، ينبغي لهم تفهم واحترام نظم ولوائح المؤسسة التطوعية الإنسانية التي يعملون فيها، وفي الواقع فإن معظم الأفراد المتطوعين يحاولون الانصياع إلى اللوائح والأنظمة التي تنظم العمل التطوعي.
بلا شك ( وهذا أمر طبيعي ) أن كثير من الأهداف الشخصية لدى الأفراد المتطوعين تتحقق من خلال العمل التطوعي، وبلغة أخرى قد يكون العمل التطوعي واحد ا من الحلول والعلاج الاجتماعي والنفسي لبعض أفراد المجتمع، خصوصا أولئك الذين يعانون من صعوبة اكتساب الأصدقاء، أو صعوبة الاختلاط مع أفراد المجتمع، أو المعاناة من بعض أمراض العصر النفسية مثال الاكتئاب، أو الأفراد المعنفين ، او الأفراد الذين يراد تأهيلهم للاندماج في المجتمع بعد الانقطاع عنه لسبب أو لآخر، كأن يقضي أحد الأحداث فترة تأديبية بعيدا عن أهله ومجتمعه، ويراد إعادة تأهيله.. وواحدة من الحلول الناجحة والشائعة، هي الحاقهم بمجاميع العمل التطوعي في مؤسسات المجتمع المدني.
تسير الأمور بسهولة ويسر إذا ما تساوقت الأهداف الشخصية واندمجت مع الأهداف الجماعية أو المجتمعية للعمل التطوعي.
لكن وعند طغيان الأهداف الشخصية على الأهداف التطوعية، ومحاولة الفرد تجيير العمل التطوعي للمصالح الشخصية هنا تطّل علينا المخاطر التي يمكن أن تتهدد العمل التطوعي.
أحاول في هذه المقالة أن أسلط الضوء على جانب من هذ المخاطر، ومن المعروف أن مصطلح التطوع، والعمل التطوعي واحداً من مواضيع علم الاجتماع، بينما اضطراب النرجسية أو عقدة نرسيس أحد الاضطرابات السلوكية والانفعالية التي يناقشها علم النفس.
ومع أننا نطرق موضوع النرجسية كواحد من المخاطر التي تهدد العمل التطوعي، الا اننا بحاجة الى تأطير الكلام وتحديده، لكي لا يفهم أن كل جنوح نحو الذات وحبها هو نرجسية، وليس كل أنواع النرجسية مهددة للعمل التطوعي، ويمكن أن نشخص اثنين من مجموع ستة كما أوردها المنظرين في هذا الشأن، هي التي يخشى منها في تقويض أركان العمل التطوعي، نتطرق لها بالتفصيل في جسم هذه المقالة.
ان وجود تناقض في شخصية الانسان، بين الداخل والخارج، او بين دوره وسلوكه في البيت والاسرة، وبين دوره وشخصيته الخارجية، هذه الحياة الدنيا تشبه الى حد بعيد حياة الممثل المسرحي الذي يلعب أدواراً متعددة، بحيث لا تطغى شخصية على أخرى، فاذا استطاع لعب الأدوار بشكل جيد سيعيش في أمان وراحة، لكن إذا عصفت بهذه الشخصية التناقضات، وحاول أن يجد حلاًّ لها فإن ذلك يسمي توتراً، او اضطراباً.
ولايفهم من هذا الكلام أن وجود شعورين متناقضين في داخل الانسان هو أمر سيء أو محرم، فهذا لعمري ضمن أبعاد الشخصية الإنسانية.
لقد خلق الله الانسان، متضمناً الكثير من الخامات العقلية والعاطفية، يستطيع استعمالها، أنّا شاء، ومتى شاء، وبالكيفية التي يراها، ويقصدها، لوجود المساحة الكبيرة من الحرية للإنسان ، ومن أهم القدرات التي يستطيع الانسان استخدامها ، هو القدرة على اضمار شيء أو أشياء في داخله ، وإظهار شيء آخر يتضح من خلال المحيّا الخارجي ، او من خلال اللسان .
قال الامام علي بن أبي طالب عليه السلام: المؤمن بشره في وجهه، وحزنه في قلبه، أوسع شيء صدرا، وأذل شيء نفسا).
(المجلسي، محمد باقر) بحار الأنوار ج 64 ص 305
من أين أتى مصطلح النرجسية؟
يأتي مصطلح (نرجسي) من الأساطير اليونانية التي تحدثت عن شخص اسمه نرسيس كان شديد الإعجاب بجماله، ودائم النظر إلى وجهه في صفحة ماء بحيرة، إلى أن غرق فيها ومات، ويعاني النرجسي من اضطراب يتميز بنمط العظَمة الطويل الأمد والحاجة الماسة للإعجاب، حيث تجده دائم الاهتمام بمظهره وحضوره أمام الآخرين.
ووفقا لنظرية عالم النفس سيغموند فرويد عن اضطراب الشخصية النرجسية التي أوضحها في أطروحته التي نشرت عام 1914 بعنوان (مقدمة إلى مفهوم النرجسية)
يعاني النرجسي من فرط الحساسية تجاه آراء الآخرين وعدم تقبلها والسخرية منها، ويعتقد أنه فريد متميز عن غيره، إذ يمتلك شعورا متضخما بأهميته ويستحوذ عليه وهم النجاح والتألق والانشغال في المبالغة بإنجازاته.
نعود ونقول أن الانسان هو ذلك الكل المتشابك والمتداخل من حيث السلوك، والفعل ورد الفعل، فهناك صعوبة في تعريف السلوك المضطرب، وصعوبة تعريف الاضطراب راجع لصعوبة تعريف السلوك السوي، من هنا يمكن أن نوضح أن هدف هذا المقال إيضاح هذا التشابك الإنساني، بعيداً عن تطبيقاتها الخارجية.
وبناء على ما سبق فقد لجأ علماء النفس والسلوك الى عدة محكات ومعايير يمكن من خلالها تشخيص الأسوياء سلوكياً، من المضطربين سلوكياً، وأهم هذه المحكات هي (المعيار النفسي) (والمعيار الاجتماعي ).
من جانب آخر يمكن أن نقول بشكل أولي أن أصحاب اضطراب النرجسية هم خطر يهدد العمل الاجتماعي التطوعي، لكننا معنيين بشكل دقيق بأن لا نطلق هذا المصطلح على كل من هبّ ودبّ، ويمكن أن نقول: إن قليل من النرجسية في شخصية الإنسان ليست سيئة.
المعيار الاجتماعي للاضطراب النفسي:
لا نود هنا مناقشة جميع المعايير التي يفرق فيها بين السواء النفسي والانحراف النفسي ( الاضطراب النفسي ).
والمقصود هنا بالمعيار الاجتماعي هو الاحتكام إلى عادات وتقاليد المجتمع، فيعتبر السلوك شاذاً إذا خالف عادات وتقاليد المجتمع وطبيعياً أو سوياً إذا توافق مع هذه العادات والتقاليد.
( كوفمان ):Kauffman يقول العالم :
(إن الأشخاص المضطربين في السلوك أولئك الذين يستجيبون بطرق غير مناسبة والذين يمكن تعليمهم السلوكيات الاجتماعية والشخصية المقبولة).
راجع ( القمش ، المعايطة )( د.مصطفى نوري ، د. خليل عبد الرحمن )الاضطرابات السلوكية والانفعالية.
التطوع مثال على ذلك:
التطوع كمصطلح يأتي بشكل مناقض لاضطراب النرجسية فبينما يشير التطوع في بعض تعريفاته الى أنه (بذل الجهد من أجل تقديم يد العون والمساعدة لآخرين بحاجة لذلك، ويكون هذا الأمر نابعًا من داخلك، بدون ضغوط خارجية، أو انتظار مقابل لمجهوداتك، بل تفعل ذلك لإيمانك في أهمية العمل التطوعي، وأثره الممتد على حياة المستفيدين، سواء كانوا فقراء، أو مرضى، أو أطفال، أو غير ذلك وهم بحاجة لمن يساندهم.) يشير مصطلح النرجسية الى (اهتمام استثنائي بالذات أو الإعجاب بها، خاصة المظهر الجسدي للذات).
النرجسية تتضمن الإفراط في حب الذات، والاهتمام بالمظهر الخارجي وراحة الذات وتضخيم الفرد من أهميته وقدراته، على عكس التطوع الذي يتطلب انكار الذات.
وتشمل النرجسية مجموعة من الصفات الشخصية التي ربما يتوافر بعض منها لدى أحدنا، ولا يعني أننا نرجسيون ،أو بتعبير آخر أن قليل من النرجسية في حياتنا مقبول وعادي ،لكن في الحالات الأكثر تطرفاً، يتم تشخيصها في خانة الصحة العقلية بأنها (اضطراب الشخصية النرجسية).
ومن الممكن أن تختلف أعراض اضطراب الشخصية النرجسية ومدى شدتها من شخص لآخر. يتسم المصابون بهذا الاضطراب بالصفات التالية:
1/إحساس عالٍ بشكل غير معقول بأهمية الذات والحاجة إلى سماع عبارات الإطراء والإعجاب باستمرار وبشكل مفرط
2/الشعور بأنهم يستحقون امتيازات ومعاملة خاصة
3/توقُّع الحصول على التقدير والتكريم حتى بدون إنجازات
4/ تضخيم إنجازاتهم ومواهبهم بشكل أكبر مما هي عليه
5/ الانشغال بتخيلات عن النجاح، أو القوة، أو التألق، أو الجمال أو الرفيق المثالي
6/الإيمان بأنهم متفوقون على الآخرين وأنهم لا يمكنهم قضاء أوقاتهم إلا مع أشخاص مميزين مثلهم ولن يستطيع فهمهم سوى المميزين من أمثالهم.
7/ الانتقاد والتعامل بتعالٍ مع الأشخاص الذين لا يشكّلون أهمية خاصة من وجهة نظرهم
8/ توقُّع الحصول على خدمات خاصة وتوقُّع أن يفعل الآخرون ما يريدون منهم من دون طلب ذلك.
9/استغلال الآخرين للحصول على مرادهم
10/ عدم القدرة أو عدم الرغبة في تمييز احتياجات الآخرين ومشاعرهم
11/حسد الآخرين واعتقاد أن الآخرين يحسدونهم
12/ لتصرف بطريقة متعجرفة والتباهي كثيرًا والغرور
13/ الاصرار على الحصول على الأفضل في كل شيء، كأفضل سيارة أو أفضل مكتب.
راجع :مايو كلينك
ولابد من وجود 6 من هذه العلامات لنطلق على هذه الشخصية بالنرجسية.
من التطوع الى النرجسية:
من الصعب أن نتصور أن هناك من يقصد العمل التطوعي الذي من أهم اركانه هو حب المجتمع، وحب الناس ، وحب مساعدة الناس ، والتضحية بالمصالح الشخصية ، لصالح العمل الاجتماعي ، وأهم سمة فيه هو: انكار الذات الواضح في العمل التطوعي ، وهكذا اصطلح على العمل التطوعي من الأجيال السابقة ، وصولا الى العمل التطوعي في المؤسسات التطوعية في العصر الحديث ، مرورا بالعصر الإسلامي.
فلا يمكن أن نتصور وجود وتسيير العمل التطوعي من قبل شخصيات نرجسية.
المشكلة هي القدرة على الخداع في الشخصية الإنسانية ، فبإمكان هذه الشخصيات اظهار الحب للمجتمع ، وخدمة المجتمع ، وعندما يصلون الى إدارة المؤسسات التطوعية ، فلايمكن التوقع الا التخريب ، فهم يتلاعبون بالأفراد والقدرات في سبيل تحقيق المصالح الشخصية ،وارضاء غرورهم المرضي، او الاصطدام بجميع الأفراد المتطوعين في هذه المؤسسات.
فأن يكون الانسان نرجسياً، على مستواه الشخصي، فهذا أمر سيء، لكن الأسوء منه، هو التضحية بمؤسسات تطوعية اجتماعية، بذلت جهود كبيرة من المجتمع لإقامتها، واستفاد منها أفراد كثيرون في المجتمع.
واذا كان أبناء المجتمع لا يعرفون حقيقة هذه الشخصيات المضطربة، ولا السلطات الحاكمة، فإن النرجسيون أنفسهم يعرفون أنفسهم بأنهم نرجسيون وأنانيون الى درجة كبيرة .
مزيد من التفاصيل عن النرجسية :
(تيودور) أحد الشخصيات الذي نشر سلسلة من الكتب حول النرجسية، ويقوم بتقديم الاستشارات والنصائح عبر الإنترنت للأشخاص الذين يعتقدون أنهم يعيشون مع أمثاله (المقصود أمثاله النرجسيين) مقابل سبعين دولاراً للجلسة.
ويقول إنه يعمل بجد بشكل ناجح، والسبب يعود إلى انتشار النرجسيين، (أعتقد أن الطريقة التي تحول بها المجتمع، أصبحت أكثر نرجسية وهي ظاهرة تزداد بشكل مضطرد).
وليس بالضرورة أن نحمل نفس النظرة السوداوية التي يحملها تيودور... لكن تيودور يعتبر نفسه أحد كبار النرجسيين في بريطانيا.
يقول: إنه يعرف( انه نرجسي ) منذ سن مبكرة: (لقد شعرت بالرضا من التلاعب بالأفراد لتحقيق غاياتي، وبعد أن أنهيت الجامعة، أوضحت لي صديقتي آنذاك، وكانت خريجة علم النفس، أنها تعتقد أنني مصاب باضطراب الشخصية النرجسية، ومنذ ذلك الحين تم تشخيص الحالة).
ويضيف: (أنا أفهم ذلك بسبب مستوى ذكائي ووعيي، لماذا يعتقد الناس أن ما أفعله مؤذٍ، لكنني لا أهتم بذلك لأنه يلبي احتياجاتي) يمكن مراجعة مقال : سماح عادل حول النرجسية 2
https://kitabat.com/cultural
وهنا ينبغي هنا التفريق بين أنواع النرجسية كما يحددها العلماء :فهناك:
1/النرجسية العلنية: الشخص النرجسي في هذا النوع يركز على المكانة، والثروة، والقوة، ويعتقد بأنه يستحق معاملة خاصة عن الآخرين، كما أنه حساس تجاه النقد.
2/ النرجسية الخفية: هي أقل وضوحاً، ويشعر فيها الشخص بأهمية ذاته ويتوق إلى إعجاب الآخرين به، وقد تظهر عليه سلوكيات لوم الآخرين، أو التشهير، أو التلاعب للحصول على ما يريد.
3/ النرجسية المعادية: يولي هؤلاء الأشخاص اهتمامهم للظهور في القمة دائماً، وقد يستغلون الأشخاص للوصول إلى أهدافهم، بل عادة ما يقللون من شأن الآخرين.
4/ النرجسية الطائفية: النرجسي في هذا النوع يتسم بسمات التضحية من أجل الآخرين، ولكن بدافع الظهور ونيل الإعجاب فقط، وليس لمساعدة الآخرين، فقد يتصدر هؤلاء الأشخاص القضايا الاجتماعية كقادة حركة أو فكرة ما، ويرون أنفسهم أناسا متعاطفين ويهمهم أمر الآخرين.
5/ النرجسية الخبيثة: أكثر الأنواع خطورة، فبالإضافة إلى الصفات العامة للنرجسي يعاني الشخص في هذه الحالة من سمات مرتبطة باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، مثل جنون الارتياب، وافتقار التعاطف، وسمات السادية.
https://kitabat.com/cultural
وعلى الرغم أن جميع أنواع النرجسية، سيئة الا أن الأخطر على مجتمعاتنا هي النرجسية الطائفية، باعتبار وجود سماتها المخادعة ، ونعطي مثل هذا النموذج القدرة لتسنم الأعمال التطوعية ، وهي في الواقع لا تخرج عن سمات اضطراب النرجسية ، التي تحتاج الى علاج.
وكذلك النرجسية الخبيثة باعتبارها تتسم بصفات (سيكوباتيه) الى حد ما، مع أن المصطلح لا ينطبق على الحالة بشكل دقيق.
ان أية علامات من هذا النوع ينبغي أن تفحص جيدا، وأن تزال من مناصبها فورا، لان من نتائج استمرار هذه الشخصيات في هذا المنصب تخريب العمل الخيري والتطوعي، لأن مثل هذه الشخصيات، لم تؤمن ابدا بخدمة المجتمع ، ولا بالعمل الجماعي ، ولكنها مملوءة بالأنانية والمصلحية الى حد كبير.
ولأن هذه الشخصيات ترى نفسها أفضل من الجميع، وترى أن من حقها تخطي القوانين، والعادات والأعراف الاجتماعية، وأن ليس هناك أقدر وأجدر منها في لعب هذه الأدوار.
المخلصون في بلادي كثيرون:
في الأخير المخلصون في بلادنا كثيرون، والشخصيات المضطربة ( في العمل التطوعي )قليل، لايمكن الحكم على كل شخصية برزت فيها احدى العلامات التي ذكرناها بأنه صاحب شخصية نرجسية، انما طرحنا هذا الموضوع لتسليط الضوء على بعض الشخصيات المضطربة ، والتي تحتاج الى مراجعة المصحات النفسية ، بدل العمل على تخريب مؤسساتنا التطوعية الاجتماعية.
