لعلنا نتساءل كيف لمداد قلم بسيط وبضع أوراق بيضاء أن يعبرا بنا حواجز الزمن والعوالم وأن ينفذا إلى ذواتنا الحقيقية؟!
ففي خضم الحياة جميعنا نمر بمواقف عدة تحمل بين طياتها أحداثًا مؤلمة قد تنعكس على حالتنا النفسية والجسدية نتيجة الضغوط المتراكمة في عالم صاخب سريع التغير تختلف أساليب التعامل معها من شخص لآخر حسب تفضيلاته واهتماماته فقد يلجأ البعض للترويح عن النفس بالرياضة أو الفن التشكيلي والرحلات، وقد يلجأ البعض الآخر للكتابة للتحرر من عبء الأفكار وشفاء الروح فكما أن الكتابة شغف وموهبة تحمل رسالة ذات معنى يرى علماء النفس أن كتابة شيء باليد على الورق يجعل العقل في حالة يقظة وله تأثير طويل الأمد على الذاكرة كما يساعد على فهم الشخص لذاته بصورة أفضل فهي بمنزلة تفريغ للشحنات السلبية التي يمر بها وتحقيق حالة من الشعور بالسعادة والسلام الداخلي فقد كشف عالم النفس الأمريكي جيمس بيكر عام 1986 عن تقنية العلاج بالكتابة عندما طلب من مجموعة من طلاب الجامعة كتابة يومياتهم بشكل يومي لمدة 6 أشهر وبعد انتهاء التجربة أظهر الطلاب توازنًا نفسيًا وتغيرت نظرتهم السلبية تجاه المواقف والأشخاص.
ويرى عالم النفس الإكلينيكي بيربيتوانيو أن الأشياء عندما يمسها القلم تصبح أكثر قابلية للإدارة وتقلل ما نشعر به من فوضى بداخلنا.
طريقة العلاج بالكتابة (writing Therapy) هي إحدى الوسائل العلاجية الموصى بها من قبل خبراء العلاج النفسي والتي تشجع الناس على التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم التي لا يستطيعون التعبير عنها علانية نتيجة الصدمات النفسية التي تعرضوا لها كحادث مأساوي أو فقدان شخص عزيز تتم تحت إشراف معالج مختص أو من دونه وتسمى بالكتابة الاستشفائية.
وهي أن تخصص دفترًا تكتب فيه يومياتك تخلق فيه حوارًا مع شخصك الداخلي ابدأ بالكتابة عن مكانك وحالتك الراهنة تاركًا قلمك ينساب بطريقة عفوية وليست احترافية متناسيًا القواعد النحوية اكتب في جميع الحالات التي تنتابك الضيق، الفرح، الغضب. اجعلها عادة يومية مع الحرص على اختيار أجواء مناسبة للكتابة محاولًا استخدام يدك اليسرى أحيانًا لتقوية الروابط العصبية في دماغك اكتب كل ما يجول في خاطرك عن عادات وأشياء تحبها وتحدث مع ذاتك بشيء من الشفافية واللطف كما لو أنك تتحدث لشخص مقرب ابدأ الكتابة من 5-10 دقائق يوميًا ثم زد الوقت بعد ذلك بالتدريج. كما دلت الدراسات أن الكتابة على الرمل مع الأطفال ليست وسيلة للمتعة فحسب بل تمنحهم فرصًا أكثر لتعزيز الثقة بالنفس وتنمية الخيال والإبداع فهي تمثل جزءًا مهمًا من العلاج المعرفي السلوكي.
أنواع العلاج النفسي بالكتابة:
1- كتابة اليوميات. وما مررت به خلال يومك من أحداث ومواقف.
2- التدوين الحر وهو كتابة أي شيء يتبادر إلى ذهنك يمكن وصفه بسيرتك الذاتية التي توثق شخصك وهي فعالة للتغلب على اضطرابات النوم.
3- الكتابة التأملية وفيها تصف مشهدًا حقيقيًا أو متخيلًا تصف ما فيه من مشاهد وأحداث وكذلك التأمل في الطبيعة.
4- الأسئلة والأجوبة.
مثلًا: ما الوظيفة التي تناسبني؟ وما الذي يمكنني القيام به للحصول عليها؟
أو ما الأمور التي تخيفني بشكل كبير؟ ولماذا؟
5- إكمال الجمل ككتابة جمل قصيرة تصف فيها حالتك على سبيل المثال أسوأ موقف حدث لي في حياتي لا أنساه كان .......... أكثر ما يعجبني في شخصيتي هو............
6- الخريطة الذهنية .عند تعرضك لموقف صعب أو مواجهتك لمشكلة تصورها على شكل خريطة وضع عنوان المشكلة في المنتصف تتفرع منها المشاعر والأفكار التي تنتابك بسببها والحلول المقترحة لها.
7- التدوين باستخدام الصور مثل. ما لمشاعر التي تنتابك عند النظر لهذه الصورة؟
8- كتابة الرسائل ويكتب الشخص فيها رسالة غير مرسلة يخاطب فيها أشخاصًا معينين كأن يكتب رسالة مخاطبًا فيها صديقه يعبر عن مدى تقديره له أو لأحد والديه المتوفى يخبره فيها عن المصاعب التي يمر بها. متخيلًا تعابير وجهه أثناء القراءة.
9- إنشاء قوائم 100 مثل 100 سبب يدعوك للاستيقاظ في الصباح. 10- كما أن التعبير عن الأحداث وترجمتها عن طريق نص شعري أو قصة تساعد على رفع مستوى النضج والوعي وتنمية التحديات الشخصية من خلال تقمص أدوار الشخصيات في القصة والأحداث التي مروا بها.
فالكتابة تساعدنا على رؤية الأمور من منظور آخر وفهم للحياة بشكل أعمق كما أثبتت فاعليتها في علاج بعض الأمراض مثل اضطراب الوسواس القهري، الاكتئاب، ومشكلات التواصل ولوحظ أن لها أثر على سرعة التشافي من جراء العمليات الجراحية كعامل إيحائي مؤثر.
خلاصة القول: إن الكتابة تقنية ملهمة تجسد علاقة وثيقة بين القلم والذات فهي علاج شافٍ زهيد في متناول اليد كما أنه شيق يأخذنا في متنزه فكري رائع.
الهوامش:
1- العلاج بالكتابة/ شروق المحمادي.
2- للتخلص من آثار الماضي السلبية عليك بالكتابة/ سهام شريف/ سكاي نيوز عربية.
ففي خضم الحياة جميعنا نمر بمواقف عدة تحمل بين طياتها أحداثًا مؤلمة قد تنعكس على حالتنا النفسية والجسدية نتيجة الضغوط المتراكمة في عالم صاخب سريع التغير تختلف أساليب التعامل معها من شخص لآخر حسب تفضيلاته واهتماماته فقد يلجأ البعض للترويح عن النفس بالرياضة أو الفن التشكيلي والرحلات، وقد يلجأ البعض الآخر للكتابة للتحرر من عبء الأفكار وشفاء الروح فكما أن الكتابة شغف وموهبة تحمل رسالة ذات معنى يرى علماء النفس أن كتابة شيء باليد على الورق يجعل العقل في حالة يقظة وله تأثير طويل الأمد على الذاكرة كما يساعد على فهم الشخص لذاته بصورة أفضل فهي بمنزلة تفريغ للشحنات السلبية التي يمر بها وتحقيق حالة من الشعور بالسعادة والسلام الداخلي فقد كشف عالم النفس الأمريكي جيمس بيكر عام 1986 عن تقنية العلاج بالكتابة عندما طلب من مجموعة من طلاب الجامعة كتابة يومياتهم بشكل يومي لمدة 6 أشهر وبعد انتهاء التجربة أظهر الطلاب توازنًا نفسيًا وتغيرت نظرتهم السلبية تجاه المواقف والأشخاص.
ويرى عالم النفس الإكلينيكي بيربيتوانيو أن الأشياء عندما يمسها القلم تصبح أكثر قابلية للإدارة وتقلل ما نشعر به من فوضى بداخلنا.
طريقة العلاج بالكتابة (writing Therapy) هي إحدى الوسائل العلاجية الموصى بها من قبل خبراء العلاج النفسي والتي تشجع الناس على التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم التي لا يستطيعون التعبير عنها علانية نتيجة الصدمات النفسية التي تعرضوا لها كحادث مأساوي أو فقدان شخص عزيز تتم تحت إشراف معالج مختص أو من دونه وتسمى بالكتابة الاستشفائية.
وهي أن تخصص دفترًا تكتب فيه يومياتك تخلق فيه حوارًا مع شخصك الداخلي ابدأ بالكتابة عن مكانك وحالتك الراهنة تاركًا قلمك ينساب بطريقة عفوية وليست احترافية متناسيًا القواعد النحوية اكتب في جميع الحالات التي تنتابك الضيق، الفرح، الغضب. اجعلها عادة يومية مع الحرص على اختيار أجواء مناسبة للكتابة محاولًا استخدام يدك اليسرى أحيانًا لتقوية الروابط العصبية في دماغك اكتب كل ما يجول في خاطرك عن عادات وأشياء تحبها وتحدث مع ذاتك بشيء من الشفافية واللطف كما لو أنك تتحدث لشخص مقرب ابدأ الكتابة من 5-10 دقائق يوميًا ثم زد الوقت بعد ذلك بالتدريج. كما دلت الدراسات أن الكتابة على الرمل مع الأطفال ليست وسيلة للمتعة فحسب بل تمنحهم فرصًا أكثر لتعزيز الثقة بالنفس وتنمية الخيال والإبداع فهي تمثل جزءًا مهمًا من العلاج المعرفي السلوكي.
أنواع العلاج النفسي بالكتابة:
1- كتابة اليوميات. وما مررت به خلال يومك من أحداث ومواقف.
2- التدوين الحر وهو كتابة أي شيء يتبادر إلى ذهنك يمكن وصفه بسيرتك الذاتية التي توثق شخصك وهي فعالة للتغلب على اضطرابات النوم.
3- الكتابة التأملية وفيها تصف مشهدًا حقيقيًا أو متخيلًا تصف ما فيه من مشاهد وأحداث وكذلك التأمل في الطبيعة.
4- الأسئلة والأجوبة.
مثلًا: ما الوظيفة التي تناسبني؟ وما الذي يمكنني القيام به للحصول عليها؟
أو ما الأمور التي تخيفني بشكل كبير؟ ولماذا؟
5- إكمال الجمل ككتابة جمل قصيرة تصف فيها حالتك على سبيل المثال أسوأ موقف حدث لي في حياتي لا أنساه كان .......... أكثر ما يعجبني في شخصيتي هو............
6- الخريطة الذهنية .عند تعرضك لموقف صعب أو مواجهتك لمشكلة تصورها على شكل خريطة وضع عنوان المشكلة في المنتصف تتفرع منها المشاعر والأفكار التي تنتابك بسببها والحلول المقترحة لها.
7- التدوين باستخدام الصور مثل. ما لمشاعر التي تنتابك عند النظر لهذه الصورة؟
8- كتابة الرسائل ويكتب الشخص فيها رسالة غير مرسلة يخاطب فيها أشخاصًا معينين كأن يكتب رسالة مخاطبًا فيها صديقه يعبر عن مدى تقديره له أو لأحد والديه المتوفى يخبره فيها عن المصاعب التي يمر بها. متخيلًا تعابير وجهه أثناء القراءة.
9- إنشاء قوائم 100 مثل 100 سبب يدعوك للاستيقاظ في الصباح. 10- كما أن التعبير عن الأحداث وترجمتها عن طريق نص شعري أو قصة تساعد على رفع مستوى النضج والوعي وتنمية التحديات الشخصية من خلال تقمص أدوار الشخصيات في القصة والأحداث التي مروا بها.
فالكتابة تساعدنا على رؤية الأمور من منظور آخر وفهم للحياة بشكل أعمق كما أثبتت فاعليتها في علاج بعض الأمراض مثل اضطراب الوسواس القهري، الاكتئاب، ومشكلات التواصل ولوحظ أن لها أثر على سرعة التشافي من جراء العمليات الجراحية كعامل إيحائي مؤثر.
خلاصة القول: إن الكتابة تقنية ملهمة تجسد علاقة وثيقة بين القلم والذات فهي علاج شافٍ زهيد في متناول اليد كما أنه شيق يأخذنا في متنزه فكري رائع.
الهوامش:
1- العلاج بالكتابة/ شروق المحمادي.
2- للتخلص من آثار الماضي السلبية عليك بالكتابة/ سهام شريف/ سكاي نيوز عربية.
