
حكاية الفن القتالي الأكثر شهرة في العالم (الكاراتيه) هي أيضًا حكاية نهضة اليابان الحديثة، وحكمتها في التعامل مع جدل القوة والضعف.
وهكذا تقول الحكاية: تعود تقاليد الكاراتيه إلى جزيرة أوكيناوا جنوب اليابان، حيث سبق أن فُرض على سكان الجزيرة إبّان القرن السادس عشر، قرار يقضي بمنعهم من حمل أي نوع من الأسلحة.
غير أن الأهالي في ظل مخاطر قطّاع الطرق والوحوش وغزوات الاحتلال، تمكنوا من تطوير فن قتالي يمزج بين تقاليد الساموراي الياباني وتقاليد فنون القتال الصينية، اصطلحوا على تسميته بادئ الأمر باسم (اليد الصينية) قبل أن يصير اسمه (اليد الفارغة) (كارا-تيه) ويقصدون بذلك اليد الفارغة من السلاح.
ظل الكاراتيه موسومًا بالطابع السري الغنوصي في توارث المهارات والتقنيات، محصورًا داخل مدارس شبه مغلقة مثل الأخويات، حتى نهاية القرن التاسع عشر حيث أصبح الإنسان الياباني تحت تأثير صدمة الحداثة أكثر استعدادًا لكشف الأسرار وإشاعة المعارف والمهارات.
وفي عام 1917 سيتمكن المعلم غيشن فوناكوشي من تأسيس الكاراتيه الحديث إلي أن يصير في متناول البشرية جمعاء. وهكذا كان.
في عام 1945 انهزمت اليابان في الحرب العالمية الثانية، وفرض عليها قرار يشبه القرار الذي سبق أن فُرض على سكان أوكيناوا في القرن السادس عشر، حيث اضطرت إلى قبول معاهدة دولية تحرمها من كل أنواع الأسلحة الثقيلة، وتجعل جيشها تقريبًا من دون أسلحة.
في تلك اللحظة كان على اليابان أن تعوض قوة اليد المسلحة بقوة اليد الفارغة، لكن في كل مناحي الحياة هذه المرة، حيث ينبغي أن تتمثل قوة اليد الفارغة في قوة اليد العاملة، قوة اليد الصانعة، قوة اليد المنتجة، وقوة اليد النظيفة كذلك. وكذلك كان.
وحدها اليد التي لا تمسك بأي سلاح تستطيع أن تتحرك بحرية أكبر، بمرونة أكبر، وبمهارات أكبر، ومن ثم تستطيع أن تستثمر إمكاناتها اللا محدودة في كل معارك الحياة، فضلًا عن معارك تحسين الحياة.
تلك خلاصة رياضة (الأيادي الفارغة) والتي هي مثل كل فنون القتال الآسيوية، طريقة في الحياة، تسمى في اليابانية (كراتيه دو) أي طريقة اليد الفارغة والطريقة هنا بالمعنى الروحاني الخالص.
وهكذا أقول لك: قوة الدماغ في امتلائه، لكن قوة الأيادي في فراغها.
وهكذا تقول الحكاية: تعود تقاليد الكاراتيه إلى جزيرة أوكيناوا جنوب اليابان، حيث سبق أن فُرض على سكان الجزيرة إبّان القرن السادس عشر، قرار يقضي بمنعهم من حمل أي نوع من الأسلحة.
غير أن الأهالي في ظل مخاطر قطّاع الطرق والوحوش وغزوات الاحتلال، تمكنوا من تطوير فن قتالي يمزج بين تقاليد الساموراي الياباني وتقاليد فنون القتال الصينية، اصطلحوا على تسميته بادئ الأمر باسم (اليد الصينية) قبل أن يصير اسمه (اليد الفارغة) (كارا-تيه) ويقصدون بذلك اليد الفارغة من السلاح.
ظل الكاراتيه موسومًا بالطابع السري الغنوصي في توارث المهارات والتقنيات، محصورًا داخل مدارس شبه مغلقة مثل الأخويات، حتى نهاية القرن التاسع عشر حيث أصبح الإنسان الياباني تحت تأثير صدمة الحداثة أكثر استعدادًا لكشف الأسرار وإشاعة المعارف والمهارات.
وفي عام 1917 سيتمكن المعلم غيشن فوناكوشي من تأسيس الكاراتيه الحديث إلي أن يصير في متناول البشرية جمعاء. وهكذا كان.
في عام 1945 انهزمت اليابان في الحرب العالمية الثانية، وفرض عليها قرار يشبه القرار الذي سبق أن فُرض على سكان أوكيناوا في القرن السادس عشر، حيث اضطرت إلى قبول معاهدة دولية تحرمها من كل أنواع الأسلحة الثقيلة، وتجعل جيشها تقريبًا من دون أسلحة.
في تلك اللحظة كان على اليابان أن تعوض قوة اليد المسلحة بقوة اليد الفارغة، لكن في كل مناحي الحياة هذه المرة، حيث ينبغي أن تتمثل قوة اليد الفارغة في قوة اليد العاملة، قوة اليد الصانعة، قوة اليد المنتجة، وقوة اليد النظيفة كذلك. وكذلك كان.
وحدها اليد التي لا تمسك بأي سلاح تستطيع أن تتحرك بحرية أكبر، بمرونة أكبر، وبمهارات أكبر، ومن ثم تستطيع أن تستثمر إمكاناتها اللا محدودة في كل معارك الحياة، فضلًا عن معارك تحسين الحياة.
تلك خلاصة رياضة (الأيادي الفارغة) والتي هي مثل كل فنون القتال الآسيوية، طريقة في الحياة، تسمى في اليابانية (كراتيه دو) أي طريقة اليد الفارغة والطريقة هنا بالمعنى الروحاني الخالص.
وهكذا أقول لك: قوة الدماغ في امتلائه، لكن قوة الأيادي في فراغها.