18 , يوليو 2025

القطيف اليوم

من البحاري.. بوصلة الزمن تعود إلى 22 فبراير بـ ريشة هناء الخويلدي في «تراث مواهب»..  أطرت الانتماء الوطني بـ لوحتين

أعادت الفنانة التشكيلية هناء أحمد علي الخويلدي بوصلة الزمن لتاريخ 22 فبراير حيًا ناطقًا بألوانها، يصهل خيله بالفخر والانتماء والهوية الوطنية والتجذر في هذه الأرض الخضراء وإرثها الموروث من عاداتها وتقاليدها، في لوحتيها "يوم التأسيس السعودي" و"اليوم الوطني" اللتين شاركت بهما في معرض الفنون التشكيلية "التراث" الذي ينظمه نادي "مواهب آرت" للخدمات التشكيلية، والذي انطلق يوم الأحد 24 ذو الحجة 1445هـ، في القاعة الكبرى بخيرية القطيف.

اثنتان لا واحدة
دفعت الهوية الوطنية ابنة البحاري -وحالفها التوفيق في ذلك أيضًا- للمشاركة بلوحتين لا لوحة واحدة في المعرض، كانت في أولاهما بمناسبة "اليوم الوطني" مستخدمة ألوان الأكريلك على لوحة مقاسها 60×90 واستغرقت فيها شهرًا بأكمله نظرًا لاستخدامها فن الديكوباج، مما يجعل اللوحة تحتاج وقتًا إضافيًا لتجف ويسهل تلوينها وإكمالها.

وبالنسبة للوحة مناسبة "يوم التأسيس" فقد جاءت بقياس 70×50 مستخدمة ذات الألوان، فيما استغرقت 3 أسابيع من العمل لترى نورها أخيرًا في معرض "تراث" كمشاركة ثانية لها في معارض المنطقة.

وركوب الخيل 
من صهيل الخيل الأصيلة وإقدام الإنسان العربي استلهمت الخويلدي فكرة لوحتها الأولى "اليوم الوطني"؛ لتعبر من خلالها عن عدة أفكار أبرزها أصالة الوطن واعتدادنا بما فيه وما نتمتع به على أرضه، وكانت إضافة عنصر الخيل الأصيلة رمزًا إلى الفروسية والقوة والشجاعة، فامتلاك العربي للخيل كان بمثابة امتلاك الدنيا بأسرها، فالفرس تعبير عن الهيبة والشموخ والرفعة والبطولة، كما كان الطابع الأكبر الغالب في اللوحة هو خريطة المملكة، حيث يحتل الوطن ثلاثة أرباع شبه الجزيرة العربية ممتد الجذور في الصحراء لكبره واتساعه -حسب وصفها.

ودمجت الخويلدي خريطة المملكة بالعلم السعودي والشهادتين متخيلة شبه الجزيرة العربية هي العلم، وأدخلت نوعًا من التراثيات وهو شريط السدو المزخرف الذي يرمز إلى نجد المملكة والمرأة السعودية بزيها الجميل الذي ألفه الجميع منذ الصغر.

درعيتنا
أبرزت الخويلدي الخيل مرة أخرى بتفاصيل أكثر وضوحًا بلوحتها الثانية "يوم التأسيس"، موضحةً أنها أثرت لوحتها الثانية بمنطقة الدرعية التي كانت هي مقر السيادة في عهد التأسيس يعلوها شعار التأسيس الذي يعبر عن المناسبة.

إرث.. وتراث
من كل عناصر الجمال والقوة اختارت الخويلدي عنصر التراث الوطني والإرث العزيز في لوحتيها، وعن ذلك قالت: "الإرث ممثل بالعادات والتقاليد وأصالة الماضي التي لا ينبغي أن تندثر وتنساها الأجيال، ومن واجب الفنانين نقل الحضارات من خلال فنهم، فهم أشبه ما يكونون بالجسر الممتد الذي يربط الأجيال القادمة بالماضي بما ترسمه ريشاتهم، ولوحة "اليوم الوطني" رسالة إثبات لإرث الهوية الوطنية الحقة والانتماء والتجذر لوطننا الأخضر".

وعن مشاركتها في معرض "التراث" ذكرت أن التراث من وجهة نظرها كنز لا يقدر قيمته إلا المتجذرون الذين عاصروا تلك الحقبة وعاشوها بتفاصيلها، قائلة: "لذا فهذه التفاصيل التي نراها في مثل هذا المعرض هي ما تخلق قيمة للاحتفاظ بهذا التراث، وتجعله امتدادًا للحاضر، وتنقل من خلاله ثقافة وتاريخ وأصالة شعب ومجتمع لا غنى عنها".

التشكيلية في سطور 
الخويلدي هي مزيج جمع الفن في قالب كاتبة وفنانة تشيكلية ومعلق صوتي أيضًا، مارست الفن منذ نعومة أظفارها، واستقت لوحاتها من عددٍ من المدارس، فجاءت لوحاتها متنوعة ما بين الفن التكعيبي والتجريدي والتأثيري والواقعي، وشاركت في عدة معارض كمعرض "عبث" بالخبر، وفي يوم التأسيس في مهرجان الرامس بالعوامية.





error: المحتوي محمي