
القرّاء الكرام هل تحنون إلى أوطانكم عندما تسافرون؟ تشتاقون إلى لمّات الأهل والأصدقاء، أم أيّ بلد تعيشون فيه يصلح أن يكون وطنًا لكم؟! بعد عمرٍ طويل جدًا، أين ترغبون أن تكون ضَجعتكم الأخيرة؟ غرباء أم في الوطن؟ أنا من السنخ كما يقول الشاعر المصري أحمد شوقي:
وطني لو شُغِلْتُ بالخلدِ عنه
نازعتني إليه في الخلدِ نفسي
تعودنا الحرّ وتحملنا العيش فوق هذه الأرض الطيّبة التي عاش فوقَها أجدادنا وجداتنا. نسافر هنا وهناك ونعود إليها كما تعود الطيور إلى أوكارها وأعشاشها. نشتكي من حرارة الطقس كل عام وكأن السنة التي قبلها كان الطقس باردًا في الصيف! نشتكي وننسى أننا أفضل حالًا من الأجيال التي سبقتنا. عاشوا دون لذة الهواء البارد في غرف النوم والمجالس وفي الأسواق وأماكن العمل وفي السيارات!
سافرنا أم لم نسافر، ما لنا غير هذه الأرض التي أحببناها فصار لوننا من لون ترابها:
نَقِّل فُؤادَكَ حَيثُ شِئتَ مِنَ الهَوى
ما الحُبُّ إِلّا لِلحَبيبِ الأَوَّلِ
كَم مَنزِلٍ في الأَرضِ يَألَفُهُ الفَتى
وَحَنينُهُ أَبَداً لِأَوَّلِ مَنزِلِ
في المثل الإنجليزي ما معناه أن لا أحد يستطيع أن ينتزع حبّ الأرض والوطن من روح الإنسان. وجاء في حب الوطن عن الإمام علي عليه السلام: "عمرت البلدانُ بحب الأوطان" و"من كرم المرء بكاؤه على ما مضى من زمانه، وحنينه إلى أوطانه، وحفظهُ قديم إخوانه".
وطن قضينا فيه زمانًا وصحبنا فيه أقرانًا كيف لا نحبه؟ اثنان ليس لهما نظير في قلب الإنسان وعقله؛ الوطن والأم. الوطن صنو ونظير الأم لذلك نسمي مَوْضع الولادة الوطن الأمّ. سبحانك يا رب! ما هو السرّ في حب الأوطان؟ وما هي الحكمة في الشوق إليها؟ لا أدري! ربما لا يكون الطقس في الوطن باردًا في الصيف ولا الأشجار الكثيفة تغطي الأرض ولا مياه الشلالات تجري من فوق سفوح الجبال ولا ينابيع الماء الزلال تتدفق من جوف الأرض لكننا نحبه ونحمله بين أضلعنا! لا جواب عندي سوى أن الله أودع حبه في قلوبنا!
الرجاء من الله سبحانه وهو كريم لا حدود لكرمه ألا يجمع علينا حرّ الآخرة بعد أن قضينا عمرًا في هذا الجو الحار في بلدنا. بينما كثيرون يعيشون في أجواء لطيفة مريحة، نحن نعيش تحت شمس تتوهج ورطوبة تأخذ الأنفاس. خطوات قليلة ونعود مثل عصافير مبللة من بخار الرطوبة المتصاعد!
أخيرًا، قبل أن نغلق هذه الخاطرة القصيرة أذكركم ونفسي بأنه لا يكفي أن نتغنى بحبّ الوطن، إنما حب الوطن يقتضي أن نحافظ على مظهره الجميل ونظافته وإذا سافرنا قال الناس عنا: أكرم وأنعم بهذا الصنف الراقي من الناس. كما للإيمان بالله مظاهر فإن لحب الوطن مظاهر وإلا كيف يكون حب الوطن من الإيمان؟!
وطني لو شُغِلْتُ بالخلدِ عنه
نازعتني إليه في الخلدِ نفسي
تعودنا الحرّ وتحملنا العيش فوق هذه الأرض الطيّبة التي عاش فوقَها أجدادنا وجداتنا. نسافر هنا وهناك ونعود إليها كما تعود الطيور إلى أوكارها وأعشاشها. نشتكي من حرارة الطقس كل عام وكأن السنة التي قبلها كان الطقس باردًا في الصيف! نشتكي وننسى أننا أفضل حالًا من الأجيال التي سبقتنا. عاشوا دون لذة الهواء البارد في غرف النوم والمجالس وفي الأسواق وأماكن العمل وفي السيارات!
سافرنا أم لم نسافر، ما لنا غير هذه الأرض التي أحببناها فصار لوننا من لون ترابها:
نَقِّل فُؤادَكَ حَيثُ شِئتَ مِنَ الهَوى
ما الحُبُّ إِلّا لِلحَبيبِ الأَوَّلِ
كَم مَنزِلٍ في الأَرضِ يَألَفُهُ الفَتى
وَحَنينُهُ أَبَداً لِأَوَّلِ مَنزِلِ
في المثل الإنجليزي ما معناه أن لا أحد يستطيع أن ينتزع حبّ الأرض والوطن من روح الإنسان. وجاء في حب الوطن عن الإمام علي عليه السلام: "عمرت البلدانُ بحب الأوطان" و"من كرم المرء بكاؤه على ما مضى من زمانه، وحنينه إلى أوطانه، وحفظهُ قديم إخوانه".
وطن قضينا فيه زمانًا وصحبنا فيه أقرانًا كيف لا نحبه؟ اثنان ليس لهما نظير في قلب الإنسان وعقله؛ الوطن والأم. الوطن صنو ونظير الأم لذلك نسمي مَوْضع الولادة الوطن الأمّ. سبحانك يا رب! ما هو السرّ في حب الأوطان؟ وما هي الحكمة في الشوق إليها؟ لا أدري! ربما لا يكون الطقس في الوطن باردًا في الصيف ولا الأشجار الكثيفة تغطي الأرض ولا مياه الشلالات تجري من فوق سفوح الجبال ولا ينابيع الماء الزلال تتدفق من جوف الأرض لكننا نحبه ونحمله بين أضلعنا! لا جواب عندي سوى أن الله أودع حبه في قلوبنا!
الرجاء من الله سبحانه وهو كريم لا حدود لكرمه ألا يجمع علينا حرّ الآخرة بعد أن قضينا عمرًا في هذا الجو الحار في بلدنا. بينما كثيرون يعيشون في أجواء لطيفة مريحة، نحن نعيش تحت شمس تتوهج ورطوبة تأخذ الأنفاس. خطوات قليلة ونعود مثل عصافير مبللة من بخار الرطوبة المتصاعد!
أخيرًا، قبل أن نغلق هذه الخاطرة القصيرة أذكركم ونفسي بأنه لا يكفي أن نتغنى بحبّ الوطن، إنما حب الوطن يقتضي أن نحافظ على مظهره الجميل ونظافته وإذا سافرنا قال الناس عنا: أكرم وأنعم بهذا الصنف الراقي من الناس. كما للإيمان بالله مظاهر فإن لحب الوطن مظاهر وإلا كيف يكون حب الوطن من الإيمان؟!