
داهمتني فكرة النص وأنا أتذكر إحدى صديقاتي القريبات لقلبي، ذات الخجل والحياء السخي ومن شدة هدوئها وحيائها أكاد لا أسمع صوتها عندما تتحدث معي.
صدقًا كأنها تختصر وتجسد عمق فكرة الحياء والخجل لدى المرأة في جملة قصيرة: يرتبط الجمال بالخجل والخجل يعزز الجمال. وهنا يراودني استفسار: هل خجلك وحياؤك ميزة لجمالك؟ ما الخجل بالنسبة للمرأة؟ هل هو ذاته الحياء والحشمة! يا ترى أين ذهب حياء البعض؟! الحياء بالنسبة للمرأة مطلب حتمي ولا يأتي من خلاله إلا الخير، وهو ميزة تؤثر على شعور الشخص بتصرفاته المهذبة مع الآخرين، الحياء ميزة محمودة، يمنع البعض من ارتكاب أي خطأ أو تجاوز، وأي امرأة تفقد حياءها وتتصرف من دون خجل فهي بمنزلة وكأنها قد تجاوزت المبادئ والتقاليد والأعراف الاجتماعية على أقل تقدير، ولعلها قد خالفت ورخصت بحيائها بعيدًا عن المألوف. ومع هذا قد يشكل الخجل في بعض الأحيان عبئًا ليس فقط على الشخص الخجول، بل يجعل الحياة صعبة على الأشخاص من حوله.
يرغب معظم الأشخاص الخجولين في أن يكونوا أكثر ثقة؛ لأن الخجل هو عدم الارتياح لما هم عليه. نحن نحكم على أنفسنا طبقًا لمعايير الآخرين ونقضي الكثير من الوقت في أذهاننا ونفكر في أفضل السبل للتصرف والرد في أي موقف يواجهنا. هذه ليست أكثر من عادة مستنزفة، وهي نوع من الأشياء التي يمكننا التخلص منها من خلال الممارسة المنتظمة. وهناك الكثير من الناس تخاف من تلقي ردود الفعل، والبعض يخشون من النقد. وهناك فئة من الناس تتفاجأ أنك في الواقع خجول للغاية وتعتقد حينها أنك انطوائي ومنعزل أو معقد، والبعض يخشى على إثر ذلك عدم قبوله من الغير.
دعني أسألك هنا: هل أنت شخص خجول أو تعتقد بأنك خجول؟ وهل يزعجك أن الآخرين يعرفون مدى خجلك؟ وهل يمكنك التحدث بسهولة وحرية مع أشخاص لا تعرفهم؟ وهل تقوم بالتواصل البصري أثناء التحدث مع الغير؟ أو تخشى التحدث أمام جمع من الناس؟ أو تناول الطعام مع وجود الآخرين؟ وماذا تريد أن تغير مثلًا في شخصك لإيقاف هذه الاستفسارات الافتراضية؟ ولماذا؟
هنا بعض الإيضاحات التي يحتاج البعض منا إلى معرفتها! فضلًا لا تخبر نفسك قائلًا: أعلم أنني لست خجولًا، أو أنا خجول ولكن لست بحاجة إلى أحد ليخبرني بذلك. حيث البعض منا يشعرون بالخجل بعض الشيء وخاصة نحن النساء، هذه حقيقة واضحة، يمكنك أن ترى ذلك بنفسك يومًا ما! قد يساعدك هذا الطرح على التغلب على معظم خجلك إن لم يكن كله.
عندما يشعر البعض بالخجل، فغالبًا ما يتردد هكذا نوع من الأشخاص ومن يعد نفسه شخصًا خجولًا قبل تجربة ما أو أي شيء جديد أو حتى في قول أو فعل شيء ما، وقد يحتاج ذلك الشخص إلى مزيد من الوقت للتعود على الغير أو التغيير. وعادةً ما يستغرق وقتًا أطول للتأقلم مع الأشخاص الجدد، حيث يشعر البعض بعدم الثقة في النفس ولن يكون مستعدًا لأن يتم ملاحظته عند الغير, وقد يلاحظ على الشخص الذي يشعر بالخجل أحيانًا باحمرار الوجه أو الشعور بالعجز عن الكلام أو ضيق التنفس. عادة الشخص الخجول لا يريد بالضرورة أن يكون بمفرده، ولكنه يخشى التفاعل مع الآخرين أيضًا فالبعض منهم يرغبون في التحدث معه، ولكنهم غير متأكدين من كيفية التعامل معه ويحب العديد من الأشخاص أن يكونوا أصدقاء له. البعض من الأشخاص الخجولين لديهم جانب آخر، إذا قمت بتكوين صداقات معهم, فقد تجد أنهم مريحون ومرحون، وعادة يكونون أشخاصًا لطفاء وأحيانًا لديهم الشفافية الفائقة.
أحد أصعب التحديات لديهم عند الانتقال إلى مكان أو وظيفة جديدة، هو تكوين صداقات جديدة. قد يكون الأمر صعبًا إذا كنت خجولًا أو غير متأكد من نفسك. يمكن أن يمنعك الخجل من عيش الحياة على أكمل وجه، ولكن هناك جمال في الأشخاص الخجولين.
على أية حال، الخجل هو الجانب العكسي للثقة والجرأة. عندما تكون خجولًا، تشعر بأنك غير قادر على تقديم نفسك أمام الجميع كما ينبغي. وعندما تشعر بالثقة والجرأة تشعر بالقدرة والتمكن، قد لا أتذكر الوقت الذي لم أشعر فيه بالخجل! ولا شك أنه ولد مع تجربتي الأولى بهذا الشأن التي تتعلق بذكرياتي الشخصية أثناء عملي بشركة أرامكو، حيث كنت أعاني من رهاب التحدث والخجل في الأماكن العامة أمام الزملاء لقد كان معي بالعمل زميلات وزملاء أفاضل وكان علي أن أشارك وأتواجد وأظهر كفاءاتي من حين لآخر، ومع الأسف لم أفعل ذلك وكنت أواجه المزيد من الإحباط أملًا في التقدم في وظيفتي. أتذكر جيدًا كنت أرفض أن أشارك في أي نشاط استثنائي في العمل، وكان تأثيره سلبيًا بشأن تطويري الوظيفي واستمر الخجل لآخر يوم لي بالعمل.
ولن أنسى آخر يوم لي في العمل كان هناك حفل غداء لتقاعدي ولبعض الموظفين أيضًا، لكني حينها لم أحبذ فكرة حضور الحفل المختلط مدركة عدم ارتياحي وخجلي، واقترحت أن يقام حفل الغداء في نطاق ضيق بمشاركة زميلاتي في ركن بعيدًا عن إخواني الزملاء تحفظًا. وأيضًا عندما يتم دعوتي في بعض المنتديات لتكريمي، ومعي البعض من الإخوة المحتفى بهم أيضًا، كنت أتفق مع زوجي أن أحضر وأجلس بعيدًا عن الأنظار، بمعية بعض السيدات من دون الصعود على المنصة، وكان على زوجي تسلم درع التكريم عني ولا زلت على هذا التحفظ، ليس لشيء ولكني لا أشعر بالارتياح أبدًا، ولن تستوقفني بعض ردود الفعل أو الآراء عما ذكرته وما أقوم به عن قناعة ورضا.
هناك شيء جميل مع خجل المرأه، وكأنها ترتدي تاجًا على رأسها أو حرزًا على صدرها يحميها من العثرات! حيث إن الخجل في ثقافتنا لا يعده الكثير فضيلة، وعلى العكس تمامًا، وعلى الرغم من ذلك هناك من يشجع على أن نكون مباشرين مع الآخرين في الحديث والتواصل وننظر إلى أعين الغير مباشرة، ومن المثير للدهشة أنني هنا أخبركم بما يدور في ذهني وذاكرتي، وأشارك قصصي وتجاربي ونجاحي وحتى فشلي من خلال كتاباتي، من دون تردد أو خجل بعد أن تجاوزت مرحلة أعراض الخجل الواضحة: صدقًا لا أرتجف أو أحمر خجلًا أو أتلعثم عندما أطرح درسًا لمجموعة كبيرة من السيدات، ولا أبدو متوترة بشكل واضح، ولكنني لم أتجاوز مشاعري وبعضًا من حدودي التي أسمح لها بنفسي.
نصيحتي
• لا ينبغي أن نسأل أبدًا أي شخص خجول عن سبب خجله؛ تفاديًا لشعوره بمزيد من الخجل، ولا نعبث معه ولو على سبيل المزاح تفاديًا لإيذاء مشاعره. لنحاول أن نكون فقط لطفاء. وعلينا ألا نقول للشخص الخجول لماذا أنت هادئ جدًا؟ وإن لفت الانتباه إلى خجل الشخص يمكن أن يجعله يشعر بعدم الارتياح.
• (لا تخجل أو أي شيء من هذا القبيل) إنها إهانة عندما يقال هذا له مباشرة، فهو دائمًا ما يجعل الأمر أكثر للشخص الخجول. بل يمكن أن يجعله غاضبًا أو تجرح مشاعره. سيؤدي ذلك إلى الرد الأكثر احتمالاً الذي ستحصل عليه وهو (لا أعرف) أو حتى مجرد نظرة حائرة.
• لا تثبط عزيمتك إذا لم يبحث عنك الشخص الخجول للتحدث معك ثانية، هذا لا يعني أنه لا يرغب ذلك، كل ما يعنيه هو أنه فقط ما زال غير مرتاح لبدء المحادثة، وبإمكانك التحدث بحرية معه، وقد يبدو أنه لا يريد التحدث معك، ولكن في الحقيقة قد يفعل ذلك أو ربما سيغادر، وعليك أن تتحلى بالصبر، حتى يعلم أنه يستطيع أن يثق بك. علينا أن نتقن الطريقة التي نتحدث بها مع الأشخاص الخجولين، ونوع الكلمات التي نقولها لهم، ومستوى الصراحة تجاههم.
• التغلب على خجلك هو مهمة كبيرة. لا تتوقع أن تكون خجولًا في يوم من الأيام، وأن تكون صريحًا وجريئا تمامًا في اليوم التالي. لا يمكن أن يحدث مثل هذا. تحلَ بالصبر وتذكر كما يقال: (إن روما لم تُبنَ في يوم واحد).
• وأخيرًا، كن على طبيعتك ولا تسمح لأحد أن يحبطك.
ماذا يجب أن يفعل بعض الذين يعانون من الخجل والانطواء؟ وماذا يجب أن يفعلوا من أجل اكتساب الثقة بالنفس؟
تعلم أن تحب نفسك، افهم خجلك وتوقف عن الخجل. وتوقف عن تصنيف نفسك كشخص خجول. هذا هو أنت، وأنت مميز، ألا يمكننا أن نترك الأمر عند هذا الحد؟ إذن، ابحث عن نجاحاتك وسجلها، وتدرب على تقدير نفسك والإعجاب بالتعبير الفريد الذي يمثلك. ابحث عن نقاط قوتك. لدينا جميعًا صفات فريدة وطرق مختلفة للتعبير عن أنفسنا، بممارسة الحديث. قف أمام المرآة أو أغمض عينيك، تخيل نفسك تتحدث مع شخص ما. لا تتردد في التحدث بصوت عال.
إن شخصيتنا هي في الأساس نتاج أقوالنا وأفعالنا وردود أفعالنا وإيماءاتنا وعواطفنا تجاه الآخرين. وغالبًا ما يكون الأشخاص الخجولون مستمعين جيدين، وأيضًا يميلون عند التحدث إلى اختيار كلماتهم بعناية.
صدقًا كأنها تختصر وتجسد عمق فكرة الحياء والخجل لدى المرأة في جملة قصيرة: يرتبط الجمال بالخجل والخجل يعزز الجمال. وهنا يراودني استفسار: هل خجلك وحياؤك ميزة لجمالك؟ ما الخجل بالنسبة للمرأة؟ هل هو ذاته الحياء والحشمة! يا ترى أين ذهب حياء البعض؟! الحياء بالنسبة للمرأة مطلب حتمي ولا يأتي من خلاله إلا الخير، وهو ميزة تؤثر على شعور الشخص بتصرفاته المهذبة مع الآخرين، الحياء ميزة محمودة، يمنع البعض من ارتكاب أي خطأ أو تجاوز، وأي امرأة تفقد حياءها وتتصرف من دون خجل فهي بمنزلة وكأنها قد تجاوزت المبادئ والتقاليد والأعراف الاجتماعية على أقل تقدير، ولعلها قد خالفت ورخصت بحيائها بعيدًا عن المألوف. ومع هذا قد يشكل الخجل في بعض الأحيان عبئًا ليس فقط على الشخص الخجول، بل يجعل الحياة صعبة على الأشخاص من حوله.
يرغب معظم الأشخاص الخجولين في أن يكونوا أكثر ثقة؛ لأن الخجل هو عدم الارتياح لما هم عليه. نحن نحكم على أنفسنا طبقًا لمعايير الآخرين ونقضي الكثير من الوقت في أذهاننا ونفكر في أفضل السبل للتصرف والرد في أي موقف يواجهنا. هذه ليست أكثر من عادة مستنزفة، وهي نوع من الأشياء التي يمكننا التخلص منها من خلال الممارسة المنتظمة. وهناك الكثير من الناس تخاف من تلقي ردود الفعل، والبعض يخشون من النقد. وهناك فئة من الناس تتفاجأ أنك في الواقع خجول للغاية وتعتقد حينها أنك انطوائي ومنعزل أو معقد، والبعض يخشى على إثر ذلك عدم قبوله من الغير.
دعني أسألك هنا: هل أنت شخص خجول أو تعتقد بأنك خجول؟ وهل يزعجك أن الآخرين يعرفون مدى خجلك؟ وهل يمكنك التحدث بسهولة وحرية مع أشخاص لا تعرفهم؟ وهل تقوم بالتواصل البصري أثناء التحدث مع الغير؟ أو تخشى التحدث أمام جمع من الناس؟ أو تناول الطعام مع وجود الآخرين؟ وماذا تريد أن تغير مثلًا في شخصك لإيقاف هذه الاستفسارات الافتراضية؟ ولماذا؟
هنا بعض الإيضاحات التي يحتاج البعض منا إلى معرفتها! فضلًا لا تخبر نفسك قائلًا: أعلم أنني لست خجولًا، أو أنا خجول ولكن لست بحاجة إلى أحد ليخبرني بذلك. حيث البعض منا يشعرون بالخجل بعض الشيء وخاصة نحن النساء، هذه حقيقة واضحة، يمكنك أن ترى ذلك بنفسك يومًا ما! قد يساعدك هذا الطرح على التغلب على معظم خجلك إن لم يكن كله.
عندما يشعر البعض بالخجل، فغالبًا ما يتردد هكذا نوع من الأشخاص ومن يعد نفسه شخصًا خجولًا قبل تجربة ما أو أي شيء جديد أو حتى في قول أو فعل شيء ما، وقد يحتاج ذلك الشخص إلى مزيد من الوقت للتعود على الغير أو التغيير. وعادةً ما يستغرق وقتًا أطول للتأقلم مع الأشخاص الجدد، حيث يشعر البعض بعدم الثقة في النفس ولن يكون مستعدًا لأن يتم ملاحظته عند الغير, وقد يلاحظ على الشخص الذي يشعر بالخجل أحيانًا باحمرار الوجه أو الشعور بالعجز عن الكلام أو ضيق التنفس. عادة الشخص الخجول لا يريد بالضرورة أن يكون بمفرده، ولكنه يخشى التفاعل مع الآخرين أيضًا فالبعض منهم يرغبون في التحدث معه، ولكنهم غير متأكدين من كيفية التعامل معه ويحب العديد من الأشخاص أن يكونوا أصدقاء له. البعض من الأشخاص الخجولين لديهم جانب آخر، إذا قمت بتكوين صداقات معهم, فقد تجد أنهم مريحون ومرحون، وعادة يكونون أشخاصًا لطفاء وأحيانًا لديهم الشفافية الفائقة.
أحد أصعب التحديات لديهم عند الانتقال إلى مكان أو وظيفة جديدة، هو تكوين صداقات جديدة. قد يكون الأمر صعبًا إذا كنت خجولًا أو غير متأكد من نفسك. يمكن أن يمنعك الخجل من عيش الحياة على أكمل وجه، ولكن هناك جمال في الأشخاص الخجولين.
على أية حال، الخجل هو الجانب العكسي للثقة والجرأة. عندما تكون خجولًا، تشعر بأنك غير قادر على تقديم نفسك أمام الجميع كما ينبغي. وعندما تشعر بالثقة والجرأة تشعر بالقدرة والتمكن، قد لا أتذكر الوقت الذي لم أشعر فيه بالخجل! ولا شك أنه ولد مع تجربتي الأولى بهذا الشأن التي تتعلق بذكرياتي الشخصية أثناء عملي بشركة أرامكو، حيث كنت أعاني من رهاب التحدث والخجل في الأماكن العامة أمام الزملاء لقد كان معي بالعمل زميلات وزملاء أفاضل وكان علي أن أشارك وأتواجد وأظهر كفاءاتي من حين لآخر، ومع الأسف لم أفعل ذلك وكنت أواجه المزيد من الإحباط أملًا في التقدم في وظيفتي. أتذكر جيدًا كنت أرفض أن أشارك في أي نشاط استثنائي في العمل، وكان تأثيره سلبيًا بشأن تطويري الوظيفي واستمر الخجل لآخر يوم لي بالعمل.
ولن أنسى آخر يوم لي في العمل كان هناك حفل غداء لتقاعدي ولبعض الموظفين أيضًا، لكني حينها لم أحبذ فكرة حضور الحفل المختلط مدركة عدم ارتياحي وخجلي، واقترحت أن يقام حفل الغداء في نطاق ضيق بمشاركة زميلاتي في ركن بعيدًا عن إخواني الزملاء تحفظًا. وأيضًا عندما يتم دعوتي في بعض المنتديات لتكريمي، ومعي البعض من الإخوة المحتفى بهم أيضًا، كنت أتفق مع زوجي أن أحضر وأجلس بعيدًا عن الأنظار، بمعية بعض السيدات من دون الصعود على المنصة، وكان على زوجي تسلم درع التكريم عني ولا زلت على هذا التحفظ، ليس لشيء ولكني لا أشعر بالارتياح أبدًا، ولن تستوقفني بعض ردود الفعل أو الآراء عما ذكرته وما أقوم به عن قناعة ورضا.
هناك شيء جميل مع خجل المرأه، وكأنها ترتدي تاجًا على رأسها أو حرزًا على صدرها يحميها من العثرات! حيث إن الخجل في ثقافتنا لا يعده الكثير فضيلة، وعلى العكس تمامًا، وعلى الرغم من ذلك هناك من يشجع على أن نكون مباشرين مع الآخرين في الحديث والتواصل وننظر إلى أعين الغير مباشرة، ومن المثير للدهشة أنني هنا أخبركم بما يدور في ذهني وذاكرتي، وأشارك قصصي وتجاربي ونجاحي وحتى فشلي من خلال كتاباتي، من دون تردد أو خجل بعد أن تجاوزت مرحلة أعراض الخجل الواضحة: صدقًا لا أرتجف أو أحمر خجلًا أو أتلعثم عندما أطرح درسًا لمجموعة كبيرة من السيدات، ولا أبدو متوترة بشكل واضح، ولكنني لم أتجاوز مشاعري وبعضًا من حدودي التي أسمح لها بنفسي.
نصيحتي
• لا ينبغي أن نسأل أبدًا أي شخص خجول عن سبب خجله؛ تفاديًا لشعوره بمزيد من الخجل، ولا نعبث معه ولو على سبيل المزاح تفاديًا لإيذاء مشاعره. لنحاول أن نكون فقط لطفاء. وعلينا ألا نقول للشخص الخجول لماذا أنت هادئ جدًا؟ وإن لفت الانتباه إلى خجل الشخص يمكن أن يجعله يشعر بعدم الارتياح.
• (لا تخجل أو أي شيء من هذا القبيل) إنها إهانة عندما يقال هذا له مباشرة، فهو دائمًا ما يجعل الأمر أكثر للشخص الخجول. بل يمكن أن يجعله غاضبًا أو تجرح مشاعره. سيؤدي ذلك إلى الرد الأكثر احتمالاً الذي ستحصل عليه وهو (لا أعرف) أو حتى مجرد نظرة حائرة.
• لا تثبط عزيمتك إذا لم يبحث عنك الشخص الخجول للتحدث معك ثانية، هذا لا يعني أنه لا يرغب ذلك، كل ما يعنيه هو أنه فقط ما زال غير مرتاح لبدء المحادثة، وبإمكانك التحدث بحرية معه، وقد يبدو أنه لا يريد التحدث معك، ولكن في الحقيقة قد يفعل ذلك أو ربما سيغادر، وعليك أن تتحلى بالصبر، حتى يعلم أنه يستطيع أن يثق بك. علينا أن نتقن الطريقة التي نتحدث بها مع الأشخاص الخجولين، ونوع الكلمات التي نقولها لهم، ومستوى الصراحة تجاههم.
• التغلب على خجلك هو مهمة كبيرة. لا تتوقع أن تكون خجولًا في يوم من الأيام، وأن تكون صريحًا وجريئا تمامًا في اليوم التالي. لا يمكن أن يحدث مثل هذا. تحلَ بالصبر وتذكر كما يقال: (إن روما لم تُبنَ في يوم واحد).
• وأخيرًا، كن على طبيعتك ولا تسمح لأحد أن يحبطك.
ماذا يجب أن يفعل بعض الذين يعانون من الخجل والانطواء؟ وماذا يجب أن يفعلوا من أجل اكتساب الثقة بالنفس؟
تعلم أن تحب نفسك، افهم خجلك وتوقف عن الخجل. وتوقف عن تصنيف نفسك كشخص خجول. هذا هو أنت، وأنت مميز، ألا يمكننا أن نترك الأمر عند هذا الحد؟ إذن، ابحث عن نجاحاتك وسجلها، وتدرب على تقدير نفسك والإعجاب بالتعبير الفريد الذي يمثلك. ابحث عن نقاط قوتك. لدينا جميعًا صفات فريدة وطرق مختلفة للتعبير عن أنفسنا، بممارسة الحديث. قف أمام المرآة أو أغمض عينيك، تخيل نفسك تتحدث مع شخص ما. لا تتردد في التحدث بصوت عال.
إن شخصيتنا هي في الأساس نتاج أقوالنا وأفعالنا وردود أفعالنا وإيماءاتنا وعواطفنا تجاه الآخرين. وغالبًا ما يكون الأشخاص الخجولون مستمعين جيدين، وأيضًا يميلون عند التحدث إلى اختيار كلماتهم بعناية.