
تجذبك قدماك دون أن تقاومهما لذلك الزقاق "السنابسي" الضيّق القديم، فتلك الرائحة الفريدة لا يمكن لأي إنسان الانتصار عليها وإن تجلّد.
زقاقٌ يحتضن بيتًا تجاوز العقد السادس من عمره، وعلى بابه الحديدي تنتظر أن تتسلم قليلًا من "الدونات" وكثيرًا من الحب والأصالة والطيب وإرث وذكرى الحاج الراحل "عيسى الدرورة" المكنى بأبي عقيل، أشهر خابز للدونات في منطقته، بل وفي جزيرة تاروت بأكملها، إرثٌ أقسم قلب ابنته "أسمه" أن يبقى في ذات المكان وبذات النكهة والشكل والحجم، فلا الساعة أوقفته ولا المكان حال دونها ودونه، ولا بقاؤها وحدها على إرث والدها أوقف فرن والدها أبي عقيل أن يبقى متقدًا لحلا الطيبين أمثاله وأمثالها.
سماعة و"شوبك"
تعمل "الدرورة" ممرضة في وزارة الصحة بمركز سنابس الصحي طوال أيام الأسبوع، لكنها تستبق الوقت شوقًا لأيام الويكند الأسبوعي حتى تخلع عنها رداء التمريض الأبيض ومستلزماته وأدواته؛ وترتدي رداء الخباز بشهادة خبرة اكتسبتها من والدها الذي كان يعمل في مطبخ شركة أرامكو السعودية، تلك المهنة التي أكسبته الخبرة اللازمة في صنع الحلويات والكيك، وخبز المعجنات، ودفعت بهِ وبما ولّدته في داخلهِ من شغف إلى امتهان هذه المهنة من داخل منزله ليخصص جزءًا من بيته دكانًا يبيع فيه الصمول والخبز والدونات والبريد والشريك والرول والسيترول والبقصم بروائح طيبة زكية أشبعت الكثير من البطون الجائعة صيفًا وشتاءً ليلًا ونهارًا، وأبقتها ابنته حتى هذا اليوم.
وأغلقَ دكانه
عاش عيسى الدرورة صديقًا وفيًا لدكانه ودوناته وخبزهِ وزبائنه ما يربو على الـ50 عامًا، وقد قضى ثلثي عمره الذي امتد للثمانين عامًا بين أرجاء دكانه المنزلي، الذي اقتطعه من داخل منزله وقسمه إلى قسمين، جعل الجزء الخلفي للإعداد والتجهيز، والجزء الأمامي للبيع والمحاسبة بمساعدة 7 من أولاده له في شؤون البيع والإعداد.
وكان يعمل ليلًا ونهارًا رغم تقدّم العمر به مخلصًا لكل طفل وشاب وجار وقريب وبعيد تعلّق بمخبوزاته و"الدونس" المميز كما كانوا يطلقون عليه وقتها، لكنه أغلق باب دكانه برحيله سنة 1425هـ، وبقي محله مغلقًا لعقدٍ من الزمن، خاصة مع انشغال الأبناء من بعده بأعمالهم ووظائفهم وعدم التفرغ له.
ممرضة برتبة خباز
وعن الإرث وكيف حافظت عليه، تحدثت "أسمه" لـ«القطيف اليوم» قائلة: "بعد وفاة والدي بعشر سنوات، لفحني هبوب الحنين لذلك الماضي الأصيل الذي عشتهُ مع عجائن والدي ودوناته، وخاصة لكثرة الإلحاح والسؤال والرغبة من زبائنه الذين لم ينسوا دونات "أبو عقيل" رغم مرور السنوات وطلوع الطلائع من المخابز الإلكترونية، فعقدت العزم وشحذت الهمة على أن أمسك ذات المحور الذي كان يعمل به والدي، وبين نفس الجدران التي ما زالت تحتفظ برائحة مخبوزاته الطيبة، ولا أخفي عليكم الأمر فقد كانت تجربتي الأولى مريعة وأحزنتني جدًا، لكن والدتي الحبيبة همست لي تشجيعًا بأن بدايات والدكِ أيضًا كانت متعثرة، فاستمري ولا تترددي".
وأضافت: "كانت لمعة السعادة التي شاهدتها أيضًا في عيون إخوتي أكبر دافعٍ لي لأن أسترجع الإرث القديم بذات النكهة والأصالة؛ لتبقى روح والدي موجودة بالمكان، ودعوات الطيبين له لا تتوقف".
ثماني سنوات من الحب
تخبز ابنة سنابس كما لو أنها أبوها منذ ثماني سنوات، ورغم عناء تعبها كممرضة إلا أنها وبكل الحب والتمسك تعود من عملها يوم الخميس لتنسى عملها كممرضة تمامًا، وتعمل بروح الخبازة التي عشقت هذه المهنة إخلاصًا لأبيها ووفاءً لذكراه الطيبة، حتى رجحت كفة عملها هذا على كفة التمريض، وفي حين تعمل نصف اليوم فيما تبقى من يوم الخميس لكونها تداوم في المركز، إلا أن يومي الجمعة والسبت هما محراب عملها الذي يؤذن بالعجانة منذ تباشير الفجر إلى الساعة السابعة مساء حيث تغلق فرنها النشيط بعد أن تكون قد أسعدت الكثيرين ولبّت نداء العزائم والموالد وطلبيات المآتم ولمات الأهل وخاصة في يوم الجمعة الذي يكثر فيه الطلب، ويرتفع فيه هرمون السعادة.
دونات الأصالة يعانق الشباتي
أحبت الدرورة أن تحافظ على دونات أبيها كماركة عريقة لا ينبغي أن تنال منها، فجاءت دوناتها كدونات أبيها حجمًا وشكلًا ولونًا، بل وحتى في ذات الأكياس الورقية التي كان يستخدمها، لكنها كانت تسمع طلبات الزبائن ورغباتهم التي استحدثها العصر فاستخدمت الشوكولاتة والبستاشو والكريمة فترة بسيطة من الزمن، مع حفاظها على الدونات الكلاسيكية الأصيلة وخبز الزعتر، ثم استجابت لطلبهم أيضًا بخبز الشباتي السادة والمحشي بالجبن أيضًا.
أرقام سنابسية وقطيفية
كان الدونات في دكان أبي عقيل يسعّر بريالٍ واحدٍ للحبتين، أما الآن فقد تغيرت الأرقام تغيّرًا كبيرًا بتغير الزمان والإضافات.
ويستغرق إعداد عجينة الدونات بحسب الكمية من 20 إلى 40 دقيقة، مع ملاحظة أنّ العجانة لا تعجن كميات بسيطة، فهي مصممة للكميات الكبيرة التي تنجز 170 حبة، وهذا الأمر يعتبر خادمًا كبيرًا للدرورة، ففي يوم الجمعة المبارك تصل الطلبيات لديها إلى 500 حبة، وتزداد كذلك في أيام المناسبات والإجازات، وتبقى الدونات بعد إعدادها طرية لمدة 24 ساعة تقريبًا، مع ملاحظة عدم وجود مواد حافظة فيها.
شيء من الأسرار
تحتفظ الدرورة بأسرار عجينتها التي يتهافت عليها الزبائن، بل وينتظرون يومي الجمعة والسبت للتلذذ بدوناتها الهش الشهير، لكنها قبلت أن تشارك بنقطةٍ من أسرار عجينتها الخاصة لتساعد ربات البيوت اللواتي يحاولن أن ينافسنها في صنع دونات عائلي لذيذ، فذكرت أن استخدام المحسنات يضر بالعجينة، كما أن انتقاء نوع ممتاز من الطحين والسمن يساعد كثيرًا في الحصول على نتيجة طيبة، واستخدام الحليب المجفف يعطي العجينة السماكة المرغوبة، أما قوة حرارة الزيت اللازمة لنضجه دون حرقه أو اكتسابه اللون من غير نضج فتلك شطارة تُكتسب بالممارسة والخبرة.
ذات "الشوبك" يا والدي
ترى الدرورة في والدها رجلًا لن يكرره الزمن، وما زالت دعوات الناس الأخيار له لا تفتر كلما وقفوا على باب داره ينتظرون دونات ابنته التي حافظت على إرثه الطيب؛ إلى درجة منعتها من اقتناء شوبك أو محور عجين جديد غير الذي كان يستخدمه والدها رغم شرائها الكثير منها، وذكرت أنها حتى بعد أن كُسر محور أبيها اضطرت للذهاب به مستغيثة إلى أحد المحلات في منطقة دارين لرده سالمًا إليها.
وعلى الرغم من احتياجها ليدٍ عاملة تساعدها في إعداد العجين ورقِّهِ وتشكيله وقليه، فهي تقوم بكل ذلك بمفردها؛ إلا أنّ مساعدة بنات أختها في استلام الطلب والتغليف والتسليم يخفف العبء الكبير عليها كثيرًا، فالطلبات أحيانًا قد تصل إلى المئات خاصة حينما يتعلق الأمر بمأتم أو خطوبة.
وأوراقه بين يديها
بين يدي "الدرورة" إرثٌ أصيل من مهنة والدها التي لم تتنازل عنها رغم وظيفتها الحكومية، وبين يديها كذلك أوراق والدها الراحل في صندوقه التجوري الذي يلم الكثير من الفواتير والإيصالات التي كشفت من خلالها عن تردد والدها الدائم على مصنع ميرزا علي آل سيف في سيهات؛ لشراء الأكياس الورقية والنايلون التي يحتاجها للخبز والدونات.
وبداخل الصندوق فاتورة مهمة كشفت عن ابتياع والدها فرنه الكبير للصمول والبريد والشريك من ذات المصنع السابق في شهر يوليو عام 1982م بقيمة واحد وأربعين ألف ريال 41,500 ريال ولربما كانت تلك الفاتورة وحدها أكبر تشجيع من أبٍ مكافحٍ راحل لابنة بارة ووفية حققت بعملها مقولة "كل فتاة بأبيها معحبة".










زقاقٌ يحتضن بيتًا تجاوز العقد السادس من عمره، وعلى بابه الحديدي تنتظر أن تتسلم قليلًا من "الدونات" وكثيرًا من الحب والأصالة والطيب وإرث وذكرى الحاج الراحل "عيسى الدرورة" المكنى بأبي عقيل، أشهر خابز للدونات في منطقته، بل وفي جزيرة تاروت بأكملها، إرثٌ أقسم قلب ابنته "أسمه" أن يبقى في ذات المكان وبذات النكهة والشكل والحجم، فلا الساعة أوقفته ولا المكان حال دونها ودونه، ولا بقاؤها وحدها على إرث والدها أوقف فرن والدها أبي عقيل أن يبقى متقدًا لحلا الطيبين أمثاله وأمثالها.
سماعة و"شوبك"
تعمل "الدرورة" ممرضة في وزارة الصحة بمركز سنابس الصحي طوال أيام الأسبوع، لكنها تستبق الوقت شوقًا لأيام الويكند الأسبوعي حتى تخلع عنها رداء التمريض الأبيض ومستلزماته وأدواته؛ وترتدي رداء الخباز بشهادة خبرة اكتسبتها من والدها الذي كان يعمل في مطبخ شركة أرامكو السعودية، تلك المهنة التي أكسبته الخبرة اللازمة في صنع الحلويات والكيك، وخبز المعجنات، ودفعت بهِ وبما ولّدته في داخلهِ من شغف إلى امتهان هذه المهنة من داخل منزله ليخصص جزءًا من بيته دكانًا يبيع فيه الصمول والخبز والدونات والبريد والشريك والرول والسيترول والبقصم بروائح طيبة زكية أشبعت الكثير من البطون الجائعة صيفًا وشتاءً ليلًا ونهارًا، وأبقتها ابنته حتى هذا اليوم.
وأغلقَ دكانه
عاش عيسى الدرورة صديقًا وفيًا لدكانه ودوناته وخبزهِ وزبائنه ما يربو على الـ50 عامًا، وقد قضى ثلثي عمره الذي امتد للثمانين عامًا بين أرجاء دكانه المنزلي، الذي اقتطعه من داخل منزله وقسمه إلى قسمين، جعل الجزء الخلفي للإعداد والتجهيز، والجزء الأمامي للبيع والمحاسبة بمساعدة 7 من أولاده له في شؤون البيع والإعداد.
وكان يعمل ليلًا ونهارًا رغم تقدّم العمر به مخلصًا لكل طفل وشاب وجار وقريب وبعيد تعلّق بمخبوزاته و"الدونس" المميز كما كانوا يطلقون عليه وقتها، لكنه أغلق باب دكانه برحيله سنة 1425هـ، وبقي محله مغلقًا لعقدٍ من الزمن، خاصة مع انشغال الأبناء من بعده بأعمالهم ووظائفهم وعدم التفرغ له.
ممرضة برتبة خباز
وعن الإرث وكيف حافظت عليه، تحدثت "أسمه" لـ«القطيف اليوم» قائلة: "بعد وفاة والدي بعشر سنوات، لفحني هبوب الحنين لذلك الماضي الأصيل الذي عشتهُ مع عجائن والدي ودوناته، وخاصة لكثرة الإلحاح والسؤال والرغبة من زبائنه الذين لم ينسوا دونات "أبو عقيل" رغم مرور السنوات وطلوع الطلائع من المخابز الإلكترونية، فعقدت العزم وشحذت الهمة على أن أمسك ذات المحور الذي كان يعمل به والدي، وبين نفس الجدران التي ما زالت تحتفظ برائحة مخبوزاته الطيبة، ولا أخفي عليكم الأمر فقد كانت تجربتي الأولى مريعة وأحزنتني جدًا، لكن والدتي الحبيبة همست لي تشجيعًا بأن بدايات والدكِ أيضًا كانت متعثرة، فاستمري ولا تترددي".
وأضافت: "كانت لمعة السعادة التي شاهدتها أيضًا في عيون إخوتي أكبر دافعٍ لي لأن أسترجع الإرث القديم بذات النكهة والأصالة؛ لتبقى روح والدي موجودة بالمكان، ودعوات الطيبين له لا تتوقف".
ثماني سنوات من الحب
تخبز ابنة سنابس كما لو أنها أبوها منذ ثماني سنوات، ورغم عناء تعبها كممرضة إلا أنها وبكل الحب والتمسك تعود من عملها يوم الخميس لتنسى عملها كممرضة تمامًا، وتعمل بروح الخبازة التي عشقت هذه المهنة إخلاصًا لأبيها ووفاءً لذكراه الطيبة، حتى رجحت كفة عملها هذا على كفة التمريض، وفي حين تعمل نصف اليوم فيما تبقى من يوم الخميس لكونها تداوم في المركز، إلا أن يومي الجمعة والسبت هما محراب عملها الذي يؤذن بالعجانة منذ تباشير الفجر إلى الساعة السابعة مساء حيث تغلق فرنها النشيط بعد أن تكون قد أسعدت الكثيرين ولبّت نداء العزائم والموالد وطلبيات المآتم ولمات الأهل وخاصة في يوم الجمعة الذي يكثر فيه الطلب، ويرتفع فيه هرمون السعادة.
دونات الأصالة يعانق الشباتي
أحبت الدرورة أن تحافظ على دونات أبيها كماركة عريقة لا ينبغي أن تنال منها، فجاءت دوناتها كدونات أبيها حجمًا وشكلًا ولونًا، بل وحتى في ذات الأكياس الورقية التي كان يستخدمها، لكنها كانت تسمع طلبات الزبائن ورغباتهم التي استحدثها العصر فاستخدمت الشوكولاتة والبستاشو والكريمة فترة بسيطة من الزمن، مع حفاظها على الدونات الكلاسيكية الأصيلة وخبز الزعتر، ثم استجابت لطلبهم أيضًا بخبز الشباتي السادة والمحشي بالجبن أيضًا.
أرقام سنابسية وقطيفية
كان الدونات في دكان أبي عقيل يسعّر بريالٍ واحدٍ للحبتين، أما الآن فقد تغيرت الأرقام تغيّرًا كبيرًا بتغير الزمان والإضافات.
ويستغرق إعداد عجينة الدونات بحسب الكمية من 20 إلى 40 دقيقة، مع ملاحظة أنّ العجانة لا تعجن كميات بسيطة، فهي مصممة للكميات الكبيرة التي تنجز 170 حبة، وهذا الأمر يعتبر خادمًا كبيرًا للدرورة، ففي يوم الجمعة المبارك تصل الطلبيات لديها إلى 500 حبة، وتزداد كذلك في أيام المناسبات والإجازات، وتبقى الدونات بعد إعدادها طرية لمدة 24 ساعة تقريبًا، مع ملاحظة عدم وجود مواد حافظة فيها.
شيء من الأسرار
تحتفظ الدرورة بأسرار عجينتها التي يتهافت عليها الزبائن، بل وينتظرون يومي الجمعة والسبت للتلذذ بدوناتها الهش الشهير، لكنها قبلت أن تشارك بنقطةٍ من أسرار عجينتها الخاصة لتساعد ربات البيوت اللواتي يحاولن أن ينافسنها في صنع دونات عائلي لذيذ، فذكرت أن استخدام المحسنات يضر بالعجينة، كما أن انتقاء نوع ممتاز من الطحين والسمن يساعد كثيرًا في الحصول على نتيجة طيبة، واستخدام الحليب المجفف يعطي العجينة السماكة المرغوبة، أما قوة حرارة الزيت اللازمة لنضجه دون حرقه أو اكتسابه اللون من غير نضج فتلك شطارة تُكتسب بالممارسة والخبرة.
ذات "الشوبك" يا والدي
ترى الدرورة في والدها رجلًا لن يكرره الزمن، وما زالت دعوات الناس الأخيار له لا تفتر كلما وقفوا على باب داره ينتظرون دونات ابنته التي حافظت على إرثه الطيب؛ إلى درجة منعتها من اقتناء شوبك أو محور عجين جديد غير الذي كان يستخدمه والدها رغم شرائها الكثير منها، وذكرت أنها حتى بعد أن كُسر محور أبيها اضطرت للذهاب به مستغيثة إلى أحد المحلات في منطقة دارين لرده سالمًا إليها.
وعلى الرغم من احتياجها ليدٍ عاملة تساعدها في إعداد العجين ورقِّهِ وتشكيله وقليه، فهي تقوم بكل ذلك بمفردها؛ إلا أنّ مساعدة بنات أختها في استلام الطلب والتغليف والتسليم يخفف العبء الكبير عليها كثيرًا، فالطلبات أحيانًا قد تصل إلى المئات خاصة حينما يتعلق الأمر بمأتم أو خطوبة.
وأوراقه بين يديها
بين يدي "الدرورة" إرثٌ أصيل من مهنة والدها التي لم تتنازل عنها رغم وظيفتها الحكومية، وبين يديها كذلك أوراق والدها الراحل في صندوقه التجوري الذي يلم الكثير من الفواتير والإيصالات التي كشفت من خلالها عن تردد والدها الدائم على مصنع ميرزا علي آل سيف في سيهات؛ لشراء الأكياس الورقية والنايلون التي يحتاجها للخبز والدونات.
وبداخل الصندوق فاتورة مهمة كشفت عن ابتياع والدها فرنه الكبير للصمول والبريد والشريك من ذات المصنع السابق في شهر يوليو عام 1982م بقيمة واحد وأربعين ألف ريال 41,500 ريال ولربما كانت تلك الفاتورة وحدها أكبر تشجيع من أبٍ مكافحٍ راحل لابنة بارة ووفية حققت بعملها مقولة "كل فتاة بأبيها معحبة".









