16 , يوليو 2025

القطيف اليوم

سوالف لول عشانا عليك يا رب - «15»

السالفة الخامسة عشرة: عشانا عليك يا رب.

سوالف لول عبارة عن قصص وعِبر نبحر بها عبر الزمان ونلتقي بها شخصيات مختلفة تحدث لها أحداث معبّرة نستفيد منها -إن شاء الله.

قصةُ الدنياِ كتابٌ فيهِ للخَلقِ فصول

على الله توكلنا وإليه أنبنا وإليه المصير.

 
من زمانِ الأولينَ       قصةٌ فيها المعاني

كلماتٌ ذاتُ مغزى    واحد فيها وثانٍ

وبها نزدادُ علمًا       زادَ بالعلمِ إيماني

كان التاجرُ طالبُ مسافرًا إلى بلدة بعيدة في تجارة له، ووصل إلى البلدة التي كان يقصدها وكانت بضاعته معه ولا يحمل أي مال، على أن يبيع البضاعة ثم يجني المال منها ولأنه وصل مع هجير الشمس وحرارة الصيف كان يسعى للحصول على شربة ماء، وبعد فترة وجيزة وجد سقاءً للماء يبيع كوب الماء بدرهم، فجاءه طالبًا منه الماء، فقال له السقاء أنا لم أبع اليوم كوبًا واحدًا ولا يمكن أن أعود للمنزل خالي الوفاض وليس لي من يعينني، فقال له التاجر اسقني وإن شاء الله أعوض لك ذلك، رأف السقاء بحال التاجر وسقاه الماء وقال في نفسه "عشانا عليك يا رب"، وبعدها غادر التاجر لمقصده وفي الطريق قابل صديقًا له صاحب مضيف يستقبل به المسافرين وكان ذلك الصديق هو وزوجته من عادتهما إعداد الطعام للضيوف وكان بعض الضيوف يمدونهما بالمال مقابل ذلك، وفي الفترة الأخيرة لم يكن معهم أي مال ومع ذلك لم يتوقفا عن إعداد طعام المضيف، فعلم التاجر بذلك، قال لصديقه سآتي إليك الليلة بعد الصلاة، وفعلًا ذهب التاجر وأوصل البضاعة إلى مشتريها وأخذ المال مقابلها ثم ذهب للمسجد يصلي العشائين وعندها وجد السقاء في المسجد فقال له هلم معي فقال السقاء يكفيني الدرهم مقابل كوب الماء ولكن التاجر أصر عليه بعد أن أعطاه الدرهم، وذهبا معًا للمضيف عند صديق التاجر والذي استقبلهما بحفاوة كبيرة ووضع لهما الطعام وجلسوا جميعًا على تلك المائدة، وبعد أن فرغوا منها قام التاجر بإعطاء صديقه صرة من الماء جزاءً له ومساعدة في فتح المضيف للمسافرين.

فسبحان الله كوب ماء روى عطشانًا وأشبع جائعًا وساهم في مضيف، فلا تستقلل ما تعطي فالحرمان أقل منه.

• السالفة القادمة: تحت الوسادة.


error: المحتوي محمي