
طرح القاص والناقد عيد الناصر، في أمسية تفاعلية بين المتحدث والحضور، موضوع السرد "القصة والرواية" من حيث تقاطع بعض خصائصها مع الألعاب بكافة أشكالها، وكيف أن هناك تشابهًا والتقاء إلى الحد الذي يجعل محب هذا الفن ينظر إليها -القصة والرواية- كلعبة يدهش بمفاجآتها ويتسلى بقراءتها ويتعلم مما تطرحه من أفكار وآراء، بدلاً من التعامل معها كنص فوقي موجه يحمل رسالة شخص ما (الكاتب) للآخرين، بل هو نص يمثل جزءًا من ذاكرة شعب وأمه ووطن.
وتطرق الحديث إلى التشابه بين السرد والألعاب المختلفة، وكيف أن هذه الألعاب لها قوانين متراكمة، بمعنى أنها متوارثة عبر الأجيال وكيف أنها تراكمت بتغيرها وتجددها، وكانت لعبة كرة القدم مثالاً للحديث، فاللعبة لها قوانينها وهذه القوانين تطورت عبر الزمن، وتطرق الحديث إلى تجربة محمد علي كلاي، الملاكم الأمريكي العالمي، وكيف أنه كان عاشقًا للشعر، شفافًا، صاحب طرافة عالية، وكيف أنه اعتمد في إحدى مبارياته الشهيرة ضد جور فريز، على وقائع قصة قصيرة كتبها "جاك لندن" قبل المباراة بعدة عقود، وقام كلاي بما قام به بطل تلك القصة وحقق الفوز.
وأشار المتحدث إلى أن السرد هو لعبة، والمطلوب الاشتراك في هذه اللعبة دون شروط مسبقة، والاشتراك بعقل مفتوح وقلب شغوف، واللعب للبحث عن قوقعة (صدفة) مخبأة في زاوية من زوايا الكلام، وفي داخل تلك الصدفة تكمن الاحتمالات، ولا توجد ضمانات بأن هذه الصدفة تحمل لؤلؤة مغرية، ولكن في كل الأحوال سيتم الخروج بعدة أسئلة يمكن التزود بها في قراءات (لعب) لاحقة.
وأكد الضيف على أن الفن لعبة ولكنها ليست لعبة عبثية لكنها لعبة بمعنى أنها تستهدف المتعة، ومن خلال هذه المتعة الذهنية ينفتح أفق الخيال البعيد، وقد يصل المشارك فيها إلى اكتشاف بعض من ذاته عبر رؤيتها مكشوفة وعارية من خلال ذوات آخرين لا يعرفهم ولا يعرفونه، لم يقابلهم سابقًا، ولكنهم يشبهونه في الخلق والتكوين والأحلام.
وذكر أنه يمكن -بناء على ذلك- القول بأن السرد ملعب مفتوح للتطوير والإبداع، وكل مبدع يضيف إلى هذا الفن ما يمكن أن يجود به خياله وفكره، ويقصد كذلك أنه ليس هناك قانون مغلق يعلمنا أسلوب وصياغة النص السردي بهذه الطريقة أو تلك، بل هناك تجربة إنسانية متراكمة عمرها هو عمر الإنسان ذاته، ولهذا من المهم الاطلاع على "مفاصل" هذا الإرث الإنساني، حتى لا نبالغ ونقول "تفاصيل" هذه التجربة؛ لأن هذا الأمر صعب جدًا إن لم يكن في خانة المستحيل.
وقال: "ولهذا فإن المطلوب هو أن ندرس أكبر قدر ممكن من التراث الإنساني السردي المتوفر لدينا، واستخدمت كلمة "ندرس" قاصدًا تجاوز مفردة "نقرأ" لأن الدراسة فيها التدبر والتأمل والاستيعاب في حين أن القراءة قد لا تتجاوز قشرة النص التي توهم الإنسان بأنه فهم، وهو في الحقيقة لم يفهم، كما أن القراءة العابرة لا تغير في وعينا وثقافتنا ذلك الشيء المهم".
وتحدث عن أهم عناصر البناء السردي للتجربة المتراكمة مثل: وجود الحدث، والغرض من القصة، والشخصيات، واللغة، والمكان، والحوار والتصوير، مبينًا أن كل هذه العناصر تتشابك مع بعضها لتشكل حبكة بناء النص السردي.
وركز المتحدث على أهمية الابتعاد عما يقلل من جمالية النص السردي مثل المباشرة في الطرح والتقريرية والخطابة، لأنها أدوات لا تخدم جمالية السرد، بل هي على العكس من ذلك.
وأشار إلى أهمية ودور القارئ متلقي النص الأدبي، والذي هو محور الآراء النقدية الحديثة، وأهمية الحب والاحترام في هذه العلاقة، مفسرًا بقوله: "حب بمعنى الابتعاد عن الرؤية المسبقة للنص، ومحاولة بناء علاقة منفتحة بكل أريحية وحرية، وكأن هذه علاقة مع شخص آخر، علينا التواصل معه والحديث وسماع آرائه وأفكاره وبعدها يكون الرأي والتقييم".
وعرج بالحديث على النقد وعلاقته بالإبداع الأدبي وكيف أن الإبداع عادة يسبق النص، ويكون دور النقد هو أشبه ما يكون بالكشاف الذي يسلط على النص لإضاءة فضاءاته وللبحث عن جمالياته وعما يمكن أن يجعله أجمل.
وألمح الضيف إلى وجود عائق كبير في حياتنا، وقال: "هذا العائق هو أن مجتمعنا بشكل عام له موقف سلبي مع "الاختلاف" في الرأي ناهيك عن عملية النقد لأي فكر أو رأي يخص قناعاته وأفكاره وحياته، ومن ثم فإن هذه العقلية انعكست بدورها على الحركة الأدبية والنقدية في مجتمعنا، فالإنتاج الأدبي يبتعد عن المصداقية والصراحة في معالجة قضايا المجتمع خوفًا من "لسان" الناس، وكذلك النقاد يتحاشون الحديث نقديًا بصدق وصراحة عن المنتج الأدبي والفني خوفًا من خسارة الكثير من العلاقات والصداقات التي تربطهم بهؤلاء الكُتّاب".
واستشهد ببعض الأمثلة من الكتابات العالمية؛ (تشيخوف) والقصة المحلية.



وتطرق الحديث إلى التشابه بين السرد والألعاب المختلفة، وكيف أن هذه الألعاب لها قوانين متراكمة، بمعنى أنها متوارثة عبر الأجيال وكيف أنها تراكمت بتغيرها وتجددها، وكانت لعبة كرة القدم مثالاً للحديث، فاللعبة لها قوانينها وهذه القوانين تطورت عبر الزمن، وتطرق الحديث إلى تجربة محمد علي كلاي، الملاكم الأمريكي العالمي، وكيف أنه كان عاشقًا للشعر، شفافًا، صاحب طرافة عالية، وكيف أنه اعتمد في إحدى مبارياته الشهيرة ضد جور فريز، على وقائع قصة قصيرة كتبها "جاك لندن" قبل المباراة بعدة عقود، وقام كلاي بما قام به بطل تلك القصة وحقق الفوز.
وأشار المتحدث إلى أن السرد هو لعبة، والمطلوب الاشتراك في هذه اللعبة دون شروط مسبقة، والاشتراك بعقل مفتوح وقلب شغوف، واللعب للبحث عن قوقعة (صدفة) مخبأة في زاوية من زوايا الكلام، وفي داخل تلك الصدفة تكمن الاحتمالات، ولا توجد ضمانات بأن هذه الصدفة تحمل لؤلؤة مغرية، ولكن في كل الأحوال سيتم الخروج بعدة أسئلة يمكن التزود بها في قراءات (لعب) لاحقة.
وأكد الضيف على أن الفن لعبة ولكنها ليست لعبة عبثية لكنها لعبة بمعنى أنها تستهدف المتعة، ومن خلال هذه المتعة الذهنية ينفتح أفق الخيال البعيد، وقد يصل المشارك فيها إلى اكتشاف بعض من ذاته عبر رؤيتها مكشوفة وعارية من خلال ذوات آخرين لا يعرفهم ولا يعرفونه، لم يقابلهم سابقًا، ولكنهم يشبهونه في الخلق والتكوين والأحلام.
وذكر أنه يمكن -بناء على ذلك- القول بأن السرد ملعب مفتوح للتطوير والإبداع، وكل مبدع يضيف إلى هذا الفن ما يمكن أن يجود به خياله وفكره، ويقصد كذلك أنه ليس هناك قانون مغلق يعلمنا أسلوب وصياغة النص السردي بهذه الطريقة أو تلك، بل هناك تجربة إنسانية متراكمة عمرها هو عمر الإنسان ذاته، ولهذا من المهم الاطلاع على "مفاصل" هذا الإرث الإنساني، حتى لا نبالغ ونقول "تفاصيل" هذه التجربة؛ لأن هذا الأمر صعب جدًا إن لم يكن في خانة المستحيل.
وقال: "ولهذا فإن المطلوب هو أن ندرس أكبر قدر ممكن من التراث الإنساني السردي المتوفر لدينا، واستخدمت كلمة "ندرس" قاصدًا تجاوز مفردة "نقرأ" لأن الدراسة فيها التدبر والتأمل والاستيعاب في حين أن القراءة قد لا تتجاوز قشرة النص التي توهم الإنسان بأنه فهم، وهو في الحقيقة لم يفهم، كما أن القراءة العابرة لا تغير في وعينا وثقافتنا ذلك الشيء المهم".
وتحدث عن أهم عناصر البناء السردي للتجربة المتراكمة مثل: وجود الحدث، والغرض من القصة، والشخصيات، واللغة، والمكان، والحوار والتصوير، مبينًا أن كل هذه العناصر تتشابك مع بعضها لتشكل حبكة بناء النص السردي.
وركز المتحدث على أهمية الابتعاد عما يقلل من جمالية النص السردي مثل المباشرة في الطرح والتقريرية والخطابة، لأنها أدوات لا تخدم جمالية السرد، بل هي على العكس من ذلك.
وأشار إلى أهمية ودور القارئ متلقي النص الأدبي، والذي هو محور الآراء النقدية الحديثة، وأهمية الحب والاحترام في هذه العلاقة، مفسرًا بقوله: "حب بمعنى الابتعاد عن الرؤية المسبقة للنص، ومحاولة بناء علاقة منفتحة بكل أريحية وحرية، وكأن هذه علاقة مع شخص آخر، علينا التواصل معه والحديث وسماع آرائه وأفكاره وبعدها يكون الرأي والتقييم".
وعرج بالحديث على النقد وعلاقته بالإبداع الأدبي وكيف أن الإبداع عادة يسبق النص، ويكون دور النقد هو أشبه ما يكون بالكشاف الذي يسلط على النص لإضاءة فضاءاته وللبحث عن جمالياته وعما يمكن أن يجعله أجمل.
وألمح الضيف إلى وجود عائق كبير في حياتنا، وقال: "هذا العائق هو أن مجتمعنا بشكل عام له موقف سلبي مع "الاختلاف" في الرأي ناهيك عن عملية النقد لأي فكر أو رأي يخص قناعاته وأفكاره وحياته، ومن ثم فإن هذه العقلية انعكست بدورها على الحركة الأدبية والنقدية في مجتمعنا، فالإنتاج الأدبي يبتعد عن المصداقية والصراحة في معالجة قضايا المجتمع خوفًا من "لسان" الناس، وكذلك النقاد يتحاشون الحديث نقديًا بصدق وصراحة عن المنتج الأدبي والفني خوفًا من خسارة الكثير من العلاقات والصداقات التي تربطهم بهؤلاء الكُتّاب".
واستشهد ببعض الأمثلة من الكتابات العالمية؛ (تشيخوف) والقصة المحلية.


