13 , ديسمبر 2025

القطيف اليوم

عندما يأخذنا الحنين

عندما نفقد شخصًا عزيزًا علينا، يبدأ الحزن والأسى يتسللان إلى قلوبنا وأرواحنا، ونجد أنفسنا في حالة من الألم العميق، يتجاوز الألم الجسدي ويصل إلى أعماق الوجدان، حيث تتسابق مشاعر الحنين والاشتياق داخلنا، وهذه المعاناة القوية تثير الكثير من المشاعر حول من فقدناهم، وتثير الذكريات التي كانت تجمعنا بهم، حيث يأخذنا الحنين إلى هناك.

في هذه الحالة تكون المشاعر متضاربة والتي تبث من القلوب والأرواح المتألمة، وحين نريد أن نعبر ونصف حجم الألم على رحيل من نحبهم، ونعبر عن حبنا واشتياقنا لهم، لأننا نشعر بالحزن على رحيلهم، وعندما نريد أن نكتب تكون الكلمات نابعة من أعماق الحزن والأسى، لهذا تكون معبرة وصادقة.

"من أزور قبرك وأنثر ورود وأزهار
تخنقني العبرة من أوصلك وأنهار
وبيوم رحيلك القلب اشتعل نار
فجأة خذاك الموت من بين أديه"

ممكن مثل هذه الكلمات تعكس الألم الحاد الذي نشعر به عند رحيلهم، والشوق الذي يشتعل في قلوبنا، نشعر بأن الحياة لم تعد كما كانت، وأننا نعيش في الحنين الذي يعصف بأرواحنا، ونرغب في البقاء بجانبهم، نضمهم ونشم رائحتهم، ولكننا نعلم أن الموت قد أخذهم بعيدًا عنا.

"من بعد موتك طفت بعيني الأنوار
يا موت خليني أقعد عنده أشويه
خليني أضمه وأغمض له أنظار
وجمرة رحيله ظلت تستعر فيه"

وهنا حيث نصف الألم العميق من انطفاء النور الذي كان يمثله وجودهم في حياتنا، ويعد رحيلهم كجمرة مشتعلة لا تنطفئ أبدًا، لذلك نرغب في الاحتفاظ بذكراهم وأثرهم في حياتنا، ونتمنى لو أنهم ما زالوا معنا اليوم، ونجلس معهم لبعض الوقت لنعبر عن حبنا واشتياقنا لهم.

"صحت بعالي الصوت والحزن ثار
كيف أنسى والأحزان بقلبي وحشية
كيف أنا بسلا وأنت بقلبي تذكار
وطيفك يزورني في أحلامي ليلية
الشوق يأخذني ولا أطيق الانتظار 
وأحضنك بروحي وأضمك بحنية"

ونحن هنا نعبر بهذه الكلمات عن صعوبة نسيانهم والألم الذي يرافق ذكراهم، لا يمكن أن ننسى أحزاننا والذكريات الجميلة معهم، ونشعر بأنهم لا يزالون جزءًا من حياتنا، نتذكرهم في كل لحظة، وحتى في أحلامنا يأتون إلينا على هيئة طيف يزورنا ويذكرنا بوجودهم، نشعر بالشوق والانتظار للقاء طيفهم مرة أخرى.

"ما بين الحياتين مسافات قصار
وبفقد الأحباب تضيق الدنيا عليه
برحمة الله والجنة بإذن الله الدار 
ولأرواح موتانا اقرأ الفاتحة يومية"

إن في هذه الأوقات الصعبة يشعر الإنسان بأن المسافات بين الحياة والموت قصيرة جدًا، ويصغر العالم من حولنا عند فقدان شخص عزيز علينا، ونشعر بالحزن العميق عند فقدان الأحباء، وندعو الله أن تكون الجنة مسكنًا لأرواحهم، وفي كل صلاة ندعو لهم ونطلب من الله أن يتغمدهم بالرحمة والسكينة، إن الدعاء للميت من الأعمال الصالحة التي يمكننا أن نقدمها لهم.

دائمًا الكلمات تعبر بشكل مؤثر عن الألم والشوق الذي يصاحب فقدان الأحباء، وتعكس كلماتنا الحنين والحزن العميق، وتجعلنا هذه الأحاسيس والمشاعر التي نعيشها تؤثر في قلوبنا جميعًا، قد يساعد التعبير عن هذه المشاعر في التخفيف من الألم بالصبر والسلوان في الذكريات الجميلة التي تربطنا بمن فقدناهم.

التعبير عن الحزن بالكلام أو بالكتابة يمكن أن يخفف الألم الذي يصيب الإنسان، عندما يشعر الشخص بالحزن العميق أو الألم النفسي، قد يكون من الصعب حمل هذه المشاعر وحده، وعندما نعبر عن مشاعرنا بالكلام أو بالكتابة، ويمكن لهذا التعبير بما نشعر به في قلوبنا من مشاعر الحزن، أن يساعد في تخفيف الألم وتحسين الحالة العاطفية.


error: المحتوي محمي