13 , ديسمبر 2025

القطيف اليوم

العم منصور المحروس عاش في صمت ورحل  في هدوء!

بالأمس لم أكن قادرة على أن أصدق بعد؛ أن جسد عمي العزيز أمامي وأننا نلقي  عليه النظرة الأخيرة ونحن في المغتسل حيث يحيط بنا السكون والحزن، تأملته لثوانٍ سكينته لم تفاجئني وهو الهادئ دومًا وابتعدت سريعًا، تلك اللحظات شعرت فيها أنه يرحل من الدنيا بكل ما فيها، ونحن نلمح بعين قلوبنا الباكية جثمانه الطاهر حيث القبر سيضم جسده في انتظار خالقه، وعزاؤنا أنه في ذمة الله وبأمر الله وإذنه ستحفه ملائكة الرحمن إلى الجنة، بعد أن قضى حياته بين عائلته لا تسمع له صوتًا ولم يكن إلا ضاحكًا، نعم وجدتك يا عمي مميزًا بيننا مختلفًا عنا في كل شيء، سخي الخلق كثير الخجل باسم الوجه هادئ الصوت شديد الأدب! فقد جمعت يا عمي كل الصفات النبيلة في شخص واحد.

لقد عشت هادئًا وفراقك أيضًا كان هادئًا، لم يستغرق سوى لحظات معدودة، وبعيدًا عن عائلتك، وكأنك تركت الدنيا لتكمل رحلة الهدوء والسكينة.                                                                                                

                                           
آه يا وجع قلبي، أصبح الحزن يخيم علي وكأنه لا يريد أن يفارقني، بالأمس فقدت شقيقي  الأكبر حسن واليوم أصغر أعمامي منصور.

                               
لأول مرة أشعر أن أرثي وأنعي بكلمات لا أعدها  تأبينًا عاديًا تفرضه حساسية اللحظة الموجعة، بل هي وجع قلبي وصدمة الرحيل المُفاجئ! ليجعلني أتساءل هل لك سر عند الله؟ وكان لزامًا عليك أن ترحل سريعًا وتختار أن تتوارى عن الأنظار بعيدًا عن عائلتك؛ لترحل في هدوء أيها الهادئ الكريم المتواضع! وأقولها بكل صدق، في رحلة عمرى كلها لم أجد له مثيلًا في الخلق والأدب. ولأن مثلك لا يجب أن يكون بيننا؛ آثرت الرحيل في هدوء، لكنه كان رحيلًا مفاجئًا حزينًا. أجزم صادقة بحقيقة أنه ليس لك مكان هنا بيننا، فمثلك بأخلاقك وطيبتك مكانه هناك في الجنة.

رحمك الله يا عمي،  فقد كنت من هؤلاء البشر الأطهار السائرين بين الناس في الدنيا، حيث رحلت بهدوئك وطهرك. ولن أقول هنا إلا ما يرضي الله عنا "إنّا لله وإنّا إليه  راجعون".


error: المحتوي محمي