
قبل كل شيء، سأخبرك -عزيزي القارئ- لماذا تأخرت في كتابة هذا المقال. فقد هجرت الدراما الخليجية منذ أكثر من عقد ونصف لأني فقدت الثقة فيها إلا من القليل جدًا من الأعمال الجيدة. ولا تستغرب مني هذا الهجران، فأنا من جيل تربى على أعمال خليجية كان لها صدى حتى في المغرب العربي.
وفي هذا العام، كان الصخب واضحًا حول عملين خليجيين، أحدهما وصف بأنه كارثة الأعمال الخليجية هذا العام لسوء محتواه ورسائله التي كانت لا تتناسب وثقافة المشاهد العربي. والآخر وصف بأنه تحفة الدراما الخليجية لهذا العام. وعادة لا أثق في آراء العامة من الناس خصوصًا من هم من الجيل الذي لم يعاصر ما عاصرته من أعمال خالدة.
قررت وسط هذه الضجة أن أشاهد مسلسل (خيوط المعازيب) في آخر أيام رمضان عبر منصة (شاهد) لأتحقق مما يقال عن هذا المسلسل، وهنا كانت البداية.
قاعدتي في أي عمل تلفزيوني أقرر مشاهدته أنه إن شدتني العشرون دقيقة الأولى من العمل فحتمًا سأكمله حتى آخر حلقة. وهذا ما حدث معي في مسلسل (خيوط المعازيب). فإطلالة الفنان الرائع عبد المحسن النمر كانت مميزة بشخصيته التي لفتت انتباهي منذ البداية. ولا غرابة في أن يبهرك هذا الفنان ببراعته، فقد عرف عنه اختياره المميز لأعماله الدرامية على مدى سنوات طويلة.
قررت حينها أنني سأكمل المسلسل حتى نهايته، فصرت أشاهد الحلقات واحدة تلو الأخرى، فختام كل حلقة كان يجبرك على بدء الحلقة التالية. أنهيت حلقاته الخمس والعشرين مساء أمس لأشعر بنهايته بمشاعر الحزن التي كانت مبررة، فأنا وكل من شاهد المسلسل بتنا نعيش في أحد بيوت الأحساء القديمة، ونتجول بين (فرجانها) ونتنفس هواء نخيلها. نشم رائحة طين المنازل ونشعر بطيبة أهلها الذين عرف عنهم الكرم والجود والشهامة منذ القدم وحتى يومنا هذا.
بعد كل حلقة كنا نشعر بأننا أحسائيون بالفطرة. أحببنا لهجتهم بل وصرنا نتحدث بها. عبق البخور ورائحة قهوة (أبو عنون). عشنا مع (أم أحمد) حزنها بعودة زوجها. وأضحكنا (معتوق) بخفة دمه وعفويته. كرهنا (أبو عيسى) وبطشه وبخله. حيرة (بدرية) وحسرة (سارة)، طيبة (أبو موسى) وصدمة (أحمد)، شهامة (فرحان) و صبر أبوه. ظهور (أبو أحمد) والشر الذي معه، نضال (رويشد) وتحمله لأقسى الظروف من أجل لقمة عيشه. الصراع بين الخير والشر. مزيج من المشاعر عشناه مع كل حلقة من حلقات هذه الملحمة.
لا أخفيكم سرًا، أنني كنت أكتب هذه الكلمات بينما كنت أستمع لأجمل موسيقى تصويرية شهدتها، الموسيقى التي فعلًا تنسجم مع ثقافة المسلسل. كنت أشعر بأن كل نخلة من نخيل الأحساء تمسك بآلة موسيقية وتعزف ذلك اللحن الذي أصبح لا يفارقنا. شخصيًا، لا أنفك (أدندن) ذلك اللحن طوال يومي. الملحن العالمي الكروان تامر رسم لنا لحنًا نذوب معه في كل مرة نستمع إليه.
مسلسل (خيوط المعازيب) استطاع أن ينسج (بشتا) تليق بالدراما الخليجية التي افتقدناها منذ سنوات طويلة. البشت التي أعادت لنا ثقتنا بهذه الدراما التي كانت تحمل معها رسائل سامية بعيدًا عن الإسفاف وقلة الأدب والتعري. مسلسل عرفنا على طاقات فنية جبارة تظهر للمرة الأولى فتبدع وتبهرنا وتطبع صورها في قلوبنا. مسلسل كل طاقمه هم أبطال العمل، فحتى أصغرهم كانت له بصمة، برّ (رقية) بأبيها، وحنان (فاطمة) بزوجات أبيها.
كل من في هذا العمل هم معازيب الدراما السعودية والخليجية. من نسجوا بخيوطهم مشاعرنا، كتبوا بخيوط الذهب أن الدراما الخليجية لا زالت بخير، وأن بمقدورها العودة من جديد بقصص وقضايا تحمل معها رسائل لا تنسى، بمقدورها أن تُحجّم أي عمل يسيء لمجتمعاتنا الخيرة، وتثبت لكل العالم أننا هنا، وسنبقى في ذاكرة المشاهد طويلًا.
وفي هذا العام، كان الصخب واضحًا حول عملين خليجيين، أحدهما وصف بأنه كارثة الأعمال الخليجية هذا العام لسوء محتواه ورسائله التي كانت لا تتناسب وثقافة المشاهد العربي. والآخر وصف بأنه تحفة الدراما الخليجية لهذا العام. وعادة لا أثق في آراء العامة من الناس خصوصًا من هم من الجيل الذي لم يعاصر ما عاصرته من أعمال خالدة.
قررت وسط هذه الضجة أن أشاهد مسلسل (خيوط المعازيب) في آخر أيام رمضان عبر منصة (شاهد) لأتحقق مما يقال عن هذا المسلسل، وهنا كانت البداية.
قاعدتي في أي عمل تلفزيوني أقرر مشاهدته أنه إن شدتني العشرون دقيقة الأولى من العمل فحتمًا سأكمله حتى آخر حلقة. وهذا ما حدث معي في مسلسل (خيوط المعازيب). فإطلالة الفنان الرائع عبد المحسن النمر كانت مميزة بشخصيته التي لفتت انتباهي منذ البداية. ولا غرابة في أن يبهرك هذا الفنان ببراعته، فقد عرف عنه اختياره المميز لأعماله الدرامية على مدى سنوات طويلة.
قررت حينها أنني سأكمل المسلسل حتى نهايته، فصرت أشاهد الحلقات واحدة تلو الأخرى، فختام كل حلقة كان يجبرك على بدء الحلقة التالية. أنهيت حلقاته الخمس والعشرين مساء أمس لأشعر بنهايته بمشاعر الحزن التي كانت مبررة، فأنا وكل من شاهد المسلسل بتنا نعيش في أحد بيوت الأحساء القديمة، ونتجول بين (فرجانها) ونتنفس هواء نخيلها. نشم رائحة طين المنازل ونشعر بطيبة أهلها الذين عرف عنهم الكرم والجود والشهامة منذ القدم وحتى يومنا هذا.
بعد كل حلقة كنا نشعر بأننا أحسائيون بالفطرة. أحببنا لهجتهم بل وصرنا نتحدث بها. عبق البخور ورائحة قهوة (أبو عنون). عشنا مع (أم أحمد) حزنها بعودة زوجها. وأضحكنا (معتوق) بخفة دمه وعفويته. كرهنا (أبو عيسى) وبطشه وبخله. حيرة (بدرية) وحسرة (سارة)، طيبة (أبو موسى) وصدمة (أحمد)، شهامة (فرحان) و صبر أبوه. ظهور (أبو أحمد) والشر الذي معه، نضال (رويشد) وتحمله لأقسى الظروف من أجل لقمة عيشه. الصراع بين الخير والشر. مزيج من المشاعر عشناه مع كل حلقة من حلقات هذه الملحمة.
لا أخفيكم سرًا، أنني كنت أكتب هذه الكلمات بينما كنت أستمع لأجمل موسيقى تصويرية شهدتها، الموسيقى التي فعلًا تنسجم مع ثقافة المسلسل. كنت أشعر بأن كل نخلة من نخيل الأحساء تمسك بآلة موسيقية وتعزف ذلك اللحن الذي أصبح لا يفارقنا. شخصيًا، لا أنفك (أدندن) ذلك اللحن طوال يومي. الملحن العالمي الكروان تامر رسم لنا لحنًا نذوب معه في كل مرة نستمع إليه.
مسلسل (خيوط المعازيب) استطاع أن ينسج (بشتا) تليق بالدراما الخليجية التي افتقدناها منذ سنوات طويلة. البشت التي أعادت لنا ثقتنا بهذه الدراما التي كانت تحمل معها رسائل سامية بعيدًا عن الإسفاف وقلة الأدب والتعري. مسلسل عرفنا على طاقات فنية جبارة تظهر للمرة الأولى فتبدع وتبهرنا وتطبع صورها في قلوبنا. مسلسل كل طاقمه هم أبطال العمل، فحتى أصغرهم كانت له بصمة، برّ (رقية) بأبيها، وحنان (فاطمة) بزوجات أبيها.
كل من في هذا العمل هم معازيب الدراما السعودية والخليجية. من نسجوا بخيوطهم مشاعرنا، كتبوا بخيوط الذهب أن الدراما الخليجية لا زالت بخير، وأن بمقدورها العودة من جديد بقصص وقضايا تحمل معها رسائل لا تنسى، بمقدورها أن تُحجّم أي عمل يسيء لمجتمعاتنا الخيرة، وتثبت لكل العالم أننا هنا، وسنبقى في ذاكرة المشاهد طويلًا.