11 , يونيو 2025

القطيف اليوم

من أقدر على إدارة البيت الرجل أم المرأة؟ شهر رمضان تجربة واضحة!

القارئ الكريم: من كان يضع قائمة حاجيات الأسرة من الطعام في شهر رمضان؟ من كان يعد أصناف الطعام ويرتب مائدة الإفطار؟ من كان يعتني بالأبناء والأحفاد ويخفف من إزعاجهم؟ أظنها الزوجة والأمّ والأخت والبنت، ولو تركت الإدارة للرجال لما تحقق من ذلك إلا جزء صغير معه صداع كبير! مع كامل الاحترام والتقدير لمشاركة الرجال في الإدارة إلا أنها في أغلبها لا تتجاوز التمويل وإحضار المؤنة. إنما الثقل الأكبر كان على كواهل الأمهات والزوجات والبنات. إذا كان في الرجال من لا يصدق فليجرب ليلة واحدة أو يومًا واحدًا ويقوم بدور زوجته!

لا يعني أن المرأة لا تستطيع إدارة أعمال خارج المنزل أو الرجل عاجز تمامًا عن إدارة البيت فكم رأينا في الشركات والمؤسسات والأعمال من نساء ناجحات وأصبح بعضهن يشاركن في إدارة دول عظمى. مع ذلك لا يفقدن القدرة على إدارة البيت وميزانية الأسرة. 

كل ميسر لما خلق له! أعط الرجل شركة فيها ألف موظف ويستطيع إدارتها بكفاءة وأعطه أسرة من زوجة وطفلين فلا يستطيع تدبر أموره بكفاءة، يتيه فلا يعرف كيف يصنع طعامه ولا يفرش منامه وغير ذلك من أمور الحياة. أما المرأة فهي أقدر وأصبر وأعرف بتلك الأمور أودع الله سبحانه في كل جنس ما يكمل الآخر من قدرات وكفاءات والنتيجة حالة متكاملة في داخل البيت وخارجه.

ليست المرأة مخلوقًا خارقًا للعادة يقف على رجليه 24/24 ساعة لكنها -مع وجود من يساعدها مثل عاملة- أقدر على الإشراف على إعداد الطعام وترتيب المنزل ورعاية الزوج والأبناء وتوفير المناخ الأسري المناسب لحل المشاكل. يذكر في كتب السير أن فاطمة الزهراء عليها السلام ضمنت لعليّ عليه السلام عمل البيت والعجين والخبز وقم البيت وضمن لها عليّ عليه السلام ما كان خلف الباب من نقل الحطب وأن يجيء بالطعام. هذه الحكاية تفيد درسًا أن إدارة المنزل وإدارة الحياة يتشارك فيها الرجل والمرأة بما يناسب تكوينه الجسدي والعاطفي ونتيجة لذلك التعاون الفطري تصبح الأسرة مؤسسة ناجحة بكل المقاييس دون متاعب!

يظهر جليًا الضرر من الإخلال بالدور الطبيعي للرجل والمرأة فينتج عن ذلك خلافات ونزاعات أسرية نراها واضحة في المجتمعات التي لا تتناسب فيها الأدوار بحيث تسند المهامّ للشخص الخطإ.

غاية المرام: إدارة شؤون الأسرة شراكة تعاونية يدخل فيها الاقتصاد والتربية والتعليم والترفيه والعلاقات وتستدعي التقدير والشكر من كل منتسبيها لمن يقوم بدوره بالشكل المطلوب. أما أجر من يقوم بذلك الدور -الرجل والمرأة- من الله فهو أعظم من أن نتخيله!


error: المحتوي محمي