جاءت أمي وقالت: ألن تذهبي للمدرسة؟! لقد بدأت الدراسة، أنت الآن في الثالث ثانوي، لقد مضت ثلاثة أيام وأنت غائبة. إلى متى ستبقين هكذا؟ لست أنت الحزينة الوحيدة، جميعنا الحزن يعتصر قلوبنا. اختنقت أمي بعبرتها.
نظرت إليها بعين دامعة وقلت: سأذهب. ولكن هل أستطيع الدراسة وأنا بهذه الحالة من الحزن؟! قالت أمي: الخطوة الأولى أن تذهبي الآن وتغسلي وجهك وتذكرين الله. اقرئي صفحة قرآن وتوكلي على الله. نحن ننتظرك في الصالة لتتناولي إفطارك. هيا يا عزيزتي. نحن ننتظرك. فعلت كما طلبت مني أمي. ما إن فتحت القرآن حتى قرأت {فَلَمَّا أَن جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَىٰ وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا ۖ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [يوسف 96] هذه آخر آيات سورة يوسف. هذه خاتمة الأحزان. قلت يا ربي ساعدني.
خرجت من غرفتي رأيت الجميع ينتظرونني. ابتسم أبي وقال: هيا يا حبيبتي أمل. الفطور أولًا ثم المدرسة. نظرت لأخي خالد وأختي زجل. قالت أمي: هيا لنبدأ الأكل. لنبدأ بسم الله الرحمن الرحيم. تناولت بعض الطعام، شعرت أن دمًا جديدًا يجري في عروقي. قلت الحمد لله. نظرت لي أمي وقالت: هل شبعتِ. أجبتها: نعم. ابتسمت أمي وقالت: وهذا إفطارك للمدرسة.
خرجت مع أبي فوجدت السائق ينتظرني. قال: السلام عليكم أمل، أنا سأوصلك كل يوم. لن أهرب. أعدك بذلك. سقطت دموعي لأني تذكرت ذلك اليوم الذي هرب فيه السائق فجاء سالم وأوصلني للمدرسة. قال السائق: لا تبكِ. أعدك أني لن أهرب. ركبت السيارة التي كانت مجهزة بمصعد كهربائي، وكذلك كان الكرسي كهربائيًا اشتراه لي أبي العزيز العام الماضي. ركب أبي معنا وقال: اليوم سأذهب معك، كوني قوية وابدئي حياتك كما عهدتك. وصلنا المدرسة، كان جميع الطالبات قد دخلن الفصول. تقدمت بعض الأمتار. سمعت صوتًا يناديني؛ "أمل"، "أنت يا أمل توقفي". نظرت للخلف. شهقت وقلت: الأستاذة منال. قالت الأستاذة منال: أمل، طالبتي المتفوقة، كم أنا مشتاقة إليك. كيف حالك؟ أجبتها: الحمد لله، ولكني لم أستطع أن أمسك دموعي؛ فسالت على خدي. قالت الأستاذة منال: ما بك؟ هل تشعرين بألم؟ ما بك؟ لماذا أراك بهذا الحزن؟ أجبتها: توفي أخي. توقفت الأستاذة منال عن الكلام للحظات ثم قالت: إنا لله وإنا إليه راجعون! رحمه الله وأسكنه فسيح جناته. هيا بنا إلى مكتبي أريد أن أتحدث معك قليلا. ذهبت معها.
أعطتني منديلًا وقالت: أولاً عليك أن تمسحي دموعك لتذهبي معي لمحطة الأمل. نظرت إليها: أي محطة تقصدين يا أستاذة؟ ابتسمت الأستاذة منال وقالت: دعيني أخبرك عنها في هذه القصة: قرر الأمل يومًا أن يسافر عبر قطار الحياة، وإذا به يتوقف عند محطة الأكدار، فأخرج الأمل سيفه وشرع درعه ليحافظ على نفسه، مكتنفًا سلاح الثقة والاطمئنان. قال مخاطبًا نفسه: لماذا أطلق على هذه المحطة محطة الأكدار؟! أين صاحب هذه المحطة أريد التحدث معه لعله يغير من سلوكه ويبدل اسمه من الأكدار إلى التفاؤل. وإذا بالأمل يلتقي قائد محطة الأكدار ويناقشه، ويقول له: هلم معي نفرح في هذه الحياة بدل النواح؛ لأن النواح والنحيب في سواد الليل البهيم لا قيمة له ما دام ستشرق شمس يوم جديد، وينبلج ضوء النهار على معالم أخرى، وحياة متجددة. قال قائد الأكدار: وما هي السبيل إلى ذلك؟! الأمل: عليك أن تكفكف دموعك، واجعل لوجنتيك بسمة تملأ الدنيا سعادة، واستقبل الدنيا بالتفاؤل والحب، عندها سوف تعلم أنك كنت مخطئًا، وعليك استدراك نفسك قبل فوات الأوان؛ لأنَّ الله خلقك في هذه الحياة لكي تكون سعيدًا، متفائلًا، لا أن تكون مهزومًا بداخلك وخائفًا. فأشرعة الأمل تنتظرك لتطير معها وتحلق في سماء الحب والسعادة. فالصبح قريب آت، وهو ينتظرك ويتلهف إليك تلهف العطشان إلى الماء. والآن يا عزيزتي أمل هل تذهبين معي لهذه المحطة. مسحت دموعي وقلت لها هيا بنا، أنت القائد، هيا بنا أنا أثق بك. قالت الأستاذة منال: أنت الآن في الصف الثالث ثانوي وأمامك اختبارات قياس (قدرات وتحصيلي) وعليك أن تجتهدي كما عرفتك وتتفوقي. قلت لها: أعدك بذلك.
قالت الأستاذة منال: هيا لنذهب للفصل فالطالبات ينتظرنك. ذهبت معها للفصل. ما إن دخلت الفصل حتى جاءت الطالبات يقبلني وكل طالبة تقول: الحمد لله على سلامتك، أنت شمعة الفصل يا أمل، أنت روح الفصل. سقطت دموعي على خدي حتى جاءت الأستاذة منال وقالت: لقد اتفقنا أن نوقف الدموع. في نهاية اليوم الدراسي توجهت ناحية المصعد وتذكرت ذلك اليوم الذي تعطل فلم نستطع النزول من الدور الثاني، كنت مع 3 طالبات من ذوي الهمم. قلنا للإدارة عن هذا المصعد وضرورة إصلاحه ولكن لا فائدة. جلسنا في المدرسة حتى خرج جميع الطالبات وبعدها جاء المرحوم أخي وأنزل الكرسي الكهربائي للدور الأرضي وبعدها جاء وأنزلني، يومها قلت له لقد أتعبتك معي. فأجابني: لا تقولي هذا فأنت أمل العزيزة. تذكرت هذا الموقف فسقطت دموعي رغماً عني. قلت في نفسي أتمنى أن يكون المصعد يعمل بحالة جيدة. خرجت من المدرسة وكان السائق ينتظرني. ابتسم وقال: تفضلي، اركبي. عدت للبيت وكانت أمي تقف عند الباب تنتظرني. رسمت بسمة الأمل على ملامحي، استنشقت الهواء ثم أخرجته. وشعرت براحة غريبة، دخلت البيت وهناك عانقتني أمي، وقالت: أيتها الأمل أهلا بك. ابتسمت وقلت: أمي العزيزة. سأبدأ صفحة جديدة. لقد قابلت الأستاذة منال. معلمتي في الابتدائية وهي التي أعادت لي الروح والطاقة الإيجابية. قالت أمي: أعرفها لقد تقابلت معها عدة مرات في الابتدائية، شكرًا لها.
بدأت الدراسة وكنت مجتهدة، وبين فترة وأخرى أتحدث مع الأستاذة منال، تنصحني وتأخذ بيدي. ذات يوم قالت لي: كان هناك أربع شمعات تتحدث سويًا، قالت الأولى: لا أحد يحتاجني وانطفأت، قالت الثانية: أنا الصدق لا أحد يصدق بي وانطفأت، قالت الثالثة: أنا الحب لا أحد يهتم بي وانطفأت، قالت الرابعة: أستطيع إشعال الثلاث شمعات؛ لأنني الأمل وأنا أدوم للأبد. ثم توقفت عن الكلام للحظات، بعدها قالت: عزيزتي أمل: لا تفقدي الأمل، فَإِذَا مات الأمل مات كل شيء. نظرت إليها وقلت: شكرًا لك معلمتي ستظل هذه الكلمة باقية في ذاكرتي، لن أنساها.
انتهت السنة الدراسية وتفوقت في الاختبارات وكانت درجتي في اختبار القياس ممتازة تؤهلني للالتحاق بالجامعة، قالت أمي: ألف مبروك يا ابنتي. الآن عليك أن تختاري الجامعة المناسبة، عليك أن تسجلي في جامعة الملك سعود بالرياض هذه جامعة عريقة وبها تخصصات كثيرة، أو جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، أو جامعة الملك فيصل بالدمام. قلت لها: سأسجل فقط في جامعة الملك فيصل ولن أسجل في غيرها، لا أحب الغربة.
لم يبق على بدء الدراسة سوى أسبوعين. وقد ظهرت نتائج جميع الجامعات ومعظم البنات ذهبن للرياض. بقيت قلقة: ماذا لو لم أقبل في جامعة الملك فيصل؟ ماذا سأفعل؟ هل كنت عنيدة لأني لم أسجل في الجامعات الأخرى؟ في أحد الأيام جاءت أمي وعلى ملامحها الفرح وهي تنادي: أمل، أمل، ألف مبروك ألف مبروك؛ لقد تم قبولك في جامعة الملك فيصل، جارتنا التي تعمل في التسجيل أتصلت بي وبشرتني. سقطت دموع الفرح، وقلت: الحمد لله، الحمد لله.
همسة أمل
العقل القوي دائم الأمل، ولديه دائمًا ما يبعث على الأمل.
للقصة بقية.
نظرت إليها بعين دامعة وقلت: سأذهب. ولكن هل أستطيع الدراسة وأنا بهذه الحالة من الحزن؟! قالت أمي: الخطوة الأولى أن تذهبي الآن وتغسلي وجهك وتذكرين الله. اقرئي صفحة قرآن وتوكلي على الله. نحن ننتظرك في الصالة لتتناولي إفطارك. هيا يا عزيزتي. نحن ننتظرك. فعلت كما طلبت مني أمي. ما إن فتحت القرآن حتى قرأت {فَلَمَّا أَن جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَىٰ وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا ۖ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [يوسف 96] هذه آخر آيات سورة يوسف. هذه خاتمة الأحزان. قلت يا ربي ساعدني.
خرجت من غرفتي رأيت الجميع ينتظرونني. ابتسم أبي وقال: هيا يا حبيبتي أمل. الفطور أولًا ثم المدرسة. نظرت لأخي خالد وأختي زجل. قالت أمي: هيا لنبدأ الأكل. لنبدأ بسم الله الرحمن الرحيم. تناولت بعض الطعام، شعرت أن دمًا جديدًا يجري في عروقي. قلت الحمد لله. نظرت لي أمي وقالت: هل شبعتِ. أجبتها: نعم. ابتسمت أمي وقالت: وهذا إفطارك للمدرسة.
خرجت مع أبي فوجدت السائق ينتظرني. قال: السلام عليكم أمل، أنا سأوصلك كل يوم. لن أهرب. أعدك بذلك. سقطت دموعي لأني تذكرت ذلك اليوم الذي هرب فيه السائق فجاء سالم وأوصلني للمدرسة. قال السائق: لا تبكِ. أعدك أني لن أهرب. ركبت السيارة التي كانت مجهزة بمصعد كهربائي، وكذلك كان الكرسي كهربائيًا اشتراه لي أبي العزيز العام الماضي. ركب أبي معنا وقال: اليوم سأذهب معك، كوني قوية وابدئي حياتك كما عهدتك. وصلنا المدرسة، كان جميع الطالبات قد دخلن الفصول. تقدمت بعض الأمتار. سمعت صوتًا يناديني؛ "أمل"، "أنت يا أمل توقفي". نظرت للخلف. شهقت وقلت: الأستاذة منال. قالت الأستاذة منال: أمل، طالبتي المتفوقة، كم أنا مشتاقة إليك. كيف حالك؟ أجبتها: الحمد لله، ولكني لم أستطع أن أمسك دموعي؛ فسالت على خدي. قالت الأستاذة منال: ما بك؟ هل تشعرين بألم؟ ما بك؟ لماذا أراك بهذا الحزن؟ أجبتها: توفي أخي. توقفت الأستاذة منال عن الكلام للحظات ثم قالت: إنا لله وإنا إليه راجعون! رحمه الله وأسكنه فسيح جناته. هيا بنا إلى مكتبي أريد أن أتحدث معك قليلا. ذهبت معها.
أعطتني منديلًا وقالت: أولاً عليك أن تمسحي دموعك لتذهبي معي لمحطة الأمل. نظرت إليها: أي محطة تقصدين يا أستاذة؟ ابتسمت الأستاذة منال وقالت: دعيني أخبرك عنها في هذه القصة: قرر الأمل يومًا أن يسافر عبر قطار الحياة، وإذا به يتوقف عند محطة الأكدار، فأخرج الأمل سيفه وشرع درعه ليحافظ على نفسه، مكتنفًا سلاح الثقة والاطمئنان. قال مخاطبًا نفسه: لماذا أطلق على هذه المحطة محطة الأكدار؟! أين صاحب هذه المحطة أريد التحدث معه لعله يغير من سلوكه ويبدل اسمه من الأكدار إلى التفاؤل. وإذا بالأمل يلتقي قائد محطة الأكدار ويناقشه، ويقول له: هلم معي نفرح في هذه الحياة بدل النواح؛ لأن النواح والنحيب في سواد الليل البهيم لا قيمة له ما دام ستشرق شمس يوم جديد، وينبلج ضوء النهار على معالم أخرى، وحياة متجددة. قال قائد الأكدار: وما هي السبيل إلى ذلك؟! الأمل: عليك أن تكفكف دموعك، واجعل لوجنتيك بسمة تملأ الدنيا سعادة، واستقبل الدنيا بالتفاؤل والحب، عندها سوف تعلم أنك كنت مخطئًا، وعليك استدراك نفسك قبل فوات الأوان؛ لأنَّ الله خلقك في هذه الحياة لكي تكون سعيدًا، متفائلًا، لا أن تكون مهزومًا بداخلك وخائفًا. فأشرعة الأمل تنتظرك لتطير معها وتحلق في سماء الحب والسعادة. فالصبح قريب آت، وهو ينتظرك ويتلهف إليك تلهف العطشان إلى الماء. والآن يا عزيزتي أمل هل تذهبين معي لهذه المحطة. مسحت دموعي وقلت لها هيا بنا، أنت القائد، هيا بنا أنا أثق بك. قالت الأستاذة منال: أنت الآن في الصف الثالث ثانوي وأمامك اختبارات قياس (قدرات وتحصيلي) وعليك أن تجتهدي كما عرفتك وتتفوقي. قلت لها: أعدك بذلك.
قالت الأستاذة منال: هيا لنذهب للفصل فالطالبات ينتظرنك. ذهبت معها للفصل. ما إن دخلت الفصل حتى جاءت الطالبات يقبلني وكل طالبة تقول: الحمد لله على سلامتك، أنت شمعة الفصل يا أمل، أنت روح الفصل. سقطت دموعي على خدي حتى جاءت الأستاذة منال وقالت: لقد اتفقنا أن نوقف الدموع. في نهاية اليوم الدراسي توجهت ناحية المصعد وتذكرت ذلك اليوم الذي تعطل فلم نستطع النزول من الدور الثاني، كنت مع 3 طالبات من ذوي الهمم. قلنا للإدارة عن هذا المصعد وضرورة إصلاحه ولكن لا فائدة. جلسنا في المدرسة حتى خرج جميع الطالبات وبعدها جاء المرحوم أخي وأنزل الكرسي الكهربائي للدور الأرضي وبعدها جاء وأنزلني، يومها قلت له لقد أتعبتك معي. فأجابني: لا تقولي هذا فأنت أمل العزيزة. تذكرت هذا الموقف فسقطت دموعي رغماً عني. قلت في نفسي أتمنى أن يكون المصعد يعمل بحالة جيدة. خرجت من المدرسة وكان السائق ينتظرني. ابتسم وقال: تفضلي، اركبي. عدت للبيت وكانت أمي تقف عند الباب تنتظرني. رسمت بسمة الأمل على ملامحي، استنشقت الهواء ثم أخرجته. وشعرت براحة غريبة، دخلت البيت وهناك عانقتني أمي، وقالت: أيتها الأمل أهلا بك. ابتسمت وقلت: أمي العزيزة. سأبدأ صفحة جديدة. لقد قابلت الأستاذة منال. معلمتي في الابتدائية وهي التي أعادت لي الروح والطاقة الإيجابية. قالت أمي: أعرفها لقد تقابلت معها عدة مرات في الابتدائية، شكرًا لها.
بدأت الدراسة وكنت مجتهدة، وبين فترة وأخرى أتحدث مع الأستاذة منال، تنصحني وتأخذ بيدي. ذات يوم قالت لي: كان هناك أربع شمعات تتحدث سويًا، قالت الأولى: لا أحد يحتاجني وانطفأت، قالت الثانية: أنا الصدق لا أحد يصدق بي وانطفأت، قالت الثالثة: أنا الحب لا أحد يهتم بي وانطفأت، قالت الرابعة: أستطيع إشعال الثلاث شمعات؛ لأنني الأمل وأنا أدوم للأبد. ثم توقفت عن الكلام للحظات، بعدها قالت: عزيزتي أمل: لا تفقدي الأمل، فَإِذَا مات الأمل مات كل شيء. نظرت إليها وقلت: شكرًا لك معلمتي ستظل هذه الكلمة باقية في ذاكرتي، لن أنساها.
انتهت السنة الدراسية وتفوقت في الاختبارات وكانت درجتي في اختبار القياس ممتازة تؤهلني للالتحاق بالجامعة، قالت أمي: ألف مبروك يا ابنتي. الآن عليك أن تختاري الجامعة المناسبة، عليك أن تسجلي في جامعة الملك سعود بالرياض هذه جامعة عريقة وبها تخصصات كثيرة، أو جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، أو جامعة الملك فيصل بالدمام. قلت لها: سأسجل فقط في جامعة الملك فيصل ولن أسجل في غيرها، لا أحب الغربة.
لم يبق على بدء الدراسة سوى أسبوعين. وقد ظهرت نتائج جميع الجامعات ومعظم البنات ذهبن للرياض. بقيت قلقة: ماذا لو لم أقبل في جامعة الملك فيصل؟ ماذا سأفعل؟ هل كنت عنيدة لأني لم أسجل في الجامعات الأخرى؟ في أحد الأيام جاءت أمي وعلى ملامحها الفرح وهي تنادي: أمل، أمل، ألف مبروك ألف مبروك؛ لقد تم قبولك في جامعة الملك فيصل، جارتنا التي تعمل في التسجيل أتصلت بي وبشرتني. سقطت دموع الفرح، وقلت: الحمد لله، الحمد لله.
همسة أمل
العقل القوي دائم الأمل، ولديه دائمًا ما يبعث على الأمل.
للقصة بقية.



