16 , يوليو 2025

القطيف اليوم

الزواج والكيمياء!

لفت انتباهي كلمة في آية من القرآن الكريم تصف الحالة الزوجية الطبيعية فما هذه الآية الكريمة؟ الآية هي قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}. أما الكلمة في الآية فهي "لتسكنوا". 

أظن أن في الآية إشارة إلى كيمياء السكون الإيجابي في العلاقة الزوجية، والذي فيه جذب قلبيّ وروحاني وجسدي أيضًا، فإن الآية تعقب على ذلك مضيفة وجعل بينكم مودة ورحمة. فلا سباق ولا تزاحم ولا تضاد في الحياة الزوجية وإنما تكامل ينتج استقرارًا! لذلك عندما تذهب الكيمياء والجذب تتفجر العلاقة الزوجية!

ليس سرًّا أن إذا بلغ الفتى بيولوجيًا والفتاة فأكثر ما يشغلهما الزواج في الحالة الطبيعية، شأنهم شأن الذرة التي تريد أن تتحد مع ذرة أخرى وتنتج جزيئًا -عائلة- مستقرًا وإذا لم تجد تظل غير مستقرة. كلنا يريد سكنًا، يريد وطنًا يستقر فيه ويريد زوجًا يرتاح إليه. حالة من البحث عن الاستقرار والسكون.

الكون كله في حالة سعي إلى حالة الاستقرار من الذرات إلى الجزيئات إلى المخلوقات في أوطانها والطير في أوكارها والحيوانات في غاباتها وعندما يتعلق الأمر بالارتباط الزوجي فمن المحتمل أن تفقد أحد الذرات -الزوج أو الزوجة- أو تكسب جزءًا من شحناتها لكن المحصلة هي تكوين ما هو أكبر من الذرة، مؤسسة واستقرار. إنه جذب لشخص آخر يجعلك تريد المزيد منه وتريد أن تقضي سنوات الحياة معه أو معها وإذا فقد الكيمياء لم تعد الرغبة في الاتحاد موجودة.

ليس كل ذرة بإمكانها أن تتحد مع أخرى جزافًا وإنما لا بد أن تتوفر الشروط المطلوبة في الذرات لكي تتحد. كذلك لكي تحصل الكيمياء بين الأزواج والاستقرار، ليس كل زوج أو زوجة يصلح، وإنما من فيه خصائص وقيم مشتركة. وليس غريبًا أن يحث الدين في كثير من التوصيات على حسن الاختيار وكأنه يعلم سلفًا أنه إذا لم توجد قوة جذب منذ البداية فلا مستقبل للزواج.

ربما يرغب القراء الكرام في البحث عن مادة Human Chemistry - الكيمياء البشرية - وهي دراسة تفاعلات تكوين الروابط وكسرها بين الأشخاص والهياكل التي يشكلونَها. كثيرًا ما يتحدث الناس عن وجود كيمياء جيدة أو سيئة معًا؛ حيث إن ظاهرة الحب، وفقًا للإجماع، هي تفاعل كيميائي. علم الكيمياء البشرية هو دراسة هذه التفاعلات.

غاية المرام: هل على الزوجة أن تنافس الزوج أو تسابقه؟ أم تتكامل معه؟ أدع الجواب لبديهة القراء الكرام لأن نتائج التنافس والسباق بدت لبعضها آثار سلبية على استقرار المركب الزوجي!


error: المحتوي محمي