26 , يونيو 2025

القطيف اليوم

بعض المظاهر خداعة

ليست كل المظاهر على اختلافها خداعة كما يُظن ويُعنوِن لها البعض أحيانًا "التعميم ظلم وبهتان دليل سوء فهم للصحيح منها" ولكن لا ننكر أن هناك مَن يستخدمها وسيلة غايتها استغلال الآخرين والوصول للمقصود بأساليب تكسب الثقة العمياء لصاحبها وتبعد عنه الشكوك وتتمثل أدواتها في:

أولًا: اللسان: حلاوة نطق عبارات مركبة ساحرة اختيار مصطلحات غير متداولة ولا مألوفة للإغراء انتقاء كلمات معسولة مُزجت بسُم سلّاب يضاف جهل المُستهدَف بطرق الغش والاحتيال والتدليس وعدم تعرضه المسبق لمواقف مشابهة أو السماع بشيء منها مع التصديق المطلق بنية حسنة كلها تجعله فريسة سهلة ولقمة سائغة توقعه في شباك الصياد الماهر المتمرس الخبيث حتى إن "إبليس لعنه الله" استطاع بمكره المغلف بالنصح المطعم بالكذب أن يقنع أبانا "آدم" عليه السلام أن يأكل من شجرة نُهي عن القرب منها حتى تسبب في إخراجه من الجنة "بغض النظر عما في هذه من أسرار ربانية وتساؤلات وكيف صدّقه وأي الجنان المعنية إلا أن ذلك حصل" ولا يزال قبيلُه من شياطين الإنس نراهم يحذون حذوه نسمع بضحاياهم كل يوم وحين، خصوصًا عندما دخلت قنوات التواصل الاجتماعي المتنوعة "الشبكة العنكبوتية" الخدمة وتطورها المذهل وتحديثاتها المتتالية لهذا يجب التفكر والتعقل قبل التجاوب مع المطالب.

ثانيًا: الشكل: يُحكى في عهد نبي الله سليمان عليه السلام جاء طائر إلى بركة ماء ليشرب وجد أطفالًا قربها خاف منهم انتظر حتى غادروا وابتعدوا لحظات جاء رجل ذو لحية إلى البركة  قال الطائر في نفسه هذا رجل وقور سِيماء الصلاح على وجهه لا يمكن أن يؤذيني نزل ليشرب فما كان من الرجل إلا أن رماه بحجر أصاب عينه، ذهب شاكيًا إلى النبي سليمان فاستدعى الرجل وسأله ألك حاجة حتى رميته بالحجر؟ قال لا فأصدر عليه "حُكمًا" أن تُفقأ عينه، اعترض الطائر قائلًا "يا نبي الله" إن عينه لم تؤذني بل لحيته هي التي خدعتني لذا اطلب قصها عقوبة له حتى لا ينخدع بها أحد بعدي "قصة لا يهمنا مصدرها ولا تعنينا صحتها وقبولها أو ردها" ولكن الحقيقة المرة في واقعنا الأليم كم لحية مرسلة أفسدت أفكارًا هدمت بيوتًا مزقت أرحامًا كم متواضعًا يمشي الهوينى تحت شعار مقدس بيديه السبحة من السُرة إلى الركبة والأنامل مختمة يتمتم بيستحب هذا ويكره ذاك صدقناه سلمناه عقولنا فتلاعب بها كيف شاء كم صاحب سجدة طويلة مُلئ بطنه حرامًا وقد كنا نحسبه مثلًا يُقتدى به وإذا البعد عنه خير مِن القرب منه كم وكم أليس كذلك؟ لا تتعجل بالثقة. ما تشم مِن رائحة زاكية ربما انكشف بعد رفع الغطاء تحتها جيفة نتنة.

ثالثًا: العمل:  يفعل ما ينهى عنه يعمل خلاف ما يأمر به ينطبق عليه المثل الشعبي الموروث "الديك يؤذن لصلاة الصبح ولا يصلي" يتبنى الخيرات أمام أعين الناس ليقنعهم بإخلاصه يتمسكن حتى يتمكن يحج يعتمر مرات يزور المقدسات باستمرار يقطع كل سنة مسافات بين شريفين طلبًا للأجر والثواب "وكلها مظاهر وشكليات" والشاهد لا يدفع مستحقات تراكمت عليه لسنين يتولى مناسبات دينية يستجدي باسمها يتبضع لها ويستأجر وإلى الحول دون سداد قيمتها إنها مجرد طريق لتنفيذ مآرب لا أكثر. الحذر ثم الحذر مِن هؤلاء حتى تتضح الأمور جليًا فالقبول في مأمن أو الإمساك أسلم.


error: المحتوي محمي