
لم يكن الشاب حسين جعفر منصور الملاحي، مجرد ابن وحيد، بل أخ آخر تشاطر مع بقية أعمامه أُخوة أبيه، بل وفاضلهم في تلك الأخوة، فبعد أن كان قطعة مجتزأة منه، قرر أن يعيد له جزءًا يسيرًا منها، ليسطر حروفًا جديدة في قصص بر الأبناء بآبائهم، وقبل ذلك يسكت صراخ الألم الذي بات مرتفعًا من كليتي والده لـ12 عامًا.
ولأن جزاء البِرّ بِرٌّ آخر، فقد جاء اسم "حسين الملاحي" ضمن 200 اسم، صدرت بحقهم قبل يومين موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- على منحهم وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الثالثة لتبرعهم بأحد أعضائهم الرئيسة.
السكري يشاغب هدوء جسده.. وصراخ "الفشل" يعلو
عاش جعفر منصور الملاحي أكثر من نصف عمره وهو يحاول أن يتصالح مع مرض السكري، فـ"الملاحي" البالغ من العمر 54 عامًا، أصيب بالسكري منذ 32 عامًا، كما صاحب ذلك المرض بعض الأمراض المزمنة الأخرى ومنها مرض القلب.
وبقي "الملاحي" صابرًا على تلك الأمراض المتطفلة على هدوء جسده، لكنه قبل 12 عامًا خضع لاختبار إلهي آخر في الصبر، بعد أن بدأ يشتكي من الضعف قي وظائف الكلى فاستمر على الأدوية والعلاج، كما اهتم بالمحافظة على صحته، كي تلتزم كليتاه بعملهما، حتى فوجئ قبل عامين بتشخيصه بالفشل الكلوي.
آلام يواجهها بـ نفسية "ممتازة"
ترك المرض آثاره على حياة الأب "جعفر"، لا سيما على صحته، فقد تعرض لحدوث عدة جلطات كما عانى من ارتفاع السكر بشكل كبير، وقد اضطر لأن يتوقف عن العمل بسبب وضعه الصحي، وعلى الرغم من تشعب أيادي الوجع كأخطبوط على صحته، فإنه لم يستطع أن ينال من نفسيته، فهو قد تعايش مع مرضه بنفسية وصفها ابنه بـ"الممتازة، بعد أن أوكل أمره لله.
صحة الأب لا تستهلك التفكير
وكما يقال في اللهجة العامية: "ما للملازم إلا أهلها"، فإن "الملزمة" التي كان فيها "الملاحي"، لم تجد من يتصدى لها غير ابنه "حسين"، الذي لم ينتظر كثيرًا بعد أن علم بإصابته بالفشل الكلوي.
يقول: "علاقتي بأبي ليست مجرد علاقة ابن بأبيه، لكنني أشعر أنه صديقي وأخي، لا سيما أنني الابن البكر الوحيد وليس لدي غير أخت واحدة تصغرني سنًا، كما أن والدي دائمًا بجانبي وأكبر داعم لي في الحياة، لذلك لم أخزن فكرة التبرع في رأسي بمجرد أن بدأ الغسيل، بل بادرت مباشرة في الخطوات الأول".
ويضيف: "بداية كان والدي يخضع للغسيل 3 مرات في الأسبوع، لكنه قبل شهرين من العملية أصبح يغسل 4 مرات بالأسبوع، وقد امتد الغسيل لمدة سنة وشهرين، لكنني منذ بداية تشخيص مرضه واعتماد الغسيل، وتحديدًا بعد الأسبوع خضعت للتحاليل لأكون متبرعًا، وقد كانت تحاليل أولية في مستشفى القطيف المركزي، وبعدها تم تحويلي لمستشفى الملك فهد التخصصي وبدأت المواعيد وإجراءات الفحوصات والتحاليل الخاصة بالعملية".
سنده "أخوة دنيا"
وعلى الرغم من أن الابن "الملاحي" كان متصديًا للتبرع لوالده، فإن العائلة كانت خير سند له في هذا القرار، حيث يذكر أن بعض الأقارب والأصدقاء أبدوا رغبتهم في التبرع في حال لم يتم التطابق معه، مشيرًا إلى أن ابن عمه محمد حسن الملاحي كان على رأس أولئك المبادرين، كما أنه كان بمنزلة الأخ وأقرب شخص له خلال مرحلة التبرع، كنت مستندًا عليه طوال فترة مرض الوالد وأوقات التنويم في المستشفى والمواعيد، كما أنه لازمنا في المستشفى كمرافق منذ وقت العملية إلى بعد الخروج.
ولم يدخر "حسين" شكره تجاه أخ آخر أنجبته له الحياة وهو زوج أخته "حسين سلمان اليوسف"، لوقوفه بجانبهم وتلبيته حاجات العائلة أثناء تنويمهما في المستشفى، وبعد خروجهما منه.
بعد مايو.. هما بخير
في السابع عشر من شهر مايو 2023م، أجريت العملية لـ"الملاحي" وضم بين جنبيه قطعة حبٍ تعكس كيف أن الكثير من الأبناء يقدمون أغلى ما يملكون فداء لصحة آبائهم، وقد أكد "حسين" أنه اليوم بخير وصحة وعافية، ولا يعاني إلا من القليل من الآلآم عند الجهد الزائد.
فخر وفرح
بعد إعلان أسماء المتوجين بوسام الملك عبد العزيز، وظهور اسم "الملاحي" بينها، عبر خلال تواصل «القطيف اليوم» معه، عن اعتزازه بهذا الوسام، وفخره بأن يكون اسمه واحدًا ممن كتب لهم أن يكونوا بمشيئة الله سببًا في إنقاذ حياة مريض وتخليصه من آلامه، لكنه استدرك حديثه بقوله: "مع فخري بالوسام فإن فرحي الأول يكمن في أن الله وفقني لأكون بارًا بوالدي وأساعده وأخفف عنه مرضه وتعبه".
ولأن جزاء البِرّ بِرٌّ آخر، فقد جاء اسم "حسين الملاحي" ضمن 200 اسم، صدرت بحقهم قبل يومين موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- على منحهم وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الثالثة لتبرعهم بأحد أعضائهم الرئيسة.
السكري يشاغب هدوء جسده.. وصراخ "الفشل" يعلو
عاش جعفر منصور الملاحي أكثر من نصف عمره وهو يحاول أن يتصالح مع مرض السكري، فـ"الملاحي" البالغ من العمر 54 عامًا، أصيب بالسكري منذ 32 عامًا، كما صاحب ذلك المرض بعض الأمراض المزمنة الأخرى ومنها مرض القلب.
وبقي "الملاحي" صابرًا على تلك الأمراض المتطفلة على هدوء جسده، لكنه قبل 12 عامًا خضع لاختبار إلهي آخر في الصبر، بعد أن بدأ يشتكي من الضعف قي وظائف الكلى فاستمر على الأدوية والعلاج، كما اهتم بالمحافظة على صحته، كي تلتزم كليتاه بعملهما، حتى فوجئ قبل عامين بتشخيصه بالفشل الكلوي.
آلام يواجهها بـ نفسية "ممتازة"
ترك المرض آثاره على حياة الأب "جعفر"، لا سيما على صحته، فقد تعرض لحدوث عدة جلطات كما عانى من ارتفاع السكر بشكل كبير، وقد اضطر لأن يتوقف عن العمل بسبب وضعه الصحي، وعلى الرغم من تشعب أيادي الوجع كأخطبوط على صحته، فإنه لم يستطع أن ينال من نفسيته، فهو قد تعايش مع مرضه بنفسية وصفها ابنه بـ"الممتازة، بعد أن أوكل أمره لله.
صحة الأب لا تستهلك التفكير
وكما يقال في اللهجة العامية: "ما للملازم إلا أهلها"، فإن "الملزمة" التي كان فيها "الملاحي"، لم تجد من يتصدى لها غير ابنه "حسين"، الذي لم ينتظر كثيرًا بعد أن علم بإصابته بالفشل الكلوي.
يقول: "علاقتي بأبي ليست مجرد علاقة ابن بأبيه، لكنني أشعر أنه صديقي وأخي، لا سيما أنني الابن البكر الوحيد وليس لدي غير أخت واحدة تصغرني سنًا، كما أن والدي دائمًا بجانبي وأكبر داعم لي في الحياة، لذلك لم أخزن فكرة التبرع في رأسي بمجرد أن بدأ الغسيل، بل بادرت مباشرة في الخطوات الأول".
ويضيف: "بداية كان والدي يخضع للغسيل 3 مرات في الأسبوع، لكنه قبل شهرين من العملية أصبح يغسل 4 مرات بالأسبوع، وقد امتد الغسيل لمدة سنة وشهرين، لكنني منذ بداية تشخيص مرضه واعتماد الغسيل، وتحديدًا بعد الأسبوع خضعت للتحاليل لأكون متبرعًا، وقد كانت تحاليل أولية في مستشفى القطيف المركزي، وبعدها تم تحويلي لمستشفى الملك فهد التخصصي وبدأت المواعيد وإجراءات الفحوصات والتحاليل الخاصة بالعملية".
سنده "أخوة دنيا"
وعلى الرغم من أن الابن "الملاحي" كان متصديًا للتبرع لوالده، فإن العائلة كانت خير سند له في هذا القرار، حيث يذكر أن بعض الأقارب والأصدقاء أبدوا رغبتهم في التبرع في حال لم يتم التطابق معه، مشيرًا إلى أن ابن عمه محمد حسن الملاحي كان على رأس أولئك المبادرين، كما أنه كان بمنزلة الأخ وأقرب شخص له خلال مرحلة التبرع، كنت مستندًا عليه طوال فترة مرض الوالد وأوقات التنويم في المستشفى والمواعيد، كما أنه لازمنا في المستشفى كمرافق منذ وقت العملية إلى بعد الخروج.
ولم يدخر "حسين" شكره تجاه أخ آخر أنجبته له الحياة وهو زوج أخته "حسين سلمان اليوسف"، لوقوفه بجانبهم وتلبيته حاجات العائلة أثناء تنويمهما في المستشفى، وبعد خروجهما منه.
بعد مايو.. هما بخير
في السابع عشر من شهر مايو 2023م، أجريت العملية لـ"الملاحي" وضم بين جنبيه قطعة حبٍ تعكس كيف أن الكثير من الأبناء يقدمون أغلى ما يملكون فداء لصحة آبائهم، وقد أكد "حسين" أنه اليوم بخير وصحة وعافية، ولا يعاني إلا من القليل من الآلآم عند الجهد الزائد.
فخر وفرح
بعد إعلان أسماء المتوجين بوسام الملك عبد العزيز، وظهور اسم "الملاحي" بينها، عبر خلال تواصل «القطيف اليوم» معه، عن اعتزازه بهذا الوسام، وفخره بأن يكون اسمه واحدًا ممن كتب لهم أن يكونوا بمشيئة الله سببًا في إنقاذ حياة مريض وتخليصه من آلامه، لكنه استدرك حديثه بقوله: "مع فخري بالوسام فإن فرحي الأول يكمن في أن الله وفقني لأكون بارًا بوالدي وأساعده وأخفف عنه مرضه وتعبه".