29 , يونيو 2025

القطيف اليوم

رسالة وداع العام 2023م!

كتبتُ هذه الكلمات في الثلاثين من كانون الأول/ ديسمبر 2023م، قبل يومٍ واحد من نهاية العام. قسم كبير من الناس يسهرون حتى منتصف ليل آخر يوم من العام يعدّون الثواني فرحًا بانتهاء عام من العمر وقدوم آخر والأحرى هو البكاء بأن قطعةً ثمينة من العمر ذهبت ولن تعود!

"ما أسرع الساعات في اليوم، وأسرع الأيّام في الشهر، وأسرع الشهور في السنة، وأسرع السنين في العمر"، الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام. كأنها البارحة بدأنا العام 2023م! انقضى عامٌ كامل مثل غفوة نومٍ قصيرة، وها نحن على مشارف عام جديد. تكرّ الأيام والأشهر والسنوات مرّة بعد أخرى مثل خرز المسبحة.

بين مغيب سنة ومطلع أخرى قلّبتُ دفاترَ الأماني والدعوات واخترتُ منها التالي: للقراء الكرام: عامًا سعيدًا وعمرًا مديدًا مليئًا بالبهجة والسعادة. وللنَاشر الكريم - صاحب الموقع - أقول: تحملتَنا سنةً كاملة، بل سنوات، فتحملنَا أطول! أعطيتنا منصةً رفيعة عرفنا من خلالها أناسًا لم نعرفهم من قبل، أصبحنا إخوةً وأخوات نتبادل رسائل الودّ والتشجيع والأهمّ نتبادل الفكر والمعرفة.

أغتنم الفرصة وأعتذر للقراء الكرام عن الخطأ والغفلة. بون شاسع بين أن أجلس في غرفةٍ منفردًا مرتاحًا أنتَقد وأحلّل، وأقول ما شئت، وبين من يكدّ ويتعب ويشقى في الحياة. في زحمة الحياة مليون عنوان يهم الناسَ أكثر من التنظير والتحليل والنقد!  

شكرًا لمن أشعل وقود فكرة، من قرأ، من انتقدَ وصحّح. أقدم دعوة للأساتذة وحملة الشهادات وغيرهم ممن يجد الرغبة والقدرة على الكتابة أن يشاركونا هذه المنصة وغيرها من المنصات من أجل أن نرتقي بالمواضيع والأفكار.

عندما نقول "الحياة"، نحن في الحقيقة نعني الليالي والأيام والسنوات، وفي النهاية ما يهمنا هي الحقبة القصيرة - أو العمر - من هذه الحياة. في العمر نبني وننتج في سلسلةٍ بشرية متواصلة يذهب جيل ويأتي آخر يكمل السلسلة وإلا فما نفعنا إذا صرفنا أنفسنا وانزَوينا عن سلسلة المنافع والمناشط؟

أعزائي القراء الكرام: أنقل لكم حكاية ترونها كلّ يوم: يُحكى أن ضيفًا أكل عند الحجاج بن يوسف الثقفي فأعجبه الطعام فقال: "الطعامُ طيّب"، فرد عليه الحجاج: "إنما طيّبته العافية". لولا الصحة لما استمتعنا بشيء أبدًا. اشكروا الله وتذكروا أن ثرواتكم ليست الملايين والمليارات، إنما ثرواتكم الصحة والعافية. حافظوا ما استطعتم على صحتكم.

ختامًا: سعدتُ كثيرًا بكم - القراء الكرام؛ تَصحيحكم، إضافاتِكم، نصائحكم وملاحظاتكم القيمة كانت مصدر بهجة وفخر. ربما لأول مرة أقول للقراء الكرام أنني أحاول أن أقلل من "الخربشة" اليوميّة، دون جدوى! لوحة المفاتيح تريد أن تبقى معي إلى آخر أيامي كما يبدو وأنا أقول: إن شاء الله أبقى معها ومعكم طالما سمح القَدَر. 

أكثر الله ما بقي لكم ولي من سنين وجعلها أكثر رخاءً وبهجةً ونفعًا مما مضى.


error: المحتوي محمي