13 , ديسمبر 2025

القطيف اليوم

من التوبي.. «نقش» فاطمة الجارودي يعطّر زوار خارج الإطار بـ«الفل والورد والياسمين»

نقشت الفنانة التشكيلية فاطمة جعفر حبيب الجارودي كل المتناقضات الرائعة في صورة واحدة، طرّزت فيها بريشتها تفاصيل الجمال الأخّاذ في المرأة القطيفية، والمتمازجة بكل انسجام بين معانيها من الرقة والصلابة والجمال والقوة والحب والخجل معًا، وعطّرتها برائحة الورد وقلائد الفل والياسمين في سلةٍ من خوص النخيل؛ لتهديهِ لزوار المعرض الحادي والعشرين لجماعة الفن التشكيلي في القطيف.

نقش
استغرقت ابنة التوبي قرابة الشهر والنصف للانتهاء من تفاصيل لوحتها "نقش" في أول مشاركة لها في المعرض الجماعي مع جماعة الفن التشكيلي بالقطيف.

واستلهمت الجارودي أنثى لوحتها من المرأة في مجتمعنا القطيفي بكل تفاصيلها الساحرة، فالمرأة في قطيف الخير هي رمز للقوة والصلابة، وهي العذوبة والجمال والعطاء والحب والخجل أيضًا، كل ذلك جمعته في تقاسيم وجهها الساحر بابتسامته، ومن رأسها ونظرة عينيها الخجلى نزولًا لما تحمله في يدها لا يملك زوار المعرض إلا أن تسقط أعينهم بكل حب على سلة الفل المصنوعة من سعف النخيل المتمايل في رمزية منها للعطاء والنماء، وكأنها بذلك تهدي الزائرين عبقًا من رمزيات القطيف وآثارها النابضة بالحياة بعيدًا عن البهرجة الحاضرة وصخب الحياة.

كسرت المألوف
جمعت الجارودي بين الأسلوب التأثيري والواقعي، واستخدامها للألوان الزيتية والأكريليك، وخرجت عن الإطار بخروجها عن المألوف في استخدام الألوان في الرداء، ناهيك عن أنها لم تستخدم الفرشاة أو السكين بل نقشت الزخارف الإسلامية بطابع إيراني مستلهمة من جدران بقاع إسلامية لتجسيدها في اللوحة بطريقة بارزة.

وخلف كل ما نقشته في لوحتها اختبأت المعاني في نفس التشكيلية، فلون الرداء الفيروزي يرمز للهدوء للاتزان والاستقلال الذاتي، ووراء الثوب بلونه الأحمر رمز للقوة والعاطفة والحب، أما النقوش الإسلامية التي زها بها الرداء الفيروزي فهي تعبير عن العقائد والأفكار، وجاء الفل الأبيض في يد العارضة القطيفية في الصورة معبرًا عن النقاء والجمال، أما سعف النخيل فالعطاء والنماء مغزى واضح وجلي لاستخدامه، فما إن تُذكر القطيف في الماضي إلا وتتراءى نخيلها قبلها.

إن لم تصور أعمالك فأنت لا تعمل
ترى الجارودي أن التصوير هو الذاكرة، فالعدسة التي توثق اللحظات الجميلة من شأنها أن تعيدنا بكل قوة لرائحة الأماكن وتعيد مشاعر اللحظات ذاتها وكأنها للتو قد حدثت، وهي تعتقد أنّ التصوير أصبح ركيزة الإعلام والتوثيق في ظل توجهاتنا الحياتية بين زخم السوشل ميديا، فأنت إذا لم تصور أعمالك فأنت لا تعمل على حد تعبيرها.

سطور في التشكيلية 
الجارودي هي خريجة إدارة أعمال "إدارة مالية" مارست الفن منذ الصغر وانقطعت في أيام دراستها الثانوية، لكنها عادت لحظيرته أيام الدراسة الجامعية، وبعد تخرجها ابتعدت كل البُعد عن الأمور الحسابية والمكتبية وتوجهت للفن بشكل كامل، فغاصت في بحور الفن بجميع أشكاله، وخاضت تجارب عديدة في النحت والخياطة والرسم، وتعمل حاليًا منسقة كوشات واستقبال مواليد، كما أن لدى ابنة التوبي توجهها الديني فقد ارتكزت على المسرح الحُسيني في مسيرتها الفنية وتعمل إلى جانب مهنتها مصممة مسرح حُسيني.

يُذكر أن معرض "خارج الإطار" هو النسخة 21 من المعارض السنوية لجماعة الفن التشكيلي التابعة لجمعية التنمية الأهلية، والذي افتتح يوم الثلاثاء 28 جمادى الأولى 1445هـ، ويستمر لمدة 8 أيام.


error: المحتوي محمي