
سار العُمر بالفنان التشكيلي عبد الله سعيد جاسم العقيلي، وعاد بهِ مرة أخرى في حيّزٍ جداري بمساحة متر × متر وبجزءٍ كبيرٍ جدًا من روحه المتعلّقة بتلك الأزقة في بلدته الربيعية صبيًّا يمشي بين بيوتها العتيقة خلف جدته بقامتها النحيفة وبـ"الردا" أو الرداء الشعبي الذي كانت ترتديه في خروجها فتفوح منه رائحتها المميزة، وطيبها الذي لا تخطئه ذائقة الشم أبدًا، وذلك في المعرض الحادي والعشرين لجماعة الفن التشكيلي في القطيف.
رحيل "ردا"
استحضر العقيلي روح الماضي الأصيل واشتياقه إليه بكل حنين في لوحة "رحيل" التي رسمتها خُطى جدته الراحلة في زُقاق ممتد بردائها الأسود العتيق المنثني باتساعهِ حشمة ووقارًا، والمطرّز في جزئه السفلي بالخيوط الحمراء خاليًا من كل زينة وزركشة، وبعكّازها الذي تتوكأ عليه في مشيها، ورقم الـ40 في نعالها الذي يعطي رمز الشعور بالسلام لكل من وصل سن الأربعين وتخطاها، ومن خلفها باب قديم قد اصطبغ باللون الأزرق الصافي؛ لتمتزج كل تلك التفاصيل الصغيرة والدقيقة بعاطفة الشعور بالفقد لجدته الراحلة ولكل ما رحل معها تاركًا أثرًا عميقًا في نفسه، دافعًا إياه إلى تخليد تلك الذكريات للماضي الجميل في عمل يحاكي رحيل "الردا" أو العباءة القطيفية من مجتمعنا القطيفي.
خارج إطار الفحم
خرج ابن الربيعية في عمله هذا عن الإطار المتعارف عليه والمألوف باستخدام الأبيض والأسود بخامة الفحم فقط للأعمال الصغيرة واسكتشات الرسم بتكوين لوحة تشكيلية تتنافس مع اللوحات التصويرية المستخدم فيها الألوان الزيتية والإكريليك، وإبراز هذا النوع من الفن ليخرج من إطار استخدامه في لوحات صغيرة بخروج عن المألوف، ومع أنه أحبّ الرسم الأبيض والأسود ويستهويه ذلك فمنذ عام 2010م وأعماله فقط بالفحم الأسود، إلا أنّه في هذه اللوحة رسم "الردا" كما هو مع إضافة اللون الأحمر الذي يميزها ويشعل الحنين عند كل من يقف أمامها ليتذكر أمه أو جدته بعبق تلك الذكريات.
رداء من الجنة
خرجت لوحة "رحيل" للمعرض بعد 9 أيام من العمل و25 ساعة تقريبًا مستخدمًا فيها الفحم والسوفت باستيل على ورق فبريانو ناعم.
وقد ولّدت العلاقة الوثيقة بين العقيلي وجدّتهِ قيمةً معنوية وروحية عالية ثمّنها في رسمهِ لردائها الذي تتلألأ عيون كل من تأمل فيها، فتذكّرهُ لرائحة أمه بل ورائحة الجنة التي يراها بصورة أمه.
تفاصيل
أوجدَ العقيلي في لوحة "الرحيل" دلائل أحبّ تخليدها في لوحته، وأبرزها شكل العباءة "الردا" باللون الأسود المطعم بجمال اللون الأحمر، واختيار وضع المرأة الكبيرة من الخلف ليحكي قضية الرحيل، رحيل تلك الأيام الجميلة مع رحيل هذه العباءة، أما إضافة باب الحديد خلف تلك المرأة بلونه الأزرق وهو من الأبواب المستخدمة قديمًا فذلك ليعبّر عن الهدوء والسكينة والراحة، ولأنه يعشق التفاصيل الصغيرة في الرسم، فقد رسم على النعال الذي ترتديه رقم 40، وهو رقمٌ رمزه أكبر من أن يكون واقعيًا، فهو 40 كمقاس فقط، لكنه يحمل دلالةً عن عمر الأربعين للإنسان وهو تعبير عن العمر الفاصل في حياة ابن آدم، حيث يتغير فكر الإنسان ويسعى للهدوء والتعمق في التفكير ما إن تطرق الأربعون أبواب حياته.
هنا وهناك
شاركت لوحات العقيلي في الكثير من معارض المنطقة ومنها: معرض الأسبوع المروري في رأس تنورة عام 2005م، كما شارك بنسختين من مهرجان الدوخلة، وبخمس نسخ من معرض نزف على لوحة، وكانت له ثلاث نسخ "12_13_14" في المعرض الجماعي لجمعية الفنون بالقطيف، ومشاركة في ورشة رمضانية لجماعة الفنون بالقطيف عام 2011م.
وشارك في ذات العام في معرض أبيض وأسود مع جمعية الفنون بالدمام، ومعرض أبيض وأسود في النسخة الثانية مع جمعية الفنون بالقطيف.
ألوان تقابل الكلمات
يرى ابن الربيعية في الرسم تعبيرًا عن الروح، وطريقة أخرى للكتابة يكون فيها الضوء والظل والألوان بمنزلة الحروف والكلمات، وهو يميل شخصيًا للفن التشكيلي وبالتحديد الرسم بالأبيض والأسود باستخدام خامة الفحم؛ ليعبر فيها عن حبّه للفن بإنتاج لوحات بأحجام كبيرة، وبأسلوب يميّزه في حبّه لرسم التفاصيل الصغيره جدًا التي يحرص على أن يكون دقيقًا في رسمها؛ لتصل بكل حرفيتها لعين الرائي.
يذكر أن معرض "خارج الإطار" هو النسخة 21 من المعارض السنوية لجماعة الفن التشكيلي التابعة لجمعية التنمية الأهلية، والذي افتتح يوم الثلاثاء 28 جمادى الأولى 1445هـ، ويستمر لمدة 8 أيام.



رحيل "ردا"
استحضر العقيلي روح الماضي الأصيل واشتياقه إليه بكل حنين في لوحة "رحيل" التي رسمتها خُطى جدته الراحلة في زُقاق ممتد بردائها الأسود العتيق المنثني باتساعهِ حشمة ووقارًا، والمطرّز في جزئه السفلي بالخيوط الحمراء خاليًا من كل زينة وزركشة، وبعكّازها الذي تتوكأ عليه في مشيها، ورقم الـ40 في نعالها الذي يعطي رمز الشعور بالسلام لكل من وصل سن الأربعين وتخطاها، ومن خلفها باب قديم قد اصطبغ باللون الأزرق الصافي؛ لتمتزج كل تلك التفاصيل الصغيرة والدقيقة بعاطفة الشعور بالفقد لجدته الراحلة ولكل ما رحل معها تاركًا أثرًا عميقًا في نفسه، دافعًا إياه إلى تخليد تلك الذكريات للماضي الجميل في عمل يحاكي رحيل "الردا" أو العباءة القطيفية من مجتمعنا القطيفي.
خارج إطار الفحم
خرج ابن الربيعية في عمله هذا عن الإطار المتعارف عليه والمألوف باستخدام الأبيض والأسود بخامة الفحم فقط للأعمال الصغيرة واسكتشات الرسم بتكوين لوحة تشكيلية تتنافس مع اللوحات التصويرية المستخدم فيها الألوان الزيتية والإكريليك، وإبراز هذا النوع من الفن ليخرج من إطار استخدامه في لوحات صغيرة بخروج عن المألوف، ومع أنه أحبّ الرسم الأبيض والأسود ويستهويه ذلك فمنذ عام 2010م وأعماله فقط بالفحم الأسود، إلا أنّه في هذه اللوحة رسم "الردا" كما هو مع إضافة اللون الأحمر الذي يميزها ويشعل الحنين عند كل من يقف أمامها ليتذكر أمه أو جدته بعبق تلك الذكريات.
رداء من الجنة
خرجت لوحة "رحيل" للمعرض بعد 9 أيام من العمل و25 ساعة تقريبًا مستخدمًا فيها الفحم والسوفت باستيل على ورق فبريانو ناعم.
وقد ولّدت العلاقة الوثيقة بين العقيلي وجدّتهِ قيمةً معنوية وروحية عالية ثمّنها في رسمهِ لردائها الذي تتلألأ عيون كل من تأمل فيها، فتذكّرهُ لرائحة أمه بل ورائحة الجنة التي يراها بصورة أمه.
تفاصيل
أوجدَ العقيلي في لوحة "الرحيل" دلائل أحبّ تخليدها في لوحته، وأبرزها شكل العباءة "الردا" باللون الأسود المطعم بجمال اللون الأحمر، واختيار وضع المرأة الكبيرة من الخلف ليحكي قضية الرحيل، رحيل تلك الأيام الجميلة مع رحيل هذه العباءة، أما إضافة باب الحديد خلف تلك المرأة بلونه الأزرق وهو من الأبواب المستخدمة قديمًا فذلك ليعبّر عن الهدوء والسكينة والراحة، ولأنه يعشق التفاصيل الصغيرة في الرسم، فقد رسم على النعال الذي ترتديه رقم 40، وهو رقمٌ رمزه أكبر من أن يكون واقعيًا، فهو 40 كمقاس فقط، لكنه يحمل دلالةً عن عمر الأربعين للإنسان وهو تعبير عن العمر الفاصل في حياة ابن آدم، حيث يتغير فكر الإنسان ويسعى للهدوء والتعمق في التفكير ما إن تطرق الأربعون أبواب حياته.
هنا وهناك
شاركت لوحات العقيلي في الكثير من معارض المنطقة ومنها: معرض الأسبوع المروري في رأس تنورة عام 2005م، كما شارك بنسختين من مهرجان الدوخلة، وبخمس نسخ من معرض نزف على لوحة، وكانت له ثلاث نسخ "12_13_14" في المعرض الجماعي لجمعية الفنون بالقطيف، ومشاركة في ورشة رمضانية لجماعة الفنون بالقطيف عام 2011م.
وشارك في ذات العام في معرض أبيض وأسود مع جمعية الفنون بالدمام، ومعرض أبيض وأسود في النسخة الثانية مع جمعية الفنون بالقطيف.
ألوان تقابل الكلمات
يرى ابن الربيعية في الرسم تعبيرًا عن الروح، وطريقة أخرى للكتابة يكون فيها الضوء والظل والألوان بمنزلة الحروف والكلمات، وهو يميل شخصيًا للفن التشكيلي وبالتحديد الرسم بالأبيض والأسود باستخدام خامة الفحم؛ ليعبر فيها عن حبّه للفن بإنتاج لوحات بأحجام كبيرة، وبأسلوب يميّزه في حبّه لرسم التفاصيل الصغيره جدًا التي يحرص على أن يكون دقيقًا في رسمها؛ لتصل بكل حرفيتها لعين الرائي.
يذكر أن معرض "خارج الإطار" هو النسخة 21 من المعارض السنوية لجماعة الفن التشكيلي التابعة لجمعية التنمية الأهلية، والذي افتتح يوم الثلاثاء 28 جمادى الأولى 1445هـ، ويستمر لمدة 8 أيام.


