27 , يونيو 2025

القطيف اليوم

رسالة المعادن والأحجار الكريمة للإمام جعفر الصادق (ع)

ذكر الإمام جعفر الصادق (ع) في كتاب التوحيد الذي أملاه على تلميذه المفضل ابن عمر مجموعة من المعادن والأحجار الكريمة في الفصل (أنوع المعادن واستفادة الإنسان منها) صفحة (98) وهي (الجص والكلس والجبسين والزرنيخ والمرتك والتوتيا والزئبق والنحاس والرصاص والفضة والذهب والزبرجد والياقوت والزمرد وضروب الحجارة، وكذلك ما يخرج منها من القار والموميا والكبريت والنفط والزجاج من الرمل).

  
وسوف نقوم بتصنيف هذه المجموعة التي ذكرها الإمام جعفر الصادق (ع) ثم نشرحها بشكل موجز وخصوصًا المعادن الثمينة والأحجار الكريمة التي تستخدم في عالم المجوهرات والأحجار الكريمة دون غيرها من المعادن غير الثمينة، وهي على النحو التالي: 
الصنف الأول (المعادن غير الثمينة): وتعرف أيضًا باسم المعادن الأساسية وتشمل كل المعادن باستثناء (الذهب والفضة والبلاتين) .
الصنف الثاني (المعادن الثمينة): وهي عبارة عن الذهب والفضة والبلاتين سواء على هيئة أصناف مشغولة أو نصف مشغولة أو غير مشغولة أو سبائك أو عملة.

وذكر الإمام جعفر الصادق (ع) من هذا الصنف نوعين وهما: 
الذهب: وهو المعدن الأصفر الذي يوجد في الطبيعة، ويستخدم في مجال الزينة وغيرها، ويقاس نقاؤه بالقيراط الذي يعبر عن مقياس نقاء الذهب بالدرجة القصوى في السبيكة الواحدة. والذهب الذي يكون له أعلى درجة من النقاء ويمثل ذهبًا نقيًا هو 24 قيراطًا، يعني نسبة الذهب فيه 99.9‎%، وأما عيار 18 قيراطًا فيمثل 75% من الذهب الخالص والباقي معادن أخرى مضافة مثل النحاس والفضة والنيكل.. إلى آخره.، وهذه المعادن المضافة لإكساب المشغولات الذهبية الصلابة أو اللون المطلوب.



أونصة الذهب عيار 24 قيراطًا وتزن 31.1 جرامًا - تعليقة بيت القرآن عيار 22 قيراطًا.

الفضة: وهو المعدن الأبيض الرمادي الذي يوجد في الطبيعة، ويستخدم في الزينة وغيرها، ويقاس مستوى نقائه بوحدات القيراط التي تساوي بالألفيات (وحدة من ألف) 999 الذي يكون له أعلى درجة من النقاء يمثل الفضة النقية هو العيار 1000 سهم يعني نسبة الفضة 99.9‎%، وأما عيار 925 فيمثل 92.5% من الفضة والباقي معادن أخرى وهكذا بالنسبة إلى العيارات الأخرى.

الصنف الثالث (الأحجار الكريمة): وهي عبارة عن أحجار كريمة تتكون في باطن الأرض ولا دخل للإنسان في تكوينها إطلاقًا، ويقوم باستخراجها من باطن الأرض كالألماس والياقوت والزفير والزمرد ويضاف إليه اللؤلؤ الطبيعي.  

وذكر الإمام جعفر الصادق (ع) من هذا الصنف نوعين وهما: 
الياقوت: يعد الياقوت أحد أنفس الأحجار الكريمة وأجملها، وقد اشتق اسمه من اللغة اللاتينية (روبي) وتعني الأحمر، لذا سمي الياقوت بهذه التسمية بسبب لونه الأحمر، وأجمل أنواعه الياقوت البورمي الذي يتميز بلون دم الحمام الأحمر النقي المشرق مع أثر ضئيل من الزرقة، وهذا النوع يقدم اللون الأحمر الجميل في جميع الأضواء، وأما الياقوت المستخرج من معظم الأماكن الأخرى فهو يقدم اللون الأحمر الجميل فقط في الضوء المتوهج مثل أضواء المصابيح، لذلك يباع بأعلى الأسعار بسبب لونه الجذاب وندرته.


الياقوت البورمي


الياقوت النجمي

الزمرد: وقد أطلق عليه علماء العرب القدماء اسم (الزمرد) كما هو عليه الآن، ويعرف حاليًا في عالم المجوهرات والأحجار الكريمة باسم (إمارالد) والتي تعني الحجر الأخضر المشرق، وأجمل أنواعه الزمرد الكولومبي الذي يتميز باللون الأخضر الزاهي العشبي النقي، حسب ألوان الطيف الضوئي مع صبغة صفراء. والمعروف لدى خبراء المجوهرات والأحجار الكريمة بأنه أجمل وأجود وأغلى وأندر أنواع الزمرد في العالم.



الصنف الرابع (الأحجار شبه الكريمة): 
- وهي أحجار طبيعية تستخرج من باطن الأرض كالفيروز والعقيق والزبرجد والمالاكيت واليشب والجمشت والمرجان والأوبال والجاد والكهرمان والأوبسيديان.. إلخ.
وذكر الإمام جعفر الصادق (ع) من هذا الصنف نوعين: 

الزبرجد: ويعرف حاليًا في عالم المجوهرات والأحجار الكريمة باسم (البريدوت) ويعد الزبرجد من الأحجار شبه الكريمة المرغوبة جدًا، وذلك يعود لألوانه المموجة بالأخضر الجميل وبريقه المتألق الذي يلمع في الظلام، وأجمل بلوراته ترد من البرازيل وألمانيا وأستراليا.



الزجاج الطبيعي: عبارة عن مواد طبيعية منصهرة سائلة التركيب، تتكون من تكوينات متغيرة، غالبًا ما تكون من السيليكا، ومن أجمل بلوراته (الأوبسيديان) وهو زجاج طبيعي بركاني، وأيضا زجاج الصحراء الليبية الذي يتميز بلونه الأصفر الفاتح مع لمسة خضراء.



بلورة من الزجاج الطبيعي (الأوبسيديان) الأخضر الجميل.  
________________
* أحمد جواد السويكت اختصاصي في مجال الذهب والمجوهرات، حاصل على شهادات الأحجار الكريمة والذهب والمعادن الثمينة من الأكاديمية الدولية. (GIA).


error: المحتوي محمي