الاجتهاد في القطيف
العلامة الشيخ محمد العبيدان واحد من الشخصيات المتميّزة في التحصيل العلمي، ناهيك عن نشاطه الثقافي والاجتماعي البارز.
فهو من العلماء المتمرّسين في تدريس علمي الفقه والأصول بالخصوص، فهو دائم الدرس والتدريس، على مستوى الأفراد والجماعات، وكذلك في تصنيف المؤلفات العلمية المتعددة.
وقد كان لي في السنوات الأخيرة شرف المباحثة مع سماحته في الاستدلالات الفقهية، فهو ناضح الاجتهاد.
وأما في (قم المقدّسة) فقد عشنا مع الشيخ الفاضل فترة زمنية رائعة في مجالس العلم وبساطة العيش والمذاكرة الدائمة، وقد كنّا بحقٍّ نعمر قلوبنا وأرواحنا من علوم آل محمد (صلوات الله عليهم أجمعين)، ما يجعلنا نترقّب مطلع كلّ يوم بلهفة واشتياق لتحصيل المزيد من العلم.
وممّا يجول بخاطري عن ذكريات تلك الأيام الماضيات، أن كنّا (أنا وعائلتي) نلتقي كلّ خميس بالتناوب، مرة في بيتي، وأخرى في بيت الشيخ، نتناول الغداء في جوٍّ من الألفة والصداقة الحميمة.
ولمناسبة الحديث عن الشيخ العبيدان، سألني بعض الشباب: *هل يوجد عالم مجتهد في القطيف أم لا؟*
فكان جوابي يتضمّن ثلاثة أمور:
١- لماذا نحن نتوجّس خيفة أن نقول: فلان مجتهد، وكأنّنا بقولنا هذا نرتكب جرمًا يعاقب عليه الشرع.
فلو أنّ عالمًا صرّح باجتهاده وأنه يعمل وفق رأيه غير مقلٍّدٍ لمجتهد آخر، لكان مصيره السقوط اجتماعيًّا، إنْ لم يواجه بموجة اجتماعية غاضبة يطالبه فيها كلّ من يعلم ومن لا يعلم، بما يثبت أهليّته للاجتهاد، من إجازات أساتذته ومؤلّفاته لتوضع على منصّة النقد والتقويم، ومن ثم يعترفون باجتهاده أو نفيه، هذا من جهة عموم الناس.
وإنْ ناقشنا المسألة من ناحية العلماء المتخصّصين، فنلاحظ أنّهم لا يشترطون لإطلاق صفة الاجتهاد، الحصول على شهادة إجازة من المراجع والمجتهدين بناءً على كفاءة الإنسان أن يكون مجتهدًا، فمعلوم أنّ السيد محسن الحكيم (قدّس سرّه)، لا يملك إجازة الاجتهاد، ولكنّ محتوى كتاب *(المستمسك في العروة الوثقى)* كان يمثّل شهادة وإجازة أقوى من إجازة من كانوا في مقام أساتذته ومجيزيه.
٢- وعندي اقتراح لعلّ يكون له صدًى عند الجهات ذات الشأن، وهو: أنّ الحوزات العلمية الموجودة في بلدنا لا بُدّ أن تسعى لتحريك عجلة التنافس العلمي، وذلك عبر الكتابات والإبداعات العلمية، ثم يقرأ كلّ كاتب ما كتبه في جلسة القاعة العلمية، ويسمعه علماء كبار ويناقشونه، فتكون ثمرة تلك الجلسات الحكم على كاتبها وتقييمه وتصنيفه ضمن قائمة المجتهد المتجزّئ أو المطلق أو المراهق، أو عدم أهليّته.
وإضافة إلى تلك الثمرة المهمّة، فإنّنا نفيد من تنفيذ هذا المقترح، ثلاثة أمور مهمّة:
*- إشاعة وتفعيل جوّ التفاعل العلمي بين الطلبة.*
*- تحصيل الشهادة بالاجتهاد من قبل العلماء.*
*- مبادرة الحوزات في القطيف لتفعيل هذا النشاط، ستكون قدوة للحوزات في مناطق أخرى.*
٣- يوجد الآن عدد ليس بقليل من المجتهدين في القطيف، فمنهم مثالًا لا حصرًا:
- الشيخ حسين العمران.
- السيد منير الخباز.
- الشيخ عباس العنكي.
- الشيخ محمد العبيدان.
- الشيخ مهدي المصلّي (رحمه الله).

العلامة الشيخ محمد العبيدان واحد من الشخصيات المتميّزة في التحصيل العلمي، ناهيك عن نشاطه الثقافي والاجتماعي البارز.
فهو من العلماء المتمرّسين في تدريس علمي الفقه والأصول بالخصوص، فهو دائم الدرس والتدريس، على مستوى الأفراد والجماعات، وكذلك في تصنيف المؤلفات العلمية المتعددة.
وقد كان لي في السنوات الأخيرة شرف المباحثة مع سماحته في الاستدلالات الفقهية، فهو ناضح الاجتهاد.
وأما في (قم المقدّسة) فقد عشنا مع الشيخ الفاضل فترة زمنية رائعة في مجالس العلم وبساطة العيش والمذاكرة الدائمة، وقد كنّا بحقٍّ نعمر قلوبنا وأرواحنا من علوم آل محمد (صلوات الله عليهم أجمعين)، ما يجعلنا نترقّب مطلع كلّ يوم بلهفة واشتياق لتحصيل المزيد من العلم.
وممّا يجول بخاطري عن ذكريات تلك الأيام الماضيات، أن كنّا (أنا وعائلتي) نلتقي كلّ خميس بالتناوب، مرة في بيتي، وأخرى في بيت الشيخ، نتناول الغداء في جوٍّ من الألفة والصداقة الحميمة.
ولمناسبة الحديث عن الشيخ العبيدان، سألني بعض الشباب: *هل يوجد عالم مجتهد في القطيف أم لا؟*
فكان جوابي يتضمّن ثلاثة أمور:
١- لماذا نحن نتوجّس خيفة أن نقول: فلان مجتهد، وكأنّنا بقولنا هذا نرتكب جرمًا يعاقب عليه الشرع.
فلو أنّ عالمًا صرّح باجتهاده وأنه يعمل وفق رأيه غير مقلٍّدٍ لمجتهد آخر، لكان مصيره السقوط اجتماعيًّا، إنْ لم يواجه بموجة اجتماعية غاضبة يطالبه فيها كلّ من يعلم ومن لا يعلم، بما يثبت أهليّته للاجتهاد، من إجازات أساتذته ومؤلّفاته لتوضع على منصّة النقد والتقويم، ومن ثم يعترفون باجتهاده أو نفيه، هذا من جهة عموم الناس.
وإنْ ناقشنا المسألة من ناحية العلماء المتخصّصين، فنلاحظ أنّهم لا يشترطون لإطلاق صفة الاجتهاد، الحصول على شهادة إجازة من المراجع والمجتهدين بناءً على كفاءة الإنسان أن يكون مجتهدًا، فمعلوم أنّ السيد محسن الحكيم (قدّس سرّه)، لا يملك إجازة الاجتهاد، ولكنّ محتوى كتاب *(المستمسك في العروة الوثقى)* كان يمثّل شهادة وإجازة أقوى من إجازة من كانوا في مقام أساتذته ومجيزيه.
٢- وعندي اقتراح لعلّ يكون له صدًى عند الجهات ذات الشأن، وهو: أنّ الحوزات العلمية الموجودة في بلدنا لا بُدّ أن تسعى لتحريك عجلة التنافس العلمي، وذلك عبر الكتابات والإبداعات العلمية، ثم يقرأ كلّ كاتب ما كتبه في جلسة القاعة العلمية، ويسمعه علماء كبار ويناقشونه، فتكون ثمرة تلك الجلسات الحكم على كاتبها وتقييمه وتصنيفه ضمن قائمة المجتهد المتجزّئ أو المطلق أو المراهق، أو عدم أهليّته.
وإضافة إلى تلك الثمرة المهمّة، فإنّنا نفيد من تنفيذ هذا المقترح، ثلاثة أمور مهمّة:
*- إشاعة وتفعيل جوّ التفاعل العلمي بين الطلبة.*
*- تحصيل الشهادة بالاجتهاد من قبل العلماء.*
*- مبادرة الحوزات في القطيف لتفعيل هذا النشاط، ستكون قدوة للحوزات في مناطق أخرى.*
٣- يوجد الآن عدد ليس بقليل من المجتهدين في القطيف، فمنهم مثالًا لا حصرًا:
- الشيخ حسين العمران.
- السيد منير الخباز.
- الشيخ عباس العنكي.
- الشيخ محمد العبيدان.
- الشيخ مهدي المصلّي (رحمه الله).




