لم يكن الجمال ليكتمل إلا بتلك اللمسة الساحرة التي قد تكون الأولى أو الأخيرة أو حتى الوحيدة التي قد تكتفي بها فاتنات الزمن الأصيل، فبحركة فنانةٍ يومية معتادة تضع المرأة الطرف الرفيع من "الميل" في "المكحلة" لتعلق به ذرات الكحل الناعمة، ثم تقوم بتمريره على رموش عينيها بشكل أفقي، فتصبغها سوادًا فاتنًا، ثم تزيدهُ فتنة حينما ترسم خطًا رفيعًا يضفي على العين جمالًا وبهاءً.
وممّا يزيد الأمر دهشة أنها قد تفعل كل تلك الخطوات دون أن يكون أمامها مرآة ترسم لها طريق جمالها؛ ليعود الميل مرة أخرى إلى "المكحلة" التي ارتسمت مرارًا وتكرارًا أمام ناظري الفنانة الفوتوغرافية مريم جاسم عبد الله آل فهيدة؛ لتحول صورة الخيال إلى صورة واقعية فاتنة تحكي لزائري المعرض الثقافي"أثر" الذي نظمته جماعة التصوير الضوئي بالقطيف أثر التراث والأصالة في حياتنا.
أيُّ أثر؟
لا يبدو الأمر غريبًا أن تختار آل فهيدة "المكحلة" لتكون رمزها الخاص للأثر التي ارتأت المشاركة به في المعرض إن علمنا أنّها ابنة التراث البارة به، فبين ما خطّهُ وتركه وشيّده أصحاب الزمن الجميل في جزيرة تاروت التي ما زالت شاهدة على تلك الحضارة نشأت ابنة الجزيرة آل فهيدة في منطقة سنابس، إضافة إلى ذلك فروحها قد تشربت عشقًا لتلك الأشياء القديمة التي ما زال عبق الماضي عالقًا بها، وتخليدًا لذلك التراث وأدواته التراثية، ووفاءً لذكريات الزمن القديم وذكرى الأجداد والأمهات جاءت هذه الصورة والالتقاطة المختارة لتكون صورة الأثر بالنسبة لها.
تردّدٌ محمود
ترددت الفكرة في ذهن ابنة سنابس منذ أن تم الإعلان عن ثيمة المعرض، لكن هذا التردد المحمود الذي يخفي وراءه أيضًا قلق الفوتوغرافي لإظهار أجمل ما لديه، وما يتلاءم مع الطلب أيضًا دفع بها أخيرًا إلى السير خلف حدسها وتفاؤلها وفكرتها التي آمنت من خلالها بأنّ روح التراث حتمًا هو أعمق أثر قد يلاحظه الرائي من دون أن يبذل المصور جهدًا جهيدًا لإيصال فكرته، فالماضي والتراث حينما يتجسد تصمت الكلمات أمام تاريخٍ وحضارة وزمن يحكي من دون حروف وينطق بأبلغ لغة.
جمالٌ وعلاج
عبرت آل فهيدة بحدود لم تتجاوز 80×100سم وبصورة المكحلة الذهبية عن أثر الثقافة وأثر التراث القديم في حياة الماضين وما أبقاه أيضًا من أثرٍ ممتدٍ لحاضرنا، فقد كانت جداتنا تستخدم المكحلة في تكحيل العين سواءً لعلاج العين من الالتهابات التي تصيبها أو لتقويتها حتى مع الأطفال، أو بحثًا عن جمال العين الذي لا غنى للمرأة عنه.
الغائبة الحاضرة
وأوضحت ابنة سنابس أنّه وعلى الرغم من أنّ تلك المكحلة أضحت اليوم أداة زينة فحسب لمحبي التراث وأدواته، ومع ابتكار أقلام كحل العين المستحدثة وبماركات متنوعة أيضًا، فإنّ المكحلة القديمة بقيت بلونها الذهبي والفضي وقامتها الممشوقة الغائبة الحاضرة على الرغم من الاستغناء عنها مع أدوات الزينة عند النساء في عصرنا، وما زال أثرها منعكسًا في نفوس كل بارٍ بتراثه، كما يتجلى للمشاهد من خلال اللوحة أثر الاستخدام في أجزاء المكحلة بصورة أرادتها الفوتوغرافية مقصودة أو بمعنى أدق كما وصفتها "مدروسة".
عنها
فنانة فوتوغرافية تهوى تصوير الحياة الصامتة "الستيل لايف" وشاركت مسبقًا في معرض مشاريع فوتوغرافية، كما كانت لها مشاركتان سابقتان مع جماعة التصوير الضوئي بالقطيف، وشاركت كذلك في معرضها السابق مساحة فنية العام المنصرم.
عن المعرض
يذكر أنّ المعرض الفوتغرافي"أثر" يقام بتنظيم من جماعة التصوير الضوئي التابعة لنادي الفنون بجمعية التنمية الأهلية في قاعة علوي الخباز للفنون بالقطيف من السابع عشر وحتى الخامس والعشرين من نوفمبر 2023م، احتفاء باليوبيل الفضي للجماعة، وبمشاركة 31 فوتوغرافيًا وفوتوغرافية.



وممّا يزيد الأمر دهشة أنها قد تفعل كل تلك الخطوات دون أن يكون أمامها مرآة ترسم لها طريق جمالها؛ ليعود الميل مرة أخرى إلى "المكحلة" التي ارتسمت مرارًا وتكرارًا أمام ناظري الفنانة الفوتوغرافية مريم جاسم عبد الله آل فهيدة؛ لتحول صورة الخيال إلى صورة واقعية فاتنة تحكي لزائري المعرض الثقافي"أثر" الذي نظمته جماعة التصوير الضوئي بالقطيف أثر التراث والأصالة في حياتنا.
أيُّ أثر؟
لا يبدو الأمر غريبًا أن تختار آل فهيدة "المكحلة" لتكون رمزها الخاص للأثر التي ارتأت المشاركة به في المعرض إن علمنا أنّها ابنة التراث البارة به، فبين ما خطّهُ وتركه وشيّده أصحاب الزمن الجميل في جزيرة تاروت التي ما زالت شاهدة على تلك الحضارة نشأت ابنة الجزيرة آل فهيدة في منطقة سنابس، إضافة إلى ذلك فروحها قد تشربت عشقًا لتلك الأشياء القديمة التي ما زال عبق الماضي عالقًا بها، وتخليدًا لذلك التراث وأدواته التراثية، ووفاءً لذكريات الزمن القديم وذكرى الأجداد والأمهات جاءت هذه الصورة والالتقاطة المختارة لتكون صورة الأثر بالنسبة لها.
تردّدٌ محمود
ترددت الفكرة في ذهن ابنة سنابس منذ أن تم الإعلان عن ثيمة المعرض، لكن هذا التردد المحمود الذي يخفي وراءه أيضًا قلق الفوتوغرافي لإظهار أجمل ما لديه، وما يتلاءم مع الطلب أيضًا دفع بها أخيرًا إلى السير خلف حدسها وتفاؤلها وفكرتها التي آمنت من خلالها بأنّ روح التراث حتمًا هو أعمق أثر قد يلاحظه الرائي من دون أن يبذل المصور جهدًا جهيدًا لإيصال فكرته، فالماضي والتراث حينما يتجسد تصمت الكلمات أمام تاريخٍ وحضارة وزمن يحكي من دون حروف وينطق بأبلغ لغة.
جمالٌ وعلاج
عبرت آل فهيدة بحدود لم تتجاوز 80×100سم وبصورة المكحلة الذهبية عن أثر الثقافة وأثر التراث القديم في حياة الماضين وما أبقاه أيضًا من أثرٍ ممتدٍ لحاضرنا، فقد كانت جداتنا تستخدم المكحلة في تكحيل العين سواءً لعلاج العين من الالتهابات التي تصيبها أو لتقويتها حتى مع الأطفال، أو بحثًا عن جمال العين الذي لا غنى للمرأة عنه.
الغائبة الحاضرة
وأوضحت ابنة سنابس أنّه وعلى الرغم من أنّ تلك المكحلة أضحت اليوم أداة زينة فحسب لمحبي التراث وأدواته، ومع ابتكار أقلام كحل العين المستحدثة وبماركات متنوعة أيضًا، فإنّ المكحلة القديمة بقيت بلونها الذهبي والفضي وقامتها الممشوقة الغائبة الحاضرة على الرغم من الاستغناء عنها مع أدوات الزينة عند النساء في عصرنا، وما زال أثرها منعكسًا في نفوس كل بارٍ بتراثه، كما يتجلى للمشاهد من خلال اللوحة أثر الاستخدام في أجزاء المكحلة بصورة أرادتها الفوتوغرافية مقصودة أو بمعنى أدق كما وصفتها "مدروسة".
عنها
فنانة فوتوغرافية تهوى تصوير الحياة الصامتة "الستيل لايف" وشاركت مسبقًا في معرض مشاريع فوتوغرافية، كما كانت لها مشاركتان سابقتان مع جماعة التصوير الضوئي بالقطيف، وشاركت كذلك في معرضها السابق مساحة فنية العام المنصرم.
عن المعرض
يذكر أنّ المعرض الفوتغرافي"أثر" يقام بتنظيم من جماعة التصوير الضوئي التابعة لنادي الفنون بجمعية التنمية الأهلية في قاعة علوي الخباز للفنون بالقطيف من السابع عشر وحتى الخامس والعشرين من نوفمبر 2023م، احتفاء باليوبيل الفضي للجماعة، وبمشاركة 31 فوتوغرافيًا وفوتوغرافية.






