
روي عن علي الوردي قوله: (كلما ازداد الإنسان غباءً، ازداد يقينًا بأنه أفضل من غيره في كل شيء)، وأظن أن الجملة الأصح هي: (كلما ازداد الإنسان جهلًا بجهله، ازداد يقينًا بأنه أفضل من كثير من الناس)، المبرر لهذا التفريق والتصحيح هو أن الجهل بالجهل هو اعتقاد بالعلم، والاعتقاد بالعلم لا يكون إلا لمن بذل مساعيه في ذلك بعد مزيد من الاطلاع والقراءة، هذا النوع من الجهل بالجهل ليس غباء بل هو كما أظن نوع من التيه في هذا العالم الكبير، وهو مشكلة يمكن ملاحظتها بوضوح في طبقات أكثر ولعًا بالثقافة والاطلاع، ذلك أن العلم الذي هو نقطة كثرها الجاهلون هو كاللؤلؤة والذهب الصافي الذي يحتاج للكثير من التنقيب للحصول عليه، وحينما يولع الإنسان بعالم الثقافة الواسع وما فيه من نسبة قد لا تكون قليلة من مؤلفين كتبوا في علوم لم يتخصصوا فيها، أصيب قارؤوهم بجملة من المقدمات المغلوطة التي تكفي غالبًا لبناء شخصية نرجسية تظن أنها اكتسبت الكثير من العلوم في حين أن الأخطاء الموزعة في هذه المؤلفات جعلت قارئيها يتراجعون يومًا بعد آخر إلى الوراء.
حينما نتحدث عن العلم كتخصص فإننا غالبًا نتحدث عن علم تتشابه في تقديمه معظم جامعات العالم كما يتشابه خريجوه بنسب عالية، في حين أننا حينما نتحدث عن فضاء الثقافة الواسع فإننا نتحدث عن أشخاص قرؤوا في الطب وليسوا أطباء، قرؤوا في الهندسة وليسوا مهندسين، قرؤوا في علوم تخصصية كثيرة فلم يبلغوا رتبة التخصص ولم يكونوا جُهّالًا فيما تعلموه، فهم دون مرحلة التخصص وفوق مرحلة الجهل، المشكلة تكمن في مؤلفات وكتابات وأقوال هذه الشريحة من المثقفين، فهؤلاء الأشخاص قد يخطؤون الحقيقة من حيث لا يعلمون، ربما بسبب سوء فهمهم أو لثقتهم فيما بلغوا له من علم، وبالنتيجة فإن مستمعي أحاديثهم وقارئي كتبهم قد يسمعون ويقرؤون مجموعة من الأخطاء غير المقصودة، هكذا ما لم يعرف القارئ مِمَنْ ينبغي أن يأخذ علمه وثقافته فسيصبح شخصًا يسير إلى الوراء كلما قرأ أكثر بل لا غرو تمامًا أن يتحول لقب المديح: (فلان محرقة قراية) إلى لقب: (فلان محرقة جهل)!!!!.
سيدي القارئ: توخ الحذر جدًا في مؤلفات وأقوال الخائضين في العلوم التخصصية وهم من غير ذلك، هذا لأن لذة التأليف وتصدر المجالس بالحديث في كل حقل وعلم هي لذة رائعة، هكذا يعشق كثيرون الثرثرة والخوض في كل علم وفن، هؤلاء إن قرأت لهم أو استمعت فإنك عرضة لاستقبال الكثير من مقدمات التفكير السقيمة التي ستقودك من دون أن تعرف إلى درجات متقدمة من الجهل، إنها درجة برتبة: مثقف يجهل جهله، لذا حذار من هؤلاء النفر الذين لا يعرفون ربما حقيقة أمرهم، وعليك بإدراك أن لكل علم أعلامه، فخذ ما تريد من هؤلاء فإنهم غالبًا المأمونون عليه، ويبقى كل ذلك ليس بقاعدة حتمية، فقد يبيع بعض المتخصصين ضمائرهم فيمنحون البشرية نتاجًا علميًا يعود بها يومًا بعد آخر إلى التخلف والرجعية.
حينما نتحدث عن العلم كتخصص فإننا غالبًا نتحدث عن علم تتشابه في تقديمه معظم جامعات العالم كما يتشابه خريجوه بنسب عالية، في حين أننا حينما نتحدث عن فضاء الثقافة الواسع فإننا نتحدث عن أشخاص قرؤوا في الطب وليسوا أطباء، قرؤوا في الهندسة وليسوا مهندسين، قرؤوا في علوم تخصصية كثيرة فلم يبلغوا رتبة التخصص ولم يكونوا جُهّالًا فيما تعلموه، فهم دون مرحلة التخصص وفوق مرحلة الجهل، المشكلة تكمن في مؤلفات وكتابات وأقوال هذه الشريحة من المثقفين، فهؤلاء الأشخاص قد يخطؤون الحقيقة من حيث لا يعلمون، ربما بسبب سوء فهمهم أو لثقتهم فيما بلغوا له من علم، وبالنتيجة فإن مستمعي أحاديثهم وقارئي كتبهم قد يسمعون ويقرؤون مجموعة من الأخطاء غير المقصودة، هكذا ما لم يعرف القارئ مِمَنْ ينبغي أن يأخذ علمه وثقافته فسيصبح شخصًا يسير إلى الوراء كلما قرأ أكثر بل لا غرو تمامًا أن يتحول لقب المديح: (فلان محرقة قراية) إلى لقب: (فلان محرقة جهل)!!!!.
سيدي القارئ: توخ الحذر جدًا في مؤلفات وأقوال الخائضين في العلوم التخصصية وهم من غير ذلك، هذا لأن لذة التأليف وتصدر المجالس بالحديث في كل حقل وعلم هي لذة رائعة، هكذا يعشق كثيرون الثرثرة والخوض في كل علم وفن، هؤلاء إن قرأت لهم أو استمعت فإنك عرضة لاستقبال الكثير من مقدمات التفكير السقيمة التي ستقودك من دون أن تعرف إلى درجات متقدمة من الجهل، إنها درجة برتبة: مثقف يجهل جهله، لذا حذار من هؤلاء النفر الذين لا يعرفون ربما حقيقة أمرهم، وعليك بإدراك أن لكل علم أعلامه، فخذ ما تريد من هؤلاء فإنهم غالبًا المأمونون عليه، ويبقى كل ذلك ليس بقاعدة حتمية، فقد يبيع بعض المتخصصين ضمائرهم فيمنحون البشرية نتاجًا علميًا يعود بها يومًا بعد آخر إلى التخلف والرجعية.