سافر الفنانان التشكيليان؛ زمان جاسم، وفاطمة النمر، بملامح النساء إلى سلطنة عمان، ليقاسما اثنين من الفنانين التشكيليين في المعرض الفني “المارية 2”، الذي تسكن لوحاته صالة ستال للفنون بمدينة السلطان قابوس بمسقط حتى نهاية نوفمبر 2023.
واقتبس المعرض اسمه من "المارية" باللهجة النجدية وهي تعني الرمز أو العلامة، حيث تجسد الأعمال التكامل الفني للعناصر الأربعة التي تمثّل حياة الإنسان في شبه الجزيرة العربية وهي؛ الماء والتراب والهواء والنار، بأسلوب مغاير لكل فنان، يسرد من خلاله حياة القاطنين في شبه الجزيرة العربية قديمًا، من واقع مقتطفات جميلة من قصص عتيقة منسية.
ويضم 31 لوحة فنية لأربعة فنانين، وهم: حسن مير، وفاطمة النمر، ونجلاء السليم وزمان جاسم.
ويقدم الفنانون من خلال لوحاتهم لمحة عن حياة الإنسان في الماضي في شبه الجزيرة العربية، وتفاعله مع عناصر الطبيعة الأربعة.
تاريخ يتردد باستحياء
من بين 31 لوحة ضمها المعرض، اتخذت 5 لوحات للفنانة فاطمة مكانها، بعد أن اقتطع مقص فنها جزءًا من تراث محافظة القطيف، وخاطته بإبرة الإبداع لتروي حكاية من تاريخ يتردد في الظهور على استحياء.
ففي مجموعتها "حسناء النار"، أيقظت "النمر" حكاية فرقة "عباد" من سبات ممتد لسنوات، فتلك الفرقة التي اشتهرت في حقبة زمنية محددة وأحيت العديد من أعراس القطيف ومناسبات الفرح فيها، بدأت صوت أهازيجها وطيرانها يخبو بعد زمن، إلا أنها بعد عقود من غيابها عادت لتظهر معلقة في لوحات "فاطمة"، مسافرةً بها في المعرض الأول لـ"المارية 2" الذي أقيم في الرياض العام الماضي، ثم ارتحلت بها مجددًا إلى سلطنة عمان لتجدد ذكرها في النسخة الثانية من ذات المعرض.
توثيق على السجاد
كبصمة فنية ضخمة، جاءت أعمال "فاطمة"، التي رسمت الفنانات كإسكتش وتناولتهن كمشروع فني؛ بمجسمات تركيبية وقطع من السجاد، محاولة أن توثق كل صورة برسم تصويري للفنانات بملابسهن الشعبية وحملهن للدفوف، مقتبسةً لوحاتها من الحديث عنهن وعن سيرتهن.
"الطار" يتقمص الجرأة والحياء
بجداريتين امتد طولهما لأربعة أمتار وعرضهما لمترين إضافة إلى 3 لوحات بمقاس أصغر، تقمصت "النمر" شخصيات فرقة "عباد"، بمشاهد اختلف فيها موقع "الطار"؛ بين واحدة تغطي به نصف وجهها، وأخرى تحتضنه بالقرب من قلبها، وثالثة تستر به وجهها بأكمله، وأخيرة ترقص أصابعها على حوافه بخفة المحترفة، كل ذلك اختصرت به فاطمة حال مهنة قديمة قالت عنها: "إنها مهنة عرفت بقلة في المنطقة، إلا أن البعض كان يفتخر بها، والبعض الآخر يتعامل معها باستحياء نظرًا للمنظور الفكري في تلك الحقبة".
وأضافت: "في مشروعي هذا تظهر الصور وهي تتقمص الشخصيات بالطار، وقد كانت الفكرة مختزلة في "رموز الطار"، فبعض الشخصيات تظهر فخرها بهذه المهنة والأخرى تختفي خلف خجلها منها".
وأوضحت التشكيلية "النمر" أنها تناولت الفرق الشعبية بالقطيف نظرًا لاندثارها في الوقت الحالي، مشيرةً إلى ندرة أن نرى مثل هذا النوع من الفن حاليًا.
وكمؤرخة لا تشكيلية، استقصت "فاطمة" عن الشخصيات التي جسدتها في أعمالها، وقد استغرق منها البحث في تاريخ تلك الشخصيات عامين؛ لتنتهي بعدها بصورة مكتملة عنها طبعت ملامحها في مخيلتها من المقابلات التي أجرتها والوصف الذي وصفوه لها أو من الصور التي رأتها للفرقة.
بعثرة زمان
من سلسلة "نساء غيمات المطر"، تجلت "بعثرة" فنية مختلفة للتشكيلي "زمان جاسم"، في معرض "المارية 2"، وهي أعمال تم إنتاجها حديثًا من السلسلة التي كانت تركز على ملامح نصف وجه، أما في "بعثرة" فقد ظهرت ملامح المرأة في حالة شبه كاملة.
وعن لوحاته في "بعثرة" قال: "لطالما كانت المرأة مخفية في تجاربي التجريدية السابقة تحت أنقاض وبعثرة الألوان والخطوط والتي استمرت أكثر من عشرين عامًا، لكن في السنوات الثلاث الأخيرة بدأت وبشكل عفوي تظهر بخجل إلى سطح اللوحة والمشاهد، وهنا تأتي هذه المجموعة "بعثرة" شاهدًا على هذا التحول".
وأضاف: "هذا الظهور المتعمد يأتي ضمن سياق التجربة والتأكيدات، حيث إن بقايا انسياب اللون الذي ينزل على شكل غيمة علوية ماطرة تتشكل من خلالها مجموعة خطوط وألوان منسابة بشكل عفوي تخلق مجموعة من الكتل يتم تأكيدها لاحقًا للتحول لأجساد أنثوية انسيابية راقصة سواء على شكل مفردة أو جمع، والتي لا تعني أحدًا بينما يمكن أن تعني جميع من لا يلامس نفسه فيها".
أعمال الفنان زمان جاسم








مشاركة الفنانة فاطمة النمر








واقتبس المعرض اسمه من "المارية" باللهجة النجدية وهي تعني الرمز أو العلامة، حيث تجسد الأعمال التكامل الفني للعناصر الأربعة التي تمثّل حياة الإنسان في شبه الجزيرة العربية وهي؛ الماء والتراب والهواء والنار، بأسلوب مغاير لكل فنان، يسرد من خلاله حياة القاطنين في شبه الجزيرة العربية قديمًا، من واقع مقتطفات جميلة من قصص عتيقة منسية.
ويضم 31 لوحة فنية لأربعة فنانين، وهم: حسن مير، وفاطمة النمر، ونجلاء السليم وزمان جاسم.
ويقدم الفنانون من خلال لوحاتهم لمحة عن حياة الإنسان في الماضي في شبه الجزيرة العربية، وتفاعله مع عناصر الطبيعة الأربعة.
تاريخ يتردد باستحياء
من بين 31 لوحة ضمها المعرض، اتخذت 5 لوحات للفنانة فاطمة مكانها، بعد أن اقتطع مقص فنها جزءًا من تراث محافظة القطيف، وخاطته بإبرة الإبداع لتروي حكاية من تاريخ يتردد في الظهور على استحياء.
ففي مجموعتها "حسناء النار"، أيقظت "النمر" حكاية فرقة "عباد" من سبات ممتد لسنوات، فتلك الفرقة التي اشتهرت في حقبة زمنية محددة وأحيت العديد من أعراس القطيف ومناسبات الفرح فيها، بدأت صوت أهازيجها وطيرانها يخبو بعد زمن، إلا أنها بعد عقود من غيابها عادت لتظهر معلقة في لوحات "فاطمة"، مسافرةً بها في المعرض الأول لـ"المارية 2" الذي أقيم في الرياض العام الماضي، ثم ارتحلت بها مجددًا إلى سلطنة عمان لتجدد ذكرها في النسخة الثانية من ذات المعرض.
توثيق على السجاد
كبصمة فنية ضخمة، جاءت أعمال "فاطمة"، التي رسمت الفنانات كإسكتش وتناولتهن كمشروع فني؛ بمجسمات تركيبية وقطع من السجاد، محاولة أن توثق كل صورة برسم تصويري للفنانات بملابسهن الشعبية وحملهن للدفوف، مقتبسةً لوحاتها من الحديث عنهن وعن سيرتهن.
"الطار" يتقمص الجرأة والحياء
بجداريتين امتد طولهما لأربعة أمتار وعرضهما لمترين إضافة إلى 3 لوحات بمقاس أصغر، تقمصت "النمر" شخصيات فرقة "عباد"، بمشاهد اختلف فيها موقع "الطار"؛ بين واحدة تغطي به نصف وجهها، وأخرى تحتضنه بالقرب من قلبها، وثالثة تستر به وجهها بأكمله، وأخيرة ترقص أصابعها على حوافه بخفة المحترفة، كل ذلك اختصرت به فاطمة حال مهنة قديمة قالت عنها: "إنها مهنة عرفت بقلة في المنطقة، إلا أن البعض كان يفتخر بها، والبعض الآخر يتعامل معها باستحياء نظرًا للمنظور الفكري في تلك الحقبة".
وأضافت: "في مشروعي هذا تظهر الصور وهي تتقمص الشخصيات بالطار، وقد كانت الفكرة مختزلة في "رموز الطار"، فبعض الشخصيات تظهر فخرها بهذه المهنة والأخرى تختفي خلف خجلها منها".
وأوضحت التشكيلية "النمر" أنها تناولت الفرق الشعبية بالقطيف نظرًا لاندثارها في الوقت الحالي، مشيرةً إلى ندرة أن نرى مثل هذا النوع من الفن حاليًا.
وكمؤرخة لا تشكيلية، استقصت "فاطمة" عن الشخصيات التي جسدتها في أعمالها، وقد استغرق منها البحث في تاريخ تلك الشخصيات عامين؛ لتنتهي بعدها بصورة مكتملة عنها طبعت ملامحها في مخيلتها من المقابلات التي أجرتها والوصف الذي وصفوه لها أو من الصور التي رأتها للفرقة.
بعثرة زمان
من سلسلة "نساء غيمات المطر"، تجلت "بعثرة" فنية مختلفة للتشكيلي "زمان جاسم"، في معرض "المارية 2"، وهي أعمال تم إنتاجها حديثًا من السلسلة التي كانت تركز على ملامح نصف وجه، أما في "بعثرة" فقد ظهرت ملامح المرأة في حالة شبه كاملة.
وعن لوحاته في "بعثرة" قال: "لطالما كانت المرأة مخفية في تجاربي التجريدية السابقة تحت أنقاض وبعثرة الألوان والخطوط والتي استمرت أكثر من عشرين عامًا، لكن في السنوات الثلاث الأخيرة بدأت وبشكل عفوي تظهر بخجل إلى سطح اللوحة والمشاهد، وهنا تأتي هذه المجموعة "بعثرة" شاهدًا على هذا التحول".
وأضاف: "هذا الظهور المتعمد يأتي ضمن سياق التجربة والتأكيدات، حيث إن بقايا انسياب اللون الذي ينزل على شكل غيمة علوية ماطرة تتشكل من خلالها مجموعة خطوط وألوان منسابة بشكل عفوي تخلق مجموعة من الكتل يتم تأكيدها لاحقًا للتحول لأجساد أنثوية انسيابية راقصة سواء على شكل مفردة أو جمع، والتي لا تعني أحدًا بينما يمكن أن تعني جميع من لا يلامس نفسه فيها".
أعمال الفنان زمان جاسم








مشاركة الفنانة فاطمة النمر











