13 , يونيو 2025

القطيف اليوم

توفيت زوجة صديقي منذ سنتين.. أخاف أنصحه بالزواج!

كان صديقي - المفترض - سعيدًا مع زوجته المرحومة، لكن لا سعادة تدوم في الحياة. اقتلعت رياحُ الموت العاتية شجرة أمان صديقي وعشّ سكناه. منذ سنتين - تقريبًا - وصديقي يعيش الوحدة، وحدة الحزن والوفاء، فهل يا ترى أنصحه بالزواج من امرأةٍ أخرى، لا أدري!

يقول بعض الناس عنه: قليل الوفاء لأنه تزوج! وبعض الناس يجدون له العذر؛ كان وفيًّا لها في حياته ولم يقصر معها واليوم لو سألتها ملائكةُ الرحمة: هل تأسفين لأنّ زوجك تزوج مرة ثانية؟ ماذا تقولين؟ أغلب الظن أنها تقول: لم لا، قولوا له يتزوج!

الأسوأ أنه لديه أولاد وبنات يرفضون أن يتزوج أبوهم مع أنهم كبار السن؛ كيف يأتي لنا بزوجة غير أمّنا؟ وكأنهم أوصياء عليه! هم ينامون مع أزواجهم مرتاحين ومُنعمين وهو يعدّ ساعات عمره تنقضي!

مساكين الرجال؛ كثير منهم لا يعمرون طويلًا بعد زوجاتهم، خصوصًا إذا تقدموا في العمر! يحاربون ويقاتلون مع ذلك لا يستطيعون العناية بأنفسهم! أحبّ صديقي امرأته الأولى وأخلص لها والآن سافرت! {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ}؛ المؤمنون إلى جانب زوجاتهم المؤمنات يمنحهمَا الله معًا اللذةَ والسرور. شريكَان في همّ الدنيا وتعبها، وسوف يكونان شريكين في سرور الآخرة وبهجتها. أما زواجه الثاني فلا يعني أنه نسي الأولى أو جحد حبه لها!

أحبّ النبيّ محمد صلى الله عليه وآله زوجته الأولى، السيدة خديجة عليها السلام، وظلَّ وفيَّاً لها في حياتها وبعد وفاتها، ومع ذلك تزوج بعد وفاتها. توفيت السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، زوجة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، الذي أحبها في حياتها وبعد موتها ومع ذلك تزوج بعد وفاتها!

خلاصة الفكرة: أريدك أن تفكر مليًّا في مثل هذه الحالات. أبناء يمنعون أباهم أو أمهم من الزواج خوفًا من شيء ما! كيف تتزوج وهي في عمر الخمسين؟ ماذا يقول الناس عنا؟ أمهم عجوز وتتزوج؟ أريدك أن تكون حكمًا، هل لهم الحق أن يمنعوا أباهم أو أمهم من ممارسة الحياة الطبيعية؟ هل للمجتمع رأي؟    

في مجتمعات مثل الهندوسية لديهم عادات غريبة في معاملة الأرامل؛ في الإرث والزواج وحرق الزوجة وحرمان الأرامل من الحياة الكريمة، أدعو القارئ الكريم أن يطّلع عليها بنفسه ليعرف كم كرّم الإسلامُ النساء وأحاطهنّ برعاية واحترام وتقدير بما يليق بمكانتهنّ في الميراث وحق الزواج والإنفاق والاحترام وغير ذلك من الحقوق الواجبة والمستحبة!

وبتكريمِ المرأة يكون الإسلام كرّم الزوجة والأمّ والبنت والأخت وما تعلق بهنّ من نساءٍ ورجال:
رأيتُ رجالًا يضربون نساءهم ** فشلّت يميني يوم أضربُ زينبا
أأضربهَا من غير ذنبٍ أتت به ** وما العدل مني ضرب من ليس مذنبا
فزينب شمسٌ والنساء كواكبٌ ** إذا طلعت لم تبدْ منهن كوكبَا


error: المحتوي محمي