
أعادت التشكيلية زهراء محمد صالح هنيدي، الحنين إلى الماضي، بلوحة فنية لرجل مسن يقف بجانب ما بقي من أطلال منازل، وأخرى أرجعت فيها ذكريات الطفولة، على جدران النسخة الثانية لـ معرض "أبيض وأسود"، الذي نظمته جماعة الفنون التشكيلية التابعة لجمعية التنمية الأهلية بالقطيف.
لوحتان أحاديتَا اللون تحملان رسالة واحدة وهما مكملتان لبعضهما بعضًا وتحكيان تسلسل حكايات من الماضي، بدا في الأولى رجل مسن متأمل طائرًا وكأنه يحاكيه يريد أن يحلّق معه إلى ماضيه الجميل بين الأشجار والنخيل والخضرة والماء ليستعيد ما أخذه الدهر منه!
وأرجعت الهنيدي في لوحتها الأخرى التي أسمتها "ذكريات طفولتي"، قصص الطفولة التي تدور حول العطف على الحيوانات وخاصة القطط وتعلّق الأطفال بالحيوانات الأليفة واللعب في الهواء الطلق وبين النخيل وبقرب المنازل التي أصبحت الآن مباني من التراث القديم أو بقايا مبانٍ صامدة خاوية.
ورسمت التشكيلية هنيدي القطة بشكلٍ إبداعي وبحجم كبير مقارنة بالطفلة وذلك لتباين منظور الطفلة للقط! حيث جعلت كل لوحة بمقاس مختلف 66/ 70 و66/ 76 واستخدمت ألوان الأكريليك على كانفاس، واستغرقت في العمل على كل لوحة مدة أسبوعين.
الفنانة التشكيلية هنيدي حاصلة على دبلوم في الفن التشكيلي والكثير من الدورات الفنية، وهي مدربة فنون للأطفال واليافعين في الرسم والأعمال اليدوية وعضو في جمعية الثقافة والفنون بالقطيف.
تشكلّت هويتها مع الفن في سن مبكرة، وقد صقلت موهبتها بدراسة الفنون عبر مشاركتها في مجموعة من الدورات وورش العمل الفنية، ولديها الكثير من الهوايات كالخياطة والأعمال اليدوية والكروشيه والقراءة، وكتابة القصص القصيرة، وعمل المجسمات التراثية إلى جانب هواية جمع التراث والنقود خاصة القديمة، كما أنها تعشق الرسم على كثير من الخامات والكانفس والزجاج والخشب والقماش وغيرها.
انطلاقة وتجارب
انطلقت هنيدي في تجربتها باستخدام مختلف الألوان دون حصر على خامات لونية محددة حيث استخدمت السوفت باستيل والزيتي والأكريليك والمائي كما استخدمت الرصاص والخشبي حيث ارتأت ضرورة وجمال التنوع، فكلٌ له تناغمه وتناسبه الخاص لكل موضوع وقد قامت بخلط أنواع من الألوان فحصلت على نتائج نالت رضاها ورأى فيها الآخرون جمالية تلك التجربة.
اكتشاف الشغف
اكتشفت هنيدي ميولها للفن وحب الرسم منذ الصغر فكانت ترسم أخواتها وأي صورة تجدها في الكتاب أو غيره، وأيضًا كانت تقوم برسم الشخصيات الكرتونية مما زاد حماسها في تطوير موهبتها، وحازت على تشجيع كبير من أهلها وزوجها.
التغذية الراجعة
غذت موهبتها بالاطلاع والبحث عن كل ما هو جديد في عالم الفن التشكيلي والكتابة الأدبية، مؤكدة أنّ الموهبة وحدها لا تكفي ولا بد من صقلها بالتعلم والدراسة، وقالت: على الفنان أن يستغل أي باب يساعده على تطوير هواياته والخروج بها إلى المجتمع بشكل إبداعي، وأنا إلى الآن ما زلت أتعلم وأكتشف ما هو جديد في عالم الفن، أحب التأمل في الطبيعة وصنع خلق الله من سماءٍ وأرض وما فيها من حكايات الإنسان قديمها وحديثها، أنسج قصصًا منها ثم أرسمها.
القطيف فن وحضارة
ووصفت هنيدي القطيف قائلة: أجدها معلمًا حضاريًا أرضًا ومجتمعًا، وحضارته الغنية ذات تاريخ عميق، لعب دوره الكبير في توثيق الخبرات في أبناء مجتمعه في كثير من المجالات سواء المهنية أو الفنية ولكون أنّ المجتمع القطيفي مجتمع متجانس فقد كوّن له هوية فنية مستقلة خاصة ذات طابع فني قد تميز بها وكذلك ذات طابع فني عام يشمل النفس الخليجية وهي عالية المستوى وتصنف بأنها ضمن أرقى المستويات الخليجية فعناصر فنها متأثرة بالطابع الخليجي التي هي ضمن نسيجه فلمسات فن المعالم القطيفية هي مزيج خليجي متمخض من بين صلب الفن الخليجي وترائب الفن القطيفي، نعشقها هواءً وسماءً وأرضًا وبحارًا.
مدارس الفن التشكيلي
أما عن سؤالها إلى أيّ مدرسة فنّية تتجه أعمالها؟ فأجابت: لا أحبّ التصنيفات، فالمدارس الفنية تختلف باختلاف أنواعها، غير أنني لا أنتمي إلى مدرسة معينة وإنما أنتقل في فني من الواقعية إلى السريالية وقد يصل إلى الانطباعية وهكذا! وقد أدمج الخط مع الرسم، على حسب الرسالة التي أريد أن أوصلها من خلال الرسم، وأكثر شيءٍ أعشقه هو التراث والماضي الجميل، فآثاره وأطلاله لا زالت عبقًا يستنشقه الفنانون وغيرهم، وهذا ما لمسته من خلال إحدى لوحاتي الفنية السابقة عندما قمت برسم الصقر، والصقر في الحضارات طائر مقدس، ورمز للقوة والتعالي والتسامي والدقة والشجاعة.
المرأة والفن
وأضافت: أعد المرأة باقة ورد وشجرة ظليلة، هي الأم رمز العاطفة والحنان، وهي نبض الحياة وبهجتها، وهي التفاؤل وكل الألوان المبهجة، فالإنسان بشكل عام مؤثر ومتأثر ودائمًا ما تحكمه مشاعره وانطباعاته وانفعالاته الإيجابية منها والسلبية فتكون لها ردات فعل بأشكال مختلفة، فالفنان دائمًا ما تكون فرشاته المرآة التي يعبر بها عن شعوره والمرأة متميزة بأن لها حسًا مرهفًا فإن كانت فنانة فهذا خير مجال تعبّر فيه عن أحاسيسها ومشاعرها وهي شريكة الرجل في كل مكان وزمان.
مشاركات محلية وخارجية
وتنوعت مشاركات التشكيلية هنيدي الفنية والثقافية ما بين المعارض المحلية والدولية فمنها: معرض أتيليه فن (مرسم الفنانة حميدة السنان)، ومعرض تباين، ومعرض (قصة ولوحة) بجمعية الثقافة والفنون، ومعرض عن اليوم الوطني في مستشفى الأمير محمد بن فهد، وغيرها الكثير من المشاركات الدولية خارج البلاد مثل مصر والأردن.
رسالة الختام
واختتمت التشكيلية هنيدي قائلة: كل إنسان صغيرًا كان أو كبيرًا ولديه هواية فن الرسم يجب عليه التمسك بها وتطويرها بالتعلم والدراسة؛ فالرسم هواية رائعة جدًا تساعده على إخراج ما في جعبته من مشاعر فيخطها بالقلم ويحيكها بالألوان والفرشاة.
يُشار إلى أنّ معرض أبيض وأسود فتح أبواب نسخته الثانية للزوار على شرف الفنان حسن أبو حسين مساء الأربعاء 17 ربيع الآخر 1445هـ واقيم على مدى 8 أيام من الشهر الجاري تحت إشراف جماعة الفن التشكيلي التابعة لنادي الفنون بجمعية التنمية الاجتماعية في القطيف.





لوحتان أحاديتَا اللون تحملان رسالة واحدة وهما مكملتان لبعضهما بعضًا وتحكيان تسلسل حكايات من الماضي، بدا في الأولى رجل مسن متأمل طائرًا وكأنه يحاكيه يريد أن يحلّق معه إلى ماضيه الجميل بين الأشجار والنخيل والخضرة والماء ليستعيد ما أخذه الدهر منه!
وأرجعت الهنيدي في لوحتها الأخرى التي أسمتها "ذكريات طفولتي"، قصص الطفولة التي تدور حول العطف على الحيوانات وخاصة القطط وتعلّق الأطفال بالحيوانات الأليفة واللعب في الهواء الطلق وبين النخيل وبقرب المنازل التي أصبحت الآن مباني من التراث القديم أو بقايا مبانٍ صامدة خاوية.
ورسمت التشكيلية هنيدي القطة بشكلٍ إبداعي وبحجم كبير مقارنة بالطفلة وذلك لتباين منظور الطفلة للقط! حيث جعلت كل لوحة بمقاس مختلف 66/ 70 و66/ 76 واستخدمت ألوان الأكريليك على كانفاس، واستغرقت في العمل على كل لوحة مدة أسبوعين.
الفنانة التشكيلية هنيدي حاصلة على دبلوم في الفن التشكيلي والكثير من الدورات الفنية، وهي مدربة فنون للأطفال واليافعين في الرسم والأعمال اليدوية وعضو في جمعية الثقافة والفنون بالقطيف.
تشكلّت هويتها مع الفن في سن مبكرة، وقد صقلت موهبتها بدراسة الفنون عبر مشاركتها في مجموعة من الدورات وورش العمل الفنية، ولديها الكثير من الهوايات كالخياطة والأعمال اليدوية والكروشيه والقراءة، وكتابة القصص القصيرة، وعمل المجسمات التراثية إلى جانب هواية جمع التراث والنقود خاصة القديمة، كما أنها تعشق الرسم على كثير من الخامات والكانفس والزجاج والخشب والقماش وغيرها.
انطلاقة وتجارب
انطلقت هنيدي في تجربتها باستخدام مختلف الألوان دون حصر على خامات لونية محددة حيث استخدمت السوفت باستيل والزيتي والأكريليك والمائي كما استخدمت الرصاص والخشبي حيث ارتأت ضرورة وجمال التنوع، فكلٌ له تناغمه وتناسبه الخاص لكل موضوع وقد قامت بخلط أنواع من الألوان فحصلت على نتائج نالت رضاها ورأى فيها الآخرون جمالية تلك التجربة.
اكتشاف الشغف
اكتشفت هنيدي ميولها للفن وحب الرسم منذ الصغر فكانت ترسم أخواتها وأي صورة تجدها في الكتاب أو غيره، وأيضًا كانت تقوم برسم الشخصيات الكرتونية مما زاد حماسها في تطوير موهبتها، وحازت على تشجيع كبير من أهلها وزوجها.
التغذية الراجعة
غذت موهبتها بالاطلاع والبحث عن كل ما هو جديد في عالم الفن التشكيلي والكتابة الأدبية، مؤكدة أنّ الموهبة وحدها لا تكفي ولا بد من صقلها بالتعلم والدراسة، وقالت: على الفنان أن يستغل أي باب يساعده على تطوير هواياته والخروج بها إلى المجتمع بشكل إبداعي، وأنا إلى الآن ما زلت أتعلم وأكتشف ما هو جديد في عالم الفن، أحب التأمل في الطبيعة وصنع خلق الله من سماءٍ وأرض وما فيها من حكايات الإنسان قديمها وحديثها، أنسج قصصًا منها ثم أرسمها.
القطيف فن وحضارة
ووصفت هنيدي القطيف قائلة: أجدها معلمًا حضاريًا أرضًا ومجتمعًا، وحضارته الغنية ذات تاريخ عميق، لعب دوره الكبير في توثيق الخبرات في أبناء مجتمعه في كثير من المجالات سواء المهنية أو الفنية ولكون أنّ المجتمع القطيفي مجتمع متجانس فقد كوّن له هوية فنية مستقلة خاصة ذات طابع فني قد تميز بها وكذلك ذات طابع فني عام يشمل النفس الخليجية وهي عالية المستوى وتصنف بأنها ضمن أرقى المستويات الخليجية فعناصر فنها متأثرة بالطابع الخليجي التي هي ضمن نسيجه فلمسات فن المعالم القطيفية هي مزيج خليجي متمخض من بين صلب الفن الخليجي وترائب الفن القطيفي، نعشقها هواءً وسماءً وأرضًا وبحارًا.
مدارس الفن التشكيلي
أما عن سؤالها إلى أيّ مدرسة فنّية تتجه أعمالها؟ فأجابت: لا أحبّ التصنيفات، فالمدارس الفنية تختلف باختلاف أنواعها، غير أنني لا أنتمي إلى مدرسة معينة وإنما أنتقل في فني من الواقعية إلى السريالية وقد يصل إلى الانطباعية وهكذا! وقد أدمج الخط مع الرسم، على حسب الرسالة التي أريد أن أوصلها من خلال الرسم، وأكثر شيءٍ أعشقه هو التراث والماضي الجميل، فآثاره وأطلاله لا زالت عبقًا يستنشقه الفنانون وغيرهم، وهذا ما لمسته من خلال إحدى لوحاتي الفنية السابقة عندما قمت برسم الصقر، والصقر في الحضارات طائر مقدس، ورمز للقوة والتعالي والتسامي والدقة والشجاعة.
المرأة والفن
وأضافت: أعد المرأة باقة ورد وشجرة ظليلة، هي الأم رمز العاطفة والحنان، وهي نبض الحياة وبهجتها، وهي التفاؤل وكل الألوان المبهجة، فالإنسان بشكل عام مؤثر ومتأثر ودائمًا ما تحكمه مشاعره وانطباعاته وانفعالاته الإيجابية منها والسلبية فتكون لها ردات فعل بأشكال مختلفة، فالفنان دائمًا ما تكون فرشاته المرآة التي يعبر بها عن شعوره والمرأة متميزة بأن لها حسًا مرهفًا فإن كانت فنانة فهذا خير مجال تعبّر فيه عن أحاسيسها ومشاعرها وهي شريكة الرجل في كل مكان وزمان.
مشاركات محلية وخارجية
وتنوعت مشاركات التشكيلية هنيدي الفنية والثقافية ما بين المعارض المحلية والدولية فمنها: معرض أتيليه فن (مرسم الفنانة حميدة السنان)، ومعرض تباين، ومعرض (قصة ولوحة) بجمعية الثقافة والفنون، ومعرض عن اليوم الوطني في مستشفى الأمير محمد بن فهد، وغيرها الكثير من المشاركات الدولية خارج البلاد مثل مصر والأردن.
رسالة الختام
واختتمت التشكيلية هنيدي قائلة: كل إنسان صغيرًا كان أو كبيرًا ولديه هواية فن الرسم يجب عليه التمسك بها وتطويرها بالتعلم والدراسة؛ فالرسم هواية رائعة جدًا تساعده على إخراج ما في جعبته من مشاعر فيخطها بالقلم ويحيكها بالألوان والفرشاة.
يُشار إلى أنّ معرض أبيض وأسود فتح أبواب نسخته الثانية للزوار على شرف الفنان حسن أبو حسين مساء الأربعاء 17 ربيع الآخر 1445هـ واقيم على مدى 8 أيام من الشهر الجاري تحت إشراف جماعة الفن التشكيلي التابعة لنادي الفنون بجمعية التنمية الاجتماعية في القطيف.




