13 , ديسمبر 2025

القطيف اليوم

في سيهات القطيف.. مشاعر الأبوّة تفيض على فلذة الكبد.. وليد آل عباس يقتطع جزءًا من جسده لإنهاء معاناة ابنه مع  الغسيل الكلوي

على دفء العائلة تتكئ البيوت، قصة ترويها وجوه من أسرة واحدة، جسدت أسمى معاني الإيثار، بعد أن أنهى الأب وليد عبدالله مهدي آل عباس من مدينة سيهات بمحافظة القطيف، معاناة ابنه علي مع الغسيل الكلوي؛ بتبرعه له بإحدى كليتيه، خلال عملية جراحية بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، بعد معاناة ابنه عامًا كاملًا، مع غسيل الكلى البروتيني في منزله.

وفي التفاصيل التي ترويها عمته منى آل عباس والتي ذكرت أنها من احتضنته وربته منذ أن كان عمره سته أشهر، وتحكي التفاصيل بصوت تغمره فرحه عامرة بالنجاح الذي كلل العملية، وقالت: "الحمد لله الذي رد لي ابني سالمًا معافى، فهو قرة عيني ونظرها".

وروت آل عباس عن معاناة ابن أخيها "علي" أنه بعد زواجه بشهرين عانى من ألم في كليتيه، إضافة إلى متاعب مرض السكر الذي أرهقه، ليخبرهم الدكتور أنه مصاب بالفشل الكلوي ويحتاج لمتبرع بكلية.

وأشارت آل عباس إلى أنه بعد أن أعيا المرض "علي" والذي جعله يواظب عامًا كاملًا على الغسيل البروتيني للكلى، لم تتوانَ أن تجري الفحوصات الطبية لإنهاء معاناة "علي" الذي لم يعد يتحمل جسده الضعيف مزيدًا من الغسيل والألم، ولكن الفحوصات للأسف الشديد لم تكن موفقة بسبب مرضها بالضغط.

وأضافت آل عباس أن أخته "زينب" بادرت أن تتبرع لأخيها، وكانت تدعو الله أن يقع الاختيار عليها لتستطيع أن تهب جزءًا من جسدها وأن تنتهي معاناة أخيها مع الألم وأن يعود بريق الأمل في عينيه التي كادت أن تذبل بعد معاناة طويلة وقاسية مع متلازمة الكلى، ولكن أتت نتائج الفحوصات لتخذل العائلة أجمع.

وهنا قرر والد "علي" التبرع بإحدى كليتيه لفلذة كبده، وخضع للفحوصات اللازمة بالمستشفى التخصصي بالدمام، بعدها أظهرت نتائج الفحوصات الطبية تأكيد التطابق بين الأب وابنه، وتمت العملية، وتكللت العملية بالنجاح.

بدوره، تحدث والده وليد آل عباس قائلًا: "الحمد لله رب العالمين، فذلك لم يكن شجاعة أو تضحية، بقدر ما كان بديهيًا، أن أعطي ابني فلذة كبدي جزءًا من أعضائي، ليعيش دون ألم، ولو كان مكاني أي أب، فلن يتوانى في أن يقدم على مثل ما أقدمت عليه، فـ لله الحمد أولًا وأخيرًا".


error: المحتوي محمي