29 , مايو 2025

القطيف اليوم

من القطيف.. جواد المرهون يدخل مسرح الطفل بـ«خُربُشانة»

اختار الكاتب المسرحي جواد المرهون كلمة "خربشانة"، وهي مشتقة من كلمة محلية تعني خطوطًا غير منظمة أو محددة (خرابيش، خربشة)، ليكون اسمًا لمسرحية الأطفال التي صدرت له مؤخرًا.

وذكر الكاتب أن اختيار هذا الاسم كان للفكاهة والتفكّر؛ على الرجل الذي يعتقد الناس أن عمله غير منظم وأفكاره غريبة، وحوّل المؤلف الشخصية الهزلية إلى مثال للمزارع الجاد الذي يحرص على العيش حياة كريمة له ولمن يعيشون معه في القرية القديمة، ويكون له دور إيجابي فعّال في المجتمع، فينصحهم ليتوقفوا قليلًا عن تضييع أوقاتهم والتفكير في شأن حياتهم، ويحثهم باستمرار على زراعة أراضيهم وأن يخططوا لمستقبلهم.

الهدف من القصة
تعتبر مسرحية خُربُشانة حكاية رمزيَّة لرجل بخيل للضرورة التي يعيشها في القرية اسمه خُربُشانة.

وتسلط المسرحية الضوء على ما جرَى لخُربُشانة في القرية الصغيرة الخيالية التي اسمها «السَّعيدة» وكفاحه المستمر في عمله ونصحه اليومي لأهل القرية والطُّيُور، وهي مسرحيَّة للأطفال في قالب خَفيف ومَرِح لإدخال المَرَح والسُّرور على قلوب الأطفال وأهاليهم، وتدعو للتعاون وحُبِّ الزراعة والتَّخْطِيط للمستقبل والحياة مع الآخرين في سَلام ومحبَّة.

وتعد المسرحية حكاية جيدة يحبها الأطفال ويتفاعل معها الكبار، شخصياتها ومكان أحداثها من نسج خيال الكاتب، تتكون من مواقف عديدة طبيعية غير قاسية وغير صعبة في قراءة أو مشاهدة الأطفال لها لأنها منسوجة في حبكة سهلة ومتسلسلة.

وامتازت المسرحية بالشخصيات المحببة للأطفال وجمال أسمائها وجمال أصوات بعض الشخصيات الأخرى التي يحبها الأطفال ويحبون أشكالها الجميلة التي تتحرك أمامهم بسهولة، وتدخل وتخرج من على خشبة المسرح بشكل طبيعي مدروس في مكان مريح للنفس؛ ساحة قرية صغيرة.

واختار المؤلف الكلمات البسيطة المفهومة لتجري على ألسِنَة الشخصيات، والشخصيات الأخرى تتحدث كما نتحدث وتنسجم مع الأحداث الخاصة بحياتها كما نتفاعل في حياتنا، متناغمة مع بقية الشخصيات لتكمل معهم الأحداث بحوارات سهلة ومختارة؛ كل ذلك يحدث في مكان جميل ووقت مناسب معين وجو عائلي بين أهل القرية لتكون هناك فرصة ثمينة للمشاهدين ليتفاعلوا مع أحداثها بشكل طبيعي في جميع مواقفها في الفصول الثلاثة المترابطة، حتى تنتهي فكرتها بنهايتها الجميلة.

ملخص
لمعرفة خُربُشانة بتوجه أهل قريته لغير الزراعة والعمل الجاد يعمل على عكس توجههم ويخطط لحياته وأولاده ويعمل جادًا احتياطًا لصعوبة الأيام القادمة، ويسخر منه جميع أهل القرية حتى أقرب الناس إليه ويستمر في عمله إلى أن يظهر لهم حسن تفكيره وتخطيطه، فيندمون على سوء تصرفهم وإضاعة أوقاتهم وإهمال مزارعهم، فيستغل خُربُشانة الموقف عقوبة لهم، ولا يساعد حتى أقرب الناس إليه، ويغتني من وراء فكرته ويحزن أهل القرية ويخسرون أموالهم، ويتذمرون من أفكاره الغريبة ويحاولون تغطية فشلهم وعدم حبهم للعمل بعمل أسوأ، ويحاول خُربُشانة مقاومة جميع أهل القرية ولكن أفكاره لا تصيب دائمًا فيخسر أمواله وجهده الطويل في العمل أيضًا، ويتندم على سوء تصرفه عندما كان قادرًا لمساعدة أهل القرية.

شخصيات
لم تخل مجريات المسرحية من وجود الشخصيات التي تدافع عن رأيها الصحيح وشخصيات ثانية ترى غير ذلك الرأي لأطماع شخصية أو وقتية، وشخصيات أخرى مسايرة مع الطرفين لم تتضح عندها الرؤية، ويظهر كل فريق مبرراته ونواقص الفريق الآخر حتى تكتمل الحكاية وتظهر نتائج الدفاع عن الرأي الصحيح وبيان الخطأ عند الفريق الآخر، وتوضح الرؤية عند بقية الشخصيات في القرية.

ومن وراء كواليس وبين سطور المسرحية يتضح أن الكاتب الدكتور المرهون كممثل سابق قد وفّر في المسرحية مساحة مناسبة ليخرج الممثل إبداعاته وانفعالاته الطبيعية الصادقة في التمثيل، ووفر مساحة للمخرج ليبدع في إخراج المشاهد بشكل سلس ليتابع المشاهدون الحوارات وسير تتابع المشاهد ليبهرهم بفن إخراج مثل هذه القصص التي يمكن أن يدخل فيها كثير من الإضافات والحركات من الممثلين التي لا تؤثر ولا تخرج عن سير القصة فتملأ المكان الحركات المؤثرة والمعبرة ودهشة الأحداث المتتالية، وتوصل للمشاهدين متعة الحوارات والاستمتاع بتصرفات وأصوات بعض الشخصيات المعبرة عن الأحداث في وقتها لتدخل على المكان جوًا من الفرحة والفائدة ومتابعة المسرحية لتسير القصة في ذلك الجو الجميل والسعيد للمشاهدين للوصول إلى الهدف الجميل من المسرحية.

ووفر الكاتب المسرحي مساحة واسعة أخرى لعمل ديكور طبيعي وجميل مع بساطة وتوافر المواد المستعملة وإتقان عمل المؤثرات الصوتية وتنفيذ الظروف الطبيعية غير العادية في المسرحية التي يمكن تنفيذها على خشبة المسرح بتقنيات عدة أو محاكاة لها لتكمل العمل المسرحي والمتعة في المشاهدة والانسجام في العمل والتأثر بالقصة حتى نهايتها.

مسرحية خُربُشانة هي المسرحية التاسعة التي كتبها ونشرها الدكتور المرهون، وسبق أن أصدر كتابين (أحلام سفتها الريح) ويحتوي على ثلاث مسرحيات قصيرة، و(مدير في مهمة) ويحتوي على خمس مسرحيات قصيرة؛ حيث كان لـ«القطيف اليوم» السبق في الكتابة عنهما في وقتهما بعد صدرهما مباشرة.

وتم طبع هذا الكتاب "مسرحية خُربُشانة" ويوزع في دار نشر سعودية، وجاء في 160 صفحة، وهو يمثل رؤية مستقبلية للكاتب الدكتور المرهون للاهتمام بالزراعة ونشر ثقافتها في المجتمع لما لها من أثر كبير في توفير المواد الغذائية المحلية واستغلال المصادر المائية، ولعل هذه المسرحية هي المسرحية الأولى المكتوبة والمطبوعة في ثلاثة فصول والمخصصة للأطفال في محيط الكاتب لطباعة ونشر الكتب.


error: المحتوي محمي