تصادف هذه الأيام الذكرى السنويّة الأولى لارتحال مؤلّف هذا الكتاب إلى جوار ربّه، فأحببت تسليط بعض الضوء على هذا الكتاب الذي يترجم لعلماء هذه المنطقة الموغلة في القدم وإن أهملها التاريخ ولم ينصفها! وأمّا أسباب هذا الإهمال فليس هو موضوعنا الآن.
المؤلِّف:
هو العلاّمة الفقيه الشيخ علي بن مهدي الحبيب السنابسي التاروتي القطيفي، وكنيته أبو حسين وأبو مهدي، ولد في جزيرة تاروت في شهر رمضان سنة 1380هـ، وتوفي في منطقة السيدة زينب بدمشق الشام في شهر ربيع الأول عام 1444هـ.
هاجر إلى النجف الأشرف لطلب العلم وعمره سبعة عشر عامًا، ثم غادرها إلى قمّ المقدّسة لوجود أحداث في العراق في ذلك الوقت.
وفي عام 1402هـ بدأ حضور بحوث الخارج عند أبرز المراجع كالشيخ محمد طاهر الخاقاني والسيد علي الفاني والسيد شهاب الدين المرعشي النجفي والشيخ ميرزا هاشم الآملي، ثمّ عند السيد محمد الروحاني والشيخ الوحيد الخراساني والشيخ ميرزا جواد التبريزي وغيرهم، وحتّى بعد حصوله على درجة الاجتهاد وعلى الرغم من أنّه أصبح مدرسًا للبحث الخارج فإنّه استمرّ في حضور بحوث الخارج إلى آخر حياته، وكان يقول: طلب العلم ليس فيه تقاعد!
الكتاب:
لديه الكثير من المؤلّفات أكثرها مخطوط، وقد طبعت له بعض المؤلّفات في السنوات القريبة الأخيرة أهمّها كتاب (الترشيف) الذي غدا مصدرًا مهمًا لتراجم علماء القطيف، وما إن صدر حتى تناقلت خبره قروبات الواتس أب، وأخذ الكثير يسألون عن الكتاب شوقًا لمعرفة ماذا كتب مؤلّفه العالم عن أقرانه العلماء وبالذات من عاصرهم أو عاش قريبًا من عصرهم، وسرّني تعليق أحد الفضلاء حينما تصفّحه بقوله: ((فاق الكتاب توقعاتي فالشيخ -رحمه الله- قد أتعب نفسه في تتبّع أعلام القطيف مع إنصاف واضح للمعاصرين))، وأضحى مؤلّفه يسمّى (صاحب الترشيف) على نسق (صاحب الأنوار) و(صاحب الأزهار).
احتوى الكتاب على ترجمة 346 عالمًا من علماء الخط (القطيف)، وفيما نعلم فإنّه أوّل كتاب يفرد علماء القطيف فقط فإنّ الكتب السابقة للترشيف كالأنوار للشيخ علي البلادي القديحي، أو الأزهار للشيخ فرج العمران، أو شعراء القطيف للشيخ علي المرهون، أو أعلام العوّامية للشيخ سعيد أبو المكارم، أو منتظم الدرّين للشيخ محمّد علي التاجر البحراني، أو كتاب مطلع البدرين للشيخ جواد الرمضان الأحسائي، أو من أعلام القطيف عبر العصور للسيّد سعيد الشريف وغيرهم، فبعضها لم تختصّ بمنطقة القطيف فقط، وبعضها لم تختصّ بالعلماء وإنّما شملت معهم الأدباء أو الخطباء أو الوجهاء والشخصيّات.
وقد ثمّن المؤلف في مقدمته دورهم: ((وحقًا أقول إنّ من سبقني له الفضل في كثير من التراجم أمثال صاحب الأنوار والأزهار والمنتظم وصاحب الذريعة والطبقات الذي سهرت عيناه وارتعشت يداه في ضبط الأعلام والمؤلّفات والتملّكات وكذلك بقية المصادر التي أشرت لها في المقدمة)).
ومن وجهة نظري تكمن أهميّة الكتاب في أمور:
الأول: جمع علماء القطيف من كتب مختلفة ووضعها في مؤلّف واحد وهو يحتاج إلى جهد وتتبّع ومطابقة ومراجعة وتدقيق وتحقيق.
الثاني: الترجمة الخاصّة بالمعاصرين أو القريبين من عصر المؤلّف وخاصّة ترجمة العلمين الشيخ عبد الله المعتوق، والشيخ علي يحيى المحسن وغيرهما.
الثالث: بعض التحقيقات الخاصّة به كتحقيق الشيخ محمد حسين القطيفي، والشيخ يحيى العوّامي وغيرهما.
وكعادة أيّ نتاج بشري ألاّ يكون كاملًا -والكمال لله وحده- وقد تنبأ مؤلّفه في مقدّمته بذلك فقال: ((وأخيرًا أقول لا تطيّرًا بل توطينًا إنّه سيواجه نقودًا)) فإنّ البعض قال: إنّ المؤلّف لم يذكر بعض الأشخاص! وقد سألته نفس السؤال فقال: ((إني لا أذكر سوى من درس في الحوزات المعروفة لمعرفتي بمناهجها وأساتذتها))، كما أنّه لم يذكر من توفوا في أحداث معينّة.
أمّا بعض العلماء فقد توفوا أثناء تجهيز الكتاب أو بعد طبعه كالشيخ عباس المحروس والشيخ أمين أبو تاكي فإنّه -رحمه الله- قد بدأ يجهّز ترجمتيهما وقال إنّه سيضيفهما في الملحق، كما قلت له: إنّكم لم تترجموا للسيد هاشم السيد حسين العوّامي فقال: لم أطّلع على حاله، وسأل أحد أسباط المقدّس الشيخ منصور البيات، فقال له: ((نعم هو من أهل العلم، درس عند الجدّ بعض المقدّمات)) ونوى إضافته في الملحق.
أمّا الباحث البحريني الأستاذ عبد العزيز سلمان العرادي فقد أفاد بوجود شخصيّة فات المؤلّف ذكرها وهو الشيخ حسن بن سليمان الشويكي القطيفي.
وقد اقترح بعض الفضلاء أن نضع ملحقًا في المستقبل كما أراد المؤلف، فممّن فاتت ترجمتهم بحسب تتبعي إلى الآن:
1- الشيخ حسن الشويكي.
2- السيد هاشم العوامي.
3- السيد عبد الحميد الهاشم.
4- الشيخ محسن الصادق.
5- الشيخ عباس المحروس.
6- الشيخ أمين أبو تاكي.
7- الشيخ حسين يعقوب المحمد.
8- الشيخ رضا الصغيّر.
في الختام أرجو أن أكون قد وفقت لتعريف القارئ الكريم بكتاب (الترشيف في تراجم علماء القطيف).

المؤلِّف:
هو العلاّمة الفقيه الشيخ علي بن مهدي الحبيب السنابسي التاروتي القطيفي، وكنيته أبو حسين وأبو مهدي، ولد في جزيرة تاروت في شهر رمضان سنة 1380هـ، وتوفي في منطقة السيدة زينب بدمشق الشام في شهر ربيع الأول عام 1444هـ.
هاجر إلى النجف الأشرف لطلب العلم وعمره سبعة عشر عامًا، ثم غادرها إلى قمّ المقدّسة لوجود أحداث في العراق في ذلك الوقت.
وفي عام 1402هـ بدأ حضور بحوث الخارج عند أبرز المراجع كالشيخ محمد طاهر الخاقاني والسيد علي الفاني والسيد شهاب الدين المرعشي النجفي والشيخ ميرزا هاشم الآملي، ثمّ عند السيد محمد الروحاني والشيخ الوحيد الخراساني والشيخ ميرزا جواد التبريزي وغيرهم، وحتّى بعد حصوله على درجة الاجتهاد وعلى الرغم من أنّه أصبح مدرسًا للبحث الخارج فإنّه استمرّ في حضور بحوث الخارج إلى آخر حياته، وكان يقول: طلب العلم ليس فيه تقاعد!
الكتاب:
لديه الكثير من المؤلّفات أكثرها مخطوط، وقد طبعت له بعض المؤلّفات في السنوات القريبة الأخيرة أهمّها كتاب (الترشيف) الذي غدا مصدرًا مهمًا لتراجم علماء القطيف، وما إن صدر حتى تناقلت خبره قروبات الواتس أب، وأخذ الكثير يسألون عن الكتاب شوقًا لمعرفة ماذا كتب مؤلّفه العالم عن أقرانه العلماء وبالذات من عاصرهم أو عاش قريبًا من عصرهم، وسرّني تعليق أحد الفضلاء حينما تصفّحه بقوله: ((فاق الكتاب توقعاتي فالشيخ -رحمه الله- قد أتعب نفسه في تتبّع أعلام القطيف مع إنصاف واضح للمعاصرين))، وأضحى مؤلّفه يسمّى (صاحب الترشيف) على نسق (صاحب الأنوار) و(صاحب الأزهار).
احتوى الكتاب على ترجمة 346 عالمًا من علماء الخط (القطيف)، وفيما نعلم فإنّه أوّل كتاب يفرد علماء القطيف فقط فإنّ الكتب السابقة للترشيف كالأنوار للشيخ علي البلادي القديحي، أو الأزهار للشيخ فرج العمران، أو شعراء القطيف للشيخ علي المرهون، أو أعلام العوّامية للشيخ سعيد أبو المكارم، أو منتظم الدرّين للشيخ محمّد علي التاجر البحراني، أو كتاب مطلع البدرين للشيخ جواد الرمضان الأحسائي، أو من أعلام القطيف عبر العصور للسيّد سعيد الشريف وغيرهم، فبعضها لم تختصّ بمنطقة القطيف فقط، وبعضها لم تختصّ بالعلماء وإنّما شملت معهم الأدباء أو الخطباء أو الوجهاء والشخصيّات.
وقد ثمّن المؤلف في مقدمته دورهم: ((وحقًا أقول إنّ من سبقني له الفضل في كثير من التراجم أمثال صاحب الأنوار والأزهار والمنتظم وصاحب الذريعة والطبقات الذي سهرت عيناه وارتعشت يداه في ضبط الأعلام والمؤلّفات والتملّكات وكذلك بقية المصادر التي أشرت لها في المقدمة)).
ومن وجهة نظري تكمن أهميّة الكتاب في أمور:
الأول: جمع علماء القطيف من كتب مختلفة ووضعها في مؤلّف واحد وهو يحتاج إلى جهد وتتبّع ومطابقة ومراجعة وتدقيق وتحقيق.
الثاني: الترجمة الخاصّة بالمعاصرين أو القريبين من عصر المؤلّف وخاصّة ترجمة العلمين الشيخ عبد الله المعتوق، والشيخ علي يحيى المحسن وغيرهما.
الثالث: بعض التحقيقات الخاصّة به كتحقيق الشيخ محمد حسين القطيفي، والشيخ يحيى العوّامي وغيرهما.
وكعادة أيّ نتاج بشري ألاّ يكون كاملًا -والكمال لله وحده- وقد تنبأ مؤلّفه في مقدّمته بذلك فقال: ((وأخيرًا أقول لا تطيّرًا بل توطينًا إنّه سيواجه نقودًا)) فإنّ البعض قال: إنّ المؤلّف لم يذكر بعض الأشخاص! وقد سألته نفس السؤال فقال: ((إني لا أذكر سوى من درس في الحوزات المعروفة لمعرفتي بمناهجها وأساتذتها))، كما أنّه لم يذكر من توفوا في أحداث معينّة.
أمّا بعض العلماء فقد توفوا أثناء تجهيز الكتاب أو بعد طبعه كالشيخ عباس المحروس والشيخ أمين أبو تاكي فإنّه -رحمه الله- قد بدأ يجهّز ترجمتيهما وقال إنّه سيضيفهما في الملحق، كما قلت له: إنّكم لم تترجموا للسيد هاشم السيد حسين العوّامي فقال: لم أطّلع على حاله، وسأل أحد أسباط المقدّس الشيخ منصور البيات، فقال له: ((نعم هو من أهل العلم، درس عند الجدّ بعض المقدّمات)) ونوى إضافته في الملحق.
أمّا الباحث البحريني الأستاذ عبد العزيز سلمان العرادي فقد أفاد بوجود شخصيّة فات المؤلّف ذكرها وهو الشيخ حسن بن سليمان الشويكي القطيفي.
وقد اقترح بعض الفضلاء أن نضع ملحقًا في المستقبل كما أراد المؤلف، فممّن فاتت ترجمتهم بحسب تتبعي إلى الآن:
1- الشيخ حسن الشويكي.
2- السيد هاشم العوامي.
3- السيد عبد الحميد الهاشم.
4- الشيخ محسن الصادق.
5- الشيخ عباس المحروس.
6- الشيخ أمين أبو تاكي.
7- الشيخ حسين يعقوب المحمد.
8- الشيخ رضا الصغيّر.
في الختام أرجو أن أكون قد وفقت لتعريف القارئ الكريم بكتاب (الترشيف في تراجم علماء القطيف).




