حين تعود عقارب ساعة فاطمة حسين قاسم العبندي، إلى الوراء، وتحديدًا قبل 3 سنوات في عام 2020م، ستجد نفسها طالبة هندسة، مثقلة بأعباء الدراسة والمذاكرة، بجانب وظيفتها الحقيقية كأم وربة منزل، وحين تحرك عقارب الساعة قليلًا ناحية تاريخ إصابتها بكوفيد 19 في نفس العام، ستعود لها ذكرى "حلم" بدأ صغيرًا لكنها أطعمته قطع سكر وشوكولاته حتى كبر وأصبح "مخبز الأحلام"، وعلى الرغم من أن المخبز لم يخرج حتى الآن من حيز أروقة الإنترنت فإن منتجاته سافرت إلى أبعد من حدود الوطن.
طفولة بطعم الكعك
في طفولتها كانت "فاطمة" كالعديد من الفتيات، تراقص الأعمال اليدوية وتحاول أن تجرب أنواعًا مختلفة من الفنون، من بين تلك الفنون أحبت تزيين الكعك، ومع حبها ذلك لم تكن تتوقع أبدًا أن هوايتها "الحلوة" قد تتحول إلى مشروع فعلي -حسب وصفها-.
كبرت الطفلة، وأصبحت زوجة وأمًّا وكذلك طالبة هندسة "تصميم داخلي"، إلى جانب تلك الواجبات كانت تستمتع بخبز "الكوكيز" في الأعياد والمناسبات، وكانت "كوكيزاتها" تحظى بإعجاب من يجربها، لكنها لم تعرضها للبيع.
الجائحة تشعل الفكرة
وكالكثيرات في جائحة كورونا، بحثت "العبندي" عن عمل تمارسه، وتنشغل به، ويكون أيضًا مصدر دخل لها، إضافة لمناسبته مع مهامها كطالبة وأم لثلاثة أطفال، حينها أعملت ملكة التفكير عندها: لماذا لا أعمل في خبز "الكوكيز"؟
تقول: "حرصت أن يكون العمل ممتعًا بالنسبة لي، كي أحول متنفسًا يخرجني من ضغط الجامعة ومسؤولياتي الخاصة، وقد اخترت هذا المنتج تحديدًا لأنني أحسست أنه سيحظى بإعجاب الزبائن، لا سيما أن الوصفة كانت اجتهادًا شخصيًا بحتًا، ونابعة من تجارب عديدة ومتكررة، وبتركيبتنا المميزة"، مضيفةً أنها حظيت بتشجيع أهلها وزوجها حين قررت الانطلاق في مشروعها، وما زالوا حتى الآن مصدر دعمٍ وتشجيع.
تجارب الثلاثة أشهر.. تغرد فرحًا في "تويتر"
بدأت "فاطمة" في دراسة مشروعها من جميع النواحي، واختيار المنتجات والبحث عن أفضل المواد وأجودها، وتجربة الوصفة، وقد استغرق الأمر منها 3 أشهر من التجارب والاختيارت، كي تقدم منتجها بأفضل قوام وأجود المنتجات، حتى الهوية كان يهمها أن تعكس جانبًا من شخصيتها، كما حرصت على جودة التغليف وتفاصيل المنتج.
وعندما شعرت أن مشروعها جاهز ليرى النور، وضعت صورة عفوية على برنامج تويتر، وتفاجأت بأنها حظيت بتفاعل كبير، وأمطرتها الطلبات بطريقة لم تتوقعها، مما رسم في داخلها مشاعر السعادة والامتنان لثقة الزبائن في منتجاتها.
تخطي العراقيل
تخطت صاحبة "الأحلام" العراقيل التي صادفتها في مشروعها، محاولةً أن يقف "مخبزها" الصغير على قدميه، تحكي عن أبرز التحديات التي واجهتها بقولها: "كان الوقت أكبر تحدٍ بالنسبة لي، كنت أهرول للوصول إلى النجاح في ترتيب أوقات الطلبات مع مهام الجامعة والمشروعات بالإضافة إلى الاهتمام بأطفالي ودراستهم، لكن -الحمد لله- اختياري لمشروع أستمتع به، كان له الفضل في تخفيف الأعباء، بل على العكس كان مصدر طاقة أستمد منه القوة لباقي يومي".
ميزانها بكفتين لا تقسطان
رسمت "فاطمة" لنفسها خارطة خاصة، كي توازن بين كفتي ميزان مهامها، لذلك حددت عطلة نهاية الأسبوع "الخميس والجمعة والسبت" للطلبات، أو قد تستقبل الطلبات قبل موعد تسلمها على الأقل بيومين، كما تخصص لعملها من 6 إلى 8 ساعات في أيام الطلبات، وساعة يوميًا للرد على الاستفسارات والتفاعل مع الطلبات والتعليقات في مواقع التواصل الاجتماعي، أما باقي أيام الأسبوع فكانت تؤدي عملها كمصممة داخلية بين العمل الميداني والمكتبي".
يزهر وسط الزحام
في زحام المشروعات المنزلية، سعت "العبندي" إلى تمييز مشروعها منذ البداية، وتكامل المنتج من جميع النواحي؛ من جودة المواد لجودة الشوكولاتة للحفاظ على صلاحية المنتج أطول مدة ممكنة، كما اهتمت بدقة العمل على استمرار الجودة طوال السنوات الماضية، والالتفات إلى نقطة التغليف وأن يكون منتجًا مناسبًا للتقديم والإهداء والجمعات والمناسبات، وتكامل الهوية بحيث تكون علامة تجارية مسجلة مستقبلًا.
تقول: "هذا ما يميز منتجاتي، حيث يستمر المنتج بنفس الجودة من 10 إلى 14 يومًا، كما أن تميز النكهات هو ما يدفع الزبائن لتكرار الطلب، والحمد لله زبائني يرجعون للطلب أكثر من مرة بنسبة 90%".
بين أغسطس وأغسطس
قبل أقل من شهر أشعل "مخبز الأحلام" شمعة عامه الثالث، وقد بدأت ملامحه تبرز أكثر كمشروع ترعاه صاحبته، تحكي رحلة التطورات قائلة: "بدأت في أغسطس 2020م، بمنتج واحد هو "كلاسيك كوكيز"، وكان المشروع باسم "كوكيز الأحلام"، وبمرور الأيام توسعت في المنتجات؛ كأنواع "الكوكيز" ومنها: نكهة القهوة المختصة وهذا كان الأكثر مبيعًا ويتم توريده "للكوفيهات"، ونكهة الكراميل المملحة بالبيكان، كما أضفت إلى قائمة المنتجات كيك المادلين وبسكويت السابليه الفرنسي".
وتضيف: "أيضًا غيرت مسمى المشروع إلى (مخبز الأحلام) كي يكون شاملًا وملمًا بجميع المنتجات، وذلك كله لم يكن لولا أنني أوليت اهتمامًا لسماع تعليقات العملاء وتطوير طريقة التقديم التي تخدم العميل كشكل يمكن أن يقدمه في المناسبات، كما حرصت على مواكبة المناسبات وإنتاج منتجات خاصة لكل موسم".
سفر إلى أبعد من مسقط رأسه
سافرت منتجات ابنة سنابس حول المملكة حيث صدّرت طلباتها إلى تبوك والرياض ومكة وجدة وسكاكا، كما شحنت بعض المنتجات دوليًّا إلى أمريكا الشمالية.
كوكيز لـ500 زبون
شاركت "العبندي" بعد عام من إطلاق مشروعها في معرض بجامعة الأمير محمد بن فهد، وقد حظيت مشاركتها بنجاح ورواج كبير -حسب وصفها-.
وقبل قرابة أسبوع عاودت تجربة المشاركة في الفعاليات المحلية؛ حيث شاركت في معرض "صنعتي"، الذي وصفت مشاركتها فيه بقولها: "مشاركتنا في الظهران وسعت مجال العمل لدينا، فقد كنت أعمل أنا وخمس من قريباتي لستة أيام من الصباح الباكر وحتى انتهاء وقت المعرض، والحمد لله استطعنا أن نخبز أكثر من 25 كيلو من الكوكيز، وخدمنا أكثر من 500 عميل".
باختصار.. هذه حكاية التحول
تختصر "فاطمة" حكايتها بالحديث عن تحولها من مهندسة ديكور إلى صانعة حلويات بقولها: "التحقت بالدراسة الجامعية عام 2013، وكنت حينها عزباء، ودرست سنة ونصف وبعدها تزوجت وبعد سنة أنجبت أول طفل لي فأوقفت دراستي عامًا كاملًا، وبعدها أكملت دراستي دون توقف على الرغم من إنجابي طفلتي الثانية والثالثة حتى إنني كنت أعمل بعد ولادتي بأسبوعين، والحمد لله في وقت ولادتي كانت درجاتي ترتفع، وهذا ما كان يحفزني على الاجتهاد أكثر لأحكي هذه المرحلة لأولادي حين يكبرون، وأغذي حبهم وطموحهم الدراسي".
وتضيف: "في عامي الدراسي الأخير واجهت ظروفًا اضطرتني لأن أوقف دراستي عامًا، لأعود لاستكمالها مجددًا -إن شاء الله-، لكن ذلك لم يحبطني، بل أكملت مشروعي ومضيت في طريق تطويره، فشغف المخبوزات وصنع الحلويات مصدر قوة أستمد منه قوتي وسعادتي ومصدر دخل أستند عليه، وإذا اجتمعت متعة العمل مع مصدر الدخل فمن الصعب التخلي عن المشروع حتى مع صعوباته".
وتختم حديثها قائلة: "طموحي منذ بداية المشروع أن يكبر مخبزي ويرى النور ويتحول من مشروع منزلي إلى مشروع عالمي بمعايير عالمية، ونفخر بجودة منتجاتنا بأنها صناعة سعودية فاخرة".










طفولة بطعم الكعك
في طفولتها كانت "فاطمة" كالعديد من الفتيات، تراقص الأعمال اليدوية وتحاول أن تجرب أنواعًا مختلفة من الفنون، من بين تلك الفنون أحبت تزيين الكعك، ومع حبها ذلك لم تكن تتوقع أبدًا أن هوايتها "الحلوة" قد تتحول إلى مشروع فعلي -حسب وصفها-.
كبرت الطفلة، وأصبحت زوجة وأمًّا وكذلك طالبة هندسة "تصميم داخلي"، إلى جانب تلك الواجبات كانت تستمتع بخبز "الكوكيز" في الأعياد والمناسبات، وكانت "كوكيزاتها" تحظى بإعجاب من يجربها، لكنها لم تعرضها للبيع.
الجائحة تشعل الفكرة
وكالكثيرات في جائحة كورونا، بحثت "العبندي" عن عمل تمارسه، وتنشغل به، ويكون أيضًا مصدر دخل لها، إضافة لمناسبته مع مهامها كطالبة وأم لثلاثة أطفال، حينها أعملت ملكة التفكير عندها: لماذا لا أعمل في خبز "الكوكيز"؟
تقول: "حرصت أن يكون العمل ممتعًا بالنسبة لي، كي أحول متنفسًا يخرجني من ضغط الجامعة ومسؤولياتي الخاصة، وقد اخترت هذا المنتج تحديدًا لأنني أحسست أنه سيحظى بإعجاب الزبائن، لا سيما أن الوصفة كانت اجتهادًا شخصيًا بحتًا، ونابعة من تجارب عديدة ومتكررة، وبتركيبتنا المميزة"، مضيفةً أنها حظيت بتشجيع أهلها وزوجها حين قررت الانطلاق في مشروعها، وما زالوا حتى الآن مصدر دعمٍ وتشجيع.
تجارب الثلاثة أشهر.. تغرد فرحًا في "تويتر"
بدأت "فاطمة" في دراسة مشروعها من جميع النواحي، واختيار المنتجات والبحث عن أفضل المواد وأجودها، وتجربة الوصفة، وقد استغرق الأمر منها 3 أشهر من التجارب والاختيارت، كي تقدم منتجها بأفضل قوام وأجود المنتجات، حتى الهوية كان يهمها أن تعكس جانبًا من شخصيتها، كما حرصت على جودة التغليف وتفاصيل المنتج.
وعندما شعرت أن مشروعها جاهز ليرى النور، وضعت صورة عفوية على برنامج تويتر، وتفاجأت بأنها حظيت بتفاعل كبير، وأمطرتها الطلبات بطريقة لم تتوقعها، مما رسم في داخلها مشاعر السعادة والامتنان لثقة الزبائن في منتجاتها.
تخطي العراقيل
تخطت صاحبة "الأحلام" العراقيل التي صادفتها في مشروعها، محاولةً أن يقف "مخبزها" الصغير على قدميه، تحكي عن أبرز التحديات التي واجهتها بقولها: "كان الوقت أكبر تحدٍ بالنسبة لي، كنت أهرول للوصول إلى النجاح في ترتيب أوقات الطلبات مع مهام الجامعة والمشروعات بالإضافة إلى الاهتمام بأطفالي ودراستهم، لكن -الحمد لله- اختياري لمشروع أستمتع به، كان له الفضل في تخفيف الأعباء، بل على العكس كان مصدر طاقة أستمد منه القوة لباقي يومي".
ميزانها بكفتين لا تقسطان
رسمت "فاطمة" لنفسها خارطة خاصة، كي توازن بين كفتي ميزان مهامها، لذلك حددت عطلة نهاية الأسبوع "الخميس والجمعة والسبت" للطلبات، أو قد تستقبل الطلبات قبل موعد تسلمها على الأقل بيومين، كما تخصص لعملها من 6 إلى 8 ساعات في أيام الطلبات، وساعة يوميًا للرد على الاستفسارات والتفاعل مع الطلبات والتعليقات في مواقع التواصل الاجتماعي، أما باقي أيام الأسبوع فكانت تؤدي عملها كمصممة داخلية بين العمل الميداني والمكتبي".
يزهر وسط الزحام
في زحام المشروعات المنزلية، سعت "العبندي" إلى تمييز مشروعها منذ البداية، وتكامل المنتج من جميع النواحي؛ من جودة المواد لجودة الشوكولاتة للحفاظ على صلاحية المنتج أطول مدة ممكنة، كما اهتمت بدقة العمل على استمرار الجودة طوال السنوات الماضية، والالتفات إلى نقطة التغليف وأن يكون منتجًا مناسبًا للتقديم والإهداء والجمعات والمناسبات، وتكامل الهوية بحيث تكون علامة تجارية مسجلة مستقبلًا.
تقول: "هذا ما يميز منتجاتي، حيث يستمر المنتج بنفس الجودة من 10 إلى 14 يومًا، كما أن تميز النكهات هو ما يدفع الزبائن لتكرار الطلب، والحمد لله زبائني يرجعون للطلب أكثر من مرة بنسبة 90%".
بين أغسطس وأغسطس
قبل أقل من شهر أشعل "مخبز الأحلام" شمعة عامه الثالث، وقد بدأت ملامحه تبرز أكثر كمشروع ترعاه صاحبته، تحكي رحلة التطورات قائلة: "بدأت في أغسطس 2020م، بمنتج واحد هو "كلاسيك كوكيز"، وكان المشروع باسم "كوكيز الأحلام"، وبمرور الأيام توسعت في المنتجات؛ كأنواع "الكوكيز" ومنها: نكهة القهوة المختصة وهذا كان الأكثر مبيعًا ويتم توريده "للكوفيهات"، ونكهة الكراميل المملحة بالبيكان، كما أضفت إلى قائمة المنتجات كيك المادلين وبسكويت السابليه الفرنسي".
وتضيف: "أيضًا غيرت مسمى المشروع إلى (مخبز الأحلام) كي يكون شاملًا وملمًا بجميع المنتجات، وذلك كله لم يكن لولا أنني أوليت اهتمامًا لسماع تعليقات العملاء وتطوير طريقة التقديم التي تخدم العميل كشكل يمكن أن يقدمه في المناسبات، كما حرصت على مواكبة المناسبات وإنتاج منتجات خاصة لكل موسم".
سفر إلى أبعد من مسقط رأسه
سافرت منتجات ابنة سنابس حول المملكة حيث صدّرت طلباتها إلى تبوك والرياض ومكة وجدة وسكاكا، كما شحنت بعض المنتجات دوليًّا إلى أمريكا الشمالية.
كوكيز لـ500 زبون
شاركت "العبندي" بعد عام من إطلاق مشروعها في معرض بجامعة الأمير محمد بن فهد، وقد حظيت مشاركتها بنجاح ورواج كبير -حسب وصفها-.
وقبل قرابة أسبوع عاودت تجربة المشاركة في الفعاليات المحلية؛ حيث شاركت في معرض "صنعتي"، الذي وصفت مشاركتها فيه بقولها: "مشاركتنا في الظهران وسعت مجال العمل لدينا، فقد كنت أعمل أنا وخمس من قريباتي لستة أيام من الصباح الباكر وحتى انتهاء وقت المعرض، والحمد لله استطعنا أن نخبز أكثر من 25 كيلو من الكوكيز، وخدمنا أكثر من 500 عميل".
باختصار.. هذه حكاية التحول
تختصر "فاطمة" حكايتها بالحديث عن تحولها من مهندسة ديكور إلى صانعة حلويات بقولها: "التحقت بالدراسة الجامعية عام 2013، وكنت حينها عزباء، ودرست سنة ونصف وبعدها تزوجت وبعد سنة أنجبت أول طفل لي فأوقفت دراستي عامًا كاملًا، وبعدها أكملت دراستي دون توقف على الرغم من إنجابي طفلتي الثانية والثالثة حتى إنني كنت أعمل بعد ولادتي بأسبوعين، والحمد لله في وقت ولادتي كانت درجاتي ترتفع، وهذا ما كان يحفزني على الاجتهاد أكثر لأحكي هذه المرحلة لأولادي حين يكبرون، وأغذي حبهم وطموحهم الدراسي".
وتضيف: "في عامي الدراسي الأخير واجهت ظروفًا اضطرتني لأن أوقف دراستي عامًا، لأعود لاستكمالها مجددًا -إن شاء الله-، لكن ذلك لم يحبطني، بل أكملت مشروعي ومضيت في طريق تطويره، فشغف المخبوزات وصنع الحلويات مصدر قوة أستمد منه قوتي وسعادتي ومصدر دخل أستند عليه، وإذا اجتمعت متعة العمل مع مصدر الدخل فمن الصعب التخلي عن المشروع حتى مع صعوباته".
وتختم حديثها قائلة: "طموحي منذ بداية المشروع أن يكبر مخبزي ويرى النور ويتحول من مشروع منزلي إلى مشروع عالمي بمعايير عالمية، ونفخر بجودة منتجاتنا بأنها صناعة سعودية فاخرة".













