الخطابة الحسينية قديمة قدم المصيبة، وهي حادثة الطف، فطريق المنبر الحسيني الذي من خلاله تطالع وتشاهد ملامح وتتصور كيف جرت الأحداث.
قال الله تعالى: (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ) (1)، جاءت هذه الآية الشريفة بمضمون مليء بالمصداقية ولم تأت عشوائيا، فالشعائر وعمقها الرسالي ذاك المنبر الجوهري الذي يعزز الإيمان والذكر لله عز وجل فهي ممارسة تربط روحنا وعاطفتنا مع الله والحسين (ع) والذي قدمه من أجل الأمة، ولأن في ذلك حياة الإنسان وبياض روحه ونقاء سريرته فقد نتج من هؤلاء الخطباء جيل يعقب جيل.
ويـلاهُ مـا حالُ البتولِ وقد
سُلبـتْ بعرصةِ (كربلا) قـلـبا
أسفي لها والحورُ تسعدُها
بـالـنــوحِ وهـيَ تصيحُ يا ربا
وِلـدي وأطـفـالـي أبـادهـمُ
صرفُ الردى أيُرى لهمْ ذنبا؟(2)
وللمنبر الشأن الكبير ولا يزال هو الحجر الأساس الذي أسس وساهم بشكل عظيم في وصول نهضة أبي عبد الله عليه السلام للأجيال القادمة، فإحياء الشعائر مازالت إلى الآن، ولكل جيل خطباء واعدون والمنابر تشغل الفكر، وباتت الطقوس على مدار العام وخاصة شهر محرم الحرام يتجدد به الحزن ويخرج مجموعة أشبال، ومن هذه المجموعة شخصية حسينية مثابرة سنتحدث عنها.
إنه الملا أمير بن سلمان بن عبدالله آل الشيخ، ولد في 2016/3/7م ونشأ في مدينة الدمام وسكنه بلدة العوامية وترتيبه الابن الأول في العائلة، ولا يخفى عن الأغلب أن هذه الأسرة الكريمة جل شخصياتها من أهل الفضل والتقى والعلم والعلماء والخطباء، تربى في وسط عائلة "أبيه وأمه" محبة لأهل البيت عليهم السلام، نعم من صغار الأشبال لكنه يتناول النعي بأريحية وهدوء، يقرأ بالعامي "الشعبي" والفصيح وغالبًا ما يسهل عليه أن يتحرى الإتيان به، صوته مميز هادئ حسيني منذ أعوامه الأولى، والعمامة التي على رأسه ما هي إلا رمز للخطيب المصغر وليست استحقاقًا كـ عالم دين "إجابة عن لماذا يرتدي العمامة!".
*رحلة الدراسة:
حاليًا يدرس في المرحلة الابتدائية النظامية، وسائر في التعلم ليكون له شأن في الخطابة المنبرية، حيث فتحت له أرض العوامية المحروسة ذراعيها وذلك تشجيعًا وإتمامًا بما قدماه الوالدان من العطاء المثمر الذي جعل منه شبلًا حسينًا، ومازال يواصل دراسته الحكومية ليلتحق بالدروس الحوزوية، أما عن دراسته الخطابية فلم يحظ بأي دراسة خاصة تعلم تعليما ذاتيا من نفسه ويعتبر البذرة من أصل الأب والأم إذ هما من غرسا فيه حب المنبر الشريف.
*بداية الخطابة:
منذ عامه الثالث وهو يطمح أن يرتقي المنبر الحسيني، متاثرا بخطابة سماحة السيد مجاهد الخباز حفظه الله، ولذلك كما ذكرنا سابقا كان التشجيع والبيئة الطيبة من والديه والرغبة والتوفيق هي من حملته ليقرأ امام الملأ "المستمعين" ويرجح في ذلك رغبته وحبه لخدمة الحسين عليه السلام حيث يراجع ويطالع ويستمع إلى من قبله من الخطباء البارزين ويتعلم منهم ويخطو خطاهم النبيلة التي يريد بها رضا الله وآل بيته صلوات الله وسلامة عليهم.
في سن الخامسة من عمره ارتقى المنبر الشريف وهذه كانت البداية والانطلاقة الأولى من بيت جده بالعوامية في مأتم الإمام الهادي عليه السلام، وكانت القراءة عن المقتل الدامي لاستشهاد أبي عبد الله الحسين عليه السلام، ومازال حفظه الله للسنة الثالثة على التوالي يقرأ، فقد قرأ في مأتم الزهراء عليها السلام بالعوامية ومسجد الرسول الأعظم في الدخل المحدود والحسينية الفاطمية في الأوجام ومسجد الإمام الصادق عليه السلام ومسجد العباس عليه السلام بالعوامية.
بعض من يومياته
يحاول ما استطاع ان يتذاكر سنه ويفتح له آفاقًا معرفية من مجالسة العلماء والخطباء أو الاستماع لمجالسهم، ورغم صغر سنه إلا أنه يبحث ليثري معلوماته بقدر الإمكان، أسأل الله العلي الكريم أن يمن عليه ويحفظه ويجعله ممن يثلج الصدور ببركة النبي محمد وآله وأن يمده بالمعرفة والعطاء لخدمة آل البيت عليهم السلام إنه سميع مجيب الدعاء.
-------
١ القرآن الكريم سورة الحج أيه ٣٢
٢ ديوان محسن ابو الحب الكبير/ص٣٣، تحقيق جليل ابو الحب

قال الله تعالى: (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ) (1)، جاءت هذه الآية الشريفة بمضمون مليء بالمصداقية ولم تأت عشوائيا، فالشعائر وعمقها الرسالي ذاك المنبر الجوهري الذي يعزز الإيمان والذكر لله عز وجل فهي ممارسة تربط روحنا وعاطفتنا مع الله والحسين (ع) والذي قدمه من أجل الأمة، ولأن في ذلك حياة الإنسان وبياض روحه ونقاء سريرته فقد نتج من هؤلاء الخطباء جيل يعقب جيل.
ويـلاهُ مـا حالُ البتولِ وقد
سُلبـتْ بعرصةِ (كربلا) قـلـبا
أسفي لها والحورُ تسعدُها
بـالـنــوحِ وهـيَ تصيحُ يا ربا
وِلـدي وأطـفـالـي أبـادهـمُ
صرفُ الردى أيُرى لهمْ ذنبا؟(2)
وللمنبر الشأن الكبير ولا يزال هو الحجر الأساس الذي أسس وساهم بشكل عظيم في وصول نهضة أبي عبد الله عليه السلام للأجيال القادمة، فإحياء الشعائر مازالت إلى الآن، ولكل جيل خطباء واعدون والمنابر تشغل الفكر، وباتت الطقوس على مدار العام وخاصة شهر محرم الحرام يتجدد به الحزن ويخرج مجموعة أشبال، ومن هذه المجموعة شخصية حسينية مثابرة سنتحدث عنها.
إنه الملا أمير بن سلمان بن عبدالله آل الشيخ، ولد في 2016/3/7م ونشأ في مدينة الدمام وسكنه بلدة العوامية وترتيبه الابن الأول في العائلة، ولا يخفى عن الأغلب أن هذه الأسرة الكريمة جل شخصياتها من أهل الفضل والتقى والعلم والعلماء والخطباء، تربى في وسط عائلة "أبيه وأمه" محبة لأهل البيت عليهم السلام، نعم من صغار الأشبال لكنه يتناول النعي بأريحية وهدوء، يقرأ بالعامي "الشعبي" والفصيح وغالبًا ما يسهل عليه أن يتحرى الإتيان به، صوته مميز هادئ حسيني منذ أعوامه الأولى، والعمامة التي على رأسه ما هي إلا رمز للخطيب المصغر وليست استحقاقًا كـ عالم دين "إجابة عن لماذا يرتدي العمامة!".
*رحلة الدراسة:
حاليًا يدرس في المرحلة الابتدائية النظامية، وسائر في التعلم ليكون له شأن في الخطابة المنبرية، حيث فتحت له أرض العوامية المحروسة ذراعيها وذلك تشجيعًا وإتمامًا بما قدماه الوالدان من العطاء المثمر الذي جعل منه شبلًا حسينًا، ومازال يواصل دراسته الحكومية ليلتحق بالدروس الحوزوية، أما عن دراسته الخطابية فلم يحظ بأي دراسة خاصة تعلم تعليما ذاتيا من نفسه ويعتبر البذرة من أصل الأب والأم إذ هما من غرسا فيه حب المنبر الشريف.
*بداية الخطابة:
منذ عامه الثالث وهو يطمح أن يرتقي المنبر الحسيني، متاثرا بخطابة سماحة السيد مجاهد الخباز حفظه الله، ولذلك كما ذكرنا سابقا كان التشجيع والبيئة الطيبة من والديه والرغبة والتوفيق هي من حملته ليقرأ امام الملأ "المستمعين" ويرجح في ذلك رغبته وحبه لخدمة الحسين عليه السلام حيث يراجع ويطالع ويستمع إلى من قبله من الخطباء البارزين ويتعلم منهم ويخطو خطاهم النبيلة التي يريد بها رضا الله وآل بيته صلوات الله وسلامة عليهم.
في سن الخامسة من عمره ارتقى المنبر الشريف وهذه كانت البداية والانطلاقة الأولى من بيت جده بالعوامية في مأتم الإمام الهادي عليه السلام، وكانت القراءة عن المقتل الدامي لاستشهاد أبي عبد الله الحسين عليه السلام، ومازال حفظه الله للسنة الثالثة على التوالي يقرأ، فقد قرأ في مأتم الزهراء عليها السلام بالعوامية ومسجد الرسول الأعظم في الدخل المحدود والحسينية الفاطمية في الأوجام ومسجد الإمام الصادق عليه السلام ومسجد العباس عليه السلام بالعوامية.
بعض من يومياته
يحاول ما استطاع ان يتذاكر سنه ويفتح له آفاقًا معرفية من مجالسة العلماء والخطباء أو الاستماع لمجالسهم، ورغم صغر سنه إلا أنه يبحث ليثري معلوماته بقدر الإمكان، أسأل الله العلي الكريم أن يمن عليه ويحفظه ويجعله ممن يثلج الصدور ببركة النبي محمد وآله وأن يمده بالمعرفة والعطاء لخدمة آل البيت عليهم السلام إنه سميع مجيب الدعاء.
-------
١ القرآن الكريم سورة الحج أيه ٣٢
٢ ديوان محسن ابو الحب الكبير/ص٣٣، تحقيق جليل ابو الحب




