25 , مايو 2025

القطيف اليوم

مهما يكن.. الأخلاق لا تتجزأ

يُقال: الكلمة إذا خرجت من القلب وقعت في القلب، وإذا خرجت من اللّسان لم تتجاوز الآذان.

إنَّ الأخلاق ثابتة، ولا تخضع، أو تتأثر بـ"الزمكانية"، وليس بإمكان أي عامل ما أن يُفقدها قيمتها الأخلاقية.

لذا فإنَّ الصدق، يُعدُّ قيمة أخلاقية في كلّ الأزمنة والأمكنة، ويظلُّ حسنًا، وعكس ذلك الكذب.

وعليه، فليس من المنطق بمكان أن نتعامل بعيدًا عن هذه الأخلاق الثابتة بسبب أوهام ما نتخيلها، أو بسبب حُبنا لهذا، وكرهنا لذاك، تحت تقنية "هُنا مصلحتي"، فالأخلاق لا تتجزأ، ولا تتغير.

لا أظنُّ، ولكنّني مُتأكد بأنّٓ الإنسان ينبغي عليه أن يُحب نفسه، أن يُفكر في مصلحته، أن يسعى جاهدًا إلى تحقيق ما يراهُ في الحياة من طُموح يأملُ تحقيقهُ، والسؤال الذي يطرح ذاته هُنا، مفاده: ما الميزان الذي ينبغي أن أضع فيه هذه الأشياء، حُبي لنفسي، مصلحتي، طُموحي؟

وفي الإجابة عن هذا السُّؤال، أجدُني أجيب تواضعًا بأنّٓ الأخلاق هي الميزان الذي نحتاجه، لكي نُحب أنفُسنا، لكي نسعى وراء مصالحنا، لكي نُحقق طُموحنا، بكونها -الأخلاق-، تأتي كقارب يقينا من الغرق في البحر، أيّ الغرق في الحياة.

لهذا إذا ما تمتع الإنسان بهذا الميزان في مُجريات حياته، بالإضافة إلى علاقاته مع الآخرين، أيضًا في تعامُله عبر قنوات التواصل الاجتماعي التي جاءت بيئة تواصل مع الآخر، ولها طابعُها الافتراضي، لتغدو مُكونًا اجتماعيًا، وثقافيًا في مختلف ألوان المعرفة.

لذا فإنَّ الأخلاق، هي التي تجعل من الإنسان صادقًا في مُحتواه، فلا يُدلي برأيه، أو يُعطي معلومة، أو يُبين أمرًا ما، إلا وكانت الأخلاق المقياس الذي يتبعُه.

وعليه، سيكون المُتلقي فاتحًا ذراعيه، عقله، ذاته لاحتضان ما يأتيه؛ لأنَّه ارتشف معين الكلمة الصادقة، واشتمَّ عبيرها، واستمتعت عيناهُ بجمالها الخلاب.


error: المحتوي محمي