15 , ديسمبر 2025

القطيف اليوم

فقدنا الرجل الطيب أبا علي العبيدي

﴿الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾ [البقرة: 156].

منذ سماعنا خبر رحيل الأخ الغالي سعيد علي حسين العبيدي (أبو علي) المفجع خيم علينا الحزن ما بين مصدقين ومكذبين لهذا الخبر لأننا قبل ليالٍ قليلة كنا جالسين معه في منزله المبارك بالقديح، بعد سماعنا بمرضه فكان واجبًا علينا زيارته والاطمئنان على صحته، لأنه دائم السؤال عن الآخرين ويزور المرضى ويسأل عن أخبارهم ويشاركنا مبادراتنا الطيبة لمجموعة مبادرات ديوانية الغنامي. 

- من زيارة المرضى وكبار السن. 
- والتبرع بالدم.. والزيارات والتواصل مع الآخرين.
- ومبادرة التكريم للمنجزين من القديح وخارجها.
- الذهاب معنا لتقديم واجب العزاء لإخواننا في الأحساء. 

كان رجلًا نشطًا في أعمال الخير التي تسري في عروقه.

كان يومًا حزينًا علينا وعلى القديح ومن يحبه. 

اختطفك الموت يا أبا علي كما يخطف أحبتنا كل يوم، كلنا راحلون ويبقى الأثر الطيب للإنسان. 

العمل الطيب الصالح، والأخلاق والخلق الحسن مع الآخرين تخلد الشخص ولن يُنسى أبدًا سوف يُذكر على مدى الدهور والسنين. 

الحزن والبكاء لن يرجع من فقدناهم وأحببناهم وعاشوا معنا، ولكن نحزن لفراقهم ورحيلهم عنا، وتبقى صورهم ذكرى وذكريات جميلة بيننا وبينهم.

فقدت القديح شخصًا عزيزًا على قلوب الجميع لم نرَ منه إلا كل خير، طيب مؤمن خلوق هادئ الطباع صاحب واجب ونخوة وشيمة وفزعة كريم بعطاياه، لم يبخل على أحد أبدًا حتى لو كانت ظروفه صعبة، يمد يد العون والمساعدة لإخوانه وأقربائه وأصحابه، يتصف بالتواضع والأخلاق الكريمة والمعشر الطيب والكرم والعفة. 

وصولًا لأرحامه، راعٍ واجبًا، تراه في جميع مناسبات البلد وخارجها من أفراح وأتراح، أحب الناس فأحبوه. 

ماذا أكتب عنه؟ تعجز كلماتي القاصرة في الكتابة عن هذا الرجل الشهم وهذا القليل الذي أعرفه عنه وكتبته كافيًا ليكون نبراسًا يقتدي به الآخرون من الصفات والخصال والأعمال الصالحة الخيرة الطيبة الكريمة.

وعلى الصعيد العملي فزملاؤه في عمله مستشفى الدمام المركزي (مجمع الدمام الطبي) والقطيف المركزي جميعهم يثنون عليه ويذكرونه بكل خير، ومواقفه معهم لن تنسى من ذاكرتهم حتى بعد تقاعده وبعده عنهم من الأطباء والممرضين والموظفين، فقد كان شمعة تضيء لهم بابتسامته الجميلة وحديثه وسوالفه الممتعة معهم.

فقدنا الرسائل الصباحية المسائية التي كان يرسلها لنا كل يوم، فقدناها من يوم رحيلك يا أبا علي.

كان يحب ويسارع لخدمة القريب والبعيد ويعشق عمل الخير بكل حب وإخلاص، فبعد تقاعده من مستشفى القطيف المركزي التحق بالعمل التطوعي والخيري بجمعية مضر الخيرية بالقديح، وعمل على توظيف العاطلين من أهل القديح وخارجها بالتنسيق مع شركات التوظيف وجمعية مضر الخيرية بالقديح لتوظيف هؤلاء الشباب والشابات العاطلين عن العمل وتم توظيف أعداد كبيرة نتيجة جهوده.

وكان أبو علي المشرف على هذا المشروع الخيري والإنساني والتطوعي وكان له الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في توظيف هؤلاء الشباب والشابات. 

وفتح مراكز تدريب وتأهيل الشباب والشابات ومن ضمنها مركز تدريب اللغة الإنجليزية، وعمل دورات تدريبية وكان اثنان من أولادي محمد وهادي قد التحقوا بهذه الدورة مع الأستاذ عبد الله الباكوني (أبو علي) حفظه الله ورعاه، وقد استفادوا كثيرًا هم وغيرهم وتحسنت لغتهم الإنجليزية ببركات جهود أبي علي العبيدي وفتحه هذا المركز وإقامة الدورات التدريبية فيه. 

وبعد ذلك اتجه للأعمال الحرة بفتح محل للسباكة والكهرباء لخدمة الجميع وتسهيل أمورهم.

وكان خادمًا محبًا لأهل البيت -عليهم السلام- والمقيم مناسباتهم من أفراح وأتراح في بيته على مدار السنة ودعوة الأهل والأصدقاء للاستماع وتناول البركة. 

وكان دائم الإصرار على الجميع لحضور مناسبات أهل البيت -عليهم السلام- وهذا نابع من صفاء قلبه الصافي النقي المحب للجميع. 

فجزاه الله كل خير وإحسان وهذا عمله الطيب سوف يكون ذخرًا وشافعًا يوم القيامة.

ونعظم الأجر لإخوانه الأعزاء إبراهيم (أبو خليل) وعبد الله (أبو محمد) ولعائلة العبيدي والجنبي الكرام ومن ينتسب لهم بهذا المصاب الأليم. 

تغمده الله بواسع رحمته وأدخله فسيح جناته، اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة واحشره مع محمد وآله الطيبين الطاهرين. 
وألهم أهله وذويه وأقاربه وأصدقاءه ومعارفه ومحبيه الصبر والسلوان. 

والفاتحة لروحه وأرواح المؤمنين والمؤمنات وإنا لله وإنا إليه راجعون. 


error: المحتوي محمي