
وظَّفت 12 خطيبةً مهاراتهن البلاغية في رثائيات سردنها خلال مشاركتهن في الملتقى الحسيني الحادي عشر، توحدت فيها مشاعرهن الولائية في رثاء الإمام الحسين -عليه السلام-، حيث احتوى مضمونها على جانب من المبادئ والقيم الإنسانية التي حملها أهل بيت النبوة ورسخها النبي محمد -صلى الله عليهم وآله وسلم- وتجسدت بعده صورًا حية في يوم عاشوراء بشهادة الإمام الحسين -عليه السلام-.
جاء ذلك بتنظيم لجنة الملتقى الحسيني الذي اتخذ شعار "حسيني البقاء" وبمشاركة 18 سيدةً من محافظة القطيف، يوم الأربعاء 15 المحرم 1445هـ، في مجلس الأبرار بالقطيف، بحضور ما يقارب 100 سيدةً من المهتمات بالشأن الخطابي والثقافي والاجتماعي في المجتمع.
وشمل الملتقى عدة فعاليات خطابية وإنشادية وتمثيلية شارك فيها 19 سيدةً، رسمن بكلماتهن ملحمة خطابية صورت بعضًا من تفاصيل معركة عاشوراء، والآثار التي انعكس صداها على أهل البيت -عليهم السلام-، وآراء الناس سواء من عاصروا الحادثة أو كتبوا عنها، وبقيت ثابتة الأثر حتى مع مرور السنوات تحيي روح الولاء والمحبة للنبي وآله -صلى الله عليهم وسلم-.
وجذبت الخطيبات الحضور بتقديم 12 خطبةً، تميزت بالمقدمة الجاذبة، والمحتوى الغزير ذي المعاني الأدبية، والأفكار المترابطة والخاتمة التي تختصر المحتوى بشكل موجز، مع مراعاة تطبيق فنيات نبرات الأداء الصوتي ولغة الجسد بصورة تناسب الخطبة المقدمة.
واستهلت عريفة الملتقى فاطمة الصفار فقرات الملتقى بكلمة ترحيبية، بعدها كانت تلاوة مباركة من القارئة زينب آل خاتم، ثم كلمة المنسقات للملتقى قدمتها مؤسس الملتقى حميدة الجراش.
وأوضحت الجراش في كلمتها أن الإمام الحسين -عليه السلام- يعد سرًا يصعب فهمه، حيث قالت: "هو سر يخرق الحجب السبعة، ويجذب القلوب ويوحدها، سر يقوي الإيمان ويصلب العزيمة، ويفتح باب النصر لكل من يسلك طريق الحق".
وأشارت إلى مستوى الترتيبات والإعداد لهذا الملتقى في كل عام الذي تلتف فيه قلوب المنظمات وتتوحد بل وتذوب حول محور واحد هو عشق الحسين -عليه السلام-، ويتفانى الجميع للخدمة ويتناسى كل منهم مكانته وموقعه الاجتماعي.
وأكدت الجراش عمق الربط بين كل عمل والإمام الحسين -عليه السلام- الذي يعطي العمل قوة وروحانية وقيمة عميقة، ويساعد على بناء شخصية قوية ومثابرة ومتفانية في سبيل خدمة الإنسانية، ويضفي طابع الاستمرارية والبقاء لهذا العمل فيصبح حسيني البقاء.
وألهبت سبع خطيبات الحضور بخطبهن المُعدة في مدة زمنية لم تزد على 6 دقائق، ولم تقل عن 4 دقائق، وهن؛ زهراء البيات بخطبتها "قديس طاهر"، زينب البديوي وألقت خطبة "على لسان الزمن"، أما منى المسكين فقدمت خطبة "الهيام السرمدي"، وحملت خطبة إيثار السويكت عنوان "يولد من جديد"، وأطلقت لجين آل ماجد "منهاج" عنوانًا لخطبتها، وعنونت جليلة ثويمر خطبتها بـ"العشق الحسيني"، وختمت حليمة بن عطاء بخطبتها "رساليات".
واختصرت 5 خطيبات عباراتهن الولائية بإلقاء خطب قصيرة تراوحت مدتها بين الدقيقتين والثلاث دقائق، بعد الإجابة عن سؤال العريفة بخطبة مكتملة الأركان، بدأتها الخطيبة جنة آل ربح حيث كان السؤال الخاص بها: ليلة العاشر وما يحدث فيها ملحمة في حد ذاتها، ما أكثر موقف يتعاظم في نفسك؟، بعد سكينة الشعبان التي أجابت عن؛ واقعة كربلاء مجرة، وكل فرد منّا يقتبس ذرة فبماذا توحي لك كربلاء؟ أما رغد الجشي فكانت خطبتها عن: خاطبهم الإمام: (كونوا أحرارًا في دنياكم) كيف تمثلت الحرية في عاشوراء؟، وخاطبت زكية أبو الرحي الإمام الحسين -عليه السلام- برسالة خاصة في خطبتها التي أجابت عن سؤال: واقفة عند ضريح الإمام الحسين، بماذا تخاطبيه؟ وختمت زينب الشعبان الخطب القصيرة، حيث أجابت عن: تربينا على حب الحسين وكبرت عاشوراء في أنفسنا، ما ذكريات طفولة عاشوراء؟
وتخلل الخطب تقديم مشهد تمثيلي بعنوان "بطلة من الكوفة" شاركت فيه الخطيبات الناشئات؛ بتول القفاص، فاطمة الضو، آية القيصوم، من فكرة وتأليف نرجس الخباز، وقامت بمراجعته والسيناريو له من قبل حميدة الجراش، والذي جسد فيه القصة البطولية للسيدة طوعة ودورها البطولي مع سفير الإمام الحسين مسلم بن عقيل.
وتميزت مشاركة شهد حمزة المبيوق بتقديم قصيدة "ما لي أرى" للشاعر محمد الفاطمي جاء منها؛
ما لي أرى لون السماء تغير؟
أو جاء عاشوراء أم ماذا جرى؟
أو فاطم نشرت قميص حسينها؟
أم صار وجه العرش أشعث أغبر
ما لـ النجوم تلاطمت بضيائها
والدمع من حور الجنان تحدرا
فالغيم أعلن حزنه بحداده
وحداد ذاك الغيم أن يتصحرا
وصاحب الملتقى مشاركة خاصة من متجر "حاء الحب" الذي عرض في ركنه الجانبي بعضًا من أعماله الفنية والمطبوعات التي تنفذ على المقتنيات والهدايا.
واختتمت المشرفة على تنظيم الملتقى زينب القلاف فقرات الملتقى بوقفة شكر، وجهتها إلى جميع المنظمات، والرعاة المشاركين الذين كانت لهم بصمة مميزة في نجاح الملتقى وإخراجه بالصورة التي ترضي الجميع.
.



.


