
ليس جديدًا أن ترى البعض ينحاز لمصالحه الشخصية في أي لحظة قد يكون في الطرف الآخر من يعول عليه ويعتمد عليه بمساعدته فيه.
شعار "الأنا أولًا" قد تراه مرفوعًا لدى الكثير لهذا قد يقل لدينا من نراه أهلًا للثقة بأنه يستطيع التنازل عن شعاره ويضع شعار "الجار قبل الدار" و"الصديق وقت الضيق".
نحن نعيش واقعًا قد لا يثق فيه الأخ بأخيه، فكم نرى أخوّة تفككت ونالها سنوات من القطيعة فقط لأجل ميراث أو أموال أو أي أمر من أمور الدنيا لا يتأهل ليكون سببًا لقطع رحم وهدم ثقة بمن يشتركوا من اللحم والدم الواحد، وكم نرى صديقًا تخلى عن صديقه لأنه بات لا يغدي مصالحه خاصة حين يقع في موضع شدة.
بعلاقاتنا الإنسانية قد تتداخل مشاعر الحب والكره والاحترام والامتعاض وغيرها من بعض الشخصيات، ولكن يبقى الشعور بالثقة في أحدهم مصدر أمان قد يتفوق حتى على مشاعر الحب، فربما نحب شخصًا ولكن لا نعطيه كل الثقة لهذا لا نأخذ منه الأمان، لكن من نثق بأن وصول حاجتنا عنده تجعلنا ننام قريري العين لثقتنا به لا شك سيوليها كل اهتمامه فهو مرتبة أعلى من الحب.
مع الأسف مصطلحات الحب لدينا باتت توزع على قارعة الطريق وعلى من يستحقها ومن لايستحقها، نرى هناك من يتهادى بكلام الحب الذي لم يكتبه هو ولم يخرج من قلبه وإنما كان كلامًا منسوخًا انجذب لتنميقه وشاعريته ليهديه من يحب، حتى أضعنا طريق الحب المربوط بالثقة الواصلة لبر الأمان.
فقد نبالغ بإهداء حبنا مثلًا لأصدقائنا أكثر حتى من أهلنا ظنًا منا أننا نجد معهم الأمان الذي يجعلنا نفشي لهم أسرارنا وقد نسمح حتى بجعلهم يملكون صورًا أو معلومات خاصة بنا، دون أن نضع في الحسبان تغير الزمان وحتى الأنفس التي تجعل هذا الزمن مخيفًا فربما خلاف بسيط بين الأصدقاء يودي بعلاقة إلى تدمير مستقبل أو حياة أحد فيها وغيرها.
الثقة شيء جميل بين الأصدقاء والأقارب حتى ساداتنا أهل البيت (ع) يصفون الصديق والأخ بما معنى الرواية أن يصل لدرجة أن يدخل الصديق يده في جيب صديقه دون أن يقول له شيئًا فيما أخذ.
ولكن هناك جزء في خانة الحذر والأمور الخاصة التي يجب الاحتفاظ بها في مكان آمن وأشخاص آمنين وحريصين عليه وبالتأكيد سيكون الأهل هم أول خيار صحيح مهما كانت هناك نماذج تستوجب الحذر منهم أيضًا خاصة بضعف المسؤولية لدى الوالدين وغيرهم.
حين نسمع عن بعض القصص الحادثة في هذا الزمن تجد أن الموازين اختلفت فالأم ليس بالضرورة أن تكون حاملة لمواصفات الأم، وكذلك الأب والأخ والأخت والزوج والزوجة والأولاد وغيرها، فالأدوار قد تكون صريعة على مسرح مشاهد الحياة.
كان من دعاء رسول الله (ص): "اللهم أنت ثقتي في كل كرب، وأنت رجائي في كل شدَّة، وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعُدَّة، كم من كرب يضعف عنه الفؤاد وتقلُّ فيه الحيلة، ويخذل فيه القريب، ويشمت به العدو، وتُعييني فيه الأُمور، أنزلته بك وشكوته إليك راغبًا فيه إليك عمن سواك ففرَّجته وكشفته عني وكفيتنيه..".
حين نتعلم أن يكون الله هو ثقتنا الذي نودعه أسرارنا التي لا نشك في أنه ساترها علينا، إلا إذا عملنا على ما يفضحها وحتمًا ستكون فضيحة الدنيا أهون من فضيحة يوم القيامة.
وإذا كنا للآن لم نعطِ ثقتنا لله في تدبير أمورنا والاعتماد عليه، فلنبدأ التعلم من سادات الورى بكيفية اعتمادهم وثقتهم بالله، وبمن جعلوا الله نصب أعينهم فكانوا أهل الثقة فرسول الله كان يثق بأمير المؤمنين حين نام على فراشه كي لا يغدرو به ويضيع دمه هدرًا، والحسين كان يثق بمسلم ابن عقيل لهذا جعله لسانه الناطق عنه برسالته لأهل الكوفة وعينه الناظرة عنه فيهم.
فإذا نابتك حيرة بيوم ما وكنت غير واثق بأحد فلا تتخطى اختيار من وثق به رسول الله ليفديه بروحه ووثق به الحسين ليكون أول رسول يُقتل ليُنسج اسمه ويغدو أول قربان وضحية من ضحايا كربلاء ليساعدك على اختيار الطريق الصحيح.
فإذا وقفت على قارعة الطريق حائرًا إلى أين تذهب بروحك وعلى من تعتمد في هذه الأيام لتصل إلى معشوقك فأرجوك اختر أن تظل تأشيرتك حائرة حتى يأتيك مدد علي ليوثقها بكلام الحسين "وإني باعث إليكم أخي وابن عمي وثقتي من أهلي مسلم ابن عقيل..".
فهل تُراك بعدها لم تشم رائحة كربلاء ولم يزكم أنفك لبداية فصل العطش من رواية عطشه المواسي به عطش الذبيح بها؟
شعار "الأنا أولًا" قد تراه مرفوعًا لدى الكثير لهذا قد يقل لدينا من نراه أهلًا للثقة بأنه يستطيع التنازل عن شعاره ويضع شعار "الجار قبل الدار" و"الصديق وقت الضيق".
نحن نعيش واقعًا قد لا يثق فيه الأخ بأخيه، فكم نرى أخوّة تفككت ونالها سنوات من القطيعة فقط لأجل ميراث أو أموال أو أي أمر من أمور الدنيا لا يتأهل ليكون سببًا لقطع رحم وهدم ثقة بمن يشتركوا من اللحم والدم الواحد، وكم نرى صديقًا تخلى عن صديقه لأنه بات لا يغدي مصالحه خاصة حين يقع في موضع شدة.
بعلاقاتنا الإنسانية قد تتداخل مشاعر الحب والكره والاحترام والامتعاض وغيرها من بعض الشخصيات، ولكن يبقى الشعور بالثقة في أحدهم مصدر أمان قد يتفوق حتى على مشاعر الحب، فربما نحب شخصًا ولكن لا نعطيه كل الثقة لهذا لا نأخذ منه الأمان، لكن من نثق بأن وصول حاجتنا عنده تجعلنا ننام قريري العين لثقتنا به لا شك سيوليها كل اهتمامه فهو مرتبة أعلى من الحب.
مع الأسف مصطلحات الحب لدينا باتت توزع على قارعة الطريق وعلى من يستحقها ومن لايستحقها، نرى هناك من يتهادى بكلام الحب الذي لم يكتبه هو ولم يخرج من قلبه وإنما كان كلامًا منسوخًا انجذب لتنميقه وشاعريته ليهديه من يحب، حتى أضعنا طريق الحب المربوط بالثقة الواصلة لبر الأمان.
فقد نبالغ بإهداء حبنا مثلًا لأصدقائنا أكثر حتى من أهلنا ظنًا منا أننا نجد معهم الأمان الذي يجعلنا نفشي لهم أسرارنا وقد نسمح حتى بجعلهم يملكون صورًا أو معلومات خاصة بنا، دون أن نضع في الحسبان تغير الزمان وحتى الأنفس التي تجعل هذا الزمن مخيفًا فربما خلاف بسيط بين الأصدقاء يودي بعلاقة إلى تدمير مستقبل أو حياة أحد فيها وغيرها.
الثقة شيء جميل بين الأصدقاء والأقارب حتى ساداتنا أهل البيت (ع) يصفون الصديق والأخ بما معنى الرواية أن يصل لدرجة أن يدخل الصديق يده في جيب صديقه دون أن يقول له شيئًا فيما أخذ.
ولكن هناك جزء في خانة الحذر والأمور الخاصة التي يجب الاحتفاظ بها في مكان آمن وأشخاص آمنين وحريصين عليه وبالتأكيد سيكون الأهل هم أول خيار صحيح مهما كانت هناك نماذج تستوجب الحذر منهم أيضًا خاصة بضعف المسؤولية لدى الوالدين وغيرهم.
حين نسمع عن بعض القصص الحادثة في هذا الزمن تجد أن الموازين اختلفت فالأم ليس بالضرورة أن تكون حاملة لمواصفات الأم، وكذلك الأب والأخ والأخت والزوج والزوجة والأولاد وغيرها، فالأدوار قد تكون صريعة على مسرح مشاهد الحياة.
كان من دعاء رسول الله (ص): "اللهم أنت ثقتي في كل كرب، وأنت رجائي في كل شدَّة، وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعُدَّة، كم من كرب يضعف عنه الفؤاد وتقلُّ فيه الحيلة، ويخذل فيه القريب، ويشمت به العدو، وتُعييني فيه الأُمور، أنزلته بك وشكوته إليك راغبًا فيه إليك عمن سواك ففرَّجته وكشفته عني وكفيتنيه..".
حين نتعلم أن يكون الله هو ثقتنا الذي نودعه أسرارنا التي لا نشك في أنه ساترها علينا، إلا إذا عملنا على ما يفضحها وحتمًا ستكون فضيحة الدنيا أهون من فضيحة يوم القيامة.
وإذا كنا للآن لم نعطِ ثقتنا لله في تدبير أمورنا والاعتماد عليه، فلنبدأ التعلم من سادات الورى بكيفية اعتمادهم وثقتهم بالله، وبمن جعلوا الله نصب أعينهم فكانوا أهل الثقة فرسول الله كان يثق بأمير المؤمنين حين نام على فراشه كي لا يغدرو به ويضيع دمه هدرًا، والحسين كان يثق بمسلم ابن عقيل لهذا جعله لسانه الناطق عنه برسالته لأهل الكوفة وعينه الناظرة عنه فيهم.
فإذا نابتك حيرة بيوم ما وكنت غير واثق بأحد فلا تتخطى اختيار من وثق به رسول الله ليفديه بروحه ووثق به الحسين ليكون أول رسول يُقتل ليُنسج اسمه ويغدو أول قربان وضحية من ضحايا كربلاء ليساعدك على اختيار الطريق الصحيح.
فإذا وقفت على قارعة الطريق حائرًا إلى أين تذهب بروحك وعلى من تعتمد في هذه الأيام لتصل إلى معشوقك فأرجوك اختر أن تظل تأشيرتك حائرة حتى يأتيك مدد علي ليوثقها بكلام الحسين "وإني باعث إليكم أخي وابن عمي وثقتي من أهلي مسلم ابن عقيل..".
فهل تُراك بعدها لم تشم رائحة كربلاء ولم يزكم أنفك لبداية فصل العطش من رواية عطشه المواسي به عطش الذبيح بها؟