24 , يونيو 2025

القطيف اليوم

من سنابس.. الوجه الآخر لـ الباحث والبروفيسور ياسر الضامن.. قبضة تجهز على الخصم.. وأخرى بلسم شافٍ

بدأ حياته كمدافع في فريق كرة القدم للناشئين بنادي النور ببلدة سنابس في محافظة القطيف، وارتدى بعدها قفازات الملاكمة على مدى 12 عامًا، إلى أن خطفته المختبرات والأبحاث الطبية من الرياضة ليصبح من أبرز العلماء البارزين في علم الميكروبيولوجيا وعلم الجينات الجزئية وصاحب ثلاث براءات اختراع؛ هكذا يمكن تلخيص أبرز محطات مسيرة عضو هيئة التدريس في جامعة ولاية ميشغيان، البروفيسور والباحث ياسر بن علي الضامن، خلال اللقاء المفتوح الذي حل ضيفًا فيه بنادي النور، ضمن فعاليات "صيف النادي" يوم السبت 15 يوليو 2023هـ، بقيادة حسين القلاف، وحضور ما يقارب 300 ناشئ وعدد من الشخصيات الرياضية والثقافية في المجتمع. 

مسيرة حياة
وبدأ اللقاء بعرض فيلم قصير يعرّف بمسيرة الضامن، والتي تم ترجمتها من خلال حديثه، الذي عبّر فيه عن اعتزازه بأنه ابن سنابس حيث تربى في منزل والده القريب من النادي، وبدأ حياته التعليمية النظامية بالدراسة الابتدائية في مدرسة الإمام مسلم، وبعدها انتقل إلى المدرسة المتوسطة بسنابس، ثم قضى المرحلة الثانوية في مدرسة المنار بسنابس، وأكمل بعد ذلك مسيرته العلمية في جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز بالرياض لدراسة تخصص العلوم الطبية، حيث تخرج فيها عام 1999م، وعمل بعدها في مستشفيات المنطقة الشرقية لمدة ثلاث سنوات، وبعدها انتقل لمدينة الرياض. 

نقطة تحول
وأوضح أنه قرر في عام 2005م السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، والتي كانت بالنسبة له نقطة تحول وخلق مسيرة استثنائية على جميع الأصعدة، مبيّنًا أن ذلك كان حلمًا تولد عنده مع بداية دراسته الجامعية، والتخطيط لمواصلة تعليمه، حيث إنه يؤمن بأنه لابد من طلب العلم وأن البدايات المتعبة أمر حتمي، ورسم لنفسه هدفًا بإصراره خلال عامي 1996 - 1997م على أن يختتم مسيرته بالحصول على درجة الدكتوراه التي دأب عليها لمدة 15 عامًا إلى أن وصل لها، كما تخلل ذلك حصوله على الماجستير. 

علم متقن
ويرى الضامن أنه عندما يتعلم الشخص علمًا عليه أن يتقنه بشكل أوسع، وحتى مع وصوله لمرحلة علمية متقدمة عليه أن يفكر أنه مازال طالبًا، ويواصل طلب العلم حتى مع حصوله على أعلى الشهادات، وعندما يجد فسحة من الوقت عليه زيادة تعلم علوم أخرى بعيدة عن تخصصه"، ولذلك درس بعد حصوله على الدكتوراه تخصص الإدارة التنفيذية لمدة سنتين، وكرس جهده لسد حاجته لمعرفة مهارات جديدة وعلى رأسها علم الإدارة المالية والمحاسبة، وما يتطلبه عمله من تطوير الإستراتيجيات لتحسين العمل في مختبر الأبحاث والجامعة على حد سواء لدراسة تخصص الإدارة التنفيذية لمدة عامين، حيث كان داعمًا له لحصوله على درجات مهنية إضافية في الجامعة كونه مكلفًا ببعض الأمور الإدارية، ولبّى رغبته بتطوير ذاته في المجال الاقتصادي بإنشاء شركة استثمارية وقام بإدارتها بنفسه. 

ووصف الابتعاد عن الأهل والوطن بأنه ليس بالأمر السهل؛ كونه من الأمور الصعبة على كل شخص، لكنه يرى أن تحقيق الأهداف يجعل ذلك أمرًا ضروريًا مع ما يحمل من قناعات بأنه طالب علم مدى الحياة وهذا أمر واقعي في كل مرحلة، حيث فكر في العودة للوطن في عام 2011م، إلا أنه وجد البقاء هو الخيار الأفضل، مع وجود تحدٍ؛ أن حصوله على درجة الدكتوراه يمر بمرحلة مفصلية تدريبية، وأن يكون عالمًا متدربًا، فعمل زمالة بحثية لمدة سنتين، وبعد إكمالها حصل على وظيفة في المركز العلمي للأبحاث بجامعة ميشيغن، ومنها استمر 10 أعوام، ومع ذلك يعترف بأنه ابن وطنه المملكة العربية السعودية التي سيرجع لها، ويسعى لتطبيق الذي تعلمه في أمريكا لتدريب أبناء مجتمعه ليكونوا علماء المستقبل. 

ومع ما يحمله من خبرات ومعرفة في علم الميكروبيولوجيا وعلم الجينات الجزئية، وكذلك تخصصه بمعرفة الفيروسات، أخذ على عاتقه في فترة جائحة كورونا متابعة المخرجات البحثية ومحاولة شرحها بطرق مبسطة لكي يفهمها الناس ويكون لهم مرجع لمعرفة طبيعة انتشار الفيروس بكل أبعاده، حيث كان يقوم بشكل يومي بجمع المعلومات والأبحاث العلمية عن المرض وكيف يمكن التعايش وسط الجائحة على المستوى الأسري والمجتمع المحلي والدولي، والذي كان لغز سكان العالم قاطبة. 

بدايات وهوايات
وتحدث الضامن عن بداياته وهواياته، حيث كان لاعبًا سابقًا في دفاع فريق كرة القدم للناشئين بنادي النور ببلدة سنابس، بعدها اتجه إلى لعبة الملاكمة لمدة 12 عامًا حقق خلالها عدة بطولات على مستوى المنطقة الشرقية والمملكة في عدة أوزان. 

وتضمن اللقاء مداخلات من الحضور الذين طرحوا تساؤلات دارت حول مساراته العلمية والتخصصية، ومن بينهم زميله في لعبة الملاكمة محمد سعيد المسباح، وابنه الناشئ فارس المسباح، والفنان عبدالعظيم الضامن، والدكتور مؤيد الضامن، والمهندس ياسر الضامن، أجاب عليهم حول اللقاحات، والتحديات التي واجهها في مسيرته العلمية والعملية. 

وتطرق في حديثه إلى المراحل التي يمر بها المخترع عندما يريد تسجيل براءة اختراع، والتي تبدأ بضرورة إيجاد دليل علمي عند وجود النظرية العلمية، وتتم بالعمل في مركز أبحاث تطبيقية يعمل على تطبيقها في مجال عمله سواء المختبر أو المستشفى، وعندما يوجد إثبات ملموس لها يتجه إلى مرحلة التسجيل المؤقت لمدة سنة لحفظ الحقوق، ويبدأ بالتواصل مع جهات معينة يبين لهم الهدف من الاختراع والكشف عن المعلومات، ومع زيادة الإثباتات العلمية، يستطيع اعتمادها لمدة خمس سنوات، وخلال ذلك عليه زيادة الدلائل العلمية حولها، وإثبات ذلك بوجود المنشورات العلمية التي تدعمه، وتدعم اكتشافه بدليل علمي والهدف منه الخروج بمنتج إلى السوق ويصل لمرحلة التصنيع. 

وتوقع أن يصل الأبناء لمرحلة أفضل مما وصل إليها، موصيًا بالتركيز في الدراسة والتعلم المستمر في المراحل المدرسية والجامعية، وأن يكون عند الشخص رغبة للتعلم في كل المجالات مع التركيز على المجال الذي يستهويه، بالإضافة إلى التدريب وتطوير المهارات المختلفة في عدة مجالات تخصصية وغير تخصصية منها؛ اللغات والمهارات التقنية الحديثة. 

واختتم اللقاء بتقديم تكريم خاص من المدير التنفيذي لنادي النور باسم آل صفوان للدكتور ياسر الضامن، وتوجيه الشكر له على تلبية الدعوة.



error: المحتوي محمي