18 , يوليو 2025

القطيف اليوم

​​​​​​​أحساء ابن بطوطة

مراجعة بسيطة لأقوال ابن بطوطة ومقارنتها مع من سبقوه

رحلة في القرن الثامن الهجري: الرحالة ابن بطوطة خالف جميع الأقوال المشهورة لمن سبقوه من مؤرخين ورحالة وكانت رحلته قد بدأت في شهر رجب سنة 725 هجرية وانتهت سنة 754 هجرية أي استمرت تسعًا وعشرين سنة  وذلك خلال القرن الثامن الهجري وخلال رحلته سافر إلى القطيف ووصفها وصفًا دقيقً قال فيه: "وهي مدينة كبيرة حسنة ذات نخل كثير يسكنها طوائف العرب وهم رافضية غلاة يظهرون الرفض جهارًا لا يبقون أحدًا ويقول مؤذنهم في أذانه بعد الشهادتين: أشهد أن عليا ولي الله يزيد بعد الحيعلتين: حي على خير العمل ويزيد بعد التكبير الأخير محمد وعلي خير البشر من خالفهما فقد كفر".

زيارته للأحساء:
قال ابن بطوطه: "ثم سافرنا منها إلى مدينة هجر وتسمى الآن بالحسا وهي التي يضرب المثل بها فيقال كجالب التمر إلى هجر وبها من النخيل ما ليس ببلد سواها ومنه يعلفون دوابهم وأهلها عرب وأكثرهم من قبيلة عبد القيس بن أفصى" انتهى.

هناك أسئلة وتضارب في صحة أقوال ابن بطوطة اللواتي الطنجي وهي:

أولًا: ذكر أن هجر هي الأحساء وأهلها عرب من قبيلة عبد القيس وهذا يعارض أقوال من سبقوه من مؤرخين عاصروا مدينة هجر قبل تدميرها من قبل القرامطة سنة 287 هجرية أي في القرن الثالث الهجري أي قبل أربعة قرون ونصف قرن من رحلة ابن بطوطة وأقوالهم تخالف أقوال ابن بطوطة ومنهم:

المؤرخ الهمداني (280 - 344 هجرية) الهمداني يفرق بين الأحساء وهجر وهو معاصر لفترة ما قبل تدمير هجر حيث قال: الأحساء منازل ودور لبنى تميم وكان سوقها على كثيب يسمى الجرعاء وعن يمين البحرين ودونها يبرين انتهى.

وقال الهمداني في مدينة هجر: "مدينة البحرين العظمى هجر وهي سوق بني محارب من عبد القيس ومنازلها ما دار بها من قرى البحرين، انتهى.

نفهم من قول الهمداني أن الأحساء تختلف عن مدينة هجر ويسكن الأحساء قبيلة بني تميم ويسكن هجر قبيلة عبد القيس وليس كما ذكر ابن بطوطة أن سكان الأحساء يسكنها قبيلة عبد القيس بل ذكر الهمداني أيضًا أن الأحساء عن يمين البحرين.

المؤرخ المسعودي المتوفى سنة 346 هجرية، قال: والأحساء وكان بها بنو سعد من تميم، انتهى.

قال الأزهري المتوفى سنة 379 هجرية: "وقد رأيت البادية أحساء كثيرة على هذه الصفة منها أحساء بني سعد".

قال أبو الفداء المتوفى سنة 732 هجرية: "الأحساء علم لموضع من بلاد العرب وهي أحساء بني سعد".

نفهم من أقوالهم أن الأحساء يسكنها قبيلة بني تميم وبالتحديد فرع بني سعد من بني تميم وليس قبيلة عبد القيس.

ثانيًا: ابن بطوطة ذكر تفاصيل زيارته للقطيف مذهبهم وطريقة الأذان ونعتهم بالروافض السؤال الذي يتبادر للقارئ هل هو فعلًا زار الأحساء ولم يلاحظ مذهبهم وطريقة أذانهم وقت الصلاة؟!

ثالثًا: في اعتقادي أن ابن بطوطة خلط بين مدينة هجر التي يسكنها عبد القيس وبين أحساء القرامطة التي يسكنها بني سعد من بني تميم وربط ذلك بمسمى حكام هجر الذي أطلق على قرامطة الأحساء بعد سيطرتهم على قرى هجر (القطيف والزارة والخط) ولا غرابة في ذلك حيث إن مدينة هجر دمرها القرامطة قبل رحلة ابن بطوطة بأربعة قرون ونصف القرن. وابن بطوطة عابر سبيل من مدينة طنجة ليس له معرفة بهذه البلاد وتاريخها وقبائلها.


error: المحتوي محمي