تراكم الصدأ على قلمي حتى علاه السواد من الإهمال، حيث أصبحت خصومة بيني وبين عالم الكلمات، فلم يكن لي مشاركة في مقال من فترة طويلة.. لكن أتى رفقاء في جلي القلم من السواد من خلال استبدال رأس محبرة القلم معدن الذهب بمعدن الحديد، فلم يكن لي خيار إلا أن أجعل عالم الكلمات يتلون بالحروف من سرد تجربتي مع هؤلاء الرفقاء.
ربما أحيانًا يتطلب الأمر من الشخص استخدام النظارة ولبس الشماغ الإنجليزي وتعليق قلم ماركة عالمية (مونت بلانك)، يصبح مثل شخصية مدير البنك ثم الجلوس أمام صرافة الأصدقاء لتعرف أرصدة الأصدقاء، كمْ يبلغ رصيدهم من الوفاء؟ أو أن رصيدهم ما زال إفلاسًا يحمل حساب الأعذار فقط؟
من خلال تجربتي من مشوار السفر الأسبوع الماضي، اكتشفت معنى الصداقة التي تحمل الروح الجميلة والصداقة التي لا روح فيها.. تعلمت أن صديق "المصلحة" يكون بجانبك مع استمرار شروق الشمس على مصلحته، فحين تغرب الشمس عن المصالح يغرب معها، فالصديق مثل المعدن يوجد من معدنه ذهب يزيد في ثراء خزينتك وتتزين به والبعض الآخر مثل الذهب المغشوش، بمجرد أن يسقط لونه يصيبه الصدأ ولا يدوم بريقه، ولا يمكن أن يكون له ثمن في خزينتك.
أضرب مثالًا من الواقع، يكون أبطاله معادنًا من ماء الذهب، حيث التقيت في سفرتي الاستجمامية وحب المغامرة إلى بلد جورجيا مع صديقين من عائلة الخباز وعائلة الخاطر، فكانا يعزفان نغمات السفر الجميلة من التخطيط السليم وآداب السفر مع الصديق، مصحوبة بالحلم والذكاء، حتى في أحلك المواقف تتدخل الحكمة والشفافية من موازنة الموقف بينهم.
لربما يحتاج الفرد إلى الاستجمام، حتى يسترجع طاقته في لبس ثوب جديد مفعم بالطاقة والحيوبة مع تبادل الثقافات بين الشعوب، وكذلك الخروج عن الروتين حيث الطبيعة في بلد جورجيا تشجع على المشي في القرى الريفية مع التغزل في بساتين أشجار الخوخ والعنب والتفاح المثمرة، ما يجعل للرحلة أثرًا إيجابيًا يسجل في شريط الذاكرة.
السفر معيار جيد في تصفية الرفقاء من معرفة مصارف أخلاقهم، أهي مشبعة بتواضع الكرم أم مجرد رصيد فارغ من الأخلاق والحب، حيث في السفر ينصهر الطلاء ويظهر المعدن الحقيقي، لنا الفخر والشرف في معرفة أصدقاء بالروح الجميلة في الأسفار ما يحملون أخلاقًا جميلة، حيث الفرد لا يمثل نفسه في الخارج لكن يمثل وطنه، إذ أصبح العالم مثل القرية مع تطور إعلام السوشيال ميديا. أي تصرف غير لائق يصدر من الشخص يعكس صورة سلبية عن وطنه قبل شخصه، في الضفة الأخرى التصرف الجميل يعكس صورة مشرفة للوطن، كما شاهدت من هؤلاء الرفقاء من الكرم والطيب وحسن التعامل في الخارج.



