13 , ديسمبر 2025

القطيف اليوم

الوجيه علي بن جواد المعلم

هو الحاج علي بن جواد بن المقدس مهدي بن محمد بن حسين بن الشيخ محمد بن الشيخ أحمد المعلم الجارودي القطيفي ولد في قرية الجارودية سنة 1322 هـ ونشأ فيها وتعلم القراءة عند المعلم الحاج مهدي الحبيل. ثم عمل بحارًا وغواصًا واشتغل لفترة بسيطة بالفلاحة.
تزوج من أرملة أخيه المرحومة الحاجة مريم علي آل جمعة في سنة 1344هـ وأنجبت له المرحوم الحاج حسن والحاج جواد والمرحومة الخطيبة زينب (أم صالح المعلم)، والمرحومة كاظمية (أم عبد النبي).
صحب كثيرًا من الفقهاء والعلماء والوجهاء مثل الشيخ أبي الحسن والشيخ أبي عبدالكريم الخنيزي والسيد ماجد العوامي والشيخ منصور الزاير والشيخ فرج العمران والشيخ منصور البيات والشيخ علي الجشي والشيخ محمد صالح المبارك والشيخ منصور والشيخ علي المرهون والملا مكي والملا سليم المدن والوجيه عبدالله بن نصرالله ورضي الشماسي وغيرهم، وكان من حواري الشيخ فرج العمران وملتزمًا بالصلاة خلفه، وصاحبه في بعض أسفاره وزياراته، وقد ذكره الشيخ في كتابه الأزهار الأرجية عدة مرات.
كان يسافر إلى العراق ويبقى هناك لأشهر طويلة، يحضر خلالها مجالس المراجع والعلماء كالسيد محسن الحكيم والسيد الخوئي ويقف له الناس وقفة احترام وإجلال. تميز بحديثه باللغة الفصحى غالب الوقت فهو مفوه بليغ فصيح الكلام، حينما كان شابًا كان يقرأ السيرة وقد أعجب بقراءته الشيخ جعفر بن أبي المكارم العوامي.
كان قضاة القطيف مثل الشيخ أبو الحسن الخنيزي والشيخ الجشي يزكونه ويطلبونه بالخصوص للشهادة أو لأمور أخرى. وكان يباشر بنفسه حلّ بعض النزاعات.

كانت له هيبة حضور كبيرة بالمجتمع، وفي الوقت ذاته كان شخصية مرحة برُقي وأدب، لا يتقهقه عند الضحك بل يكتفي بابتسامة. وكثيرًا ما كان يمتدح من يتحدث معه، ولا يلوم من أخطأ بل يلتمس له عذرًا.
سعى في إنشاء خزان الماء الكبير بالجارودية وفي بناء بعض المساجد. كان كثير التعبد وهو من أوائل من اعتنق التقليد الأصولي بالجارودية. كان يوصل للفقراء المعونات المالية بالخفاء، ويحل مشاكل الناس وخلافاتهم العائلية خصوصًا في مسائل الإرث.
أسرته معروفة بالعلم من الناحية الدينية حيث إن أخته هي الخطيبة معلمة القرآن المرحومة الحاجة سلمى أم علي الصالح المعلم، وابنته أيضًا خطيبة ومعلمة القرآن المرحومة الحاجة زينب أم صالح المعلم ولديها من ذريتها اثنان من فضلاء المشايخ وهما الشيخ محسن والمرحوم الشيخ محمد علي (أبو عماد) المعلم، وخطيبتان وهما الملاية فاطمة أم علي سعيد المعلم والملاية مدينة أم علي آل خليف.
توفي -رحمه الله- في يوم السبت التاسع من شهر جمادى الآخرة سنة 1399هـ، الموافق للخامس من شهر مايو 1979م، وصلى عليه الشيخ عبدالرسول البيابي، وقد التزم بمجلس العزاء بعض العلماء كالشيخ حسين العمران والشيخ عبدالرسول البيابي.
المواقف الطريفة واللطيفة مع السيد الحكيم، والشيخ المبارك الصفواني: من حديث جدنا الكبير أنّه عندما تشرف بلقاء السيد الحكيم عليه الرحمة والرضوان، وعرّف نفسه باسمه (علي بن جواد المُعّلم)، قال له السيد الحكيم قدس سره: المُعّلم (لقب) للعائلة أم (صفة) تتصف بها؟ فقال -رحمه الله-: سيدنا إنّه لقب! فقال قدس سرّه: إن شاء الله هي صفة.
ومن حديثه -رحمه الله أيضًا- أن قرية الجارودية المحروسة كانت بلدًا لآل المبارك وهي السلالة المعروفة من نسل الشيخ مبارك الجارودي وأولاده وأسلافه من قبل أيضًا.
وكان من بقية آل المبارك الشيخ محمد صالح المعروف بـ الصفواني الذي كان قاضيًا في القطيف آنذاك، وذات يوم قال الشيخ محمد صالح المبارك للجد الكبير الحاج علي بن جواد على وجه الطرفة: يا أبا حسن البيت الذي أنتم فيه هو بيتنا. فسكت الحاج علي، فقال له الشيخ: سكتَّ يا أبا حسن! كأنك خائف! فقال له: كيف لا أخاف والطرف الآخر قاضٍ؟ فليس لي كلام أمام القاضي.
رحم الله من يقرأ لروحه سورة الفاتحة.




error: المحتوي محمي