13 , ديسمبر 2025

القطيف اليوم

عري المرأة بكل مفاهيمه هل هو حال أنثوي

هل تعري المرأة بكل مفاهيمه وأشكاله هو حال أنثوي!؟، أم هو حال ذكوري؟.
السؤال هنا ناتج من نسبة الذكورة والأنوثة عند النساء، هل النساء التي تتعرى هن إناثٌ!؟، في الحقيقية لا، وهذا يرجع إلى أن أي أنثى في الحياة لا تحب نظرة الشهوة بل هي تحب نظرة الحب فقط، وفي حال وجود الشهوة المجردة من بقية المشاعر؛ فإن الأنثى تشعر بعدم الراحة والاشمئزاز إلا في حالة "عدم الاتزان"، وتكون حينها المرأة في حال ذكوري، وهذه المسألة هنا لا تخص الدين ولا الشرع ولكن هذا أمر راجع للفطرة، وكل شيء يرجع للفطرة هو حال صحيح وحال سليم ومتزن تمامًا.
ومن هذا المنطلق نتحدث عن الحرية النسائية الحالية في مجتمعنا، وعن المعنى المغلوط عن الحرية وما تعنيه الحرية في أمر "الحجاب"، الذي هو في الحقيقة "فرض"، ولكن "حديثنا ليس دِينِيًّا ولا شَرْعِيًّا"، فهنا بالتحديد يلزمنا فهم معنى "الحرية"، إذ لا يوجد بلد حر مثلًا، كل بلد له قانون يلزم الشعب به، وأي أحد منهم يخالف القوانين يكون مستحقًا للعقوبة، وهذه القوانين تصب في مصلحة البلد والشعب بالرغم من اختلاف هذه القوانين حسب كل بلد ومن غير الطبيعي أن يكون بلدٌ دون قانون.
إذًا ماذا تعني الحرية!؟، الحرية هي شعور داخلي لا يلزم أي سبب من الخارج حتى تكون أنت حر، أنت حر أن تختار شعورك الحالي، أنت حر أن تختار شعور السعادة بالرغم أنه لا يوجد سبب مادي لهذا، أنت حر أن تختار شعور الطمأنينة والحرب قائمة في الخارج، أنت حر تشعر بالفخر والكرامة ومعاملة من حولك تلزم خلاف هذه النتيجة، أنت حر أن تشعر بالحرية وأنت خلف قضبان السجن، أنت حر شعوريًا، وهذا هو معنى الحرية الحقيقي، لكن أن تختار لفظ "الحرية" في تطبيق قانون أو حكم شرعي غير مخير، فهذا دلالة على حاجتك إلى الرجوع للداخل، والنظر إلى قناعتك الداخلية تجاه "دينك" تحديدًا.
دينك ليس اسمًا يحدد انتسابك له في هويتك الخاصة، إنما هو إيمان قلبي وتصديق شعوري، ورغبة حقيقية في الاتباع والالتزام الناتج عن حب وانتماء، وليس "إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ"، دينك ليس ما ترثه من أهلك وليس ما وجدت عليه من حولك، دينك ليس أن تختار ما يتناسب منه على حسب هوى نفسك، وليس من الاتزان الانتساب له واختيار البعض منه وترك البعض، دينك هو قناعتك التامة بكل ما أنزل فيه.
وهنا نرجع للحرية الحقيقية، وهو أني اخترت أن أتثقف عن ديني؛ لأنني اخترت أن يكون إيماني والتزامي نابعًا من داخلي، وليس من إجبار الأهل أو المجتمع، وتطبيقي لقوانينه وأحكامه نابع عن رغبة مني، حر نعم، أنا حر تمامًا، ولكن حريتي بوعي تام لهذا المعنى الرائع.



error: المحتوي محمي